أنشطة وفعاليات احتفالا بذوي القدرات الخاصة بفرع ثقافة الفيوم
تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT
نظم فرع ثقافة الفيوم مجموعة متنوعة من الفعاليات الثقافية والفنية ضمن البرنامج الذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني، خلال شهر ديسمبر الحالي.
يأتي هذا فى إطار الفعاليات التي ينظمها الفرع تحت إشراف إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي برئاسة لاميس الشرنوبي، بقصر ثقافة الفيوم والمكتبات الفرعية.
خلال ذلك شهدت مدرسة الأمل للصم والبكم بنات، احتفالية ثقافية وفنية، بحضور مترجم الإشارة إيمان جلال، قدمت خلالها جيهان عبد الله مسئول ثقافة الطفل، ورشة حكي بعنوان "فلسطين أرض الأنبياء"، إلي جانب ورشة رسم حر نفذها كلا من تهاني أحمد ونعمه رجب أخصائي ثقافة الطفل، كما قدمت نعمة رجب عرض بعرائس الماريونت وسط تجاوب كبير من الأطفال.
وشهدت مكتبة الفيوم العامة، محاضرة بعنوان "برايل معجزة المكفوفين"، بحضور طلاب مدرسة جمال عبد الناصر الإبتدائية، استعرضت خلالها مروة محمود عطية أخصائي ثقافي بالمكتبة، نشأة "لويس برايل"، والذي أصيب بالعمى جراء حادث عندما كان في الثالثة من عمره، وتلقى تعليمه في المعهد الوطني للشباب المكفوفين في باريس، كما أشارت إلي أن طريقة برايل هي طريقة الكتابة البارزة على الورق والتى تسمح للمكفوفين بالقراءة من خلال اللمس، وهكذا أصبحت طريقة برايل معجزة تضئ حياة المكفوفين حتى يتمكنوا من متابعة دراستهم، وإستكمال حياتهم بطريقة تتناسب معهم كى يحصلوا على حقوقهم، ويتمكنوا من الدمج مع المحيطين بهم.
"ذوي الهمم في ضوء القرآن والسنة".. محاضرة بفرع ثقافة الفيوموعقدت مكتبة حي جنوب محاضرة بعنوان "ذوي الهمم في ضوء القرآن والسنة"، بالتعاون مع مديرية أوقاف الفيوم، تحدث خلالها الشيخ عمر محمود السيد قائلا: لقد نهانا الله تعالى عن السخرية من الآخرين، لذا يجب علينا إبداء الاحترام تجاه ذو الهمم، والإحسان إليهم، وإدخال السرور علي قلوبهم، وتقديم العون لهم.
في سياق آخر، عقدت مكتبة النزلة محاضرة بعنوان "مخاطر التكدس السكاني وآليات مواجهتها"، بالوحدة المحلية بالنزلة، أوضحت خلالها حنان سرور، تداعيات الزيادة السكانية، والتى تؤثر على حياة المواطنين، ومصدر الدخل، وتحد من معدل الإستفادة من المشروعات الجديدة، مما يعرقل حركة التنمية.
وإستمرارا للأنشطة المقامة بإشراف إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد برئاسة لاميس الشرنوبي، والمنفذة من خلال فرع ثقافة الفيوم برئاسة سماح كامل مدير عام الفرع، عقد نادي أدب قصر ثقافة الفيوم، الورشة الأدبية الأسبوعية، والتي تتضمن عرض أعمال الموهوبين وأعضاء النادي في شعر الفصحي والعامية، ومناقشة أعمالهم.
استهل الروائي محمد جمال الدين الورشة بتقديم نصوص من كتاباته القصصية بعنوان "ضحكة القمر"، أعقبها نصوص شعرية للشاعر كريم سليم، كما ألقت نور جودة أبيات من شعر الفصحى بعنوان "غياب"، ثم ناقشها الروائي محمد جمال الدين موضحا نقاط القوة والضعف من حيث الموسيقى الشعرية والصور الجمالية.
بينما عقدت مكتبة حي جنوب، محاضرة بعنوان "الحقوق والواجبات للفرد والمجتمع"، بالتعاون مع مديرية أوقاف الفيوم، بمدرسة الشيخ حسن الإعدادية، تحدث فيها الشيخ محمود عبد الظاهر عواد طنطاوي قائلا: لقد خلق الله تعالى الإنسان وكرمه، وكفل له من الحقوق وما عليه من واجبات، ومن أهم هذه الحقوق حق الوطن والإنتماء إليه، لذا حزن النبي صلى الله عليه وسلم عندما أخرجوه من بلده، مؤكدا علي واجبنا بالحفاظ على وطننا، وهذا ما أمرنا به ديننا الحنيف.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ثقافة الفيوم المكفوفين ذوي الهمم الفيوم مكتبة بوابة الوفد جريدة الوفد محاضرة بعنوان ثقافة الفیوم
إقرأ أيضاً:
مكتبة الحجر: كيف تروي محمية الدبابية المصرية قصة مناخ الأرض ومستقبله؟
على بعد كيلومترات قليلة من كنوز الأقصر الفرعونية، حيث تقف المعابد والمسلات شاهدة على آلاف السنين من الحضارة البشرية، تقع مكتبة أقدم بكثير، لم تبنها أيدي البشر، بل نحتتها يد الزمن على مدار ملايين السنين. إنها "محمية الدبابية"، نافذة جيولوجية فريدة لا تروي قصة منطقة فحسب، بل تسرد فصلا حاسما من تاريخ كوكب الأرض بأكمله: قصة تغير مناخي كارثي حدث قبل 56 مليون سنة، ويحمل في طياته دروسا حيوية لمستقبلنا اليوم.
هذه المحمية، التي تبدو للوهلة الأولى مجرد تلال صخرية في قلب صعيد مصر، هي في الحقيقة أحد أهم المواقع الجيولوجية في العالم، حيث تقدم سجلا كاملا ومتصلا لواحدة من أكثر الفترات سخونة في تاريخ الأرض، وهي الفترة التي شهدت انقراضا جماعيا لمعظم الكائنات الحية بسبب ارتفاع حرارة الكوكب إلى أعلى معدلاتها.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إتيكيت زيارات عيد الأضحى.. أمور ينبغي تجنبها في منازل الأهل والأصدقاءlist 2 of 2الحج خطوة بخطوة.. دليل مرئي مفصل للمناسك في مكة المكرمةend of list همزة الوصل الذهبية في تاريخ الأرضتكمن القيمة العلمية الاستثنائية للدبابية في طبقاتها الصخرية التي تكشف بوضوح تام عن فترة انتقالية حاسمة بين عصرين جيولوجيين: "الباليوسين" و"الإيوسين". وبحسب الخبراء، فإن هذا التتابع الجيولوجي الكامل غير موجود في أي مكان آخر على وجه الأرض. فبينما توجد صخور من كلا العصرين في مناطق متفرقة في العالم، إلا أن السجل بينهما دائما ما يكون منقطعا أو غير مكتمل. أما في الدبابية، فالتتابع متصل، مما يعني أن تاريخ الحياة وتغيراتها المناخية سجل هنا دون انقطاع.
إعلانلهذا السبب، اختار الاتحاد الدولي للعلوم الجيولوجية محمية الدبابية لتكون "نقطة حدودية عالمية" (GSSP)، أو ما يعرف بـ"المسمار الذهبي". هذا يعني أن هذا الموقع هو المرجع العالمي الرسمي الذي يعرف الحد الفاصل بين هذين العصرين، ويأتي إليه العلماء من كل أنحاء العالم لدراسة هذا التحول الدراماتيكي.
مختبر طبيعي لتغير المناخيوضح الباحث المصري، الدكتور أحمد الجيلاني، لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) أن الدبابية توثق حدثا مناخيا بالغ الأهمية يعرف بـ"الحد الأقصى الحراري الباليوسيني-الإيوسيني" (PETM). يقول الجيلاني: "تشكل المحمية نافذة علمية استثنائية لفهم التغيرات المناخية، حيث توثق طبقاتها الصخرية ارتفاعا حادا في تركيزات الكربون الجوي، وانزياحات في النظم البيئية البحرية والبرية".
ويضيف أن أهمية الموقع تكمن في كونه "مختبرا طبيعيا لفك تشفير آليات التغير المناخي القديم". فالتشابه الكبير بين الظروف التي سادت خلال حدث PETM وبين تسارع الاحترار العالمي الذي نشهده اليوم، يجعل من الدبابية مرجعا حيويا لنمذجة سيناريوهات المستقبل المناخي وفهم تداعيات زيادة الكربون في الغلاف الجوي.
منتزه الدبابية الجيولوجيإدراكا لهذه القيمة المزدوجة، لم تعد النظرة إلى الدبابية تقتصر على كونها تراثا جيولوجيا يجب الحفاظ عليه، بل أصبحت منطلقا لرؤية مستقبلية طموحة تسعى سلطات محافظة الأقصر وجامعة الأقصر لتحقيقها. هذه الرؤية تتمثل في مشروع "منتزه الدبابية الجيولوجي"، الذي تهدف دراسته التفصيلية، التي أعدها الدكتور الجيلاني، إلى دمج الحفاظ على الطبيعة في التنمية المجتمعية المستدامة عبر ثلاثة محاور متكاملة:
الفندق البيئي (Eco-Lodge): إنشاء فندق يبئى بالكامل من الحجر الجيري المحلي، الذي يتمتع بخصائص عزل حراري طبيعية تقلل من استهلاك الطاقة، مع الاعتماد الكامل على الطاقة الشمسية، ليكون نموذجا للعمارة الخضراء المتناغمة مع البيئة. مركز العلوم والفنون التراثية: إحياء المهارات التقليدية لأهالي المنطقة، مثل فن النحت على الحجر، والحرف اليدوية القائمة على سعف النخيل وأشجار الأثل والجميز، لربط المجتمع المحلي بالمشروع وخلق فرص اقتصادية. الملتقى الدولي السنوي للنحت: دعوة فنانين من مختلف أنحاء العالم لتحويل صخور المنطقة إلى منحوتات فنية ضخمة، تروي قصة التغير المناخي وتاريخ الأرض، مما يحول الدبابية إلى متحف فني مفتوح في قلب الصحراء. إعلان من الحكاية الجيولوجية إلى التنمية المستدامةيهدف هذا المشروع، كما يؤكد الدكتور رمضان عبد المعتمد، وكيل كلية الفنون الجميلة بجامعة الأقصر، إلى تعميق وعي الزائر بالبيئة الطبيعية والثقافية، وتقديم "رسالة تعليمية وتثقيفية" تتجاوز السياحة التقليدية. فالسائح هنا لا يأتي لمجرد المشاهدة، بل ليُعايش تجربة "الحكايات الجيولوجية" التي تربطه بتاريخ الكوكب وتلهمه تبني ممارسات صديقة للبيئة.
وهكذا، تتحول الدبابية من مجرد محمية صامتة إلى نموذج واعد للاقتصاد الدائري والتنمية المستدامة، حيث تصبح الموارد الطبيعية المحلية أساسا لبناء مستقبل أخضر. إنها قصة موقع فريد يثبت أن الحفاظ على ماضي الأرض السحيق ليس ترفا أكاديميا، بل هو ضرورة حتمية لفهم حاضرنا، وبناء مستقبل أكثر استدامة ووعيا.