بشرى بعلم فلسطين في مهرجان الجونة السينمائي
تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT
ظهرت الفنانة بشرى قبل عرض فيلم الأستاذ في الدورة السادسة من مهرجان الجونة السينمائي الدولي بحقيبة عليها علم فلسطين تضامنا مع القصف الذي تتعرض له غزة .
مهرجان الجونة
وفي سياق متصل يقدم مهرجان الجونة السينمائي في دورته السادسة، قسم خاص بعنوان "نافذة على فلسطين" والذي يعرض مجموعة من أهم الأفلام التى تتعمق في قلب القصص الفلسطينية، هذا القسم تم اختيار أفلامه بعناية بهدف تسليط الضوء على التحديات التي تواجه هؤلاء البشر الصامدين كمحاولة لدعوة الجمهور نحو فهم أعمق للتجارب الإنسانية في فلسطين.
ويلخص "نافذة على فلسطين" بشكل مثالي جوهر هذه الرحلة السينمائية حيث يدعو المشاهدين لإلقاء النظر على الحياة غير المرئية والقصص التي لم تروَ، ومن خلال هذا القسم والذي تم تنسيق معظم أفلامه بالتعاون مع مؤسسة الفيلم الفلسطيني، ويهدف مهرجان الجونة التركيز على القصص التلقائية التي تستحق أن تسمع، مانحًا فرصة لتلك الأصوات التي تم تجاهلها منذ زمن طويل، ويؤكد هذا القسم الخاص التزام المهرجان بدعم القضية العادلة للشعب الفلسطيني.
وتشمل الأفلام المعروضة في القسم مجموعة من القصص المدهشة، ويقدم فيلم "الإسعاف" للمخرج محمد الجبالي في صيغة الراوي وصفا للحرب في غزة في عام 2014، وتكشف القصص وراء أعمال العنف المتكررة. في فيلم "وداعا طبريا"، تلتقط المخرجة لينا سويلم الرحلات الشخصية لأربعة أجيال من النساء الفلسطينيات الجريئات، كل واحدة منهن تؤثر في العالم على الرغم من هويتها المرتبكة.
وفي فيلم "الواقي الرصاصي" يتناول المخرجين عرب وناصر طرزان بشكل كوميدي حرب غزة، حيث يعرضان التحديات التي يواجهها زوجان فلسطينيان يحاولان ممارسة العلاقة الحميمة وسط القصف الإسرائيلي المدمر. فيلم التحريك المؤثر "الرسم من أجل أحلام أفضل" للمخرجة مى عودة يسلط الضوء على نضالات الأطفال الفلسطينيين في الأراضي المحتلة وكيف يتعاملون مع الحياة من خلال رسوماتهم بقلم التلوين، ويؤكد على أهمية السماح للشباب بالحلم والأمل.
ويروى فيلم يسرى نصر الله "باب الشمس" ملحمة فلسطينية ممتدة على مدار 50 عاما تاريخ من المعاناة والأمل والحب، وفيلم "ليست فقط صورتك" إخراج آن باك ودرور ديان يتناول رحلة مأساوية لأشقاء ألمان-الفلسطينيين يسعون لتحقيق العدالة لعائلاتهم بعد غارة جوية إسرائيلية على غزة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الجونة مهرجان الجونة السينمائي مهرجان الجونة السينمائي الدولي بشري الفنانة بشرى مهرجان الجونة الفنانة بشرى
إقرأ أيضاً:
قبسات من نور المحاضرة السادسة للسيد القائد «دروس من القصص القرآني»
إبراهيم عليه السلام .. إمام عالمي ومؤسس المعالم الكبرى للهداية الإلهية
عرض السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في الدرس السادس ضمن سلسلة «دروس القصص القرآني»
السيرة الإيمانية للنبي إبراهيم عليه السلام، لنجد أنفسنا أمام نموذج فريد لصياغة الدور الرسالي والقيادي على مستوى البشرية جمعاء. ليس إبراهيم مجرد نبي في سجل الرسالات بل هو ركيزة مركزية في بناء مشروع الهداية الإلهية إمامٌ للناس وقدوة متفردة عبر الأزمان.
منذ خروجه من بابل في العراق إلى الشام كانت الهجرة في مشروع إبراهيم خطوة في سياقٍ إلهي مرسوم إلى الأرض التي وصفها الله بأنها «التي باركنا فيها للعالمين». لم تكن هجرة اضطرار بل كانت بداية مرحلة جديدة في مهمة نبي أعدّه الله ليقود البشرية نحو التوحيد ويفتح آفاقًا للهداية تتجاوز حدود الجغرافيا والزمان.
وحين انتقل إبراهيم عليه السلام ببعضٍ من ذريته إلى مكة لم يكن الحدث انسلاخا من محيط أسري أو إجراء تأديبي كما تروّج له الروايات الإسرائيلية، بل كان تحركًا مقدسًا لتحقيق هدف إلهي عظيم إقامة الصلاة في أرض لا زرع فيهاواستجلاب أفئدة الناس إليها لتكون مكة مركزا للهداية والتوحيد. وقد خلّد القرآن هذا الحدث بدعاء إبراهيم: {ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم…}.
ما يلفت في الطرح القرآني الذي طرحه السيد القائد هو التركيز على امتحان إبراهيم عليه السلام ونجاحه فيه بدرجة الامتياز: {وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن…}. لم يكن الامتحان شكليا بل تضمن التحديات النفسية والعملية والمبدئية وجاء النجاح ثمرة التمام في الطاعة والاستقامة.
وفي تتويج هذا الإنجاز قال الله: {إني جاعلك للناس إمامًا}، وهي ليست فقط رتبة شرفية بل تكليف رباني بموقع القدوة والقيادة. إمامة إبراهيم لم تكن منصبًا موروثًا أو خاضعًا لرغبة بشر بل اختيار إلهي نابع من كمال الإيمان والعمل وتأهيل استثنائي للعب دور الريادة.
وحين سأل إبراهيم أن يكون من ذريته أئمة جاء الرد الإلهي الحاسم: {لا ينال عهدي الظالمين}، بهذا الجواب أكد الله أن الإمامة ليست قابلة للتوريث الآلي ولا خاضعة لمزاج الناس أو سياساتهم بل مشروطة بالعدالة والاستقامة. فالهداية مقام طاهر لا يتلاؤم مع الظلم ولا يتسع لمن تلطخت أيديهم بالجور. وهذا المعيار الإلهي يحفظ قدسية المقام الرسالي، ويقطع الطريق على الطغاة مدّعي الزعامة باسم الدين.
من أبرز تجليات الإمامة الإبراهيمية ما أوكله الله إليه من إعمار البيت الحرام، وتجديد دور مكة كقبلة للناس، ومعلم مقدس للتوحيد. بعد أن اندثرت معالم الكعبة بسبب الطوفان في عهد نوح عليه السلام وتحوّلت مكة إلى منطقة مهجورة، أُعيد بناء البيت وتفعيله كمركز روحي، على يد إبراهيم عليه السلام، استجابة لأمر إلهي دقيق: {وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت…}.
وتأتي الآيات لتربط بين المكان والغاية: {إن أول بيت وُضع للناس للذي ببكة مباركًا وهدى للعالمين}. فهو بيتٌ عالمي، مركز إشعاع للهداية، يعلو فوق الحدود الضيقة والمصالح السياسية أو الطائفية. وعندما أُمر إبراهيم بالنداء العام للحج: {وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالًا وعلى كل ضامر…}، كان النداء بمثابة دعوة عالمية إلى التوحيد، في أعظم تجمع بشري دوري، يتجه نحو قبلة واحدة، ويتجرّد من العصبيات، ليشهد الناس منافع روحية ودنيوية، ويلمسوا عظمة مشروع الله في توحيدهم.
ولأن هذا التجمع له دلالات كبرى في وحدة المسلمين، وفي إعادة تشكيل الوعي الإيماني الجمعي، لم يكن غريبًا أن يقلق الطغاة والمستكبرون من الحضور الكثيف السنوي في موسم الحج. يشير السيد القائد إلى اقتراح الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن بتوزيع أوقات الحج لتفكيك هذا التجمع؛ لأنهم يرونه خطيرا على مخططاتهم ويخشون أن يتحول إلى نقطة انطلاق لمشروع نهضة توحيدية شاملة.
فالحج حين يؤدى كما أراده الله يصبح عاملا استراتيجيا في إعادة صياغة الأمة، وتذكيرها بمركزيتها وغاياتها الكبرى. إنه ليس مجرد شعيرة سنوية، بل حلقة من سلسلة الهداية التي بدأها إبراهيم عليه السلام، وما زال المسلمون مدعوين إلى إحيائها.
إن الخاتمة التي يخلص إليها السيد القائد تتجاوز السرد التاريخي لتلامس الحاضر والمستقبل: إبراهيم عليه السلام لم يكن فقط نبيا في عصره،بل إمامًا للأمم،رمزًا مستمرًا للهداية،وشخصية يقتدي بها الناس جيلاً بعد جيل. في ذريته النبوة والكتاب، وفيه امتداد إلى محمد صلى الله عليه وآله، خاتم النبيين، وبه تتجسد المعاني الحية للإيمان المتكامل.
بهذا الفهم، لا تكون سيرة إبراهيم مجرد قصة، بل مشروعًا إلهيًا متجددًا، ومعيارًا للأمة في اختيار قادتها، ومعلمًا لهويتها، وعنوانًا لعلاقتها بالله، قائمة على التوحيد، والاستقامة، والعدل، والطهارة من الظلم.