جريدة الرؤية العمانية:
2025-12-13@18:16:50 GMT

نهم السؤال وظمأ الذات

تاريخ النشر: 13th, December 2025 GMT

نهم السؤال وظمأ الذات

 

 

 

عائض الأحمد

 

لا يطرح السؤال ليُجاب عليه… بل ليقترب من نفسه أكثر.

هو لا ينتظر تفسيرًا، بقدر ما يُريد أن يفهم لِمَ يشعر به ويلمسه.

فكل سؤال عنده ليس مفصلًا للحياة، بل مرآة لحالة داخلية يعجز عن تسميتها، تستفزه وتُلقي بظلالها حينًا، وتحرقه الشمس منكَبًّا على إجابةٍ يبحث عنها في داخله.

قد يبدو نهمًا… لكنه لا يلتهم الأجوبة، بل يختبرها، يُمزّقها، يشكّك فيها، ثم يمضي عنها.

كأن الإجابة نفسها لا تكفي، لأنها تُغلق الباب، بينما هو لا يريد نهاية.

يريد نوافذ تُشرَع على المجهول.

"نعم" أو "لا" لم تكن هدفًا، بل مضيعة وتفرقة لتراكم أحداثٍ جعلته يقف على قدميه دهرًا.

هو ذلك الذي يأكل اليابس من الفكر، لا يكتفي بالسائد، لا يرضى بالتلقين.

يقرأ ما لا يُقرأ، ويستخرج من الجمود احتمالات.

لكنه أيضًا يدوس حتى على الأخضر، على الجميل أحيانًا، إن كان مزيّفًا، أو يبعث على النوم بدل اليقظة.

لا يُقدّس العواطف، إن كانت تُخدّر العقل،

ولا يُعلي من العقل، إن كان يُنكر الروح.

غباؤها الشعوري كسر قواعد ذواتنا، وجعل منّا دُمى تتحرك بلا هدى…

يعلو الصمت، ويضجّ به محيطنا، دون أن نهمس.

لا يُشبه أحدًا، ولا يستعير من غيره شيئًا…

تمضي به الأيام، ثم يعود إلى ذاته، فيسرد تلك السرديّة التي طالما دار حولها، وجمع فيها كلّ تناقضاته، كما يزعمون.

وكأنه لا يهفو لشيء سواها، يرددها كلما غابت، أو كلما غاب عنها.

قد يشيب العقل من هول التجارب،

وقد يظل ساذجًا رغم مرور السنوات،

لكن العاشق… يبقى مراهقًا في حبّه مهما كبر.

روحه تهرم وتتعب من الخيبات،

حتى وإن كان الجسد في العشرينات.

منهك؟ نعم.

تائه؟ ربّما.

لكنه تائهٌ بوعي، يُفتّش عن ذاته في كل سؤالٍ لا يجد عليه جوابًا.

في عيون الناس، يبدو أنه يضيّع وقته…

لكنهم لا يعلمون أن في كل سؤالٍ يطرحه، هناك شظية من ماضيه، أو ظلّ من حلمه، أو نداءٌ قديم من أعماقه.

هو لا يسأل ليُقنع، بل ليسأل فقط…

لأن السؤال عنده طقس بقاء، مقاومة، واحتفاظ بجمر الروح حين يبرد كل شيء.

في الصيف قد تجده يُشعل نارًا،

وفي شتائه، لا يحرقه البرد، بل يمرّ على جسده كما تمر الأسئلة… بلا جواب، وبلا أثر.

لها: ليس المهم أن تجد الجواب، بل أن تُحسن طرح السؤال الذي يُبقيك حيًا… فربما يومًا، يكون السؤال ذاته… هو الجواب.

شيء من ذاته: لم يعد للوقت معنى في غيابه، تساوى الليل بالنهار، والابتسامة تأثرت بالدمعة، ترقبًا وأملًا.

نقد: اذهبي أينما شئتِ… فأنا أملك الرّسن بيد، وبالأخرى العِنان.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

جامعة قناة السويس تعزّز دورها المجتمعي بسلسلة ندوات توعوية وتربوية تستهدف طلاب المدارس

نظمت إدارة الاتصالات والمؤتمرات بقطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة بجامعة قنا السويس، مجموعة من الفعاليات التوعوية والتربوية المتخصصة بالتعاون مع مديرية التربية والتعليم ومديرية التضامن الاجتماعي، وبمشاركة نخبة من أساتذة الجامعة في إطار رسالتها لدعم المجتمع وتعزيز الوعي لدى الطلاب والنشء.

وانطلقت الفعاليات تحت إشراف الدكتورة فاتن العليمي عميد كلية السياحة والفنادق، وبإشراف تنفيذي من الدكتورة سمر مصلح وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وذلك بمدرسة مكة المكرمة الخاصة للغات، حيث قدّم الدكتور محمود أحمد سلامة المدرس بكلية السياحة والفنادق بقسم إدارة الفنادق محاضرة استهدفت 38 طالبًا وطالبة حول الثقة بالنفس وتطوير الذات. وتناول خلالها الفرق بين احترام الذات والثقة بالنفس والغرور، والتمييز بين الثقة الإيجابية وبين الغرور الذي يعيق بناء شخصية ناجحة، بالإضافة إلى تعداد الطرق التي تعزز الثقة بالنفس، واستراتيجيات عملية تساعد الطلاب على تطوير قدراتهم في التواصل الفعّال، وإعادة صياغة التعبيرات السلبية إلى إيجابية، إلى جانب تعزيز التفكير الإيجابي واستخدام اللغة المحفزة. وعُقدت الندوة بالتعاون مع إدارة المشاركة المجتمعية بمديرية التربية والتعليم.

كما نُظمت ندوة بمدرسة الشاطئ الإعدادية بنات تحت إشراف الدكتور مدحت صالح عميد كلية التربية، والدكتورة نهلة صابر تاوضروس وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، قدّمها الدكتور طارق علي محمود المدرس بقسم الصحة النفسية والإرشاد النفسي بكلية التربية، واستهدفت 40 طالبة حول مشكلات الأطفال والمراهقين وإرشادهم. وتناول خلالها تعريف المشكلات السلوكية في مرحلتي الطفولة والمراهقة، والأسباب الأسرية والاجتماعية المؤدية لهذه المشكلات، وطرق الوقاية منها بما يشمل مشكلات التنمر والعناد والكذب والعنف والسرقة وغيرها. كما استعرض دور المؤسسات التربوية في الوقاية والعلاج، وعُقدت الندوة بالتعاون مع إدارة المشاركة المجتمعية بمديرية التربية والتعليم.

وفي دار الرحمة للبنات، قدّمت الدكتورة عمرو مصطفى المدرس بكلية التربية ندوة بعنوان «كيف أحب نفسي وأهتم بها... رحلة جميلة مع ذاتك»، وتطرقت خلالها إلى معنى حب الذات باعتباره احترامًا للنفس وليس أنانية، والتأكيد على قيمة الإنسان كما ورد في القرآن الكريم، مع تقديم خطوات عملية لحب الذات، وتنمية الحديث الداخلي الإيجابي، والاهتمام بالمظهر البسيط، ووضع الحدود الشخصية، والعفو عن النفس وتجاوز الماضي، والاهتمام بالصحة النفسية والجسدية، إضافة إلى تناول أثر العلاقات الداعمة على بناء الذات. وشهدت الندوة أنشطة تفاعلية ومسابقة للحضور مع تقديم هدايا للفائزات، وتم تنظيمها بالتعاون مع مديرية التضامن الاجتماعي.

كما قدّمت الأستاذة مادلين فيكتور مدير إدارة العلاقات العامة بالهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل ندوة موسعة حول الخدمات المقدمة من منظومة التأمين الصحي الشامل، وتناولت فيها طبيعة الخدمات المقدمة للنزيلات، والأوراق المطلوبة للانضمام للمنظومة، وأهمية تطبيق نظام التأمين الصحي الشامل، إضافة إلى شرح مزايا وأهداف هذه المنظومة الوطنية.

وتعكس هذه الفعاليات التزام جامعة قناة السويس بدورها المجتمعي في دعم الطلاب والنشء، ونشر الوعي، وتقديم برامج نوعية تعزز بناء الشخصية المتوازنة والقدرات النفسية والاجتماعية لدى الأجيال الجديدة.

مقالات مشابهة

  • تعرف على شرح حديث "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر"
  • برج العذراء حظك اليوم السبت 13 ديسمبر 2025… يوم دقيق لكنه مليء بالفرص
  • مدرب توتنهام يشعر بالملل من تكرار هذا السؤال!
  • الطمأنينة.. المعنى الحقيقي للحياة
  • النفط يرتفع وسط مخاوف من اضطراب إمدادات فنزويلا لكنه يتجه لانخفاض أسبوعي
  • رحلة العمر
  • "صحح مفاهيمك".. ثقافة القاهرة تنظم لقاءات توعوية متنوعة
  • جامعة قناة السويس تعزّز دورها المجتمعي بسلسلة ندوات توعوية وتربوية تستهدف طلاب المدارس
  • ختام فعاليات الملتقى الحادي عشر لمناهضة العنف ضد المرأة بمطروح