يدير "إمبراطوية الدولارات".. هذا مهندس شؤون حماس المالية
تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT
تناولت صحيفة "وول ستريت جورنال" القيادي في حركة حماس زاهر جبارين بتقرير سلط الضوء على دوره في تنظيم العمليات المالية الخاصة بالحركة وهندسة العلاقات المالية التي تربطها بإيران.
وقالت الصحيفة إن جبارين يشرف على "إمبراطورية مالية تقدر الولايات المتحدة قيمتها بمئات الملايين من الدولارات، ويقوم بتمويل عمليات حماس ضد إسرائيل".
وبحسب مسؤولين أميركيين وإسرائيليين فإن الناشط البالغ من العمر 55 عاما يدير العلاقة المالية لحماس مع إيران، الداعم الرئيسي لها، وهو يعتني بمجموعة من الشركات التي توفر دخلا سنويا لحماس، ويدير شبكة من المانحين في القطاع الخاص ورجال الأعمال الذين يستثمرون لصالحها.
وبحسب الصحيفة فإن تأثير جبارين على الشؤون المالية لحماس كبير للغاية لدرجة أن المسؤولين الأمنيين الحاليين والسابقين الأميركيين والإسرائيليين يعتقدون أنه مكن الجماعة من دفع ثمن الأسلحة وأجور المقاتلين لشن هجمات 7 أكتوبر.
وقال عوزي شايع، مسؤول أمني إسرائيلي سابق أجرى أبحاثا حول "التمويل غير المشروع": "لقد لعب جبارين دورا كبيرا لأنه يتولى كل تمويل حماس خارج غزة، جبارين هو الرئيس التنفيذي لحركة حماس".
وكان جبارين مقربا من صالح العاروري، مسؤول حماس الذي قتل يوم الثلاثاء في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وساعد الرجلان المقربان من إيران في تأسيس الجناح العسكري لحركة حماس في الضفة الغربية.
وبحسب مانقلت "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين أمنيين أميركيين وأسرائيليين ومسؤولين ماليين فلسطينيين حاليين وسابقين، فإن إسرائيل تخشى أنها حتى لو دمرت جيش حماس في غزة، فإن الإمبراطورية المالية للحركة سوف تظل قائمة، فجبارين تحدى العقوبات الغربية لسنوات عدة.
وتوضح التدفقات المالية المستمرة الصعوبة التي واجهتها الولايات المتحدة وإسرائيل في وقف التمويل لحماس، حيث فرضت الولايات المتحدة عقوبات على مسؤولي حماس والشركات التابعة لها لأكثر من عقدين من الزمن.
وأفادت صحيفة وول ستريت جورنال أن إيران حولت عشرات الملايين من الدولارات إلى حماس في السنوات الأخيرة عبر الصرافين باستخدام نظام الحوالة، ومؤخرا العملات المشفرة.
وتم إطلاق سراح جبارين من السجن في عام 2011 كجزء من صفقة لإطلاق سراح أكثر من 1000 أسير فلسطيني مقابل جندي إسرائيلي.
وداخل حماس، جبارين مسؤول أيضا عن الأسرى الفلسطينيين، وقد تفاوض على الصفقة التي توسطت فيها قطر ومصر لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين مقابل سجناء فلسطينيين.
منذ هجمات 7 أكتوبر، فرضت الولايات المتحدة أربع جولات من العقوبات استهدفت مسؤولي حماس والشركات ورجال الأعمال المرتبطين بحماس، ومع ذلك، استمر التمويل من إيران والمانحين من القطاع الخاص منذ بداية الحرب.
وقال إيهود ليفي، المدير السابق لتمويل الإرهاب في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي: "إذا استمرت أموال حماس في التدفق من الخارج إلى غزة والضفة الغربية، فسنجد أنفسنا في نفس الموقف مرارا وتكرارا".
من هو زاهر جبارين؟
ولد جبارين عام 1968، ونشأ في سلفيت، وهي بلدة تقع في شمال الضفة الغربية. وفي أواخر مراهقته، ترأس مجموعة من الشباب تسمى "فرق الرماية" التي انضمت إلى الانتفاضة ضد إسرائيل عام 1987، والتي عرفت باسم الانتفاضة الأولى، وفقا لمقابلة أجراها جبارين مع صحيفة فلسطين ومقرها غزة. اعتقلت إسرائيل جبارين بتهمة قتل جندي إسرائيلي، وأدانته المحكمة بالقتل وحكم عليه بالسجن المؤبد. في السجن، تعلم جبارين اللغة العبرية، وحصل على شهادة جامعية وكان أحد أعضاء حماس المسؤولين عن رعاية السجناء. وبدأ بتأليف كتابه الذي نُشر بعد عام من إطلاق سراحه عام 2011. وخلال سجنه، تطورت حماس إلى الفصيل الأكثر شعبية في الضفة الغربية وقطاع غزة. وقد أمضى جبارين بعض الوقت مؤخراً في بيروت، حيث قام برعاية علاقة حماس مع وكيل طهران اللبناني، حزب الله، والصرافين المتمركزين في المدينة.المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات الولايات المتحدة إيران حماس الضفة الغربية حماس حماس إيران قطاع غزة فلسطين حماس إسرائيل الولايات المتحدة إيران حماس الضفة الغربية حماس حماس إيران قطاع غزة أخبار فلسطين الولایات المتحدة حماس فی
إقرأ أيضاً:
هل يتضاءل أمل ترامب في التوصل لاتفاق بشأن غزة مع تخطيط إسرائيل لتصعيد؟
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تقريرا، لمراسلها مايكل كراولي، قال فيه إنّ: "محللين قالوا إن الرئيس ترامب انسحب قبل رحلته للشرق الأوسط من الصراع، ولكن عليه الآن أن يقرر كيفية الرد".
وبحسب التقرير الذي ترجمته "عربي21" فإنّ الرئيس ترامب، عندما استضاف رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في البيت الأبيض، بأوائل نيسان/ أبريل، ذكّره أحد المراسلين بأن وعده الانتخابي لعام 2024 بإنهاء الحرب في غزة لم يتحقق بعد.
"كانت إسرائيل قد انتهكت مؤخرا وقف إطلاق نار في حربها التي استمرت مع حماس، واستأنفت قصفها لغزة. لكن ترامب أبدى تفاؤله" تابع التقرير نفسه، مبرزا الجواب: "أود أن أرى الحرب تتوقف. وأعتقد أنها ستتوقف في وقت ما، ليس في المستقبل البعيد".
وأضاف: "بعد شهر واحد، تضاءلت احتمالات السلام في غزة أكثر"، فيما أشار إلى أنّ: "نتنياهو حذّر يوم الاثنين من تصعيد إسرائيلي "مكثف" في القطاع الفلسطيني بعد أن وافق مجلسه الأمني المصغر على خطط لاستدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط لهجوم جديد".
وأردف: "يصر المتشددون الإسرائيليون على أن القوة وحدها هي القادرة على الضغط على حماس لإطلاق سراح أكثر من 20 أسيرا، وإنهاء الصراع. لكن العديد من المحللين يقولون إن تصعيدا إسرائيليا كبيرا قد يقضي على أي أمل متبق في السلام".
ومضى بالقول إنّ: "السؤال الآن هو كيف سيتفاعل ترامب. قال المحللون إنه بعد موجة مبكرة من الدبلوماسية لتحرير الأسرى والتوصل لتسوية طويلة الأمد، تشتّت انتباه ترامب وكبار مسؤوليه عن الصراع. وأدى ذلك إلى نوع من الحرية المطلقة لنتنياهو، الذي يبدو مستعدا لاستخدامها".
ونقلا عن المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في إدارتي أوباما وبايدن، إيلان غولدنبرغ، أضاف التقرير: "في بداية الإدارة، كانت كل الوعود موجهة إلى غزة. ولكن عندما انهار وقف إطلاق النار، أعطى ترامب الإسرائيليين الضوء الأخضر لفعل ما يريدون".
وأضاف غولدنبرغ، الذي يشغل الآن منصب نائب الرئيس الأول في منظمة "جيه ستريت"، وهي منظمة يهودية سياسية يسارية وسطية: "أشعر أنه ليس متفاعلا بشكل كبير، لقد شعر بالملل نوعا ما".
وبحسب التقرير ذاته، فإن: "ترامب يخطط للسفر إلى الشرق الأوسط، الأسبوع المقبل، مع توقف في السعودية وقطر والإمارات. وسيكون التصعيد في غزة محبطا لترامب، وهو تذكير صارخ بأنه فشل في تحقيق السلام الذي وعد به".
"مع ذلك، فمن المحتمل أن ترامب قد فقد صبره ويرحب بالحديث في إسرائيل عن توجيه ضربة لحماس فيما قال نتنياهو إن مسؤوليه العسكريين أخبروه إنها ستكون "الخطوات الختامية" للحرب" وفقا للتقرير.
وتابع: "قد يكون لدى ترامب أيضا تسامح كبير مع استخدام إسرائيل للقوة الثقيلة. فقد حذر حماس من أن "أبواب الجحيم" ستُفتح إذا لم تطلق الحركة سراح الأسرى المتبقين".
وقال الرئيس والمدير التنفيذي للمعهد اليهودي المتشدد للأمن القومي الأمريكي، مايكل ماكوفسكي، إنّ: "ترامب كان أقل انخراطا مع إسرائيل بشأن موضوع غزة مقارنة بإدارة بايدن".
إلى ذلك، تقول الصحيفة إنّ: "الرئيس بايدن وكبار مسؤوليه بذلوا قدرا كبيرا من الجهد والوقت بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 في محاولة إدارة حملة إسرائيل على غزة. كان هدفهم هو الحد من معاناة المدنيين في غزة وإنقاذ إسرائيل من الإدانة الدولية، حتى لو وصفهم النقاد بأنهم متسامحون للغاية مع استخدام إسرائيل للقوة".
وتابعت: "مع أن ترامب أبدى بعضا من القلق على سكان غزة، وقال يوم الاثنين إنه سيساعد سكان غزة على "الحصول على بعض الطعام" وسط الحصار الإسرائيلي، إلا أن اهتمامه بالصراع كان متقطعا".
وبحسب ماكوفسكي فإن: "الأمر أشبه بالليل والنهار مع إدارة بايدن، التي كانت تحاول إدارة العمليات الإسرائيلية بالتفصيل"، مبرزا أن المسؤولين الإسرائيليين "لا يتلقون مكالمات هاتفية، لا أعتقد أنهم يتعرضون لضغوط بشأن عدد شاحنات المساعدات القادمة".
وفي السياق نفسه، أفاد موقع "أكسيوس"، الاثنين، أنّ: "إسرائيل ستشن عملية برية جديدة في غزة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق مع حماس بحلول الوقت الذي يعود فيه ترامب من رحلته إلى المنطقة". فيما قال ماكوفسكي، الذي حضر مؤخرا اجتماعات مع كبار المسؤولين الإسرائيليين، إنّ: "التقرير يتوافق مع فهمه".
وأضاف ماكوفسكي أنه: "فيما يتعلق بالشرق الأوسط، ركز ترامب بشكل أكبر على الدبلوماسية الناشئة التي تهدف إلى منع إيران من تطوير قنبلة نووية".
وفي بيان صدر يوم الاثنين، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، برايان هيوز، إنّ: "ترامب لا يزال ملتزما بضمان الإفراج الفوري عن الأسرى وإنهاء حكم حماس في غزة".
وختم التقرير بالقول، إنه: "من مؤشرات تحول التركيز منصب المبعوث الخاص لترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف. في الأيام الأولى لرئاسة ترامب، انخرط ويتكوف في دبلوماسية إسرائيل وحماس سعيا لتمديد اتفاق وقف إطلاق النار المؤقت الذي تم التوصل إليه في 15 كانون الثاني/ يناير".
واستطرد: "لكن ويتكوف أصبح منذ ذلك الحين مبعوثا متجولا خارقا يدير مهاما متعددة. كما تناول هذا المطور العقاري السابق وصديق ترامب القديم الملف الإيراني، والتقى بالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أربع مرات لمناقشة الملف الأوكراني".
وأبرز: "لا يوجد ما يشير إلى تدخل وزير الخارجية ماركو روبيو. حيث إن روبيو، الذي عيّنه ترامب الأسبوع الماضي مستشارا للأمن القومي، لم يزر إسرائيل بعد".