"ترانسفير ماركت" يعتمد على "حكمة الجماهير".. هل يمكن للذكاء الاصطناعي تحديد قيمة نجوم الكرة الحقيقية؟
تاريخ النشر: 14th, July 2023 GMT
شاهد المقال التالي من صحافة قطر عن ترانسفير ماركت يعتمد على حكمة الجماهير هل يمكن للذكاء الاصطناعي تحديد قيمة نجوم الكرة الحقيقية؟، ترانسفير ماركت يعتمد على حكمة الجماهير هل يمكن للذكاء الاصطناعي تحديد قيمة نجوم الكرة الحقيقية؟لؤي فوزي14 7 2023لنبدأ بقصة بلا مصدر، .،بحسب ما نشر الجزيرة نت، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات "ترانسفير ماركت" يعتمد على "حكمة الجماهير".
"ترانسفير ماركت" يعتمد على "حكمة الجماهير".. هل يمكن للذكاء الاصطناعي تحديد قيمة نجوم الكرة الحقيقية؟لؤي فوزي14/7/2023
لنبدأ بقصة بلا مصدر، ومنقطعة الصلة بكرة القدم، ولكننا متأكدون من أنك قد عايشتها بنفسك؛ أراد أحد صناع السيارات العالميين الحصول على حصة من السوق المحلي في إحدى دول العالم الثالث، فقام مهندسوه بتصميم سيارة عملية منخفضة التكاليف، ويمكن تجميع أجزائها في دولة أخرى نامية الاقتصاد ذات عمالة أرخص، ثم استخدموها مقرا لتصدير تلك السيارة إلى باقي دول الجوار.
نجحت السيارة لعمليتها وسعرها التنافسي، واستحوذت على نسبة ضخمة من سوق الشراء، بل وأضافت له مساحة أخرى من المشترين الجدد، الذين لم يسبق لهم امتلاك سيارة من قبل، ولكن أغراهم السعر بالتجربة.
لا بد أنك قد استنتجت باقي القصة؛ انتشار السيارة أجبر التجار على توفير قطع غيارها، وأجبر وِرَش الميكانيكا على تعلم أسرارها، فزاد الطلب عليها للأسباب ذاتها، فارتفع سعرها بالتبعية في متوالية غير منطقية تغذي نفسها بنفسها، فكلما زاد عدد ملاكها، زادت ثقة المشترين الجدد فيها، وبالتالي زاد سعرها مجددا، وعند لحظة ما، انقلب المنطق على ذاته، وأصبحت السيارة الرخيصة الاعتمادية المتوفرة عملة نادرة يُدفع فيها أضعاف قيمتها الفعلية.
طبعا أنت تعلم ما يحدث للسلع النادرة التي يُدفع فيها أضعاف قيمتها الفعلية؛ تتحول مع الزمن إلى قيمة مُطلقة، مثل الخير أو الحق أو العدالة أو الدولار، وتستمد سعرها -مفاجأة- من سعرها، وبالتالي تصبح دليلا على الوجاهة الاجتماعية والقدرة الشرائية المرتفعة، أي عكس ما أُنشئت لأجله بالضبط.
الأمر لا يتوقف هنا بالتأكيد، لأن التجار يلاحظون هذا التغير في الغرض من شراء السيارة، فيرفعون أسعار قطع الغيار بدورهم لتناسب دخول المُلاك الجدد، وتتبعهم وِرَش الميكانيكا، ثم يلاحظ الصانع ذلك وتستمر العجلة المفرغة في الدوران حتى تنفد الطاقة من الكوكب وتموت الشمس.
مقدمة في الاقتصاد كيليان مبابي (غيتي)حسنا، هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في التغلب على هذه المعضلة؟ أغلب الظن أن الإجابة بالنفي. في الواقع، لو تمكن الذكاء الاصطناعي من تحديد قِيَم وأسعار أي شيء، بما في ذلك لاعبي كرة القدم، بدقة، لما كنت تقرأ هذا التقرير الآن، لأنك ستكون قد تحولت بالفعل إلى بطارية ثنائية القطب تغذي الآلات، كما تنبأت (1)(2) الأختان وتشاوسكي منذ ربع قرن تقريبا في "ذا ماتريكس" (The Matrix).
قصة السيارة حدثت بالفعل في دولة ما لن نذكر اسمها لأننا لا ننوي التحول إلى بطاريات بدورنا، وهي قصة يمكن إنتاجها في وثائقي بعنوان "كيف تحولت هيونداي إلى مرسيدس.. معضلة السوق الحر من ماركِس إلى نيمار دا سيلفا"، ولكن المهم فيها هو متابعة الأسباب التي منحت السيارة قِيمها السوقية المختلفة عند لحظات مختلفة من حياتها؛ من الاعتمادية والوفرة، إلى الثقة والأمان، ثم الوجاهة الاجتماعية.
هنا نستنتج الدرس الأول الذي لن يدركه الذكاء الاصطناعي عندما يحاول حساب قيمة كيليان مبابي الفعلية مثلا؛ السلعة ذاتها، بتكاليف التصنيع والعمالة والشحن ذاتها، قد تتغير قيمتها مع الزمن بناء على تفاعل المستهلكين معها. "قيمة لاعب كرة القدم" هي معنى ديناميكي وليس ستاتيكيا، متحرك لا ثابت، وحركته -مفاجأة أخرى- ليست مرتبطة بمباريات اللاعب وأهدافه وحسب.
كيليان مبابي يلقي خطابًا بينما يواصل زيارته الأولى إلى الكاميرون 7 يوليو 2023. (رويترز)ربما يكون هذا هو ما دفع مبابي نفسه إلى زيارة الكاميرون لتلميع صورته بعد التقارير الأخيرة التي تحدثت عن رغبته في البقاء في باريس لموسم إضافي، ثم رفض التجديد لموسم إضافي، وبالتالي التحول إلى لاعب حر، ثم إعادة الكرّة مجددا، وإشعال حرب أخرى على توقيعه بين ريال مدريد وباريس كما حدث الصيف الماضي، لكي يحصل على مكافأة أخرى وراتب أضخم، وهكذا حتى تنفد الطاقة من الكوكب وتموت الشمس. (3) (4)
هل يمكن للذكاء الاصطناعي توقع تأثر الشعبية بممارسات جشعة؟ هل يمكنه تعريف الجشع بوصفه قيمة مطلقة أصلا؟ أم أنه سيظل مقرونا بالعرض والطلب بدوره؟ هل يمكنه حساب كمية الخوف الغريزي لدى فلورنتينو بيريز من فقدان الصفقة التي راهن عليها طويلا؟ ماذا عن الأرباح المحتملة للعلامات التجارية التي ترعى الفتى؟ لحظة، هذا ليس مثالا موفقا؛ غالبا سيتمكن الذكاء الاصطناعي من حساب الأخيرة فعلا. المهم أن كل ما سبق، رغم عشوائيته، يُعد عوامل مؤثرة في سعر الموسم المتبقي في عقد مبابي مع باريس.
حسنا، مبابي هنا هو مجرد مثال، ويبقى السؤال الأهم قبل كل ذلك؛ هل تتوافق تقييمات الأندية مع إحصائيات اللاعب أصلا؟
جون مولر، عالم البيانات والمحلل الأميركي الشهير، كتب في سبتمبر/أيلول 2020 يقارن بين صفقتي تياغو إلى ليفربول وفينالدوم إلى برشلونة، باعتبار أن التقارير الصحفية توقعت أن يتأرجح سعر الثنائي في مساحة واحدة حول الـ25 مليون يورو، وكان هذا ما توصل إليه؛ الأول "يبتلع" الثاني إحصائيا إن جاز التعبير. (5) (6)
مقارنة بين تياغو ألكانتارا (أزرق) وجورجينيو فينالدوم (أحمر) خلال موسم 2019-2020 على المعايير الإحصائية للاعبي الوسط (ستاتسبومب) (5)المفاجأة هنا أن الأسئلة السابقة، رغم منطقيتها، ليست الأهم في هذا السياق. السؤال الفعلي هو: هل سيختلف الوضع فعلا حتى لو تمكن الذكاء الاصطناعي من قياس كل شيء، بما في ذلك ما لا يمكن قياسه؟
الإجابة: لا.
من أفواه الإنترنتلنذكرك أولا -في اختصار مخل- بأن الذكاء الاصطناعي (AI) وتقنيات تعلّم الآلة (Machine Learning) لا يوجدون المعلومات والبيانات من العدم، بل يستخدمون ما هو متاح بالفعل في اختبار احتمالات مختلفة، ثم "يتعلمون" بالتجربة والخطأ. المزية الرئيسية هنا هي القدرة الخارقة على معالجة بيانات ضخمة لا قبل لألف عالِم بها، ثم تكرار العملية بسرعة خارقة أيضا في متوالية لا نهائية، قد تستغرق من البشر مئات الأعوام.
هذا يدفعك -ويدفعنا معك- للتساؤل
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس الذکاء الاصطناعی یعتمد على
إقرأ أيضاً:
كيف يمكن أن تتفوق الصين في سباق الذكاء الاصطناعي؟
ترجمة: قاسم مكي
كل شهر يَمُرّ يأتي بمؤشرات جديدة على أن الصين تلحق بالولايات المتحدة في تطوير الذكاء الاصطناعي. في نهاية عام 2024 بيَّنت الشركة الصينية الناشئة «ديب سيك» عمليا وبشكل قاطع أن وادي السليكون (مركز شركات التكنولوجيا المتقدمة والابتكار في الولايات المتحدة- المترجم) لا يحتكر النماذج المتقدمة للذكاء الاصطناعي.
فقد اتضح أن نموذج الذكاء الاصطناعي اللغوي الكبير الذي ابتكرته الشركة يحقق أداء مماثلا للنماذج الأمريكية باستخدام عدد أقل بقدر كبير من الرقائق الإلكترونية التي تستخدمها تلك النماذج. وفي أعقاب نموذج «ديب سيك» كشفت على بابا وبايت دانس ومونشوت أيه آي ومختبرات صينية أخرى عن قدرات جديدة. بل حتى قطاع صناعة الرقائق الإلكترونية الصيني المحاصر بالعقوبات شهد ارتفاعا في إنتاج رقائق الذكاء الاصطناعي.
في وادي السيلكون تقدِّر أعداد متزايدة من مؤسسي الشركات الناشئة وأصحاب رأس المال المغامر حجم الإنجازات الأوسع نطاقا للصين، ويتعاظم إعجابهم بقدرتها على إتقان تصنيع المنتجات المعقدة بكميات كبيرة كالسيارات الكهربائية، وأيضا بالقدرة الصينية على استثمار أموال ضخمة في الطاقة الكهربائية.
رافق ذلك خلال الشهور العشرة الماضية إحساس بالضيق من سياسات إدارة ترامب لا سيما الحد من إصدار تأشيرات «اتش-1 بي» تحت كفالة صاحب العمل. وهي خاصة بالمهنيين المتخصصين (المهرة)، وتستخدم على نطاق واسع بواسطة الشركات في قطاع التقنية.
لا تزال الولايات المتحدة بكل المقاييس تقريبا محافظة على الصدارة العالمية في الذكاء الاصطناعي؛ فهي تملك أهم أصلٍ له، وهو السعة الحاسوبية (الحوسبية) كما تتمثل في رقائق الذكاء الاصطناعي الأكثر تقدما. لكن القدرة الحاسوبية ليست المكوِّن الوحيد للذكاء الاصطناعي؛ فالصين تتمتع بميزات هيكلية أخرى في هذه المنافسة؛ لذلك حان الوقت لكي نسأل: هل يوجد سيناريو محتمل تتفوق فيه الصين على الولايات المتحدة في الذكاء الاصطناعي؟
تحتاج مراكز البيانات إلى كميات مذهلة من الطاقة الكهربائية.
وفي هذا المجال لدى الصين ميزة فائقة على الولايات المتحدة؛ فحسب تقديرات مركز أبحاث الطاقة «إيمبر إنيرجي» في النصف الأول من عام 2025 أنجزت الصين تركيب سعة توليد كهرباء من الطاقة الشمسية تبلغ 256 جيجاوات، وهي تساوي 12 مرة سعة التوليد المركبة في الولايات المتحدة (21 جيجاوات.) وفيما تشيد الصين 32 مفاعلا نوويا في الوقت الحاضر ليس لدى الولايات المتحدة مفاعل واحد قيد الإنشاء.
في الأثناء ظل الرئيس دونالد ترامب نشطا في عدائه لتوليد الكهرباء من الشمس والرياح؛ فهو يندد بهذه التقنيات، ويعتبرها «خدعة القرن»، ويوجه إدارته بإلغاء مشاريع تطوير كهرباء الرياح البحرية. وفي الأجل الطويل قد تواجه الولايات المتحدة مشكلات في إمداد الكهرباء؛ بسبب الاستهلاك الكبير في مراكز البيانات. أما الصين -وهي دولة تبذل قصارها لتجنب حرمان الصناعة الثقيلة من الكهرباء- فلا تواجه مخاطر تذكر في هذا الجانب.
الذكاء الاصطناعي أنتجته فئة من المواهب الفنية البشرية عالية المهارة وباهظة التكلفة. لبناء قدرات شركة ميتا (فيسبوك سابقا) ذُكِر أن مؤسسها مايكل زوكربيرج عرض رواتب بمئات الملايين من الدولارات لمهندسين أفراد، وحصل عديدون من الذين أُعلِن عن توظيفهم في مختبر «ميتا» على مؤهلاتهم من جامعات صينية منها جامعات تسينغهوا وبكين وشيجيانغ .
يميل هؤلاء المهندسون الصينيون إلى تغيير أماكن عملهم بسهولة؛ فهم أحيانا يتنقلون بين المختبرات في وادي السيلكون، وأحيانا يعودون إلى بلدهم حين تكون العودة جاذبة، أو عندما يخيب ظنهم في الولايات المتحدة.
أيضا في هذا الجانب يمكن أن تقوض سياسات ترامب الدينامية التنافسية؛ فتعاظم رهاب الأجانب في أوساط حركة ماغا يمكن أن يدفع المزيد منهم إلى العودة بمهاراتهم للصين.
الذكاء الاصطناعي ليس «سباقا» بسيطا. ما يهم ليس فقط إيجاد التقنية، ولكن ما يفعله كل بلد بها. لقد ظل وادي السليكون مهووسا بالذكاء الفائق وكأن من الممكن حبس المطلق في قمقم. أما بكين فأقل اهتماما بمعاملة الذكاء الاصطناعي وكأنه هدف فوق طبيعي، بل تعتبره تقنية ينبغي استغلالها؛ فالأكاديميون وواضعو السياسات الصينيون يتحدثون باستمرار عن الذكاء الاصطناعي كأداة «عملية» لتعزيز الصناعات القائمة.
سيساعد الذكاء الاصطناعي كلا البلدين على تقوية تخصصاتهما.
فأمريكا على سبيل المثال أفضل في قطاع الخدمات كالاستشارات والتقاضي. ومع الذكاء الاصطناعي ربما يصبح من الممكن زيادة عدد الدعاوى القضائية. والصين التي لديها بيانات تدريب على التصنيع أكثر تفوقا إلى بعيد قد تحقق نموا أفضل في إنتاج الإلكترونيات والمسيَّرات والذخائر.
العائق الرئيسي في مسار الصين نحو إتقان الذكاء الاصطناعي هو الافتقار إلى القدرة الحاسوبية، لكن في هذا المجال قد يفيدها ترامب؛ ففي صفقة غير مسبوقة من المقرر أن يقدم الرئيس الأمريكي رُخَص تصدير لشركتي إنفيديا، وأيه أم دي تسمح لهما ببيع رقائق إلكترونية إلى الصين إذا دفعتا إلى حكومة الولايات المتحدة 15% من عائدات مبيعاتهما.
من المؤكد أن فرص الصين في تطوير الذكاء الاصطناعي ستكون أفضل إذا خفَّفت الولايات المتحدة من قيودها؛ فهي لن تتمكن فقط من سد الفجوة في تدريب الذكاء الاصطناعي، ولكن ستكون قادرة أيضا على تزويد مواهبها التقنيَّة بقوة حاسوبية أكبر بكثير وقاعدة تصنيعية أشد متانة لتحسين الأداء.
دان وانغ زميل في معهد هوفر بجامعة ستانفورد ومؤلف «العجلة الفائقة- سعي الصين لهندسة المستقبل.»
الترجمة عن الفايننشال تايمز