هزاع أبوالريش (أبوظبي)
تأخذ موسوعة تاريخ الإمارات العربية المتحدة بالاعتبار التوزيع الجغرافي لدولة الإمارات العربية المتحدة، والبعد التاريخي والحضاري والإنساني، فالإمارات كانت موقعاً استراتيجياً مهماً في المنطقة، ولها موانئ وعلاقات بالآخرين، وخصوصاً بما يتعلق باللؤلؤ وصيد السمك، والزراعة والأمور التجارية الأخرى.

بالإضافة إلى العديد من الاكتشافات التاريخية التي وجدت في أرضها مثل اكتشاف الكنيسة في جزيرة صير بني ياس، وهو دليل على قدم الإنسان على هذه الأرض، وكذلك مدافن حفيت التي ترجع لآلاف السنين، والأفلاج التي تم تطويرها للزراعة، وساروق الحديد في إمارة دبي، والآثار التي وجدت في كل من: الشارقة وأم القيوين، وعجمان ورأس الخيمة والفجيرة، وكذلك القلاع والحصون الموجودة التي لها تاريخ كبير مثل حصن الظفرة في إمارة أبوظبي إلى قصر الحصن، والفهيدي في دبي، وغيرها من الحصون في مختلف إمارات الدولة. ويأتي اعتماد منظمة اليونسكو لمدينة العين والأفلاج والكثير من الواحات الموجودة فيها، كتراث إنساني مهم يعدّ دليلاً واضحاً كاعتراف دولي بالحضارات التي تواجدت على أرض الإمارات. 

دليل شامل
‎وأكد عبدالله ماجد آل علي، مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية، في حوار خاص لـ «الاتحاد»، حول إطلاق موسوعة تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة، لتكون دليلاً شاملاً عن حضارة الدولة وتراثها وتاريخها، أن الفريق المختص من الباحثين والأكاديميين قاموا بإعداد المنهجية للسياسة العامة في الأشهر الماضية ووضع الأسس التي تقوم عليها هذه الموسوعة، وهي الموضوع الأهم في رصد الحقب الزمنية، وأثمرت تلك الاجتماعات المكثفة في رسم صورة واضحة من المضمون والمحتوى ووضع خطط استراتيجية لرؤية الموسوعة من حيث دليل الكتابة والمصادر، لافتاً إلى أن المشروع عبارة عن دعوة لكل الباحثين والمعنيين والمهتمين للمشاركة في هذا العمل الوطني الكبير الذي يعد إضافة نوعية للمنطقة.  
‎وتابع آل علي: تعدّ الموسوعة مرجعاً موثوقاً مهماً لتاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة العريق، وبلا شك هناك العديد من المصادر والمراجع والكتب موجودة، ولكنها تبدو متفرقة هنا وهناك، وهذا ما يجعل الموسوعة تسهم في جمع ذلك التاريخ متسلسلاً ومتكاملاً، وأن تكون موسوعة علمية جامعة محكمة، تكون هي المرجع الرئيسي الذي يحكي تاريخ دولتنا المجيد. 
‎ويضيف: وحين نتكلم عن الموسوعة، نحن لا نتحدث عن التاريخ الحديث منذ قيام دولة الإمارات العربية المتحدة فقط، وإنما نتحدث عن الحقب الزمنية قبل الميلاد والحضارات القديمة: مثل حضارة أم النار، وحضارة حفيت، ومليحة، وغيرها، بالإضافة إلى الكنائس التي تم اكتشافها في جزيرة صير بني ياس بإمارة أبوظبي، وإمارة الفجيرة وغيرها الكثير من التفاصيل التي تجعلنا نتكلم عن عراقة الإنسان وتواجده، وعن الآثار التي تم اكتشافها مروراً بالعصور الحديثة منذ التواجد البرتغالي، والهولندي، والبريطاني، وصولاً إلى قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة وما تم إيجاده في الخمسين سنة الماضية. 

أخبار ذات صلة انطلاق فعاليات شتاء حصن الظفرة للتعريف بتراث المنطقة «الحرف التراثية».. لوحات بصرية وإبداعات مستدامة

الوثائق والمحتوى
‎وبالنسبة لكيفية الوصول للوثائق والمحتوى الذي تتضمنه الموسوعة، قال مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية، لـ «الاتحاد»: «هناك عملية علمية بحثية من خلال رصد كل ما كُتب عن دولة الإمارات العربية المتحدة في المراجع العربية والأجنبية، إذن الكتب والإصدارات هي في مقدمة المراجع، بالإضافة إلى الوثائق والخرائط والتسجيلات الصوتية، والتاريخ الشفاهي وكثير من المصادر المتنوعة الأخرى الخاصة بالمعلومات». وقال سعادته: إننا حريصون على تقصي المنهج العلمي في كتابة هذا التاريخ العريق لدولة الإمارات الذي يستحق منا هذه الجهود وأكثر منها. 
‎وبالنسبة لموعد إصدار الموسوعة، فإننا نحتاج إلى سنوات كثيرة لإنجازها بناءً على المعطيات والمقارنات المعيارية التي عملنا عليها، ولكننا نطمح إلى أن تكون الموسوعة جاهزة في غضون 3 إلى 5 سنوات من تاريخ إطلاق المشروع، بإذن الله تعالى. 
‎وأشار آل علي إلى أن المقاربات المعيارية التي استندت إليها الموسوعة تتمثل في رصد الكثير من الموسوعات العربية والأجنبية، وقد قمنا بمتابعة توزيع المهام ومنهجية العمل عليها، وسنكون حريصين على أن يكون هناك نوع من النقد والتمحيص لصحة المعلومات الموجودة في الكتب والوثائق، وهذا ما يجعلنا أمام فترة زمنية أطول لمراجعتها. 
‎وأوضح، أن طبيعة هيكلية الموسوعة تتمثل بلجنة عليا تمثل كل إمارة من إمارات الدولة، وفي كل إمارة هيئة أكاديمية مشرفة على وضع الأسس الاستراتيجية العلمية للبدء في المشروع والتأكد من ألا يكون الجهد المبذول خارجاً عن اختصاص عمل المشروع، بمتابعة من قبل رؤساء فرق وباحثين، ودعا مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية، كل الباحثين للمشاركة في عمل الموسوعة، وكل في مجال بحثه وتخصصه، والموسوعة على أتم الاستعداد للترحيب بجهودهم وأعمالهم من خلال التواصل على موقعها الرسمي. 
نقد علمي
‎اختتم مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية حديثه لـ «الاتحاد»: نحن حريصون كل الحرص على أن يكون هناك من خلال الموسوعة نقد علمي بناء لأن التاريخ له قراءات مختلفة، وهذا ما يجعلنا نعرض هذه النصوص إلى نوع من التدقيق العلمي التاريخي، وكذلك النقد الذي يصب في مخرجات صحيحة وواضحة لأنها أمانة وطنية وتحتم علينا نقلها بالشكل الموضوعي الذي تستحقه دولتنا الحبيبة.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الأرشيف والمكتبة الوطنية التاريخ التراث دولة الإمارات العربیة المتحدة

إقرأ أيضاً:

صندوق الوطن يفتح باب التسجيل في البرامج الصيفية حتى 30 يونيو

أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، رئيس مجلس إدارة صندوق الوطن، أن إطلاق البرامج الصيفية للصندوق تحت شعار”قدوتي” يهدف إلى الإسهام في بناء أجيال المستقبل المؤمنة بهويتها الوطنية، وتحقيق الاستدامة من أجل مستقبل مشرق لهذا الوطن الغالي وفق الرؤية الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، الذي يضع شباب الإمارات في مقدمة أولوياته.

وقال معاليه إن “الدورة الثانية من البرامج الصيفية لصندوق الوطن وهي تستعد لإطلاق أنشطتها بمختلف إمارات الدولة، تحرص على اجتذاب أكثر من 10 آلاف طالب وطالبة من أبناء الإمارات مستلهمة رؤية صاحب السمو رئيس الدولة بأن تكون الهوية الوطنية القوية المستدامة النابضة بالحياة عنوانا للمبادرات والبرامج والأنشطة كافة”.

جاء ذلك عقب اطلاع معاليه على استعدادات صندوق الوطن لإطلاق البرامج الصيفية بالمدارس المختارة على مستوى الدولة، بما يضمن نجاحها في تحقيق أهدافها التي تركز على قيم الهوية والوطنية الإماراتية وكل ما يتعلق بها على الأجيال الجديدة.

ووجه معاليه بفتح باب التسجيل فورا، للمشاركة بالبرامج الصيفية لجميع أبناء وبنات الإمارات من طلاب المدارس الإماراتية وحتى 30 يونيو الجاري على أن تبدأ أنشطة البرنامج بجميع إمارات الدولة في 8 يوليو المقبل وتستمر 3 أسابيع.

واستقر صندوق الوطن على أن تنطلق أنشطة البرامج الصيفية لطلاب المدارس الحكومية والخاصة بمدارس أبوظبي الدولية بمدينة محمد بن زايد أبوظبي وجيمس جزيرة الريم أبوظبي، وأكاديمية جيمس العالمية الفجيرة، والثانوية الإنجليزية – العين، وأكاديمية ياس الأمريكية أبوظبي، ومدارس أدنوك بالظفرة، والدار رأس الخيمة، ولا يشترط في المتقدمين أن يكونوا من منتسبي هذه المدارس فقط وإنما الباب مفتوح لمشاركة الجميع.

ووجه معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان بأن تكون البرامج الصيفية لصندوق الوطن منصة تربوية وترفيهية تستطيع تقديم محتوى مميز وجذاب يمكنه الوصول إلى طلاب المدارس بشكل ممتع لتعريف الأجيال الجديدة بهوية الإمارات وقيمها الأصيلة وتراثها الخالد، ورموزها الوطنية، وتاريخها المجيد، إضافة إلى تشجيع المواهب وتعزيز الإبداع والابتكار، وتقديم شرح واف لأهمية الاستدامة مؤكدا أن النجاحات الكبيرة التي حققتها البرامج الصيفية للصندوق العام الماضي خير دافع للجميع لمزيد من التطوير الكمي والكيفي، بالتركيز على الأهداف والمنطلقات نفسها.

وأشار معاليه إلى أهمية التركيز الكامل من قبل المخططين والمنظمين والمدربين المشرفين على البرامج الصيفية على الهدف الرئيس وهو تعزيز قيم الهوية الوطنية الإماراتية في نفوس الصغار لتصبح أسلوبا لحياتهم جميعا من خلال تعريفهم بأهمية الحفاظ على جميع مكونات الهوية الوطنية وترسيخها من خلال الأنشطة والأساليب الممكنة، كالإبداع والترفيه والتدريب والمسابقات وغيرها، مشيدا بجهود وزارة الثقافة، والمدارس المشاركة في تنظيم البرامج الصيفية لصندوق الوطن واستضافة أنشطتها.

من جهته أكد ياسر القرقاوي مدير عام صندوق الوطن أن الأهداف الرئيسة للبرامج الصيفية تركز على التعريف بمكونات الهوية الوطنية، والحفاظ على اللغة العربية والولاء للدين الحنيف، وتعزيز الثقة والفخر بقيم الانتماء والولاء بالهوية الوطنية، وترسيخ الهوية الوطنية ونقلها لأجيال المستقبل، وإطلاق القدرات والمهارات الإبداعية والقدرة على الابتكار لدى الجيل الجديد، والتوعية وتعزيز مبادئ ومفاهيم الاستدامة.

وأوضح أن أنشطة البرامج الصيفية لصندوق الوطن تركز هذا العام على تقديم فقرات تعريفية وتوعية حول القيم والمعارف، وتنظيم حوارات ونقاشات تفاعلية من نجوم وفناني وكتاب ومؤثري الإمارات، إضافة إلى تنظيم دورات وورش عمل مكثفة لتعزيز المهارات الاجتماعية مثل (التعارف، العمل الجماعي، روح الفريق، وغيرها)، من خلال ضيوف مميزين ومتخصصين في تعليم وتدريب الناشئة، ولا تغفل البرامج الصيفية الأنشطة والألعاب الرياضية مثل(كرة سلة، كرة قدم، تنس، ألعاب تفاعلية) وكذلك الأنشطة المتعلقة بالموسيقى والفنون الشعبية والمسرح، والقراءة والكتابة الإبداعية، وتقنيات الذكاء الاصطناعي، وأمن المعلومات، والمهارات والأشغال يدوية، والقصص الوطنية والتراثية الملهمة، إضافة إلى التركيز على اتقان مهارات اللغة العربية.وام


مقالات مشابهة

  • الإمارات عضواً باللجنة الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي
  • دولة الإمارات العربية المتحدة تصنع الأمل للفلسطينيين من أجل استرداد حياتهم الطبيعية بعد إصابات الحرب المؤلمة وبتر أطرافهم
  • تعاون بين جامعة الإمارات و«سنغافورة الوطنية» لإنتاج اللحوم النباتية
  • الأرشيف والمكتبة الوطنية يكرّم الفائزين بجائزة «المؤرخ الشاب»
  • «الأرشيف» يكرم الفائزين بجائزة المؤرخ الشاب
  • صندوق الوطن يفتح باب التسجيل في البرامج الصيفية
  • «صندوق الوطن» يفتح باب التسجيل في البرامج الصيفية حتى 30 يونيو
  • صندوق الوطن يفتح باب التسجيل في البرامج الصيفية حتى 30 يونيو
  • الأرشيف والمكتبة الوطنية يكرم الفائزين بجائزة المؤرخ الشاب بدورتها الـ14
  • بَوْحٌ لصَدِيقٍ عزيز