مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية: «موسوعة الإمارات» مرجع موثوق عن تاريخ وتراث الوطن
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
هزاع أبوالريش (أبوظبي)
تأخذ موسوعة تاريخ الإمارات العربية المتحدة بالاعتبار التوزيع الجغرافي لدولة الإمارات العربية المتحدة، والبعد التاريخي والحضاري والإنساني، فالإمارات كانت موقعاً استراتيجياً مهماً في المنطقة، ولها موانئ وعلاقات بالآخرين، وخصوصاً بما يتعلق باللؤلؤ وصيد السمك، والزراعة والأمور التجارية الأخرى.
دليل شامل
وأكد عبدالله ماجد آل علي، مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية، في حوار خاص لـ «الاتحاد»، حول إطلاق موسوعة تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة، لتكون دليلاً شاملاً عن حضارة الدولة وتراثها وتاريخها، أن الفريق المختص من الباحثين والأكاديميين قاموا بإعداد المنهجية للسياسة العامة في الأشهر الماضية ووضع الأسس التي تقوم عليها هذه الموسوعة، وهي الموضوع الأهم في رصد الحقب الزمنية، وأثمرت تلك الاجتماعات المكثفة في رسم صورة واضحة من المضمون والمحتوى ووضع خطط استراتيجية لرؤية الموسوعة من حيث دليل الكتابة والمصادر، لافتاً إلى أن المشروع عبارة عن دعوة لكل الباحثين والمعنيين والمهتمين للمشاركة في هذا العمل الوطني الكبير الذي يعد إضافة نوعية للمنطقة.
وتابع آل علي: تعدّ الموسوعة مرجعاً موثوقاً مهماً لتاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة العريق، وبلا شك هناك العديد من المصادر والمراجع والكتب موجودة، ولكنها تبدو متفرقة هنا وهناك، وهذا ما يجعل الموسوعة تسهم في جمع ذلك التاريخ متسلسلاً ومتكاملاً، وأن تكون موسوعة علمية جامعة محكمة، تكون هي المرجع الرئيسي الذي يحكي تاريخ دولتنا المجيد.
ويضيف: وحين نتكلم عن الموسوعة، نحن لا نتحدث عن التاريخ الحديث منذ قيام دولة الإمارات العربية المتحدة فقط، وإنما نتحدث عن الحقب الزمنية قبل الميلاد والحضارات القديمة: مثل حضارة أم النار، وحضارة حفيت، ومليحة، وغيرها، بالإضافة إلى الكنائس التي تم اكتشافها في جزيرة صير بني ياس بإمارة أبوظبي، وإمارة الفجيرة وغيرها الكثير من التفاصيل التي تجعلنا نتكلم عن عراقة الإنسان وتواجده، وعن الآثار التي تم اكتشافها مروراً بالعصور الحديثة منذ التواجد البرتغالي، والهولندي، والبريطاني، وصولاً إلى قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة وما تم إيجاده في الخمسين سنة الماضية.
الوثائق والمحتوى
وبالنسبة لكيفية الوصول للوثائق والمحتوى الذي تتضمنه الموسوعة، قال مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية، لـ «الاتحاد»: «هناك عملية علمية بحثية من خلال رصد كل ما كُتب عن دولة الإمارات العربية المتحدة في المراجع العربية والأجنبية، إذن الكتب والإصدارات هي في مقدمة المراجع، بالإضافة إلى الوثائق والخرائط والتسجيلات الصوتية، والتاريخ الشفاهي وكثير من المصادر المتنوعة الأخرى الخاصة بالمعلومات». وقال سعادته: إننا حريصون على تقصي المنهج العلمي في كتابة هذا التاريخ العريق لدولة الإمارات الذي يستحق منا هذه الجهود وأكثر منها.
وبالنسبة لموعد إصدار الموسوعة، فإننا نحتاج إلى سنوات كثيرة لإنجازها بناءً على المعطيات والمقارنات المعيارية التي عملنا عليها، ولكننا نطمح إلى أن تكون الموسوعة جاهزة في غضون 3 إلى 5 سنوات من تاريخ إطلاق المشروع، بإذن الله تعالى.
وأشار آل علي إلى أن المقاربات المعيارية التي استندت إليها الموسوعة تتمثل في رصد الكثير من الموسوعات العربية والأجنبية، وقد قمنا بمتابعة توزيع المهام ومنهجية العمل عليها، وسنكون حريصين على أن يكون هناك نوع من النقد والتمحيص لصحة المعلومات الموجودة في الكتب والوثائق، وهذا ما يجعلنا أمام فترة زمنية أطول لمراجعتها.
وأوضح، أن طبيعة هيكلية الموسوعة تتمثل بلجنة عليا تمثل كل إمارة من إمارات الدولة، وفي كل إمارة هيئة أكاديمية مشرفة على وضع الأسس الاستراتيجية العلمية للبدء في المشروع والتأكد من ألا يكون الجهد المبذول خارجاً عن اختصاص عمل المشروع، بمتابعة من قبل رؤساء فرق وباحثين، ودعا مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية، كل الباحثين للمشاركة في عمل الموسوعة، وكل في مجال بحثه وتخصصه، والموسوعة على أتم الاستعداد للترحيب بجهودهم وأعمالهم من خلال التواصل على موقعها الرسمي.
نقد علمي
اختتم مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية حديثه لـ «الاتحاد»: نحن حريصون كل الحرص على أن يكون هناك من خلال الموسوعة نقد علمي بناء لأن التاريخ له قراءات مختلفة، وهذا ما يجعلنا نعرض هذه النصوص إلى نوع من التدقيق العلمي التاريخي، وكذلك النقد الذي يصب في مخرجات صحيحة وواضحة لأنها أمانة وطنية وتحتم علينا نقلها بالشكل الموضوعي الذي تستحقه دولتنا الحبيبة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الأرشيف والمكتبة الوطنية التاريخ التراث دولة الإمارات العربیة المتحدة
إقرأ أيضاً:
الإمارات تعلن دعمًا بقيمة 550 مليون دولار لخطة الاستجابة الإنسانية العالمية للأمم المتحدة لعام 2026
صراحة نيوز- بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، “حفظه الله”، أعلنت دولة الإمارات عن تعهّد جديد بقيمة 550 مليون دولار أمريكي لدعم خطة الاستجابة الإنسانية الشاملة التي أطلقتها الأمم المتحدة، والتي تهدف إلى جمع 33 مليار دولار في عام 2026 لتقديم الإغاثة لما يقارب 135 مليون شخص في 23 عملية إنسانية حول العالم، بالإضافة إلى خطط مخصصة لدعم اللاجئين والمهاجرين. وتأتي الأولوية العاجلة لإنقاذ 87 مليون شخص يحتاجون إلى دعم فوري بقيمة 23 مليار دولار.
وتأتي هذه المبادرة تأكيدًا على النهج الثابت للدولة في دعم الجهود الدولية لإنقاذ الأرواح والاستجابة للكوارث والأزمات التي تواجه الشعوب الأكثر ضعفًا في مختلف مناطق العالم.
ويعكس هذا الدعم الدور الحيوي الذي تلعبه دولة الإمارات في تعزيز العمل الإنساني متعدد الأطراف، وتعاونها الوثيق مع وكالات الأمم المتحدة، بما في ذلك مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، وبرامج الإغاثة والتنمية العاملة في الميدان، لضمان وصول المساعدات إلى الفئات الأكثر احتياجًا في الوقت المناسب، بما يتوافق مع توجيهات صاحب السمو بالتركيز على الاستجابة العاجلة والفعّالة.
وقالت معالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، في هذا الصدد: “تواصل دولة الإمارات التزامها الراسخ بدعم الجهود الإنسانية العالمية، والعمل مع شركائنا في الأمم المتحدة لضمان وصول الإغاثة إلى الفئات الأكثر تضررًا. ويجسد هذا التعهد الجديد توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، “حفظه الله”، وإيماننا العميق بضرورة التضامن الدولي والاستجابة للنداءات الإنسانية العاجلة بطريقة فعّالة ومستدامة تحافظ على كرامة الإنسان وتحمي حياته”.
ورحّب توم فليتشر، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسّق الإغاثة في حالات الطوارئ في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، بالدعم الإماراتي، وقال في هذا الصدد: “نداؤنا العالمي يهدف إلى إنقاذ الأرواح في أكثر المناطق تضررًا، وتحويل الخطط إلى حماية حقيقية على الأرض. ويعكس الدعم السخي والسريع الذي قدّمته الإمارات العربية المتحدة لخطة عام 2026 رسالة قوية، تتمحور حول دعم من هم في أمسّ الحاجة إلى هذه الجهود. ومن واجبنا تقديم استجابة فعّالة ومبتكرة تلبي متطلبات المرحلة الراهنة”.
من جانبه، قال الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: “عادة، تظهر مؤشرات لانهيار النظم الصحية قبل وقت طويل من وقوعها، حيث تتفشى الأوبئة وسوء التغذية ويرتفع عدد الوفيات التي كان يمكن تجنبها. وعلى الرغم من هذا، فعند تكاتف الجهود بإمكاننا إعادة توفير الخدمات وإنقاذ الأرواح. أتقدم بجزيل الشكر والتقدير لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ولدولة الإمارات على دعمهم الذي سيوفر رعاية صحية إنسانية هامة للملايين ممّن هم في أمسّ الحاجة لها”.
وقالت كاثرين راسل المديرة التنفيذية لـ “اليونيسف”: “تُقدّر اليونيسف الدعم الكبير المقدم من دولة الإمارات، والذي سيُسهم بشكل فعال في إنقاذ وتحسين حياة الأطفال الذين تحاصرهم الأزمات الإنسانية”.
وأضافت: “الأطفال هم دائمًا الأكثر ضعفًا عند وقوع الأزمات، وعندما يتجاوز حجم الاحتياجات حجم التمويل يواجه العمل الإنساني وقتًا حرجًا للغاية، لذلك نبني الكثير عبر الشراكة الاستراتيجية بين اليونيسف ودولة الإمارات”.
بدوره، رحّب فيليبو غراندي، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بالدعم المعلن عنه، قائلاً: “نقدّر التزام دولة الإمارات الراسخ بالجهود الإنسانية. في ظل النقص الحاد في التمويل والذي يشكّل تحدياً كبيراً لملايين الأشخاص المعرّضين للخطر والذين نزحوا قسراً، تقوم مساهمات الحكومات، مثل مساهمة دولة الإمارات، بتعزيز جهود الاستجابة ومنح الأمل لمن هم في أشد الحاجة إليه”.
وصرّحت سيندي ماكين، المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي: “في ظل تزايد الاحتياجات الإنسانية وتراجع الموارد بشكل خطير يُمثل التعهّد السخي الذي قدمته دولة الإمارات شريان حياة يساهم في ضمان وصول المساعدات العاجلة إلى من هم في أمسّ الحاجة إليها. نتقدم بخالص الشكر لدولة الإمارات على دورها الإنساني الريادي في هذه الأوقات غير المسبوقة. كما نؤكد على استعداد برنامج الأغذية العالمي للعمل مع دولة الإمارات لضمان وصول هذا الدعم الضروري إلى ملايين الأشخاص ممن يواجهون نقصاً حاداً في الغذاء في مختلف أنحاء العالم”.
ويأتي هذا الدعم امتدادًا للشراكة الاستراتيجية القائمة بين دولة الإمارات ومنظومة الأمم المتحدة الإنسانية، ويؤكد استمرار الدولة في لعب دور محوري في مواجهة التحديات الإنسانية الأكثر إلحاحًا، وتعزيز قدرة المجتمع الدولي على حماية الأرواح، ودعم الاستقرار في المناطق المتأثرة بالأزمات، انسجامًا مع توجيهات صاحب السمو بالحفاظ على النهج القيادي لدولة الإمارات في العمل الإنساني العالمي.