إعلاميون في منتدي طرابلس يحذرون من فجوة التريلون وواقع التعليم
تاريخ النشر: 13th, December 2025 GMT
طرابلس - مونيكا عياد
"التعليم الإعلامي الأكاديمي متخلف عن الواقع".. صرخة إعلامي ليبي من على منصة طرابلس تتصدر الجدل، لتتحول المناقشات إلى تشريح عاصف لفجوة التعليم والممارسة
شهدت للجلسة النقاشية الثانية التي إدارها الإعلامي الليبي المخضرم محمد التراسي، في "منتدى الحوار الإعلامي العربي الدولي" بطرابلس جلسة حوارية ثرية، جمع بين نخبة من الخبراء في حوار شائك، وضمت طاولة الحوار كلاً من الوزير أسامة هيكل، رئيس قطاع الإعلام والاتصال بمنظمة الإيسيسكو و وزير الإعلام المصري الأسبق، و الدكتورة حياة عبدون، كبيرة مذيعي التلفزيون المصري وأستاذة الإعلام، و الدكتور جمال المحافظ الكاتب الصحفي ورئيس المركز المغربي للدراسات والأبحاث الإعلامية.
أثار الوزير أسامة هيكل قضية محورية بسرده تحوله الشخصي في مهنة البحث، قائلاً: "كنت أقضي عشرات الأيام في أرشيفي الأهرام والمصور لجمع المعلومة، بينما يفتح البحث على جوجل اليوم آلاف المصادر في ثانية". وحذر من أن هذه السهولة قد تجلب معها تضليلاً .
وتحدث عن التحول الجذري في إنتاج الخبر: "في الماضي، كان الخبر يمر بـ5 أو 6 مراحل تحريرية صارمة. اليوم، أي شخص بهاتف محمول يمكنه صنع محتوى، بل وتقطيع الجملة لتخرج من سياقها وتعطى معنى مختلفاً تماماً مما يتسبب في تضليل الجمهور".
وعن التطور العالمي وتحدي التدريب ، قال هيكل :" أن الحل في ظل عدم كوننا أطرافاً فاعلة في صناعة التكنولوجيا، هو التعامل بكل السبل مع هذا التطور ومواكبته بحكمة. وشدد على أن إعداد إعلاميين على قدر التحدي لا يحدث إلا من خلال برامج تدريبية متخصصة يقدمها خبراء، باختيار تخصصات دقيقة تحقق الهدف.
صفعة لواقع التعليم الأكاديميتصاعدت حرارة النقاش عندما سلط التراسي الذي يدير الجلسة الضوء على أزمة كليات الإعلام، مشيراً إلى "فجوة خطيرة" بين المناهج النظرية ومتطلبات السوق العملية. وتم تداول وصف لاذع لمحتوى بعض الكليات بأنه "متخلف"، مع التأكيد أن هذه الظاهرة ليست حكراً على بلد عربي دون آخر.
ووصلت الذروة باستحضاره مقولة تتردد في أروقة المؤسسات الإعلامية: "على الخريجين الجدد أن ينسفوا مما تعلموه في الكتب ليدخلوا سوق العمل، لأن الواقع مختلف كلياً".
وهذا ما استدعى رداً من الدكتورة حياة عبدون، التي استنكرت استخدام مصطلح "متخلف" لوصف المناهج. وأكدت أن ما تدرسه مثل بناء الشخصية الكاريزمية هو "سر النجاح" الذي يحتاجه أي إعلامي عبر العصور.
السر بين الروح والأدوات
وكشفت عبدون عن "السر" الذي يصنع فارقاً في أداء أي متحدث، مؤكدة أنه يكمن في الطاقة المتبادلة وحب المهنة. واستشهدت بأداء وزير الدولة للاتصال الليبي وليد اللافي في المنتدى، الذي اختلف حماسه باختلاف "روح المكان والجمهور".
وفي معرض حديثها عن العلاقة بين الإعلامي التقليدي و"البلوجر"، رأت أن كلاً منهما يمثل مساراً مختلفاً، لكن الحب والحماس قاسمان مشتركان. وأجابت على سؤال "من ينجح؟" بأن المفتاح هو "الشخصية الكاريزمية"، مؤكدة أنها تُبنى ولا تُولد فطرياً.
وشرحت أن صناعة الكاريزما تعتمد على الاستخدام الواعي لأدوات التواصل من خلل استخدم أدواتك من صوت ولغة جسد وإرهاق مبذول ومظهر لتحقيق ذلك. ونبهت إلى أن هذه المهارات أساسية لكل من يقف أمام الكاميرا.
استثمارات بالمليارات.. واستفهام عربيمن جهته، سلط الدكتور جمال المحافظ الضوء على فجوة استثمارية هائلة، مشيراً إلى أن تقارير (مثل تقرير "برايس ووتر هاوس كوبرز") تتوقع وصول الاستثمار في صناعة الإعلام والإعلان بالمملكة المتحدة إلى تريليون دولار بحلول عام 2024. متسائلاً: "في المقابل، ما حجم الاستثمار العربي؟".
ولفت المحافظ، من خلال تجربته في وكالة أنباء عالمية وصفها بـ"بائع الأخبار بالجملة"، إلى صعوبة وضع نموذج عربي موحد لتأهيل الإعلاميين. وطرح سؤالاً جوهرياً: "هل يحظى الإعلام بأولوية في السياسات العمومية للدول العربية؟".
وتساءل : "هل تحول الإعلام، كما نتحدث في الكلية، من سلطة رابعة إلى سلطة أولى؟". مؤكداً أن الحروب الآن تشن عبر الإعلام، مما يفرض تطويراً جذرياً للمناهج الأكاديمية لتركز على الجانب العملي والتخصصي.
في محاولة لتقديم حلول، اتفق المتحدثون على أن التدريب المهني الحديث هو المخرج. وشدد هيكل على أن الهدف ليس تعليم الآليات الشكلية، بل "كيفية صنع محتوى قادر على الوصول والإقناع، يكون مفيداً للجمهور في زمن الوفرة والتضليل". ودعا الحضور إلى "ردم الفجوة بين الخبرة الأكاديمية والمهارة الميدانية" عبر برامج تدريبية تطبيقية ترتبط باحتياجات السوق الرقمية.
جاءت هذه النقاشات ضمن فعاليات "منتدى الحوار الإعلامي العربي الدولي" في طرابلس، تحت رعاية رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة، بالتعاون مع قطاع الاتصال والإعلام بجامعة الدول العربية برئاسة السفير أحمد رشيد خطابي الأمين العام المساعد ، ومشاركة عدد من الوزراء والسفراء من بينهم السفير السعودي خالد المنزلاوي والسفير الكويتي طلال المطيري والسفير الفلسطيني مهند العكلوك والسفير الموريتاني الحسين ولد سيدي عبدالله ولد الديه، والوزير مفوض حيدر الجبوري مدير الأمانة الفنية لوزراء الإعلام العرب، والدكتور علاء الزود المستشار الإعلامي للمندوبية الأردنية، والمستشار بليغ المخلافي من مندوبية اليمن، وزير الاعلام الجزائري زهير بو عمامة وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى، ووزير الاعلام اللبناني السابق زياد مكاري ،والدكتور علاء الزود المستشار الإعلامي للمندوبية الأردنية، والمستشار بليغ المخلافي من مندوبية اليمن وعدد كبير من الأكاديميين والإعلاميين والفنانين المصريين من بينهم منى الشاذلي، وسمير عمر، وباسم يوسف، وأحمد فايق، وريهام عياد ، وأحمد طارق ، ومحمد سلامة
وشهدت هذه الدورة مشاركة مميزة لمنظمة الإيسيسكو والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري بصفة مراقب. وتناول المنتدى محاور رئيسية هي: الهوية العربية وصناعة المحتوى، التدريب المهني وتطوير المحتوى الرقمي، وتوظيف الذكاء الاصطناعي في الإعلام.
على هامش المنتدى، شهدت "أيام طرابلس الإعلامية 2025" ورش عمل متخصصة ومعارض، وتُوِّجت بافتتاح "المتحف الوطني الليبي" في "قصر السرايا الحمراء" بعد تطويره بتقنيات تفاعلية حديثة.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
وزير الصحة يوجه باستخدام أحدث الأدوات التكنولوجية في رصد الشائعات والرد عليها بالمرصد الإعلامي
تفقد الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، اليوم، مقر المرصد الإعلامي بوزارة الصحة في العاصمة الإدارية الجديدة؛ لمتابعة آليات رصد الشائعات والتعامل معها.
وأكد الدكتور عبدالغفار أن مواجهة الشائعات لا تقتصر على الرد السريع بعد رصدها، بل تتطلب سياسات إعلامية استباقية تعزز الشفافية وتبني ثقة المواطن، خاصة مع تكرار الشائعات الموسمية خلال فصل الشتاء وبداية العام الدراسي.
ووجه الوزير اللواء عمرو عايد، مساعد الوزير لنظم المعلومات والتحول الرقمي، بتزويد فريق المرصد الإعلامي بأحدث الأدوات والبرمجيات التكنولوجية التي تمكّنهم من رصد وتحليل وتصنيف المحتوى المغلوط بسرعة ودقة عالية، بما يوفر الوقت ويرفع كفاءة الأداء.
من جانبه، أوضح الدكتور حسام عبدالغفار، مساعد الوزير للإعلام والتوعية والمتحدث الرسمي، أن المرصد يتابع على مدار الساعة كل ما يُنشر عبر الصحف والقنوات الفضائية ومنصات التواصل الاجتماعي، للتحقق من صحة المعلومات المتداولة والرد الفوري على الشائعات والمعلومات المغلوطة ببيانات واضحة وشفافة، حفاظًا على الوعي المجتمعي وثقة المواطنين في المنظومة الصحية.