بوابة الوفد:
2025-05-20@15:53:44 GMT

اليوم العالمى للخارقين!

تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT

احتفل العالم منذ أيام قليلة باليوم العالمى للأشخاص ذوى الإعاقة والذى يصادف الثالث من شهر ديسمبر من كل عام، وترجع بداية الاحتفال بهذا اليوم إلى عام ١٩٩٢ عندما أعلنته الأمم المتحدة لدعم ذوى الإعاقة، بهدف السعى نحو ضمان حقوق الأشخاص ذوى الإعاقة، وزيادة الفهم لقضاياهم، وبما يعمل على دمجهم فى الحياة المجتمعية والسياسية والاقتصادية والثقافية.

وقد استوقفنى كثيرًا الاحتفال العالمى بهذا اليوم، خصوصًا فى ظل ما تشير إليه تقديرات منظمة الصحة العالمية من معاناة أكثر من مليار شخص–أى حوالى 15 فى المئة من سكان العالم– من شكل أو آخر من أشكال الإعاقة، وقد جعلنى ذلك أفكر فى نماذج كثيرة رغم إصابتهم بعجز أو إعاقة جسدية، إلا أن إعاقتهم لم تمنعهم من تحويل حياتهم العادية إلى قصص نجاح ناتجة عن إرادة صلبة وإصرار على تحقيق الأمل والوصول إلى الهدف، دوِنت أسمائهم بحروف من نور، وتحولوا إلى مؤثرين يُحتذى بهم ويحكى عنهم على مر السنين داخل مصر وخارجها، اكتسبوا شهرة على مستوى الوطن العربى والعالم.

يأتى فى المقدمة عميد الأدب العربى «طه حسين» ضرير البصر إلا أنه مستنير البصيرة، استطاع أن يتغلب على عتمة الظلام ليخرج إلى نور الحياة، هو صاحب البصمة الكبرى فى الثقافة العربية، افترش قمة الهرم الأدبى، وأصبح يمثل سمة بارزة للأدب المصرى وركنا أساسيًا فى حقبة التنوير للفكر العربى. والموسيقار عمار الشريعى، رغم أنه ضرير أيضاً إلا أنه بدأ حياته الموسيقية عام 1970 م عقب تخرجه من الجامعة كعازف لآلة الأكورديون، ثم تحول إلى الأرج رغم صعوبة وتعقيد هذه الآلة واعتمادها بدرجة كبيرة على حاسة البصر، ثم اتجه إلى التلحين والتأليف الموسيقى وزادت ألحانه عن 150 لحنًا لمعظم مطربى ومطربات مصر والعالم العربى، كما تميز فى وضع الموسيقى التصويرية للعديد من الأفلام والمسلسلات، وحصل العديد منها على جوائز على المستويين العربى والعالمى.

نموذج آخر لتحدى الإعاقة هو عبدالله البردونى، أو كما يُطلق عليه «معرى اليمن»، وقد ولد البردونى دون أية إعاقة، لكن عندما بلغ الخامسة من عمره أصيب بالجدرى، وسلب هذا الوباء حياة الآلاف، إلا أنه اكتفى من البردونى ببصره، ولم يسلب عزمه الذى مكنه من أن يصبح منارة للعالم ورمزا من رموز اليمن والعالم العربى، ليترك إبداعات أدبية أنارت عقول كل من تناولها.

كذلك الحال مع الكاتب المصرى من أصل سورى مصطفى صادق الرافعى، فقد أصيب بمرض «التيفود» ليشفى من هذا المرض مصابًا فى أذنيه، حتى فقد سمعه نهائيًا فى الثلاثين من عمره، وقد أعاقه الصمم عن التعليم النظامى فلم يحصل على أكثر من الشهادة الابتدائية، غير أنه بإرادته الحديدية تعلم على يد والده ليكتب الشعر والنثر، فيحول إعاقته إلى نبوغ مكنه من أن ينير العالم بكتبه.

كل هذه النماذج وأكثر فى مصر والعالم العربى أكدت بوضوح أن الإعاقة الأكبر ليست إعاقة الجسد؛ بل إعاقة الفكر، فقد يكون الأهم من البصر هى البصيرة، والأهم من السمع هو النبوغ، والأهم من الحركة هى الإرادة، فالإعاقة الحقيقية هى إعاقة الروح، وضعف الهمة، وعندما تتوفر الإرادة القوية يستطيع المرء أن يوظف قدراته ويتجاوز كل التحديات، وبذلك فاستحق اليوم العالمى للأشخاص ذوى الإعاقة (٣ ديسمبر من كل عام) أن يسمى باليوم العالمى للخارقين.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د أحمد عثمان العالم للأشخاص ذوى الإعاقة اليوم العالمي السياسية والاقتصادية الیوم العالمى ذوى الإعاقة إلا أن

إقرأ أيضاً:

النوري : انعقاد القمة العربية في العاصمة بغداد بداية حقيقية لاستعادة وحدة الصف العربى .

شبكة انباء العراق ..

أكدت عضو مجلس النواب العراقي رئيس كتلة تيار الفراتين النيابية رقية النوري وفي تصريح صحفي أورده مكتبها الأعلامي الرسمي اليوم السبت أن انعقاد القمة العربية في العاصمة بغداد يمثل حدثا استثنائيا فى تاريخ العراق الحديث حيث تنعقد ثلاث قمم عربية بالتوازى وسط حضور رفيع المستوى من القادة والزعماء العرب، وتطلعات كبيرة من الشارع العربى بأن تكون هذه القمم بداية حقيقية لاستعادة وحدة الصف العربى .

وقالت النوري القمة العربية الحالية تسعى لإطلاق مسار جديد من التعاون فى مواجهة أزمات تزداد تعقيدا وتشابكا.

واضافت القمة العربية الرابعة والثلاثون أتت في ظل ظروف دولية وأقليمية أستثنائية صعبة وما شهدته غزة ولبنان من اعتداءات ووضع اليمن الشقيق والسودان وليبيا وما يمران به من ازمات تحمل القادة العرب مسؤولية مضاعفة والتزامات حقيقية وانسانية .

وتابعت النوري لقد نجحت حكومة الخدمة الوطنية برئاسة السيد السوداني بلم الشمل العربي وبعمل سياسي بناء وبرامج عملية ناجحة وواقعية وهيأت كل متطلبات انعقاد القمة العربية في بغداد وتحدت كل الظروف وغيرت جذريا وضع البلد نحو الافضل والأحسن وبدليل أن جميع الزعماء الحضور أشادوا بحجم التحضير والنجاح .

وأوضحت النوري التقى الجميع فى بغداد الحضارة والسلام في لحظة فارقة تؤكد أن بغداد عادت لتكون عاصمة للحوار العربى البناء والواقعي .

وأختتمت نثمن كثيرا الدور الذي بذله دولة رئيس الوزراء السيد محمد شياع السوداني وحكومته المؤقرة في أنجاح القمة العربية وما شهدته من تفاعل عالمي وعربي يليق بمكانه العراق الديمقراطي الجديد .

user

مقالات مشابهة

  • رئيس اتحاد الكاراتيه يستقبل رئيس لجنة مسابقات الاتحاد العربي
  • منتدى قطر الاقتصادي يناقش الفرص الاستثمارية بالمنطقة والعالم
  • الصفدي: الأردن هو بوابة سوريا إلى الخليج العربي والعالم العربي وسوريا بوابة الأردن إلى أوروبا
  • الدهراوي يستقبل رئيس لجنة مسابقات الاتحاد العربى لوضع خطة لآلية التعاون
  • POWER X دعت الى تعزيز الحوار بين رواد الأعمال والصناعيين وبين لبنان والعالم
  • أشرف سنجر: الرئيس السيسي تحدث عن قضايا الأمة العربية وليس مصر فقط
  • مدير تعليم قنا يكرم المتميزين فى مسابقة تحدى القراءة العربى
  • متحف تل بسطا بالزقازيق ينظم احتفالية بمناسبة اليوم العالمى للمتاحف
  • النوري : انعقاد القمة العربية في العاصمة بغداد بداية حقيقية لاستعادة وحدة الصف العربى .
  • إعلان قمة بغداد .. تشكيل لجنة مفتوحة العضوية لحل الخلافات العربية