إصابة 34 شخصا في هجوم صاروخي روسي على كييف
تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT
أعلن مسؤولون أوكرانيون اليوم الأربعاء أن الهجوم الصاروخي الثاني الذي شنته روسيا على كييف هذا الأسبوع أسفر عن إصابة 34 شخصا على الأقل، وتسبب في أضرار للمنازل ومستشفى للأطفال.
وأفاد رئيس الإدارة العسكرية في كييف سيرهي بوبكو، عبر تطبيق تليغرام، بأن أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية قد تمكنت من إسقاط جميع الصواريخ التي كانت قد استهدفت العاصمة حوالي الساعة الثالثة صباحا (01:00 بتوقيت غرينتش).
وقال المسؤولون إن الحطام الساقط أدى إلى وقوع إصابات، وتسبب في دمار بـ3 مناطق في كييف على الجانب الشرقي من نهر دنيبرو الذي يمر عبر العاصمة.
وصرح رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو عبر تطبيق تليغرام أن النوافذ والمداخل قد تحطمت نتيجة للحطام في مستشفى للأطفال في منطقة دنيبروفسكي في كييف. ومع ذلك، لم تشر التقييمات الأولية إلى وقوع إصابات.
وأشار كليتشكو إلى أن الحطام أثر أيضا على عدد من المباني السكنية في منطقة دنيبروفسكي، مما أسفر عن إصابة 34 شخصا على الأقل. تم نقل 15 منهم، بينهم طفلان، إلى المستشفيات، بينما تلقى الـ19 الباقون الإسعاف في الموقع على الفور. كما تأثرت إمدادات المياه في المنطقة.
ولم تعرف على الفور الأسلحة المستخدمة من قبل روسيا في الهجوم. وجاء ذلك بعد هطول وابل من الصواريخ الباليستية التي استهدفت كييف في وقت مبكر من يوم الاثنين، متسببة في إصابة 4 أشخاص.
موسكو وكييف تنفيان استهداف المدنيين
ولم تصدر روسيا أي تعليق حول الهجوم الذي وقع اليوم الأربعاء، والذي تسبب أيضا في إضرار بعض المباني في منطقتي ديسنيانسكي ودارنيتسكي في كييف.
وتنفي كل من موسكو وكييف استهداف المدنيين خلال الحرب، التي شنتها روسيا ضد جارتها في فبراير/شباط 2022، والتي ما زالت مستمرة مدة 22 شهرا تقريبا.
وصرح بوبكو أن 15 شخصا، بينهم 4 أطفال، تم إجلاؤهم من مبنى سكني في منطقة دنيبروفسكي، بعد أن تأثر المبنى وسيارات مجاورة بالحطام، مما أسفر عن اندلاع حريق.
وأشار إلى أن معظم الإصابات ناتجة عن تحطم النوافذ بسبب موجة الانفجار، حيث أكد بوبكو أن "هناك العديد من الجرحى"، متوقعا زيادة في عدد المصابين.
ويذكر أن في فجر الاثنين الماضي، قامت الدفاعات الجوية الأوكرانية بإسقاط 8 صواريخ روسية تم إطلاقها باتجاه كييف، حسبما أفادت السلطات في العاصمة. وأسفر التصدي عن إصابة 4 أشخاص بجروح.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی کییف
إقرأ أيضاً:
الجدل حول هجوم حماس يوم السابع من أكتوبر.. وحسم الجدل قانونيًا
السفير د. عبدالله الأشعل
في صباح السابع من أكتوبر 2023 شنت قوات حماس هجومًا شاملًا وكاسحًا على منطقة غلاف غزة، وهي منطقة تابعة لغزة احتلها المستوطنون الذين رحلوا عن غزة عام 2005 تحت ضربات المقاومة. وكان هجوم حماس على القواعد والقوات الإسرائيلية برًا وبحرًا وجوًا. ولم تُفاجأ إسرائيل بالهجوم، ولكن فُوجئت بحجم الهجوم الذي لم تكن مستعدة له أمنيًا وعسكريًا. وأخذت المقاومة معها عددًا من المدنيين والعسكريين رهائن. وقد انقسم الموقف من الأطراف المختلفة من هذا الهجوم وتشعّب المواقف إلى ثلاثة:
الموقف الأول: منطق حماس من الهجوم.. الموقف الثاني: موقف إسرائيل وأمريكا ومعظم الدول العربية وأولها السلطة.. الموقف الثالث: موقفنا من الحادث ووضعه في القانون الدولي.
أولًا: دوافع حماس ومنطقها في الهجوم
تسوق حماس سبعة دوافع لهجومها على القوات المعادية:
الأول: إن إسرائيل تعمدت إهانة الفلسطينيين منذ قيامها. الثاني: إن صبر حماس على جرائم إسرائيل خلال نحو سبعة عقود قد نُقِض، وتأكدت حماس أن السياسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين ليست مؤقتة وعابرة، بل هي أساس المشروع الصهيوني. الثالث: تأكد لحماس أن إسرائيل خارج حدودها ليست مجرد سلطة احتلال وإنما تريد الأرض ولا تريد السكان.
الرابع: لاحظت حماس أن إسرائيل تقوم على الغضب والقوة، وأن المقاومة المسلحة هي أنسب رد على إسرائيل. الخامس: لاحظت حماس أن آليات النظام الدولي تحتال عليها إسرائيل، وأنها تفلت من العقاب، ولذلك توحشت. ورأت المقاومة أن الحلول عن طريق التفاوض غير مجدية. السادس: إن إسرائيل مصرّة على تفريغ فلسطين من أهلها.
وقدّرت حماس أن الجمهور الذي تُسيئ إسرائيل إليه سوف يعتبر المقاومة غير ذات جدوى، خاصةً وأن السلطة تعاديها وتعتبرها ذراع إيران في المنطقة قبل طوفان الأقصى، كما أن هجمات المستوطنين على المرابطين في المسجد الأقصى لا تتوقف. وسابعًا: تعتقد حماس أن من حقها الدفاع عن الشعب الفلسطيني، خاصة أن السلطة لا تحمي الفلسطينيين وليس لها جيش.
ثانيًا: موقف إسرائيل وأمريكا ومعظم الدول العربية
موقف إسرائيل: فوجئت إسرائيل بحجم وخطورة العملية، وشمولها البر والبحر والجو، وفوجئت بجرأة المقاومة وعدم خوفها من إسرائيل، ولأول مرة تأخذ رهائن، وهي محقة في ذلك بموجب المادة 12 من اتفاقية نيويورك لأخذ الرهائن عام 1979، وتعتبر إسرائيل أن المقاومة وسّعت هدفها من مجرد مقاومة الاحتلال إلى هدف تحرير فلسطين من النهر إلى البحر. وهذه فرضية لاحظناها في رد إسرائيل، ولذلك بدأت إسرائيل حرب إبادة منظمة ضد غزة، مقدّمة لإبادة الشعب كلما حانت الفرصة.ولما كانت المقاومة تمثّل الحق، وإسرائيل تمثل الباطل، فقد أظهرت إسرائيل بإبادتها للشعب بكافة الطرق غلًا وعقدًا وانتقامًا من تجرؤ غزة على توحش إسرائيل. وكلما نجحت المقاومة في كسر شوكة الجيش الصهيوني، ازداد حقده على المدنيين، أي كلما نجحت المقاومة في ساحات القتال، توحشت إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني.
موقف أمريكا والاتحاد الأوروبي: نفس وجهة النظر الإسرائيلية تبنّتها أمريكا ومعظم الحلفاء الأوروبيين.موقف معظم الدول العربية: تابعت بألم البيانات الرسمية التي أصدرتها وزارات الخارجية العربية في معظم الدول، وتتضمن أمرين، الأول: إدانة هجوم حماس باعتباره عدوانًا على إسرائيل، ومبررًا لدفاع إسرائيل عن نفسها، على أساس أن الفعل مستحدث ورد الفعل مستحدث أيضًا، والثاني: إن بيانات الخارجية العربية أدانت هجمات حماس على المستوطنين، على أساس أن المستوطنين مدنيون كالفلسطينيين، ودعت هذه البيانات إلى المساواة بين المدنيين الفلسطينيين والمدنيين المستوطنين.
لعل هذه المقالة تبدّد الجهل بهذه الحقائق لدى من أصدر بيانات بهذا المعنى. أما من أصدر بيانات الإدانة على أساس التحالف مع أمريكا وإسرائيل، فقد ضلّ ضلالًا بعيدًا.
رأينا في وضع الحادث في القانون الدولي الحق أن الاحتلال طويل الأجل، خاصة إذا كان يستخدم الاحتلال ستارًا لإفراغ فلسطين من أهلها بل وإبادتهم، ليس له حقوق في القانون الدولي، بل للمقاومة أن تستخدم كل الوسائل، بما فيها أخذ الرهائن، أما الموقف الأمريكي، فقد تماهى مع الموقف الإسرائيلي، واقتربت منهما مواقف معظم الدول العربية، خاصة وأن الدول العربية اتخذت موقفًا معاديًا للمقاومة قبل الحادث بعام تقريبًا، عندما قررت الجامعة العربية أن المقاومة العربية بكل أجنحتها من قبيل "الإرهاب"، وهو موقف إسرائيل وأمريكا ومعظم الدول الغربية،
ولاحظنا أن الحكومات العربية وحدها تعادي المقاومة بسبب الضغوط الأمريكية، أما الشعوب العربية فكلها مجمعة على مساندة المقاومة ومساندة إيران ضد إسرائيل.
الخلاصة أن ضربة المقاومة ليست منقطعة الصلة عمّا قبلها من جرائم إسرائيل، ويكفي أن محكمة العدل الدولية أكدت في آرائها الاستشارية منذ عام 2004، وآخرها عام 2024، أن علاقة إسرائيل بأرض فلسطين خارج قرار التقسيم هي مجرد علاقة احتلال ويجب أن تنتهي، وأما ما تدّعيه إسرائيل بأن المقاومة اعتدت عليها مما أعطاها الحق في "الدفاع الشرعي"، وما ترتب على هذا الهجوم تتحمل مسؤوليته المقاومة، فذلك اتهام سياسي لا يسنده القانون، وكان يمكن للمقاومة أن تُنقذ غزة لو اعتذرت لإسرائيل! ثم إن إسرائيل، بمجاهرَتها بهدف القضاء على المقاومة، تُخالف القانون الدولي، وقد فصّلنا ذلك في مقال سابق.
رابط مختصر