القصص القرآني في ذي الحجة.. مشروع نهضة من منبر السيد القائد
تاريخ النشر: 7th, June 2025 GMT
في زمن تتكاثر فيه التحديات، وتتزاحم الفتن، ويبحث الإنسان عن منارة تهديه وسط العواصف، تبرز سلسلة دروس القصص القرآني التي يقدّمها السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي خلال شهر ذي الحجة، كواحدة من أهم المحطات التربوية والفكرية التي تعيد للأمة وعيها، وتربطها بجذورها الإيمانية، وتمنحها البصيرة لمواجهة معركة الوجود والهوية.
هذه السلسلة لا تُقدَّم كمحاضرات دينية تقليدية، بل تُبنى كمنهجية قرآنية أصيلة، تُخرج القصص من دائرة التلقين الساكن، إلى ساحة الفعل الحي والتوجيه الواقعي. فالسيد القائد لا يقرأ القصص القرآني بعيون المفسرين فقط، بل يقرؤونه كقائد ومُرب، وصاحب مشروع إيماني تحرري، يستنبط من كل قصة معالم الطريق، وأسباب النصر، ووسائل النجاة.
ويقدّم قصة إبراهيم – عليه السلام – كرمز للتضحية الكاملة والانقياد المطلق لله، مثلاً يحتذى به في الصبر والثبات أمام التيارات السياسية والفكرية المتشابكة التي تعصف بالأمة اليوم.
في شهر ذي الحجة، -حيث يتجلى الإيمان في أبهى صوره، وتتجدد ذكرى التضحية والخضوع لله- تأتي هذه الدروس لترفع منسوب الوعي، وتعزز في النفوس روح العبودية والولاء لله، والثبات على الموقف الحق. فمن خلال قصص الأنبياء والصالحين، يُعاد بناء الإنسان المسلم كما أراده الله: حرًّا، شجاعًا، واعيًا، لا تغلبه شبهة، ولا تُرعبه قوة طاغية.
السيد القائد لا يتحدث إلى جمهور مستمع فقط، بل يخاطب عقل الأمة وروحها. يستخدم القصص كأداة لصياغة وعي جماعي، يربط الماضي بالحاضر، ويُقدّم النماذج القرآنية كأمثلة حية تشرح كيف يُمكن للأمة أن تنهض، وتقف في وجه المستكبرين بثقة ويقين. إن كل قصة تُروى، تُبعث معها قيمة، وكل قيمة تُفتح بها نافذة نحو موقف عملي مسؤول.
إن ما يميز هذه السلسلة عن أي خطاب ديني آخر، هو قدرتها على أن تكون صوتًا قرآنيًا معاصرًا، يستحضر التاريخ لا ليستأنس به، بل ليستخرج منه قوانين الهداية والصراع والتمكين. إنها دروس تُربي وتُسلّح، تُهذّب وتُعبّئ، وتُصنع منها رؤية متكاملة تبدأ بالإيمان وتنتهي بالتحرك.
القصص القرآني هنا ليس مجرد خطاب تربوي، بل ركيزة من ركائز مشروع قرآني كامل، يُراد له أن يُخرج الأمة من واقع التيه، ويعيد صياغتها على أساس الإيمان والعزة. وفي ظل ما تتعرض له الأمة من هجمات ناعمة وصراع شامل على الهوية والانتماء، فإن هذه السلسلة تُشكّل جبهة مقاومة فكرية وثقافية لا تقل أهمية عن الجبهات العسكرية.
إن السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي -في دروسه- لا يقدّم ترفًا فكريًا، بل يقدّم خريطة نجاة. وما أحوج الأمة، في هذا الزمن، إلى خطاب يعيد وصلها بالقرآن، لا ككتاب يُتلى فقط، بل كمنهج يُقاتَل به، وتُبنى على أساسه المجتمعات والدول.
في ذي الحجة، حيث تتجدد مشاهد الإيمان والتضحية، يتجدد في هذه السلسلة صوت الأنبياء، ونور الرسالة، وروح الثورة على الطغيان. إنها دعوة لأن نصغي للقرآن كما أراده الله، وكما يُجسّده السيد القائد: نداءً للوعي، وبوصلة للموقف، ووعدًا بالنصر.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
الراعي: الميرون رمز الوحدة وتجديد الإيمان بالروح القدس
ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس اختتام الرياضة الروحية السنوية للمطارنة ورتبة تبريك الميرون، في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، بمشاركة أساقفة الطائفة المارونية من لبنان وبلدان الانتشار وعدد من الكهنة.بعد تلاوة الإنجيل المقدس وإتمام رتبة تبريك الميرون، ألقى البطريرك الراعي عظة تناول فيها معاني الميرون، حيث قال: "هذا الميرون الذي نحن بصدد تبريكه، وهو مؤلف من طيوب الناردين الغالية الثمن، يعتبر علامة للروح القدس. يُوسَم به المسيحيون بعد المعمودية، فيصبحون على صورة المسيح، ويحملون اسم المسيحي. فكل الشعب المسيحي وُسم بالميرون وأصبح هيكلًا للروح القدس، وأيضًا عضوًا في الكنيسة. الميرون هو علامة الوحدة في الكنيسة، والشعب المسيحي هو شعب كهنوتي، شريك مع المسيح في الكهنوت العام. ومن هذا الشعب يُختار كهنة يُرسَمون بالميرون في أيديهم، ليُصوَّروا كهنة على صورة المسيح، حاملين سلطانًا ثلاثيًا لخدمة الكلمة في التعليم، وخدمة النعمة في التقديس. ومن بين هذا الشعب المسيحي، يختار الرب أساقفة يُمسَحون هم أيضًا بالميرون على جباههم وأيديهم ليُصوَّروا على صورة المسيح راعي الرعاة، حاملين ملء الكهنوت".
وأضاف: "لهذا السبب، وبما أن الميرون هو رمز الوحدة في الكنيسة ورمز الروح القدس الواحد، قررنا نقل حفل تبريك الميرون من يوم خميس الأسرار إلى زمن انعقاد السينودس، حيث يجتمع جميع المطارنة وبعض الكهنة. واليوم نحتفل به كعلامة لوحدة الكنيسة في الروح القدس".
وتابع: "المرأة التي كسرت قارورة طيب الناردين ترمز إلى فعل محبة وتوبة، إذ لا يتوب إلا من يحب. لقد كسرت قارورة الطيب وضحت بأغلى ما عندها، وهو دلالة على أن أمام المسيح كل شيء يصبح رخيصًا. هذه المرأة تقدم مثالاً لنا جميعًا؛ فكل واحد منا لديه قارورة طيب، وهي رمز لما يتعلق به قلبه. التوبة الحقيقية هي عندما نكسر قارورة الطيب التي تمثل ما يتعلق به قلبنا في حياتنا اليومية، كعلامة لتوبتنا. ولهذا قال الرب يسوع إن ما فعلته المرأة كان استباقًا لدفنه. يسوع ضحى بذاته من أجل البشرية جمعاء، وقليل علينا أن نضحي بشيء من أجله. لقد ضحت المرأة بأغلى ما لديها من أجل المسيح الذي ضحى بكل ذاته. ولذلك قال الرب إن ما فعلته سيُكرَز به في الإنجيل في العالم كله، وسيُذكَر كفعلٍ رمزي لكل توبة. التوبة تتطلب كسر قارورة الطيب التي تتعلق بها قلوبنا، وعندها نعيش التوبة الحقيقية".
وختم الراعي: "نحن في تبريك هذا الميرون نجدد إيماننا بالروح القدس وبوحدة الكنيسة. كما نجدد التزامنا ببناء الوحدة في الكنيسة، ونجدد توبتنا بكسر قارورة الطيب التي تتعلق بها قلوبنا". مواضيع ذات صلة شيخ العقل: شهداؤنا رمز الدفاع وندعو للحكمة والوحدة Lebanon 24 شيخ العقل: شهداؤنا رمز الدفاع وندعو للحكمة والوحدة