وسط تصعيد خطير| “شاهد” تحليق مكثف للطيران الحربي في سماء العاصمة صنعاء.. وهذا ما حدث موثقاً بالصوت والصورة
تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT
يمانيون/ صنعاء
شهدت العاصمة صنعاء عصر اليوم، مسيرة ملايينية غير مسبوقة تحت شعار “دماء الأحرار.. على طريق الانتصار” تلبية لدعوة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي.واكتظ ميدان السبعين بحشود غير مسبوقة، رفعت العلمين اليمني والفلسطيني والشعارات المؤكدة على وقوف الشعب اليمني وتفويضه المطلق لقائد الثورة لاتخاذ كل القرارات الشجاعة والخيارات الاستراتيجية للدفاع عن سيادة اليمن ونصرة الأشقاء في فلسطين وتحرير الأقصى الشريف.
وأكدت الحشود أن خروج الشعب اليمني بهذا الشكل الكبير والواسع في العاصمة صنعاء والمحافظات، يعبر عن الوفاء لدماء شهداء معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس إسنادا لطوفان الأقصى، ويعلن للعالم أجمع أن الشعب اليمني لا يتراجع عن موقفه الإيماني ولا يخنع للمستكبرين مهما كان حجم المواجهة والتضحيات.
ورددت الجماهير هتافات البراءة من الأعداء والتلبية لقائد الثورة والنصرة للأقصى وفلسطين، والوفاء لدماء الشهداء حتى تحقيق النصر، وكذا الاستمرار في المساندة والوقوف الكامل مع الشعب الفلسطيني ومجاهديه الأبطال سياسيا وعسكريا وإعلاميا وعلى كافة المستويات، وبكل الوسائل الممكنة.
وجددت التأكيد على الجهوزية لمواجهة التصعيد الأمريكي في البحر الأحمر وما أقدم عليه من استهداف لدوريات القوات البحرية اليمنية وهي تؤدي واجبها في نصرة الشعب الفلسطيني.. مؤكدين أن هذه الجريمة لن تمر دون رد.
ولفتت الحشود إلى أن موقف الشعب اليمني ينسجم مع المبادئ والقيم والأخلاق التي يؤمن بها شعب اليمن، ليقدم بذلك النموذج لكل أحرار العالم.
وخلال المسيرة التي شهدت استعراضا للطيران الحربي والمسير، بارك مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين، الجمع الكبير، سائلا الله أن يجعله خالصا لوجه الكريم.
وقال” إن الله قد وفق قيادتنا وجيشنا وشعبنا وحكومتنا وعلمائنا لاتخاذ هذا الموقف العظيم الذي يبيض وجهونا عند الله سبحانه وتعالى، والذي يتماشى مع روح الشريعة الإسلامية وأحكام القرآن الكريم وسنة النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم”.
وأشار إلى أن هذا الجمع الكبير يعبر عن الوقوف والتضامن مع الأشقاء المظلومين والمحاصرين في غزة وفلسطين، وفي نفس الوقت يرسل رسالة واضحة لأعداء الله للإمبريالية العالمية والاستكبار العالمي ممثلا بأمريكا وبريطانيا وفرنسا ودول الكفر، وأضاف “نقول لهم إن ترهيبكم لن يثنينا عن موقفنا وقرارنا هذا، وعن مسيرتنا هذه، وإننا سنظل على هذا الدرب ثابتين وعليه سائرين، ولن يوقفنا شيء بإذن الله تعالى”.
وأضاف “لإن كان في المعمورة من تواطأ معكم وتواطأ مع أمريكا وإسرائيل ودول الكفر، ولإن كان في المعمورة من تخاذل عن نصرة المستضعفين في فلسطين، ومن قدم رجل وأخر أخرى في نصرة المستضعفين في غزة وفلسطين، فإن الشعب اليمني قد حسم أمره واتخذ قراره منذ وقت مبكر ومنذ أول يوم لطوفان الأقصى دعما وإسنادا لإخوانهم في فلسطين وهذا خيار لن يرجع عنه ولن يتنازل عنه ولن يثنيه عنه شيء، نزولا عند قوله سبحانه وتعالى (وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا)”.
وتابع العلامة شمس الدين :”نحمد الله تعالى أن وفقنا لاتخاذ هذا القرار العظيم عندما خرج الشعب اليماني بالملايين في كثير من الساحات معبرا عن موقفه وعن إيمانه أمام العالمين ليحقق بذلك قول نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم (الايمان يمان والفقه يمان والحكمة يمانية)”.
وخاطب الجماهير المليونية :” أيها الشعب اليماني والله ما قالها فيكم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مجاملة ولا مداهنة ولا استجلابا لقلوبكم بقدر ما بلغ رسالات الله لأنه لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى”.
وأكد على أهمية الإكثار من حمد الله وشكره على هذا الموقف وهذا القرار الذي اتخذه الشعب اليمني واتخذته القيادة ممثلة بالسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، هذا الرجل الذي أوجده الله في هذا العصر ليقود أمة الجهاد والاستشهاد ليمرغ أنوف الكافرين والظالمين، ويدحر الظلم وأهله، ويطهر البلاد والعباد من رجس الظالمين والكافرين والمشركين أمريكا وإسرائيل ومن دار في فلكهم.
ولفت مفتي الديار اليمنية إلى أن “الله تعالى غني عن العالمين لكنه أراد ان يمتحن الناس ففاز منهم من فاز وخسر من خسر في نهاية هذا الامتحان، ونسأل الله تعالى الثبات إلى آخر نفس”.. مبينا أن الله تعالى حقق وعده وها هو الشعب اليمني الذي وعد الله بالإتيان به بقوله تعالى” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ”.
وقال “ها نحن نرى مصاديق هذه الآية وأقوال النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين عول عليكم أيها الشعب اليمني وقال (إني لأجد نفس الرحمان من هاهنا وأشار أليكم)، وقال (هم أرق قلوبا وألين أفئدة) لأنكم على هذا النحو من الصدق مع الله سبحانه وتعالى والصدق في المواجهة والصدق عند اللقاء وعند الحرب لا تخشون في الله لومة لأئم، وهذا الفضل من الله يجب أن نكثر من حمد الله تعالى عليه، إذ تمازجت القيادة مع الشعب في موقف وصورة لا يمكن أن تنكسر، ولا يمكن للأعداء أن يثنوها عن مسيرتها وعن طريقها للجهاد في سبيل الله وتحرير الأراضي المحتلة في فلسطين وطرد المحتل والغازي من كل البلاد العربية والإسلامية”.
وأشار إلى أن هذه الحشود العظيمة والهائلة تبعث رسائل للشرق والغرب وإلى كل أرجاء العالم وتؤكد على ضرورة الاستمرار في التظاهر ودعم أشقائنا في غزة وفلسطين، والبذل والعطاء وتأييد كل الاجراءات التي تتخذها القيادة في القوة الصاروخية والطيران المسير والقوات البحرية وكل العمليات التي يمكن أن تتخذها وترى أنها مناسبة لردع هذا العدوان وإنهاء الحصار عن غزة وطرد المحتل من أرض فلسطين.
وأهاب مفتي الديار اليمنية بعلماء الأمة الربانيين والأحرار وكل الساكتين لأن يتحركوا ويبينوا للناس في هذا الظرف الراهن، فأي تهاون في هذا الشأن وعدم التحريض للجهاد في سبيل الله في مثل هذه المواطن لهو خيانة لله ورسوله وكتمان للحق حيث وجب أن يظهر ويقال للناس.
وتساءل “متى سيستخدم العلماء علمهم ويظهرونه للناس بعد هذا العدوان الذي دخل شهره الرابع بعد 91 يوما من الظلم والقهر والخراب والدمار والقتل للأطفال والنساء والمرضى والحوامل والأجنة ولكل شيء، فأين حمية وغيرة المسلمين، وأين العلماء الذين يجب أن يكونوا في طليعة المسلمين، أين حكام المسلمين وأين القوات التي استخدموها على الشعب اليمني طيلة ثمان سنوات أين طائرات الـ “إف 16 و15″، أين الصواريخ أين المدافع أين الإعلام أين القوة وأين الجمع الذي حاولتم أن ترهبوا به الشعب اليمني، أين كل ذلك، إنما هو حجة عليكم ستسألون عنه يوم القيامة”.
ومضى قائلا “إنكم أيها الشعب اليماني حققتم وأظهرتم الإيمان وتجلى فيكم الإيمان بالصبر والثبات والصمود والتصريح والموقف الصحيح واتخذتم الأفعال قبل الأقوال وأرسلتم الطائرات والصواريخ المجنحة والبالستية وقطعتم شريان الحياة عن الإسرائيليين في باب المندب والبحر الأحمر في خطوة قل أن يوجد لها نظير في الدنيا ولا يقوم بها إلا من توكل على الله ووثق بالله فالنصر كل النصر من عند الله سبحانه وتعالى”.
وأعلن العلامة شمس الدين باسم علماء اليمن وكل الأحرار في هذه الأمة عن التأييد للسيد القائد في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس الذي لن ينتهي إلا بتحرير الأقصى من رجس الصهاينة وأحفاد القردة والخنازير وطرد المحتلين في كل أرجاء المعمورة.
وأضاف:”علينا أن نكون أكثر ثقة واستقامة مع الله، وأكثر استمرارا وصمودا في وجوه أعداء الله ورسوله وأعداء الإنسانية وأن نكون صادقين مع الله، امتثالا لقوله “من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا”.
وأكد أن اليمنيين هم رجال الله وأنصار الله ووعد الله الذين وعد الله تعالى بالإتيان بهم وبإذن الله سيتحقق النصر على أيديهم وعلى أيدي أحرار الأمة في لبنان والعراق وفلسطين وفي سائر محور المقاومة.
فيما أشار فاضل الشرقي إلى أن هذا الخروج المستمر يعبر عن التضامن الأخوي والإيماني مع الشعب الفلسطيني المسلم، استجابة لنداء قائد الثورة ووفاءً للشهداء الأبرار الذين هم في طليعة المواجهة المباشرة مع العدو الأمريكي في معركة الفتح الموعود.
وأوضح أن هذا ليس بغريب على هذا الشعب العظيم في مسيرته النضالية التحررية الجهادية التي عانى فيها من الحروب والدمار والخراب والقتل والحصار على مدى عقدين من الزمن من أجل فلسطين، وتمسكه بموقفه القرآني ومسؤوليته الدينية وواجبه الإنساني والأخلاقي أمام أمته والتضامن الأخوي والإسلامي في مواجهة الاستكبار العالمي الصهيوني الأمريكي.
وأشار الشرقي، إلى أن الشعب اليمني اليوم يقطف ثمار تضحياته وصبره وجهاده تحت قيادة السيد القائد، وها هو شعار البراءة من أعداء الله يدوي حمما بركانية على رؤوس الصهاينة في فلسطين المحتلة وفي عرض البحار.
وتطرق إلى ما يرتكبه العدو الصهيوني من جرائم فظيعة وقتل جماعي ممنهج، في سلوك إجرامي ليس بغريب على قتلة الأنبياء، لأن هذا هو سلوكهم الإجرامي، والذي لن يردعهم عنه لا المنظمات الأممية ولا مجالس حقوق إنسان ولا اتفاقيات السلام والتطبيع، ولا المفاوضات، وإنما قوة السلاح والجهاد في سبيل الله.
وأكد الشرقي أن هذا الكيان الخبيث والشاذ لن يبقى ولن يستمر، فهو يعيش على حالات الطوارئ وصفارات الإنذار والمسألة مجرد وقت فقط، وطول هذا الوقت أو قصره يعود إلى المسلمين، فإذا اهتموا وجدوا فإن هذا الكيان سيذهب قريبا إلى مزبلة التاريخ.
وقال “إن شعوب أمتنا العربية والإسلامية أمام فرصة لتعظيم أواصر الإخاء والتعاون والتكاتف، كما أن المطبعين مع الصهاينة أمام فرصة تاريخية للخروج والانسحاب من اتفاقيات التطبيع تحت مبرر الجرائم التي ترتكب أو تحت أي عنوان آخر لأن هذه الفرصة لن تتكرر”.
وأكد أن موقف الشعب اليمني اليوم في الصدارة بالتصدي لهذا العدوان تحت قيادة قائد الثورة، وقد أقسم على نفسه بأن يجعل البحر الأحمر خطا أحمرا أمام كل المصالح الصهيونية أو المتجهة إليها.
ولفت إلى أن ما قامت به أمريكا من اعتداء على مجاهدي البحرية اليمنية في البحر الأحمر، وكذا ما تقوم به من تحشيد تحت عناوين متعددة، لن يفيد بشيء لأن الشعب اليمني لا يعرف الخوف والهزيمة، فهم أمام جيل تربى خلال عقدين من الزمن تحت قصف الطائرات والمدافع، ولا يخشى الحرب ولا العدوان.. مؤكدا أن الشعب اليمني والقوات المسلحة اليمنية سيواصلون مواقفهم الجهادية والايمانية لنصرة المستضعفين وإعلاء كلمة الله.
ودعا الشرقي إلى الاستمرار بفعالية في المظاهرات والوقفات والفعاليات وبرامج التعبئة العامة ومقاطعة البضائع الامريكية والصهيونية، كون ذلك جهاد يردع الأعداء.
وأكد بيان صادر عن المسيرة الكبرى، القاه عضو اللجنة العليا للحملة الوطنية لنصرة الأقصى حسن الصعدي، أن الشعب اليمني العظيم وجيشه الأبي يزف بكل فخر واعتزاز كوكبة من الشهداء العظماء من القوات البحرية اليمنية الذين استشهدوا في سبيل الله نصرة للشعب الفلسطيني المظلوم والأقصى الشريف وعلى طريق الانتصار في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس وهم يؤدون واجبهم في استهداف السفن الإسرائيلية.
وأشار إلى أن هؤلاء الأبطال مثُلوا باكورة الشهداء في المعركة المباشرة مع العدو الأمريكي والإسرائيلي.. مؤكدا أن دماءهم لن تذهب هدرا وإنما تزيد الشعب اليمني إيمانا ويقينا وقوة وصلابة في مواجهة العدو.
وأدان البيان واستنكر العمليات الاجرامية التي ينفذها اللوبي الصهيوني اليهودي، باغتيال قادة الجهاد والمقاومة والتي كان آخرها اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية حماس صالح العاروري في الضاحية الجنوبية في بيروت.
وأكد الاستمرار في المسيرات والفعاليات والأنشطة الشعبية والرسمية المواكبة والمؤيدة للقرارات والخطوات التي تتخذها القيادة في خوض معركة الشرف والبطولة وللعمليات العسكرية للقوات المسلحة اليمنية.
وأعلن بيان المسيرة المليونية الجهوزية الكاملة لخوض المعركة جنبا إلى جنب مع أبطال الجيش والقوات المسلحة معتمدين على الله متوكلين عليه واثقين بنصره.
وجدد المطالبة بإلحاح وإصرار للدول المجاورة بفتح ممرات برية آمنة ليتمكن الشعب اليمني المجاهد للتحرك بمئات الآلاف من المجاهدين والمشاركة المباشرة في مواجهة العدو الصهيوني.
وأكد البيان، على الاستمرار في مقاطعة البضائع الأمريكية والاسرائيلية والشركات الداعمة لها، مهيبا بجميع شعوب العالم الإسلامي وكل أحرار العالم إلى تفعيل هذا السلاح كأقل مشاركة لنصرة فلسطين.
تخللت المسيرة الكبرى، قصيدتان للشاعرين عبدالسلام المتميز، وأمين الجوفي، عبرتا عن المواقف القوية والشجاعة لقائد الثورة والجهوزية القتالية العالية للقوات المسلحة واستعداد الشعب اليمني، لمواجهة التصعيد الأمريكي والرد على جريمته النكراء، والوفاء لدماء شهداء معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس إسنادا لطوفان الأقصى. https://www.yamanyoon.com/wp-content/uploads/2024/01/شاهد_2_جانب_من_مشاركة_الطيران_الحربي_خلال_مسيرة_دماء_الأحرار_على.mp4 https://www.yamanyoon.com/wp-content/uploads/2024/01/شاهد_جانب_من_مشاركة_الطيران_الحربي_خلال_مسيرة_دماء_الأحرار_على_طريق.mp4
#التصعيد الأمريكي#القوات البحرية اليمنية#تنديدا بالاعتداء الأمريكي#دعما للشعب الفلسطيني#طوفان الأقصى#مسيرة جماهيرية كبرى#نصرة لغزةالعاصمة صنعاء
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: معرکة الفتح الموعود والجهاد المقدس صلى الله علیه وآله وسلم البحریة الیمنیة أن الشعب الیمنی القوات البحریة سبحانه وتعالى الاستمرار فی فی سبیل الله الله تعالى فی فلسطین على هذا أن هذا إلى أن
إقرأ أيضاً:
“المسيرة الإيمانية وبناء الأمة ونجاة الفرد في ضوء الالتزام الجماعي والهجرة الإيمانية” المقاصد والدلالات التي وردت في الدرس الرابع للسيد القائد
يمانيون / تحليل خاص
تناول السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي في الدرس الرابع ضمن سلسلة دروس القصص القرآني، مفاهيم عميقة وأساسية حول المسيرة الإيمانية، مفهوم الهجرة وأبعادها، وأهمية بناء أمة إيمانية متماسكة. وفيما يلي قراءة في أبرز المقاصد والدلالات التي وردت في هذا الدرس كرؤى استراتيجية لبناء أمة إيمانية قوية تقوم على أسس من التعاون والتآخي في سبيل تحقيق أهداف إيمانية من خلال الحديث عن المسيرة الجماعية، الواقع الإيماني، والهجرة كالتزام إيماني، والحث على أهمية التوحد في المواقف الدينية وتبني الحلول الجماعية والفردية التي تضمن الالتزام بتعاليم الله في ظل البيئة المتغيرة.
المسيرة الإيمانية كمسيرة جماعية
التعاون على البر والتقوى: أول ما يلفت النظر هو التأكيد على أن المسيرة الإيمانية لا تقوم على أساس الأفراد بل هي مسيرة جماعية. وهذا التعاون في سبيل الله يتجسد في التآخي في الإيمان والعمل معاً من أجل أمر بالمعروف ونهي عن المنكر. إنها دعوة لبناء أمة متماسكة تعمل من أجل الله وتنشد العدالة والحق في كل مناحي الحياة.
النهضة بالمسؤوليات الجماعية: يتحمل الجميع المسؤولية، سواء كانت دينية أو اجتماعية. هنا، يتضح أن الواجبات الجماعية أكبر من تلك التي تتحملها الأفراد في العزلة.
الهجرة كحل إيماني
الهجرة بوصفها التزامًا إيمانيًا: الهجرة ليست مجرد انتقال مادي من مكان إلى آخر، بل هي قرار إيماني. عندما يواجه المؤمن بيئة لا توفر له الفرص للعيش باستقامة دينية أو يجد نفسه محاربًا ومضطهدًا، يصبح الحل هو الهجرة.
الهجرة كتحرُّك في سبيل الله: كما ورد عن نبي الله إبراهيم عليه السلام، فالهجرة ليست مجرد انتقال جسدي ولكنها تتعلق بالانتماء الإيماني والتفاني في خدمة دين الله. ولذلك، كانت الهجرة بالنسبة لنبي الله إبراهيم عليه السلام قرارًا إيمانيًا عميقًا بعد أن أكمل مهمته أمام قومه.
التوكل على الله: الهجرة تتطلب التوكل على الله سبحانه وتعالى، حيث أن الشخص الذي يهاجر يبحث عن بيئة أفضل له ليعيش فيها ويؤدي واجباته الإيمانية بشكل صحيح.
الهجرة وارتباطها بالعزة الإيمانية
العزة والتزام المؤمن: في الآية {إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} يوضح السيد القائد يحفظه الله أن العزة هي جزء أساسي من الإيمان، ولهذا فإن البقاء في بيئة مغلقة ومجتمعات محاربة للدين يعتبر غير مقبول إيمانيًا. الهجرة تهدف إلى التحرر من الذل وتوفير بيئة قادرة على توفير الأمان للإيمان والعمل بما يرضي الله.
الواقع الإيماني وبناء الأمة
تكوين الأمة المؤمنة: الجهد الإيماني لا يقتصر على مستوى الفرد، بل يجب أن يكون التحرك الجماعي هدفًا أساسيًا، لتكوين أمة مؤمنة تسعى للتعاون على البر والتقوى.
التعاون في الإيمان: كما قال الله في القرآن الكريم {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ}، هذا التعاون من شأنه أن يخلق قوة جماعية قادرة على التغيير، وتقديم نماذج إيمانية تصلح مجتمعات بأكملها.
الاستمرارية والإنتصار من خلال الهجرة
الهجرة كخطوة في نشر الإسلام: كما في هجرة الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم من مكة إلى المدينة، كانت الهجرة من مفاتيح انتشار الإسلام وبداية لإنشاء الأمة الإسلامية. الهجرة تفتح آفاق جديدة لتحقيق الأهداف العليا للإيمان والدين، وتعتبر تحوّلاً مهماً في حياة الأمة.
البركة والسعة في الهجرة
البركة الإلهية : الآية {وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللهِ يَجِد فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً} تبرز البركة التي ترافق المهاجر في حياته. فالهجرة، رغم ما يترتب عليها من مشاق، تؤدي في النهاية إلى بركة ورزق لم يكن يتوقعه المهاجر.
المستقبل المعيشي: يُؤكد السيد القائد حفظه الله أن الهم المعيشي لن يكون عائقًا أمام المؤمن إذا كان هدفه الهجرة في سبيل الله، فإن الله سيفتح له آفاقًا جديدة.
الصلاح كغاية نهائية
الصلاح كمفهوم جامع: الصلاح هنا يُعتبر الغاية النهائية في حياة المؤمن، حيث يُجمِع بين جميع الصفات الإيجابية المطلوبة من الفرد في سعيه لله، سواء كانت إيمانية أو أخلاقية. وبالتالي، فإن الإنسان الصالح يسعى لتحقيق الصلاح في نفسه وفي ذريته.
طلب الصلاح: ما يمكن استخلاصه من هذه الدروس هو أن الصلاح هو المنهج الذي يجب أن يسعى المؤمن لتحقيقه، سواء في نفسه أو في ذريته. عندما يكون الإنسان صالحًا في حياته، فإنه يسعى لتحقيق الاستقامة والعدل في محيطه.
خاتمة
الدرس يوجه الدعوة لبناء أمة متماسكة تُعنى بالدين والإيمان، تؤمن بالعمل الجماعي والتعاون على البر والتقوى. كما يُظهر أهمية الهجرة كحل إيماني عندما تكون الظروف غير ملائمة، مع التأكيد على أن العزة الإيمانية وتحقيق الصلاح هما من الركائز الأساسية التي يجب أن يسعى المؤمن لتحقيقها في حياته.