الميليشيات السودانية تستولي على مدن يُنظر إليها على أنها ملاذات من الحرب
تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT
في تقدم سريع وغير متوقع، استولت قوات الدعم السريع، وهي ميليشيا مسلحة تابعة لميليشيا الجنجويد سيئة السمعة، على عدة مدن وبلدات في وسط السودان خلال الأسبوع الماضي. يمثل هذا انتصارات كبيرة في الصراع المستمر منذ ثمانية أشهر مع الجيش السوداني، مما يشكل اختبارًا خطيرًا لاستقرار البلاد وسيطرتها على المناطق الرئيسية، بما في ذلك تلك المطلة على ممرات الشحن الحيوية في البحر الأحمر.
وفقا لوول ستريت جورنال، أدى استيلاء قوات الدعم السريع على المناطق التي كانت بمثابة ملاذ للنازحين من الخرطوم في وقت سابق من هذا العام إلى نزوح جماعي. وتشير التقارير إلى أنه خلال 72 ساعة فقط، فر ما يقرب من 300 ألف شخص من مدينة ود مدني، ثاني أكبر مدينة في السودان، والبلدات المجاورة، بحثًا عن الأمان في السيارات والحافلات والشاحنات والعربات التي تجرها الحمير أو سيرًا على الأقدام. ويجد العديد منهم، الذين فروا بأقل قدر ممكن من ممتلكاتهم، أنفسهم الآن منفصلين عن أقاربهم وغير متأكدين من مستقبلهم.
وبحسب وول ستريت جورنال، من بين الفارين يازر أحمد، وهو فني كمبيوتر، الذي وصف المحنة الأخيرة بأنها أكثر إثارة للخوف من هروبهم الأولي من الخرطوم. ومع المخاوف بشأن قرب الميليشيا، يبحث السكان عن ملجأ في مواقع جديدة، مما يؤكد انعدام الأمن السائد وفشل الجيش في حماية المدنيين.
أثار التوغل السريع لقوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة، وهي منطقة لم تشهد صراعات حديثة من قبل، تساؤلات حول قدرة الجيش على مواجهة الميليشيات وهزيمتها. ويجري حاليًا التحقيق في الظروف المحيطة بانسحاب القوات من ود مدني، حسبما أكد متحدث عسكري.
ينبع الخوف الواسع النطاق من قوات الدعم السريع من مزاعم عن فظائع ارتكبت خلال الصراع الحالي، بما في ذلك إطلاق النار على مئات الرجال والصبية في مخيم للنازحين في غرب دارفور في نوفمبر الماضي. وتشير التقارير الآن إلى أن الميليشيا تمنع السكان المتبقين في ود مدني من المغادرة، مما يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية.
ومع تعليق العمليات وفرار الموظفين، تكافح مجموعات الإغاثة لتلبية الاحتياجات المتزايدة للسكان النازحين. المستشفيات والصيدليات والمتاجر معطلة عن العمل، وانتشرت عمليات النهب. ويؤدي الوضع المزري إلى تفاقم التحديات القائمة، حيث يواجه ما يقرب من 18 مليون سوداني، أو 37% من السكان، الجوع بالفعل، وخطر المجاعة لخمسة ملايين في بداية موسم العجاف في مايو.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
بريطانيا تفرض عقوبات على قيادات قوات «الدعم السريع» في السودان
فرضت المملكة المتحدة اليوم عقوبات على كبار قيادات قوات الدعم السريع في السودان، بعد الاشتباه بارتكابهم انتهاكات جسيمة تشمل القتل الجماعي، والعنف الجنسي، والاعتداء المتعمد على المدنيين في مدينة الفاشر.
ووفق البيانات الرسمية، من بين المستهدفين بالعقوبات عبد الرحيم حمدان دقلو، أخ ونائب قائد قوات الدعم السريع الفريق أول حميدتي، إلى جانب ثلاثة قيادات أخرى يُشتبه في ضلوعهم بالجرائم المذكورة.
وتشمل العقوبات تجميد أرصدة المستهدفين ومنعهم من دخول المملكة المتحدة، في خطوة تهدف إلى مساءلة المسؤولين عن الانتهاكات وحماية المدنيين من المزيد من الانتهاكات.
وفي تعليقها على الإجراءات، قالت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر إن الفظائع التي ارتُكبت في السودان مروعة وتشكل وصمة في ضمير العالم، مؤكدة أن عمليات الإعدام الجماعي، والتجويع، واستخدام الاغتصاب كسلاح حرب لن تمر دون محاسبة.
تقرير مروع يوثق أكثر من ألف حالة اغتصاب وعنف جنسي ضد النساء في السودان
وثقت شبكة نساء القرن الإفريقي “صيحة” أكثر من 1294 حالة مؤكدة من العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي في 14 ولاية سودانية، خلال الفترة من 2023 وحتى 2025.
وأشارت الشبكة في بيانها إلى أن “قوات الدعم السريع مسؤولة عن الغالبية العظمى من الانتهاكات، حيث نسبت إليها 87% من الحالات التي تم فيها تحديد هوية الجناة”.
وأضافت “صيحة” أن العنف الجنسي في النزاع السوداني ممنهج، وليس مجرد أضرار جانبية، ويتبع تحركات النزاع ويعكس التحولات في السيطرة الإقليمية. وأظهرت البيانات أن 77% من الحالات التي توفرت عنها معلومات تفصيلية كانت جرائم اغتصاب، بينما وثقت الشبكة 225 حالة لأطفال، معظمهم فتيات تتراوح أعمارهن بين 4 و17 عامًا، يمثلون 18% من إجمالي الحالات الموثقة.
وأشار البيان إلى أن الجيش اعتقل أكثر من 840 امرأة في مناطق سيطرته مثل ود مدني بولاية الجزيرة، والقضارف، وبورتسودان بولاية البحر الأحمر.
كما ركز البيان على الاستهداف العرقي، حيث تعرضت النساء والفتيات من قبائل دارفور مثل المساليت، البرتي، الفور، الزغاوة للاستهداف المباشر، إضافة إلى نساء جبال النوبة المقيمات في الخرطوم اللواتي تعرضن للإهانة والعنصرية.
وذكرت الشبكة أن العنف المنهجي يسير عبر ثلاث مراحل متصاعدة تتبع تقدم القوات، تبدأ بالاستيلاء على المنازل ونهبها بالتزامن مع ارتكاب جرائم الاغتصاب، ثم المرحلة الثانية التي تستهدف النساء علنًا في الشوارع والأماكن العامة، والمرحلة الثالثة الأشد قسوة، وتشمل احتجاز النساء لفترات طويلة داخل المنازل أو المعتقلات، حيث يتعرضن للتعذيب والاغتصاب الجماعي والزواج القسري.