عربي21:
2025-05-19@00:22:56 GMT

معركة إسرائيل الخاسرة

تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT

بعد ظهر الإثنين الماضي، أصر بنيامين نتنياهو على ممارسة غطرسته المعهودة، فأعلن أمام جمع من عناصر جيش الحرب العدوانية، التي يشنها في قطاع غزة، أنها مستمرة حتى يتحقق ما يسميه "الانتصار" على حركة "حماس".

واضح لكل ذي بصر وبصيرة يتابع مجريات واقع ما يجري على الأرض، أن ذلك الواقع ذاته يثبت بما لا يدع المجال لأي جدل، أن أساس الهدف الحقيقي لحرب إسرائيل الراهنة لا يقتصر على الانتقام من "حماس"، إضافة إلى غيرها من فصائل مقاومة الاحتلال الفلسطينية، وإنما المستهدف هو مجمل الشعب الفلسطيني، داخل غزة، وخارجها في أرض فلسطين كافة.

ذلك هو الأساس، أما الفروع فتتشعب بدءاً بمرحلة دفع أهل القطاع إلى مغادرته نحو سيناء أولاً، ثم إلى شتات جديد في دول عدة تُمارس عليها الآن ضغوط كي تقبل لاجئين من غزة، تمهيداً لإعادة رسم خرائط المنطقة وفق شروط إسرائيلية تُفرَض لاحقاً أمراً واقعاً يظن واضعو هذا المخطط أنه سوف يأتي بالحل النهائي لقضية فلسطين.

في اليوم نفسه، فاجأتني السيدة اعتدال، وهي أم فلسطينية شابة تربطني بها صلات عائلية، حين أرتني خلال زيارة أسرتها لي، "فيديو" لابنها إلياس صوره من تلقاء نفسه، مستخدماً موبايل والده، ويخاطب عبره الجمهور شارحاً تفاصيل الغارات الإسرائيلية على أنحاء مختلفة في غزة، وما تحدثه من دمار وقتل، حتى أنه يذكر أن عدد القتلى زاد على ستة عشر ألفاً، عند تصويره الفيديو، أما الذي لفت انتباهي أكثر فكان قوله: إن "الاحتلال بدأ منذ العام 1948"، وإذ سألته: لماذا؟ أجاب بلا تردد موجهاً السؤال لي: أليست هذه سنة النكبة الأولى؟ فأجبت: بلى، بالتأكيد. إلياس طفل لم يصل بعد إلى العاشرة من العمر. شقيقه منيب، ذو السبع سنوات، تدخل في الحديث فأشار إلى حرب العام 1967، قائلاً: إن غزة احتلتها إسرائيل في تلك السنة، وإن الاحتلال لم يزل مستمراً منذ ذلك الوقت.

وضعت أم إلياس هاتف زوجها جانباً، ثم أتت بهاتفها لتريني مقاطع من فيديوهات أنجزتها شابة من غزة اسمها بلستيا العقاد تبثها عبر موقع "إنستغرام"، وفي أحدثها تقول: إن "السلام مات في أرض السلام"، بعدما تعرض لقطات من الغارات الإسرائيلية، وتعلق عليها مشيرةً إلى استمرار القتل والتدمير في غزة وفي جنين خلال أعياد ميلاد المسيح عيسى عليه السلام، وعلى أمه مريم، العذراء البتول.

شاب آخر من غزة أيضاً حدثتني عنه زائرتي اسمه معتز عزايزة، وأرتني مقاطع مما يبثه على منصات "السوشيال ميديا"، حيث يفوق عدد متابعيه حول العالم الثمانية عشر مليوناً، وتتضمن متابعات ميدانية لما يحدث في مناطق عدة من القطاع أولاً بأول. ثم أتى الحديث على شاب غزاوي يُدعى صالح الجعفراوي، قيل لي: إنه أيضاََ يحظى بعدد كبير يتابعون ما يبث من فيديوهات تشرح تفاصيل مآسي غزة، ويعلق عليها المتابعون، وهم من مختلف الثقافات والعقائد، بإبداء التعاطف والتضامن مع أهل القطاع.

أمام وعي عميق كما الذي لدى الطفلين إلياس ومنيب، والأرجح أن مثلهما كثيرون، وأمام نشاط دؤوب يستند إلى إيمان صلب بعدالة قضية شعب فلسطين، مثل الذي تؤديه الشابة بلستيا العقاد، والشابان معتز عزايزة وصالح الجعفراوي، إضافة إلى مئات، وربما آلاف، غيرهم، يصبح من الجائز ترجيح كفة أن تخسر إسرائيل معركة فرض الشروط التي تريدها سواء على الفلسطينيين تحديداً، أو على الآخرين في المنطقة كلها.

الحق أن معركة إسرائيل الخاسرة ليست مع "حماس"، ولا مع غيرها من الفصائل، إنما هي مع أجيال سوف تظل ترفض تطويعها لكي تقبل منطق ظلم الباطل، جيلاً بعد جيل، وعلى مدار كل الأزمان.
(الأيام الفلسطينية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الفلسطينية فلسطين غزة طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

غزة تحت النار.. إسرائيل تعلن توسيع عملياتها العسكرية البرية في القطاع

عرضت قناة العربية الفضائية تقريرا بعنوان "غزة تحت النار.. إسرائيل تعلن توسيع عملياتها العسكرية البرية في القطاع".

رسالة دعم لـ غزة.. التلفزيون الإسباني يتحدى منظم مسابقة يوروفيجنعربات جدعون.. حين تتحول الأساطير إلى غطاء لجريمة ديموجرافية في غزة

أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أن حصيلة الشهداء جراء الغارات الإسرائيلية المتواصلة على القطاع منذ فجر اليوم ارتفعت إلى 132 شهيدًا، بينهم 61 في مدينة غزة وشمال القطاع، في تصعيد دموي جديد يفاقم من الكارثة الإنسانية في المنطقة.

وقال مدير مجمع الشفاء الطبي إن الطواقم الطبية تعاني من عجز تام في القدرة على استيعاب الأعداد غير المسبوقة من الجرحى الذين يتوافدون إلى المستشفى، مشيرًا إلى أن أقسام الطوارئ والعناية المكثفة تعمل فوق طاقتها.

وأكد أن هناك حالات حرجة لا يمكن نقلها من المستشفى الإندونيسي المحاصر في شمال القطاع، بسبب المخاطر الأمنية ونقص الإمكانيات، مشددًا على أن كافة المستشفيات شمال القطاع أصبحت خارج الخدمة بشكل كامل، ما أدى إلى انعدام الخدمات الطبية في تلك المناطق.

طباعة شارك قناة العربية غزة إسرائيل قطاع غزة

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تعلن بدء عملية برية واسعة في غزة
  • نتنياهو: بدأنا معركة عسكرية قوية وقواتنا تدخل إلى قطاع غزة
  • القناة 13 تكشف العرض الذي قدمته إسرائيل لحماس ومطالب الأخيرة
  • من هو منشد حزب الله الذي تجسس لصالح إسرائيل وأطاح برؤوس حزب الله؟
  • سقوط 50 شهيدا في غزة غداة إعلان جيش إسرائيل بدء هجوم بري واسع على القطاع
  • غزة تحت النار.. إسرائيل تعلن توسيع عملياتها العسكرية البرية في القطاع
  • عاجل || إسرائيل تطلق عملية “عربات جدعون” البرية في غزة
  • بخبرة 98 عاما.. سيجوارت تضيف منتجات تصنع لأول مرة في الشرق الأوسط..تعرف عليها
  • علي فرج يهزم دييجو إلياس ويصعد لنهائي بطولة العالم للإسكواش
  • جيش الاحتلال يقصف 3 موانئ يسيطر عليها الحوثيون في اليمن