الأوقاف: "جريمة الاعتداء على المال العام" عنوان آخر جمعة في عام 2023
تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT
حددت وزارة الأوقاف، موضوع خطبة الجمعة القادمة تحت عنوان:"جريمة الاعتداء على المال العام والملك العام والحق العام"، والموافقة يوم التاسع والعشرين من ديسمبر الجاري (الجمعة الأخيرة من عام 2023).
جريمة الاعتداء على المال العاموفي خطبة سابقة له، أكد الدكتور محمد مختار جمعة، تحت عنوان: "الكسب الحلال"، أن الاعتداء على المال العام وأملاك الدولة وعلى مال الوقف وعلى أى من الملك العام جريمة شرعية ووطنية وإثم أعظم لكثرة الحقوق المعلقة به.
وقال وزير الأوقاف، إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بين لنا الفرق الواضح بين الحلال والحرام وما بينهما من مشتبهات، حيث يقول (صلى الله عليه وسلم): "إنَّ الحلالَ بيِّنٌ وإنَّ الحرامَ بيِّنٌ وبينهما أمورٌ مُشتبِهاتٌ لا يعلمهنَّ كثيرٌ من الناس فمنِ اتَّقى الشُّبُهاتِ استبرأ لدِينِه وعِرضِه، ومن وقع فى الشُّبهاتِ وقع فى الحرامِ، كالراعى يرعى حول الحِمى يوشكُ أن يرتعَ فيه، ألا وإنَّ لكلِّ ملكٍ حمًى، ألا وإنَّ حمى اللهِ محارمُه"، وهذا ما قال فيه رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "استفتِ قلبك، البر ما اطمأنت إليه النفس، واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في النفس، وتردد فى الصدر، وإن أفتاك الناس وأفتوك"، فكل ما تفعله مرضاةً لله ولا تخشى من اطلاع الناس عليه وتفعله علانية وبشفافية ووضوح، يسلك بك إلى سبيل الحلال إن شاء الله، وكل ما تفعله بقلق وخوف وتوجس وارتياب وتخفى فعليك أن تراجع نفسك فيه.
كما أكد وزير الأوقاف، أن أصحاب النبى (صلى الله عليه وسلم) كانوا يتركون بعض الحلال مخافة أن تكون فيه شبهة حرام، لعلمهم بمآل الحرام فى الدنيا والآخرة، فالكسب الحلال سبيل إلى مرضاة الله (عز وجل) وسبيل إلى المباركة فى الأسرة والأبناء والأحفاد، حيث يقول سبحانه: "وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِى الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا"، قال بعض أهل العلم: كان الجد السابع لهم، وهكذا الحلال، أطعم أبناءك حلالًا ولا تخف عليهم بعد ذلك، وقد سأل سيدنا سعدُ بنُ أبى وقَّاصٍ (رضى الله عنه) رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: يا رسولَ اللهِ أدعُ اللهَ أنْ يجعَلَنى مُستَجابَ الدَّعوةِ، فقال النبى صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "يا سعدُ، أَطِبْ مَطْعَمَكَ تَكُنْ مُستَجابَ الدَّعوةِ، والَّذى نفْسُ مُحمَّدٍ بيدِهِ، إنَّ العبدَ لَيَقذِفُ اللُّقمةَ الحرامَ فى جَوفِهِ ما يُتقبَّلُ منه عملٌ أربعينَ يومًا، وأيُّما عبدٍ نَبَتَ لحمُهُ مِن سُحْتٍ، فالنَّارُ أَوْلى به"، وكأنه يقول لنا وله ليس الأمر فى الدعاء لك، ولكن الأمر عندك أنت والزمام فى يدك أنت: "أَطِبْ مَطْعَمَكَ تَكُنْ مُستَجابَ الدَّعوةِ"، ومرَّت امرأة صالحة على قوم متفيقهين متفلسفين يقفون على الشكل لا على المضمون، فقالت من شيخكم؟ فقالوا فلان، فقالت له: كيف تأكل؟ فقال لها: أُسمى الله، وآكل بيميني، وآكل مما يليني، وأصغر اللقمة، وأجيد المضغة، فقالت له: ليس كذلك، فقال إذًا كيف الأكل؟ فقالت له: كل حلالًا وكل كيف شئت، فلو قرأ ما قرأ وسمى ما سمى وهو يأكل حرامًا لم يغنه ذلك شيئًا، فالحرام سم قاتل فى الدنيا يذهب البركة.
وأشار جمعة، إلى أن بعض الناس ربما يقول ولكننا نشاهد غير ذلك، فنقول لهم إذا غضب الله على عبد رزقه من حرام، فإذا اشتد غضبه عليه بارك له فيه، فالله سبحانه وتعالى يقول: "سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ وَأُمْلِى لَهُمْ إِنَّ كَيْدِى مَتِينٌ"، والنبى (صلى الله عليه وسلم) يقول: "وأيُّما عبدٍ نَبَتَ لحمُهُ مِن سُحْتٍ فالنَّارُ أَوْلى به"، ويقول (صلى الله عليه وسلم): "مَن اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه، فقد أوجب الله له النار وحرم عليه الجنة، فقال له رجل: وإن كان شيئًا يسيرًا يا رسول الله؟ قال وإن كان قضيبًا من أراك"، ويقول (صلى الله عليه وسلم): "إنَّ العبدَ لَيَقذِفُ اللُّقمةَ الحرامَ فى جَوفِهِ ما يُتقبَّلُ منه عملٌ أربعينَ يومًا، وأيُّما عبدٍ نَبَتَ لحمُهُ مِن سُحْتٍ، فالنَّارُ أَوْلى به".
كما أكد وزير الأوقاف على ضرورة الكسب من الحلال، حيث قيل يا رسولَ اللهِ: أى الكسبِ أطيَبُ قال: "عملُ الرَّجلِ بيدِه وكلُّ بيعٍ مبرورٍ"، وقال (صلى الله عليه وسلم): "ما أكلَ أحدٌ طعامًا قطُّ، خيرًا من أنْ يأكلَ من عمَلِ يدِهِ وإنَّ نبى اللهِ داودَ كان يأكلُ من عمَلِ يدِهِ"، وقد خص نبينا (صلى الله عليه وسلم) نبى الله داود (عليه السلام) من بين سائر الأنبياء، ذلك لأنه كان ملكًا نبيًا، فلم يكن بحاجة إلى العمل ليتقوت منه، وإنما كان يعمل لشرف العمل، مؤكدًا أن البيع المبرور، هو البيع الذي لا غش فيه لأن نبينا (صلى الله عليه وسلم) يقول: "مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا"، والبيع المبرور لا احتكار فيه لأن نبينا (صلى الله عليه وسلم) يقول: "المحتكر ملعون"، والبيع المبرور لا استغلال فيه للأزمات ولا لحوائج الناس؛ لأن نبينا (صلى الله عليه وسلم) يقول: "مَن دخلَ فى شيءٍ من أسعارِ المسلمينَ ليُغْليَهُ علَيهِم فإنَّ حقًّا علَى اللَّهِ تبارَكَ وتعالَى أن يُقْعِدَهُ بعِظَمٍ منَ النَّارِ يومَ القيامةِ"، وخص أقوات الناس لأن الحياة تتوقف عليها، والبيع المبرور لا إخفاء للعيوب فيه، ولا تدليس فيه؛ لأن نبينا (صلى الله عليه وسلم) يقول: "الْبَيِّعانِ بالخِيارِ ما لَمْ يَتَفَرَّقا، فإنْ صَدَقا وبَيَّنا بُورِكَ لهما فى بَيْعِهِما، وإنْ كَذَبا وكَتَما مُحِقَ بَرَكَةُ بَيْعِهِما"، وأن تحرى الحلال منجاة لك ولأسرتك وأبنائك، وبركة فى مالك، وسبيل إلى مرضاة الله (عز وجل)، وليس لك إلا ما كُتب لك، فالحرام سم قاتل فى الدنيا ونار تحرق فى الآخرة، حيث يقول سبحانه: "إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِى بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأوقاف وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة المال العام الكسب الحلال صلى الله علیه وسلم رسول الله
إقرأ أيضاً:
بـ 7 خطوات بسيطة.. وصفة مجربة لاستجابة الدعاء وقت الشدة
وصفة مجربة لاستجابة الدعاء وقت الشدة .. الدعاء وقت الشدة أو الدعاء عمومًا هو من أهم العبادات التي يجب أن يلتجأ إليها كل مسلم في جميع أحواله، في السراء والضراء في الصحة والمرض، فالدعاء سكينة النفس وطمأنة للقلب، وقد حث الشرع الشريف على الإكثار من الدعاء، وأمرنا الله تعالى به في قوله " وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ".
وفي هذا السياق، قال الداعية الإسلامي عمرو خالد، إن هناك 7 خطوات لاستجابة الدعاء وقت الشدة، مشيرا إلى أن الدعاء وقت المحنة لابد أن ينطبق على قائلها معنى الاضطرار وهو ما جاء في قول الله تعالى "أمن يجيب المضطر إذا دعاه".
وكشف عمرو خالد، في فيديو منشور عبر منصات السوشيال ميديا، عن خطوات استجابة الدعاء وقت الشدة وهي:
تقوى الله إلى أقصى درجة أن تكون أموال الداعي سليمة وليست من مصدر محرم شرعًاأن يؤدي الداعي صلواته وفروضه كاملة في وقتهاأن يكون الشخص الداعي بارًا بأبيه وأمه وليس ظالمًا لأي شخصأن يكون الاستغفار باستمرارأن يسبح الله بأسمائه الحسنىالتذلل لله وقت الدعاءدعاء وقت الشدةوبيّنت لنا السنة المباركة، أفضل دعاء وقت الشدة وذلك وفقا لما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوات المكروب "اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله أنت" رواه أبو داود.
وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، كان إذا أهمه الأمر رفع طرفه إلى السماء، فقال "سبحان الله العظيم" وإذا اجتهد في الدعاء قال "يا حي يا قيوم" راوه الترمذي.
أدعية وقت الشدة تريح القلبالدعاء للمؤمن كله خير وهو رزق ساقه الله إلى العبد، ومن الأدعية الدينية الجميلة التي تريح القلب:
1- (اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِنَ العَجْزِ، وَالْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ، وَالْبُخْلِ، وَالْهَرَمِ، وَعَذَابِ، القَبْرِ اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَن زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِن عِلْمٍ لا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لا تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لا يُسْتَجَابُ لَهَا).
2- (ما قال عبدٌ قطُّ إذا أصابه هَمٌّ أو حُزْنٌ: اللَّهمَّ إنِّي عبدُكَ، ابنُ عبدِكَ، ابنُ أَمَتِكَ، ناصِيَتي بيدِكَ، ماضٍ فيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فيَّ قضاؤُكَ، أسأَلُكَ بكلِّ اسمٍ هو لكَ، سمَّيْتَ به نفسَكَ، أو أنزَلْتَه في كتابِكَ، أو علَّمْتَه أحَدًا مِن خَلْقِكَ، أوِ استأثَرْتَ به في عِلمِ الغيبِ عندَكَ، أنْ تجعَلَ القُرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ بصَري، وجِلاءَ حُزْني، وذَهابَ همِّي، إلَّا أذهَب اللهُ همَّه وأبدَله مكانَ حُزْنِه فرَحًا).
3- (اللَّهُمَّ أعُوذُ برِضَاكَ مِن سَخَطِكَ، وبِمُعَافَاتِكَ مِن عُقُوبَتِكَ، وأَعُوذُ بكَ مِنْكَ لا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أنْتَ كما أثْنَيْتَ علَى نَفْسِكَ).
4- رُوي عن أبي بن كعب - رضي الله عنه- أنه قال: (يا رسولَ اللهِ، إني أُكثِرُ الصلاةَ عليك، فكم أجعلُ لك من صلاتي؟ فقال: ما شئتَ، قلت: الربعَ؟ قال: ما شئتَ، فإن زدتَ فهو خيرٌ لك، قلتُ: النصفَ؟ قال: ما شئتَ، فإن زدتَ فهو خيرٌ لك، قلت: فالثُّلُثَيْنِ؟ قال: ما شئتَ، فإن زدتَ فهو خيرٌ لك، قلتُ: أجعلُ لك صلاتي كلَّها؟ قال: إذًا تُكْفَى همَّك، ويُكَفَّرُ لك ذنبَك).
5- (اللهمَّ اقسمْ لنا من خشيتِك ما يحولُ بيننا وبين معاصيكَ، ومن طاعتِك ما تبلغُنا به جنتَك، ومن اليقينِ ما يهونُ علينا مصيباتِ الدنيا، ومتعنَا بأسماعِنا وأبصارِنا وقوتِنا ما أحييتَنا، واجعلْه الوارثَ منا، واجعلْ ثأرنا على منْ ظلمَنا، وانصرْنا على منْ عادانا، ولا تجعلْ مصيبَتنا في دينِنا، ولا تجعلِ الدنيا أكبرَ همِّنا، ولا مبلغَ علمِنا، ولا تسلطْ علينا منْ لا يرحمُنا).
6- (اللَّهُمَّ فإنِّي أَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ النَّارِ وَعَذَابِ النَّارِ، وَفِتْنَةِ القَبْرِ وَعَذَابِ القَبْرِ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الغِنَى، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الفَقْرِ، وَأَعُوذُ بكَ مِن شَرِّ فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بمَاءِ الثَّلْجِ وَالْبَرَدِ، وَنَقِّ قَلْبِي مِنَ الخَطَايَا، كما نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وَبَاعِدْ بَيْنِي وبيْنَ خَطَايَايَ، كما بَاعَدْتَ بيْنَ المَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ فإنِّي أَعُوذُ بكَ مِنَ الكَسَلِ، وَالْهَرَمِ، وَالْمَأْثَمِ، وَالْمَغْرَمِ.)
7- رُوي عن أبي هريرة - رضي الله عنه- أنه قال: (أنَّ النبيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ-، كانَ يَتَعَوَّذُ مِن سُوءِ القَضَاءِ، وَمِنْ دَرَكِ الشَّقَاءِ، وَمِنْ شَمَاتَةِ الأعْدَاءِ، وَمِنْ جَهْدِ البَلَاءِ).
أدعية وقت الشدة وزوال الهم والحزنجاءت في السنة أدعية كثيرة لتفريج الهم والحزن والكرب، ومن هذه الأحاديث:
- قوله -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم لأسماء بنت عميس -رضي الله عنها-: «ألا أعلِّمُكِ كلِماتٍ تَقولينَهُنَّ عندَ الكَربِ أو في الكَربِ؟ اللَّهُ اللَّهُ ربِّي لا أشرِكُ بِهِ شيئًا).
- و كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يدعو عند الكرب: «لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الأرْضِ وَرَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ».
- قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: « دَعْوةُ ذي النُّونِ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فإنَّها لم يَدْعُ بها مُسلمٌ ربَّه في شيءٍ قَطُّ إلَّا استَجابَ له»