علاقات العراق الدولية على المحك بعد قصف السفارة الامريكية
تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT
9 ديسمبر، 2023
بغداد/المسلة الحدث: تضع جماعات مسلحة، الحكومة العراقية باستهدافها السفارة الأميركية في بغداد، بعد أن لامت القوات الأميركية على استهداف مواقع عراقية، ردا على هجمات سابقة.
وقال السوداني إن مهاجمي البعثات الدبلوماسية “يقترفون إساءة إزاء العراق واستقراره وأمنه”، داعيا القوات الأمنية إلى “ملاحقة” مرتكبي “الاعتداء”.
وأضاف في بيان أن “استهداف البعثات الدبلوماسية أمر لا يمكن تبريره، ولا يمكن القبول به، تحت أي ظرف”.
وأعلن السوداني في اتصاله ببلينكن “التزام الحكومة العراقية حماية مستشاري التحالف الدولي المتواجدين في العراق”.
ولكن هذا التعهد لم يتجاوز مجرد الوعود، واستمر تحدي المجموعات لحكومة السوداني باستهدافها السفارة الأميركية بعدة صواريخ فجر الجمعة.
وكان مسؤول عسكري أميركي قد ذكر أن “هجوما بعدة صواريخ أطلق على قوات التحالف الدولي والقوات الأميركية” في محيط قاعدة يونيون 3 ومجمّع السفارة الأميركية في بغداد، مؤكدا أنه “لم يتم تسجيل إصابات أو أضرار في البنى التحتية”.
وافاد جهاز الأمن الوطني بأن “أضرارا مادية في العجلات والأبنية” لحقت بمقرّه الواقع في المنطقة نفسها، بسبب هذا الهجوم.
٠٠
واستهدف هجوم صاروخي، محيط السفارة الأميركية أغضب الحكومة العراقية، حتى وصفت القصف بالارهابي.
وهذا يعني أن الحكومة العراقية ستدخل في مواجهة مسلحة مع الفصائل المسلحة التي استهدفت السفارة الامريكية في بغداد .
وفي حالة اختارت الحكومة ذلك فانها ستنال الدعم من المجتمع الدولي، لاسيما الولايات المتحدة ومن دول الخليج، وهو ما يوفر عوامل نجاح لها.
وفي الأيام الأخيرة، زادت حدة التوتر بين الطرفين، وتبادلا الاتهامات. كما أن الفصائل المسلحة قد تلجأ الى إجراءات عسكرية ضد اي استهداف لها من قبل الحكومة العراقية.
لكن هناك أيضاً مؤشرات قد توحي بعدم رغبة الحكومة العراقية في الدخول في مواجهة مسلحة مع الفصائل المسلحة. فمثل هذه المواجهة قد تؤدي إلى مزيد من الفوضى والاستقرار في العراق، وقد تسفر عن خسائر بشرية كبيرة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: السفارة الأمیرکیة الحکومة العراقیة
إقرأ أيضاً:
العشائر العراقية.. حصنٌ ودرعٌ بوجه الفكر المنحرف
بقلم: سمير السعد ..
منذ تأسيس اللجنة الوطنية لمكافحة التطرف العنيف المؤدي إلى الإرهاب، وضعت نصب أعينها هدفاً سامياً يتمثل في حماية المجتمع العراقي من الأفكار المنحرفة التي تحاول النيل من أمنه ووحدته. وقد كان للعشائر العراقية الأصيلة، بما تمثله من عمق وطني وتاريخ مشرف، الدور الأبرز في دعم هذه الجهود والوقوف سداً منيعاً بوجه الفكر المتطرف، إذ ظلت على الدوام خط الدفاع الأول عن قيم العراق وثوابته.
اللجنة الوطنية، وبدعم مباشر ومتابعة حثيثة من مستشار الأمن القومي السيد قاسم الأعرجي، استطاعت أن ترسخ مفهوم الشراكة المجتمعية في مواجهة التطرف ، وانفتاحها على جميع شرائح المجتمع، أرست قاعدة متينة لعمل وطني منظم، هدفه تعزيز الوعي وبناء حصانة فكرية تحمي شبابنا من الانجرار خلف مسارات الانحراف.
وقد برز في هذا الإطار الجهد الكبير لرئيس اللجنة الوطنية، السيد علي عبد الله البديري، الذي قاد مع فريقه المتكامل عملاً ميدانياً مثابراً، بالتعاون مع اللجان الفرعية في المحافظات ولجنة القوة الناعمة المركزية، لتشخيص مكامن الخلل ومعالجتها بوعي فكري رصين وأدوات حضارية مدروسة. هذه الجهود أثمرت، وخلال فترة قصيرة، عن نتائج ملموسة في رفع مستوى الوعي المجتمعي والتصدي لخطابات الكراهية والانغلاق التي يتغذى عليها الفكر المنحرف.
ولم يكن لهذا النجاح أن يتحقق لولا الانسجام الكبير والتعاون الوثيق مع مديرية شؤون العشائر في وزارة الداخلية وتشكيلاتها في المحافظات، التي قامت بدور فاعل في مد جسور التواصل مع شيوخ ووجهاء العشائر، وتنسيق المواقف الوطنية، وتحويل المجلس العشائري إلى منصة دعم للاستقرار ونبذ التطرف، عبر اللقاءات المستمرة والبرامج التوعوية المشتركة.
إن هذا التعاون الوثيق بين اللجنة الوطنية والعشائر العراقية يجسد حقيقة أن الأمن الفكري مسؤولية جماعية، وأن الوطن لن يقف صامداً إلا بوحدة أهله. من هنا، فإن الواجب اليوم يحتم استمرار هذه الجهود، وتجفيف منابع التطرف، وتحصين المجتمع بنشر ثقافة التسامح والانفتاح، ليبقى العراق أرضاً عصية على الفكر المتطرف، عصية على كل ما يشوه قيمه النبيلة.
إن محاربة الفكر المنحرف ليست معركة سلاح فحسب، بل هي معركة وعي وقيم، ولن ننتصر فيها إلا بوعي العقول وتكاتف القلوب. فليكن صوت العراق واحداً في رفض التطرف ونبذ العنف، ولتظل العشائر العراقية واللجنة الوطنية ووزارة الداخلية ممثلة بمديرية شؤون العشائر يداً بيد حتى يشرق فجر العراق المتسامح الآمن