أمير الكويت|رحيل هادئ لعميد الدبلوماسيين العرب وهذا دوره في إنهاء عزلة قطر
تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT
نعت الدولة المصرية أمير دولة الكويت الشقيقة الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، الذي وافته المنية اليوم السبت الموافق 16 ديسمبر 2023، عن عمر يناهز 86 عاما.
ونعى الرئيس عبد الفتاح السيسي، والشعب المصري، "الزعيم الفقيد، الرجل العظيم، الذي كان داعمًا لأمته العربية والإسلامية، حريصًا على شئونها، حكيمًا في قيادته، قدم الكثير من البذل والعطاء لبلاده وللأمتين العربية والإسلامية".
وأعلنت جمهورية مصر العربية الحداد على الفقيد لثلاثة أيام في جميع أنحاء البلاد، ونسأل الله تعالى أن يتغمد الفقيد برحمته، ويلهم شعب الكويت الشقيق الصبر والسلوان.
وفاة أمير الكويتوأعلن الديوان الأميري الكويتي ظهر اليوم السبت، عن وفاة أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، الذي يعتبر من أبرز الشخصيات السياسية في البلاد منذ أن نالت استقلالها عام 1962، فمن هو الشيخ نواف؟.
والشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح هو الأمير السادس عشر لدولة الكويت، والسادس منذ استقلال البلاد عن بريطانيا. وهو الأخ غير الشقيق لأمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، والابن السادس لأمير الكويت العاشر الشيخ أحمد الجابر الصباح (الذي حكم الكويت بين عامي 1921-1950).
تولي الشيخ نواف منصب ولي العهد على مدى 14 عاما، إذ أصدر الأمير الراحل الشيخ صباح قراراً بتزكيته في السابع من فبراير 2006، أي بعد أسبوع من تولي الأمير الحكم، وبايعه أعضاء مجلس الأمة في جلسة خاصة حسبما ينص دستور البلاد.
ولد الشيخ نواف في 25 يونيو عام 1937 في فريج الشيوخ (موقع مجمع المثني حالياً) بمدينة الكويت، بحسب ما جاء على الموقع الرسمي لديوان ولي العهد، حيث نشأ وترعرع في "قصر دسمان"، الذي كان بيت الحكم في عهد والده الأمير أحمد الجابر، وتلقى تعليمه في المدارس النظامية بالكويت، ومن بينها المدرسة المباركية.
تقلد الشيخ نواف مناصب سياسية ووزارية عدة، بداية من عمله محافظا لحولّى منذ عام 1962 ولستة عشر عاما، ثم وزيراً للداخلية عام 1978، فيما تولى في 1988، وزارة الدفاع، وقادها خلال أشهر الغزو العراقي السبعة، والتي انتهت بتدخل الولايات المتحدة على رأس تحالف عسكري في حرب الخليج الثانية عام 1991.
وعند تشكيل أول حكومة كويتية بعد تحرير الكويت من الغزو العراقي، كُلف الشيخ نواف بوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، ثم أصبح نائبا لرئيس الحرس الوطني في 1994، قبل أن يتولى منصب وزير الداخلية من جديد عام 2003، إلى أن تمت تزكيته وليا للعهد في 2006.
وتولى الشيخ نواف إمارة البلاد إثر وفاة الشيخ صباح الأحمد، الذي ترك بصمة واضحة في الداخل، كما كان له دور كبير على صعيد السياسة الخارجية، حيث لعب دور الوساطة في العديد من الأزمات الإقليمية، ولقب بـ"شيخ الدبلوماسيين العرب"، و"عميد الدبلوماسية العربية والكويتية".
على صعيد السياسة الخارجية، واصل الشيخ نواف نهج سلفه الشيخ صباح، حيث نجحت جهود الوساطة التي كان قد بدأها الأخير في المساعدة في حل الأزمة الخليجية وإنهاء مقاطعة قطر من قبل الثلاثي الخليجي (السعودية والإمارات والبحرين) بالإضافة إلى مصر، بعد التوقيع على اتفاق العلا الذي أنهى الأزمة في مطلع عام 2021.
وفي بيان صادر عن الديوان الأميري في ديسمبر 2020، أعرب صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد عن بالغ سعادته وارتياحه للإنجاز التاريخي الذي تحقق عبر الجهود المستمرة والبناءة التي بذلت للتوصل إلى الاتفاق النهائي لحل الخلاف الذي نشب بين الأشقاء، والذي أكدت من خلاله كل الأطراف حرصها على التضامن والتماسك والاستقرار الخليجي والعربي، كما عكس الاتفاق تطلع الأطراف المعنية إلى تحقيق المصالح العليا لشعوبهم في الأمن والاستقرار والتقدم والرفاهية.
وأكد صاحب السمو، حينها، أنه "في الوقت الذي نعرب عن سعادتنا لهذا الإنجاز نستذكر بالتقدير الجهود الخيرة والبناءة لحضرة صاحب السمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه، الذي قاد تلك الجهود منذ اليوم الأول لنشوب الخلاف، والذي أرسى قواعد ذلك الاتفاق لتبقى جهود سموه في أعماق وجداننا وفي صفحات تاريخنا.
كما توجه بالتهنئة والتقدير إلى قادة الدول المعنية، لحرصهم على تحقيق تلك الخطوة التاريخية المباركة لخير أبنائنا، وتحقيق تطلعاتهم، وإلى كل الأصدقاء في العالم، على دعمهم لجهود الوساطة التي قامت بها الكويت، والذي كان محل تقدير من جانبنا.
وفي البلاد واجه الأمير تحديات كبيرة على الجبهة الداخلية، إذ لم يمض شهران على توليه الإمارة حتى أجريت انتخابات اكتسحت فيها المعارضة المقاعد النيابية وفازت بأغلبية 31 مقعدا مقابل 19 مقعدا مواليا للحكومة، فيما اعتُبرت نتائج الانتخابات تعبيرا عن غضب شعبي إزاء أداء الحكومة في مواجهة أزمة كورونا.
كما استقالت الحكومة الكويتية برئاسة الشيخ صباح الخالد الصباح مرتين خلال عام 2021، بسبب خلافات مع مجلس النواب.
وشهد العام الأول لولاية الأمير نواف محاسبة مسؤولين كبار متورطين في قضايا فساد، حيث احتجز رئيس مجلس الوزراء السابق جابر المبارك الصباح، ووزير الخارجية السابق الشيخ خالد الجراح الصباح، على خلفية اتهامهما بالتورط في اختلاسات ما يعرف بـ"صندوق الجيش"، كما تواصل احتجاز مدير إدارة الجنسية والجوازات السابق، مازن الجراح، بعد اتهامه بالتورط في الإتجار بالبشر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأحمد الجابر الصباح الشیخ نواف الأحمد أمیر الکویت الشیخ صباح
إقرأ أيضاً:
إعلام إسرائيلي: تباين الآراء بشأن الحرب وسط عزلة دبلوماسية متزايدة
تناولت وسائل إعلام إسرائيلية تصريحات متباينة بشأن الحرب في قطاع غزة تراوحت بين مواقف متشددة ودعوات لإنهاء الصراع، وسط تحذيرات من تداعيات دولية متزايدة.
وأبرزت القناة الـ13 تحذير المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان جيريمي لورانس من أن الفلسطينيين يواجهون "الخيارات الأشد رعبا"، مشيرا إلى أنه لليوم الثالث على التوالي يقتل الناس حول مراكز التوزيع وداخلها.
وأكد لورانس أن الفلسطينيين أصبحوا أمام خيارين، إما الموت جوعا أو المخاطرة بأن يقتلوا خلال محاولتهم الحصول على الطعام.
في المقابل، عبرت الصحفية في القناة الـ14 دانا فران عن موقف متشدد تجاه سكان غزة قائلة "إن لدينا في الدولة من يريدون أن يشرحوا لنا أنكم أبرياء وأنكم تعانون بشكل فظيع بسبب الحرب، وبصراحة أقول لكم إنه من الصعب علي تصديق ذلك".
وأضافت "اخرجوا من غزة ونالوا حياتكم"، هذا ما لدي لأقوله لكم.
وفي السياق ذاته، تبنى عضو الكنيست عن حزب القوة اليهودية تسفي كرويزر موقفا أكثر تطرفا، مؤكدا أن الحرب ستستمر كل الوقت المطلوب حتى ندمر قطاع غزة تماما، فحتى حي الشجاعية لن يبقى قائما، ولن يبقى عرب في الشجاعية.
إسرائيل مسؤولة عن المجاعة
لكن أصواتا أخرى داخل المؤسسة الإسرائيلية عبرت عن قلق عميق من مسار الأحداث، فقد اعترف عيران عتسيون نائب مجلس الأمن القومي السابق بأن إسرائيل في خضم مأساة إنسانية تقع المسؤولية عنها علينا، مشيرا إلى وجود "مجاعة في غزة".
إعلانوانتقد عتسيون الأهداف الإسرائيلية، واصفا إياها بـ"غير الواقعية"، محذرا من أن الأساليب المستخدمة تكاد تكون جرائم حرب.
من جهته، وجّه عضو الكنيست عن حزب الديمقراطيين جلعاد كاريف انتقادات لاذعة للقيادة السياسية، قائلا إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية ليست لديه أي فكرة إلى أين نحن ذاهبون.
وأكد أن أعضاء حكومته كذلك لا يعلمون إلى أين تتجه بوصلة البلاد، وحذر من أن الوزيرين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير يقودان الجميع إلى الهاوية.
وعلى صعيد التطورات الدبلوماسية، أشار مراسل الشؤون السياسية في قناة "كان 11" سليمان مسودة إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيستضيف قمة في باريس خلال الشهر الجاري ستناقش دعم حل الدولتين، وأن اللقاء سيصدر وثيقة ستحدد كيف سيكون شكل الدولة الفلسطينية.
وفي إطار التداعيات الاقتصادية والدبلوماسية، أكد مراسل الشؤون الدبلوماسية في قناة "24 آي" عامي حيشتاين أن وزارة الدفاع الإسبانية قررت إلغاء صفقة مع شركة رافائيل الإسرائيلية لأنظمة الدفاع المتقدمة لشراء 1700 صاروخ سبايك، في صفقة تقدر بنحو 300 مليون دولار، مشيرا إلى أن السبب هو سياسات إسرائيل في غزة.
كما سلط مراسل القناة في الولايات المتحدة إيفال رفيدان الضوء على قضية حساسة تتعلق بنحو 170 كنديا إسرائيليا ذهبوا لأداء الخدمة العسكرية في إسرائيل.
وأوضح أنهم معرضون للتحقيق في كندا بتهمة ارتكاب جرائم حرب، معربا عن قلقه من أن إسرائيل ستخسر إحدى الدول الصديقة المهمة.
وفي تحليل آخر للأوضاع، حذر بندور يميني الكاتب في صحيفة يديعوت أحرونوت من أن إسرائيل تتجه نحو أن تصبح دولة جرباء مثل "نظام الأبارتايد" الذي كان في جنوب أفريقيا.
وحمّل الكاتب نتنياهو مسؤولية قيادة البلاد إلى هذه المرحلة، واصفا هذا المسار بأنه سيئ لإسرائيل.
إعلان