حرية التعبير على المحك في جامعة كولومبيا بنيويورك وسط جدل بشأن معاداة السامية
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
منذ شهرين، تعيش جامعة كولومبيا في نيويورك على وقع تطورات الحرب في غزة، مع بيانات نارية وعرائض مضادة وعقوبات مفروضة على مجموعات طالبية مؤيدة للفلسطينيين تشكّل موضع نقاش في أجواء يسودها التسييس إلى حدّ كبير لدرجة أن أساتذة باتوا يعربون عن قلقهم على حرية التعبير.
وبات مشهد طلاب يرفعون الأعلام الفلسطينية ويتشحون بالكوفيات في تظاهرات مطالبة بوقف إطلاق النار في القطاع، مألوفا في حرم الجامعة في مانهاتن.
وعلى هامش تظاهرة نظمت الإثنين، احتشدت مجموعة صغيرة مؤيدة لإسرائيل حاملة أعلام الدولة العبرية وحليفها الأمريكي وسط موسيقى صاخبة.
منذ هجمات حماس التي أودت بحياة نحو 1140 شخص في إسرائيل، أغلبيتهم من المدنيين، وفق آخر الأرقام الإسرائيلية، لم تسلم من السجالات هذه الجامعة الخاصة العريقة في الولايات المتحدة المعروفة بتظاهرات طلابها سنة 1968 ضدّ الحرب في فيتنام والتمييز العرقي.
والنقاشات بشأن النزاع في الشرق الأوسط ليست حديثة العهد في الحرم الجامعي حيث قدّم المفكر الفلسطيني الأمريكي إدوارد سعيد محاضرات.
في العام 2020، أفضى استطلاع لآراء الطلاب إلى تصويت لمقاطعة إسرائيل. ورفضت رئاسة جامعة كولومبيا التي يربطها برنامج تبادل بجامعة تل أبيب، نتائج التصويت.
للمطالبة بوقف الحرب على غزة.. أميركيون يهود يقطعون طريقًا سريعًا في لوس أنجليسوباتت اليوم مجموعات الطلاب المؤيدة للفلسطينيين تُتهم بتغذية الكراهية إزاء اليهود، وهي اتهامات تدحضها، وتوجّه في المقابل اللوم للجامعة على تحيّزها لإسرائيل، الأمر الذي تنفيه الإدارة بدورها.
ويقر جوزيف هولي الأستاذ "اليهودي الأمريكي" المحاضر في الأدب الكلاسيكي والذي يؤيّد مقاطعة إسرائيل بأن "حالة الانزعاج" في أوساط الكادر الجامعي "بلغت مستويات غير مسبوقة".
"خنق حرية التعبير"وبعد تظاهرات متشنجة تواجه فيها الطرفان، علقت أنشطة جمعيتين للطلاب المؤيدين للفلسطينيين في تشرين الثاني / نوفمبر لانتهاكهما النظام العام، لا سيما خلال تجمع "تخلله خطاب مشحون بالتهديد والتخويف"، وفق إدارة الجامعة.
ويكشف جاك هالبرستام الأستاذ المحاضر في اللغة الإنجليزية ودراسات النوع الاجتماعي بأنه لم يشهد يوما "جهودا كهذه للمساس بحرية التعبير" في جامعة كولومبيا.
وهو يرى أن صرامة الإدارة مردّها خشيتها من اتهامها بتأجيج معاداة السامية، فضلا عن ضغوط الجهات المانحة.
وفي أواخر تشرين الأول / أكتوبر، أعربت لورا روزنبري، رئيسة برنارد كولدج، وهي جامعة للنساء تابعة لمؤسسة كولومبيا الجامعية، عن "الاستياء والحزن إزاء انتشار معاداة السامية ومعاداة الصهيونية" في الحرم، منددة في الوقت عينه بـ "خطاب معاد للفلسطينيين وللمسلمين".
لكن جاك هالبرستام يرى أن الالتباس بين "معاداة الصهيونية ومعاداة السامية" يجعل "النقاش شبه مستحيل".
ويضيف "إذا لم يكن في وسعنا انتقاد دولة تنفذ عمليات عسكرية غير شرعية على امتداد الحدود ضدّ مدنيين، نكون قد دخلنا في حقبة جديدة لخنق حرية التعبير".
بعد مثولها أمام الكونغرس بشأن معاداة السامية.. رئيسة إحدى أشهر جامعات أميريكا تواجه ضغوطا للاستقالةشاهد: بسبب اتهامات لها بمعاداة السامية.. استقالة رئيسة جامعة بنسيلفانيا الأميركية تحقيقات في جامعات أميركية بشأن معاداة السامية ومعاداة الإسلاموابل من الانتقاداتتؤكد ريبيكا كوبرين، المديرة المشاركة لمعهد إسرائيل والدراسات اليهودية في جامعة كولومبيا، ضرورة مراعاة مشاعر الطلاب اليهود المنزعجين و"المنهكين" من الأحداث، والذين يرون في شعارات من قبيل "من النهر إلى البحر تحريضًا على العنف"، مدافعة في الوقت عينه عن حرية التعبير.
وفي أعقاب هجوم حماس، أثار نصّ لمجموعة الطلاب المؤيدة للفلسطينيين التي علقت نشاطاتها المعروفة بـ "Students for Justice in Palestine" وابلا من الانتقادات.
وجاء في النصّ أن هجوم حماس هو بمثابة "حلقة تاريخية للفلسطينيين في غزة" و"هجمة مضادة من الفلسطينيين على المستعمر المستبد".
وإثر صدور هذا النصّ، تلقت إدارة الجامعة رسائل مفتوحة كثيرة من أساتذة وطلاب استنكر بعضهم التغافل عن "هجمات حماس الهمجية"، في حين هبّ آخرون للدفاع عن الطلاب المعنيين الذين نشرت أسماء البعض منهم وصورهم مرفقة بوسم "معاد للسامية".
ويؤكد جوزيف هولي، أن "الخسائر في الأرواح وأعمال العنف في السابع من تشرين الأول / أكتوبر كانت مأساوية ولا بدّ من أن تكون موضع تنديد". لكن الأستاذ الذي ترعرع "وسط أجواء الحادي عشر من أيلول / سبتمبر وما يعرف بحرب الولايات المتحدة على الإرهاب" لا يخفي قلقه من "الردّ السياسي الذي يستهدف مباشرة ويعيب نشطاء شباب لم يستخدموا الكلمات المناسبة".
وأحالت إدارة جامعة كولومبيا مراسلي وكالة فرانس برس الذين حاولوا التواصل معها إلى رابط على موقعها الإلكتروني حيث تفسر أن "الأجواء في الحرم الجامعي مشحونة" منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر وأنه تمّ اتخاذ تدابير لتعزيز الأمن والإشراف على تنظيم الفعاليات بصورة أفضل.
المصادر الإضافية • أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية انهيار قسم من سور مدينة القيروان في تونس يودي بحياة 3 أشخاص تغطية مستمرة - قصف إسرائيلي مستمر على غزة ونتنياهو يشير إلى محادثات جارية لإتمام صفقة تبادل للأسرى فيديو: بايدن يحث إسرائيل على توخي" الحذر" في حربها على قطاع غزة طلبة - طلاب إسرائيل الولايات المتحدة الأمريكية معاداة السامية حرية التعبيرالمصدر: euronews
كلمات دلالية: طلبة طلاب إسرائيل الولايات المتحدة الأمريكية معاداة السامية حرية التعبير الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة إسرائيل فرنسا حركة حماس طوفان الأقصى حرية الصحافة جيش أوروبا صحفي فلسطين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة إسرائيل فرنسا حركة حماس طوفان الأقصى معاداة السامیة جامعة کولومبیا حریة التعبیر یعرض الآن Next على غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
خلال استقباله السفير الأردني.. رئيس جامعة القاهرة يشيد بعمق العلاقات المصرية الأردنية
استقبل الدكتور محمد سامي عبد الصادق رئيس جامعة القاهرة، بمكتبه، السيد أمجد العضايلة سفير المملكة الأردنية الهاشمية بمصر، والوفد المرافق له، وذلك لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك بين الجانبين، والاطمئنان على أحوال الطلاب الأردنيين الدارسين بجامعة القاهرة.
حضر اللقاء، الدكتور محمود السعيد نائب رئيس جامعة القاهرة لشئون الدراسات العليا والبحوث، والدكتور أحمد رجب نائب رئيس جامعة القاهرة لشئون التعليم والطلاب، والدكتورة جيرالدين محمد القائم بأعمال عميد كلية طب الأسنان.
وأشار الدكتور محمد سامي عبد الصادق خلال اللقاء، إلى عمق العلاقات التي تربط مصر والأردن وتعاونهما الوثيق في المجالات التعليمية والثقافية والبحثية، مؤكدًا أن جامعة القاهرة تضع كل امكاناتها في خدمة طلابها من الأردن الشقيق مع جميع الطلاب الوافدين، وتقدم لهم كافة التسهيلات بهدف تخريج كوادر متميزة تساهم في تحقيق التنمية.
وأوضح رئيس جامعة القاهرة، أن الطلاب الوافدين هم سفراء للجامعة في بلادهم، مشيرًا إلى الحرص على تقديم كافة أوجه الرعاية والاهتمام للطلاب الأردنيين مع جميع الطلاب الوافدين في كلياتهم وداخل المدن الجامعية، كما يتم تشجيعهم على المشاركة في الأنشطة والفعاليات التي تنظمها الجامعة.
ومن جانبه، أعرب أمجد العضايلة سفير المملكة الأردنية الهاشمية بمصر عن سعادته لتواجده داخل جامعة القاهرة العريقة، والتي تتمتع بسمعة أكاديمية متميزة على المستوي العالمي ويدرس بها ما يزيد على 1100 من الطلاب الوافدين من الأردن، مشيرًا إلى عمق العلاقات التاريخية التي تجمع بين البلدين الشقيقين، ومشيدًا بجهود إدارة جامعة القاهرة في رعاية الطلاب الأردنيين وتذليل العقبات أمامهم.
واستعرض أمجد العضايلة، الأنظمة الدراسية المختلفة داخل الأردن، كما استمع إلى شرح تفصيلي من الدكتور عبد الصادق حول جامعة القاهرة الأهلية ونظم الدراسة بها، وقواعد قبول الطلاب، والمصروفات الدراسية، مؤكداً حرصه على استمرارية التعاون بما يخدم مصلحة الطلاب الدارسين بجامعة القاهرة.
وفي نهاية اللقاء، تم تبادل الدروع والهدايا، والتقاط بعض الصور التذكارية.