موقع 24:
2025-07-06@06:47:44 GMT

حرب كان يمكن تفاديها

تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT

حرب كان يمكن تفاديها

لم يعد الحديث عن دخول الحرب الأوكرانية مرحلة "الموت السريري"، وأن نهايتها قد أزفت مجرد تحليل، بل هو واقع ميداني يشير إلى أن المساعدات الغربية قد استنزفت، ولم تعد الدول الأوروبية والولايات المتحدة قادرة على تقديم المزيد، كما أن القوات الأوكرانية باتت تراوح مكانها أو هي غير قادرة على تحقيق أي إنجاز.

هذا الوضع بات يلقي بظلاله على مسار الحرب وإمكانية المضي فيها، أو الانكفاء والبحث عن مسارات جديدة للتفاوض تحفظ ماء وجه الدول الغربية التي فشلت في تحقيق هدف هزيمة روسيا.



هذا الوضع دفع زيلينسكي للقيام بزيارة مفاجئة إلى الولايات المتحدة والاجتماع إلى الرئيس جو بايدن وبعض قيادات الكونغرس، لاستجداء الدعم العاجل، خصوصاً بعد انخفاض الدعم العسكري الأمريكي والأوروبي، وعدم اليقين بأن الكونغرس سوف يصادق على طلب بايدن بتقديم حزمة مساعدات جديدة ب 59 مليار دولار، وسط معارضة واسعة من جانب الجمهوريين.
من الواضح أن زيلينسكي عاد خالي الوفاض، وأن "القدرة العسكرية لأوكرانيا ستنخفض، وفي مرحلة ما ربما في يناير (كانون الثاني) المقبل لن يتمكن الجيش الأوكراني من شن هجوم واسع النطاق، وبعد ذلك ربما في فبراير (شباط) لن يتمكن من القيام بأي هجمات على الإطلاق"، وفقاً لمارك كانسيان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن.
تكشف وقائع الحرب والمفاوضات التي جرت في بدايتها أن زيلينسكي وقع ضحية وعود غربية فارغة بقطع المفاوضات التي جرت بين روسيا وأوكرانيا في بيلاروسيا وإسطنبول والمضي في الحرب حتى النهاية، لأن فرص هزيمة روسيا باتت متوفرة، لذلك غامر زيلينسكي بإدخال بلاده في حرب مدمرة، رغم أن المفاوضات كانت قطعت شوطاً من النجاح.
وفي هذا الخصوص يقول ديفيد أراخاميا، الزعيم البرلماني لحزب زيلينسكي "خادم الشعب" الذي قاد الجانب الأوكراني في المفاوضات: "إن هدف روسيا كان دفعنا إلى الحياد"، أي عدم الالتزام بالانضمام إلى حلف الأطلسي، "وأنهم كانوا مستعدين لإنهاء الحرب إذا قبلنا بالحياد".
وكشف عن أحد أسباب انهيار المفاوضات للصحفية ناتاليا موسيشوك، في مقابلة تلفزيونية، بأن "المفاوضات كان يمكن أن تؤتي ثمارها لو أنها تلقت الضمانات الأمنية والدعم من حلف الأطلسي" حول ذلك، وأشار إلى أن رئيس وزراء بريطانيا آنذاك بوريس جونسون جاء إلى كييف، وأبلغ زيلينسكي بأن الغرب لن يدعم أي اتفاق سلام، بغض النظر عما تريده أوكرانيا، وأنهم يفضلون الاستمرار في نقل المعركة إلى الرئيس الروسي بوتين؛ لأنهم يعتقدون "أنه أقل قوة".
لم يكن جونسون وحده الذي قوّض المفاوضات، بل إن مسؤولي حلف الأطلسي وقيادات غربية من بينها الرئيس بايدن شاركوا في تقويضها لاعتقادهم بأن المفاوضات مع موسكو مستحيلة، وأن الحرب لا يمكن أن تنتهي إلا بتحقيق النصر على روسيا في ساحة المعركة.
تؤكد تقارير متطابقة أن اتفاقاً مبدئياً كان تم التوصل إليه في مفاوضات إسطنبول يقضي بحياد أوكرانيا مقابل الانسحاب الروسي إلى حدود ما قبل فبراير (شباط) 2022.
..والآن، هل من سبيل للخروج من معمعة الحرب إلا المفاوضات؟

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الحرب الأوكرانية

إقرأ أيضاً:

هل تتخلى الصين عن حيادها ولماذا تخشى هزيمة روسيا؟

بينما تواصل الإدارة الأميركية تحركاتها لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، أطلق وزير الخارجية الصيني وانغ يي تصريحا يتعارض مع موقف بلاده المُعلن بالحياد في هذه الحرب.

وهو ما أثار تساؤلات فيما إذا كانت الصين بصدد تغيير موقفها وإعادة حساباتها الإستراتيجية على ضوء ما يشهده العالم من تطورات وتحولات ليست ببعيدة عنها.

فقد نقلت وسائل إعلام صينية وغربية عن وزير الخارجية الصيني قوله إن بلاده "لا تريد أن ترى روسيا تخسر الحرب في أوكرانيا"، لأن ذلك قد يثير مخاوف من أن تحول الولايات المتحدة تركيزها الكامل باتجاهها.

التصريح المفاجئ جاء خلال لقاء الوزير الصيني مع مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس الثلاثاء الماضي على هامش مباحثات الجانبين في بروكسل والتي طالبت بكين بالتوقف عن تقويض أمن أوروبا.

ومنذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، ظلت الصين تدعو بانتظام إلى محادثات السلام واحترام وحدة أراضي جميع الدول، بما فيها أوكرانيا.

بكين لم تتبنَّ رسميا تصريحات وزير خارجيتها الأخيرة، ويظهر ذلك من خلال تصريحات أدلت بها المتحدثة باسم وزارة الخارجية بعد 4 أيام من تصريحات الوزير، حرصت خلالها على التأكيد أن "الصين لا تتدخل في القضية الأوكرانية، وأن موقفها موضوعي وثابت: التفاوض، ووقف إطلاق النار، والسلام"، معتبرة أن استمرار الأزمة الأوكرانية لا يخدم مصالح أحد.

الرأي نفسه، تبناه العديد من المحللين السياسيين في الصين، الذين استبعدوا أن تغير بلادهم مواقفها المعلنة تجاه الحرب الروسية الأوكرانية، ومن ضمن هؤلاء البروفيسور فيكتور غاو، نائب رئيس مركز الصين والعولمة، الذي قال في تصريحات لبرنامج "ما وراء الخبر" إن استمرارية هذه الحرب لا تخدم أي طرف.

الكثيرون في الصين يرون أن تصريح الوزير الصيني تم تأويله بشكل خاطئ أو "أن هناك من يحاول التضليل بشأن الموقف الصيني"، بل اتهم غاو قوى في الغرب بتصيد الفرص وتقديم تفسير خاطئ لموقف الصين.

إعلان توتر مع أوروبا

ورغم إعادة بكين تكرار موقفها تجاه الحرب، فإنها على ما يبدو على أعتاب أزمة سياسية ليست بالبسيطة مع أوروبا، ويظهر هذا جليا من تصريحات كالاس، التي دعت بكين للتوقف عما أسمته تقويض أمن أوروبا.

وقالت كالاس إن "الشركات الصينية توفر طوق نجاة لموسكو للمحافظة على مجهودها الحربي ضد أوكرانيا، وتنفّذ بكين هجمات إلكترونية وتتدخل بديمقراطياتنا.. وهذه الأفعال تضر بأمن أوروبا".

المخاوف الأوروبية يفسرها أستاذ العلاقات الدولية بجامعة جنيف، الدكتور حسني عبيدي، بأنها تنبع من إدراك الأوروبيين بأنه لولا الدعم الصيني لروسيا لَما استطاعت أن تستمر في حربها على أوكرانيا.

لكن الأوروبيين لا يستطيعون التخلي عن الصين بسبب العلاقات الاقتصادية والسياسية التي تجمعهم بها.

وعلى ما يبدو فإن الأوروبيين ليسوا وحدهم الذين يشككون في مواقف الصين تجاه الحرب الروسية الأوكرانية، فمن وجهة نظر جيمس روبنز، نائب وزير الدفاع الأميركي السابق فإن الصين تستفيد من مواصلة الحرب في أوكرانيا وتخشى فعلا من استدارة واشنطن تجاهها فيما لو وضعت الحرب أوزارها.

وما يقلق واشنطن هو أن الصين أظهرت تطلعها لتوسيع نطاق نفوذها في المنطقة وتوسيع أسطولها البحري، وهو ما من شأنه أن يضر بالمصالح الأميركية، بحسب ما صرح به روبنز لـ"ما وراء الخبر".

ومن وجهة نظر مؤيدي الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فإنه حاول منذ عودته للبيت الأبيض قبل 6 أشهر أن يحسّن علاقات بلاده مع الصين، وأن لا يجعل قضية الحرب الروسية الأوكرانية تقف عقبة أمام ذلك، رغم إدراكه بأن هذه العلاقات معقدة تجاريا وأمنيا.

لكن الأوروبيين لا يثقون بأن أي تسويات سيتوصل لها ترامب مع الصين بالضرورة أن تأخذ بعين الاعتبار مصالح القارة العجوز، لذلك هم يتطلعون لمقاربة توفيقية مع الصين خاصة بهم وحدهم، كما يقول عبيدي.

مقالات مشابهة

  • هل تتخلى الصين عن حيادها ولماذا تخشى هزيمة روسيا؟
  • مستشار رئاسي أوكراني سابق: محاولات زيلينسكي إقناع الغرب بالضغط على روسيا عبثية
  • الجيش الأوكراني يستهدف مطار عسكري في روسيا
  • روسيا تعلن عملية تبادل أسرى جديدة مع أوكرانيا
  • زيلينسكي: روسيا شنت إحدى أكبر الهجمات على بلادنا منذ بدء الحرب واستخدمت صواريخ باليستية
  • «الكرملين»: بوتين أخبر ترامب بتوقعات روسيا بشأن المفاوضات مع أوكرانيا
  • زيلينسكي: الهجوم الروسي الليلي الأكبر منذ بدء الحرب
  • ماكرون: سأبحث مع الرئيس الإيراني تهم التجسس الموجهة ضد مواطنينا المعتقلين في إيران
  • هل تريد إدارة ترامب استسلاما أوكرانيا أمام روسيا؟
  • صحف عالمية: جهود حثيثة لإقرار هدنة في غزة لكن المفاوضات ستكون معقدة