نتائج الانتخابات الأخيرة بحسب الأرقام المعلنة تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن هذه الانتخابات تمت بلا صفقات وبلا تواجد للإخوان.
مرشح الوفد الدكتور عبدالسند يمامة مثلا طاردته الاتهامات تارة بعقد صفقة مع النظام، وتارة أخرى بأنه مدعوم من الإخوان لتأتى النتائج بعد ذلك لتنفى كل هذه الاتهامات الباطلة جملة وتفصيلا.
الأرقام التى حصل عليها رئيس الوفد والتى تزيد على 800 ألف صوت هى أصوات حقيقية جاءت بعد معركة نزيهة خاضها حزب الوفد منفردًا بلا صفقات ولا دعم من تيارات دينية أو حتى يسارية وليبرالية.
هى أصوات المصريين وإن كانت لا ترضينا فى حزب الوفد إلا أنها تبقى أصواتًا حقيقية يمكن البناء عليها خاصة وحملة الدكتور عبدالسند يمامة هى الأقل إنفاقًا من بين جميع المرشحين.
الانتخابات بشكل عام كانت شفافة وسلسة وغابت فيها أصوات الإخوان تماما حتى بين الأصوات الباطلة التى تعدت فقط 400 ألف صوت انتخابى.
لا شك أن هذا الاستحقاق الانتخابى المهم جاء فى ظرف انتخابى استثنائى فى ظل حرب الإبادة التى تقوم بها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، والمخطط الواضح لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء.
وهو المخطط الذى كشفه الرئيس السيسى نفسه فى بداية الأزمة ورفضه بشكل قاطع فى موقف تاريخى دفع المصريين للالتفاف حول الرئيس بل ودعمه أمام العالم كله فى المشهد الانتخابى الذى شهد تصويت الملايين بنسبة هى الأكبر فى تاريخ مصر بحسب إعلان الهيئة الوطنية للانتخابات.
المشهد بشكل عام له العديد من الإيجابيات التى يمكن البناء عليها مستقبلًا ويجب الحفاظ على الإشراف القضائى الكامل فى كل الاستحقاقات الانتخابية القادمة ودعم الهيئة الوطنية للانتخابات بكل الإمكانيات المتاحة من أجل الوصول إلى الكمال.
الانتخابات الأخيرة مسحت من التاريخ وإلى الأبد ما كان يقال عن حشد الإخوان وأنهم آلة انتخابية لا يستهان بها، فالمصريون خرجوا إلى صناديق الاقتراع بالملايين ليثبتوا للعالم أن القرار المصرى حر ويستند على إرادة شعبية عريضة.
ما حدث ترجمة خطاب النصر الذى وجهه الرئيس السيسى للمصريين عقب الانتخابات وهو خطاب يليق بهذا المشهد وأظهر امتنان السيسى للشعب المصرى الذى منحه دعمًا إضافيًا فى مواجهة الأخطار والتحديات التى تحيط بمصر.
هو عرس ديمقراطى بلا مبالغة والدولة أثبتت فيه قدرتها على إدارة انتخابات نزيهة وشفافة.
نستطيع بعد ذلك العبور من الأزمات الحالية نحو غد مشرق لدولة ديمقراطية مدنية حديثة تلقى قبولا ورضا عامًا من المصريين ويشعر فيها كل مواطن بأنه يملك بلده ووقتها مصر تعود كما نحب جميعا أن نراها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الانتخابات مرشح الوفد الدكتور عبدالسند يمامة أصوات ا
إقرأ أيضاً:
مصر تصنع السلام
مرة بعد أخرى، وعلى مدار عقود، تثبت مصر للعالم، أنها الرقم الصعب والمؤثر، فى معادلة الشرق الأوسط، والتأكيد أن استقرار المنطقة لا يمكن تحقيقه بدون دورها المباشر والفاعل.
لقد نجحت مصر، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى إنجاز اتفاق جديد بين الفلسطينيين والإسرائيليين، دخل حيز التنفيذ مؤخرًا، بعد جهود دبلوماسية وأمنية قادتها الدولة المصرية بهدوء وحنكة، وعلى رأسها جهاز المخابرات العامة، الذى تحرك باحترافية عالية، حسمت كثيرًا من التعقيدات، كما أذابت جليد التوتر بين الطرفين فى ملفات شائكة.
لم يكن هذا التحرك المصرى مفاجئًا، خصوصًا أن مصر تحمل على عاتقها منذ عقود مسئولية دعم القضية الفلسطينية، حيث حرصت على دفع كافة الأطراف نحو حل يوقف نزيف الدم ويحفظ ما تبقى من الأمل فى مستقبل أكثر أمنًا.
تلك التحركات المصرية تمت عبر قنوات مفتوحة مع جميع الفاعلين الدوليين والإقليميين، بعيدًا عن الاستعراض، و«الشو الإعلامى»، لكنها كانت فائقة الدلالة، من حيث التوقيت والدقة وتحقيق الهدف.
فى قلب تلك الأحداث، برزت شرم الشيخ (مدينة السلام)، كمساحة آمنة للحوار، حيث استضافت اللقاءات الحاسمة وسط إجراءات أمنية مشددة، عكست مدى جاهزية الدولة لحماية مسار التفاوض بكل ما أوتيت من إمكانات، ومعها شعر الجميع أنهم آمنون، حيث الأمان والسرية والاحترافية، وهذا ما ساعد على خلق مناخ تفاوضى حقيقى، يعلو فيه صوت العقل والحكمة.
الرئيس السيسى، بثقله السياسى وحضوره الإقليمى، أعاد التأكيد أن السلام ليس مجرد خيار، بل ضرورة لحماية أمن المنطقة بأكملها، وأن مصر لن تتردد فى استخدام ما لديها من تأثير وعلاقات للدفع باتجاه الحل العادل والدائم، ثم جاءت الإشادات الدولية الأخيرة لتعكس هذا الدور القيادى، تأكيدًا أن القاهرة لا تزال قادرة على جمع المتناقضات وصياغة توافقات وسط الدمار.
كما لا يمكن إغفال الدور الذى لعبه رجال المخابرات العامة المصرية، الذين خاضوا جولات طويلة من الحوار غير المعلن، بتكليف مباشر من القيادة السياسية، وبتنسيق مع الأطراف الإقليمية والدولية، فكانوا صقورًا فى الرؤية، وثابتين فى المواقف، وعاملًا حاسمًا فى صياغة الاتفاق النهائى.
تلك التطورات، تتزامن مع زيارة الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب إلى مصر، للمشاركة فى قمة السلام، إذ تعتبر إشارة جديدة لإدراك واشنطن بأن مفاتيح الحل الحقيقى تبدأ من القاهرة، لا من غيرها، حيث إنها بتاريخها وثقلها، تبقى حجر الأساس فى أى عملية سلام، والضامن الأهم لأى استقرار فى المنطقة.
وفى الختام، لا يمكن النظر إلى هذا الاتفاق إلا كخطوة أولى على طريق السلام الطويل، الذى تقوده مصر بثبات، بتاريخها السياسى العميق، وقدرتها على الجمع بين الواقعية والالتزام، إذ أثبتت أنها الأجدر بهذه المهمة، لأن السلام لا يُصنع بالشعارات، بل بالثقة، والهدوء، والعمل المتواصل، وهى عناصر أصبحت اليوم عنوانًا للدور المصرى المتجدد فى الشرق الأوسط.
[email protected]