في تقدم سريع وغير متوقع، استولت قوات الدعم السريع، وهي ميليشيا مسلحة تابعة لميليشيا الجنجويد سيئة السمعة، على عدة مدن وبلدات في وسط السودان خلال الأسبوع الماضي. يمثل هذا انتصارات كبيرة في الصراع المستمر منذ ثمانية أشهر مع الجيش السوداني، مما يشكل اختبارًا خطيرًا لاستقرار البلاد وسيطرتها على المناطق الرئيسية، بما في ذلك تلك المطلة على ممرات الشحن الحيوية في البحر الأحمر.

 

وفقا لوول ستريت جورنال، أدى استيلاء قوات الدعم السريع على المناطق التي كانت بمثابة ملاذ للنازحين من الخرطوم في وقت سابق من هذا العام إلى نزوح جماعي. وتشير التقارير إلى أنه خلال 72 ساعة فقط، فر ما يقرب من 300 ألف شخص من مدينة ود مدني، ثاني أكبر مدينة في السودان، والبلدات المجاورة، بحثًا عن الأمان في السيارات والحافلات والشاحنات والعربات التي تجرها الحمير أو سيرًا على الأقدام. ويجد العديد منهم، الذين فروا بأقل قدر ممكن من ممتلكاتهم، أنفسهم الآن منفصلين عن أقاربهم وغير متأكدين من مستقبلهم.

 

وبحسب وول ستريت جورنال، من بين الفارين يازر أحمد، وهو فني كمبيوتر، الذي وصف المحنة الأخيرة بأنها أكثر إثارة للخوف من هروبهم الأولي من الخرطوم. ومع المخاوف بشأن قرب الميليشيا، يبحث السكان عن ملجأ في مواقع جديدة، مما يؤكد انعدام الأمن السائد وفشل الجيش في حماية المدنيين.

 

أثار التوغل السريع لقوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة، وهي منطقة لم تشهد صراعات حديثة من قبل، تساؤلات حول قدرة الجيش على مواجهة الميليشيات وهزيمتها. ويجري حاليًا التحقيق في الظروف المحيطة بانسحاب القوات من ود مدني، حسبما أكد متحدث عسكري.

 

ينبع الخوف الواسع النطاق من قوات الدعم السريع من مزاعم عن فظائع ارتكبت خلال الصراع الحالي، بما في ذلك إطلاق النار على مئات الرجال والصبية في مخيم للنازحين في غرب دارفور في نوفمبر الماضي. وتشير التقارير الآن إلى أن الميليشيا تمنع السكان المتبقين في ود مدني من المغادرة، مما يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية.

 

ومع تعليق العمليات وفرار الموظفين، تكافح مجموعات الإغاثة لتلبية الاحتياجات المتزايدة للسكان النازحين. المستشفيات والصيدليات والمتاجر معطلة عن العمل، وانتشرت عمليات النهب. ويؤدي الوضع المزري إلى تفاقم التحديات القائمة، حيث يواجه ما يقرب من 18 مليون سوداني، أو 37% من السكان، الجوع بالفعل، وخطر المجاعة لخمسة ملايين في بداية موسم العجاف في مايو.

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

السودان.. خروج مستشفى الأُبَيِّضْ عن الخدمة بهجوم لـ"الدعم السريع"

أعلن مستشفى الأُبَيِّضْ بولاية شمال كردفان جنوب السودان، الجمعة، خروجه عن الخدمة إثر تعرضه لهجوم بطائرة مسيرة تابعة لـ"قوات الدعم السريع"، ما تسبب بأضرار كبيرة.

 

وأفادت إدارة "مستشفى الأبيض - الضمان" (خاص) في بيان، أن الهجوم ألحق أضرارًا بالمبنى الرئيسي نتيجة استهدافه بطائرة مسيرة استراتيجية، ما أدى إلى توقف كافة الخدمات الطبية المقدمة داخله.

 

وقالت: "في ظل هذه الظروف والتحديات الكبيرة التي نبذل فيها قصارى جهدنا لخدمة المواطنين، يؤسفنا أن نعلن خروج المستشفى عن الخدمة إلى حين إشعار آخر".

 

وفي 15 مايو/ أيار الجاري استهدفت طائرة مسيرة تابعة لـ"قوات الدعم السريع" مستشفى السلاح الطبي بمدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، بحسب ما أفادت به السلطات السودانية.

 

ومنذ فترة، تتهم السلطات السودانية "قوات الدعم السريع" بشن هجمات بطائرات مسيّرة على منشآت مدنية، بينها محطات كهرباء وبنية تحتية بمدن البلاد الشمالية والشرقية، دون تعليق من الأخيرة.

 

ويخوض الجيش السوداني و"الدعم السريع" منذ منتصف أبريل/نيسان 2023 حربًا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفقًا للأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدّرت دراسة أعدّتها جامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.

 


مقالات مشابهة

  • الدعم السريع تقصف مشفى وتقتل العشرات وسط السودان
  • ستة قتلى بقصف مسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع على مستشفى في السودان
  • الجيش السوداني يُنقذ 71 طفلاً من قبضة الدعم السريع
  • السودان.. خروج مستشفى الأُبَيِّضْ عن الخدمة بهجوم لـ"الدعم السريع"
  • الجيش السوداني يحرر 71 طفلا من “الدعم السريع”
  • الجيش السوداني يحرر 71 طفلًا زجّت بهم قوات الدعم السريع في القتال
  • مصدر عسكري سوداني: قوات الدعم السريع تقصف مستشفيين في ولاية شمال كردفان
  • الجيش السوداني يصد هجوما غرب كردفان والدعم السريع يسيطر على الدبيبات
  • قوات الدعم السريع تعلن السيطرة على «الدبيبات»
  • استنفار وتهديد.. هل أصبحت الدعم السريع في مرحلة الانهيار؟