سودانايل:
2025-12-12@11:44:46 GMT

في ذكرى انتقال شيخنا سيف الدين

تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT

كلام الناس
[email protected]
*أول مرة استعمت فيها إليه كانت في قاهرة المعز وسط تظاهرة صوفية تحدث فيها إنابة عن أبناء الطريقة العزمية في السودان‘ وقتها لم أكن من المريدين رغم نشأتي في بيت تعقد فيه حلقات الذكر وإنشاد المواجيد‘ إلا أن أفكارة أثارت إنتباهي.
*حتى ذلك الوقت كان إسلامي لايتجاوز الشهادة والصلاة والصيام ولم تكن علي زكاة ولم أكن قد أديت شعائر الحج ولا العمرة‘ وكان لي رأي سالب في الطرق الصوفية رغم حضوري بعض الحضرات في صحبة الوالد الشيخ مدني أبوالحسن عليه رحمة الله في عطبره.


*كنا نذهب بصورة منتظمة للحضرات التي كانت تقام في زاوية الطريق بعطبره‘ وكانت قريبة من المسجد الكبير ومن ميدان المولد ومن " الحلة" التي كانت تمارس فيها الرزيلة في ذلك الزمان‘ ولم يكن غريباً أن يشاركنا بعض السكارى في حلقات الذكر ورائحة" العرقي" تفوح منهم‘ لكنهم كانواينغمسون في حلقات الذكر ليسكروا لكنه سكر مختلف.
* كنت أستنكر هذا المشهد وأستغربه‘ لكن في وقت لاحق إستمعت لذات الشيخ وهو يتحدث عن أمثال هؤلاء من الذين يحضرون الحضرات على حالهم وهو يقول : إن رحمة الله واسعة وأبواب الهداية مشرعة فلماذا نغلقها أمامهم.
*بعد وفاة الوالد رحمة الله عليه أصبحت أحرص على حضور الحضرات من باب الوفاء له قبل أن أخذ الطريق على يديه‘ وكلما إستمعت إليه يزداد إعجابي بأفكاره النيرة التي حببتتني أكثر في حضور الحضرالت والإستماع لدروسه الملهمة.
* إطلعت على الحوار الذي أجراه معه حسن عبد الحميد وعمر عبد السيد وصوره محمد نور محكر في "قطوف" في ذلك الوقت - عبر قروب " في الله صحبتنا" - تحدث فيه عن سيرة والده الشيخ محمد احمد عليه رحمة الله الذي قال عن نفسه انه جاء إلى أمدرمان لتجارة الدنيا فأراد الله له تجارة الاخرة‘ كما تحدث عن دوره في نشر الوعي الديني وحفظ القران وتعليم العلوم الإسلامية والعربية.
*انه الشيخ الذي أخذت على يديه عهد الطريق وهو معروف لديكم فقد شاهدتموه واستمعتم إليه كثيراًفي الفضائيات والإذاعة .. إنه الشيخ المجدد الإمام سيف الدين محمد أحمد أبوالعزائم راعي الطريقة العزمية بالسودان الذي إنتقل قبل سنوات إلى رحاب الرحمن بقاهرة المعز راضياً مرضياً عنه وسط محبة مريديه من أبناء الطريقة العزمية ومن عموم أهل السودان بمختلف ألوان طيفهم السياسي والمجتمعي والإثني.
* تقبله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته مع الشهداء والصديقين، أسأل الله عز وجل أن يجعل البركة في إبنه الشيخ القائم الدكتورمحمد على الشيخ سيف الدين وكل ذريته وفي أبناء الطريقة العزمية في كل مكان  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: رحمة الله

إقرأ أيضاً:

جلال كشك.. الذي مات في مناظرة على الهواء مباشرة وهو ينافح عن رسول الله

يقدّم الكاتب والباحث المصري جمال سلطان في هذا المقال، الذي تنشره "عربي21" بالتزامن مع نشره على صفحته في فيسبوك، قراءةً حميمة ومكثّفة في سيرة واحد من أكثر المثقفين العرب إثارة للجدل وحضورا في معارك الوعي خلال النصف الثاني من القرن العشرين: محمد جلال كشك.

فمن خلال استعادة شخصية كشك وتجربته الفكرية وتقلباته وتحولاته وصراعاته، لا يكتب سلطان مجرد شهادة شخصية، بل يعيد تفكيك مشهد ثقافي وسياسي كامل، كانت فيه مصر ـ والعالم العربي ـ تتشكل تحت وطأة الإيديولوجيات الكبرى، والمشاريع السلطوية، وصدامات الهوية، ومحاولات التأريخ والهيمنة على الذاكرة.

تتكشّف في هذه السطور صورة كاتب عركته التجارب، واشتعل بالأسئلة، وامتلك جرأة لا تلين في مواجهة ما اعتبره زيفا أو تزويرا للوعي، حتى آخر لحظة في حياته.

طاقة صحفية وفكرية مذهلة

كنت في شبابي مغرما بالكاتب الراحل الكبير محمد جلال كشك، وما زلت، كان الرجل طاقة صحفية وفكرية مذهلة، ولديه صبر ودأب على القراءة والكتابة بشكل تحار فيه العقول، ويكفي أنه كان يقرأ كتب الراحل الكبير أيضا محمد حسنين هيكل ويجري مقارنات صبورة بين ما يكتبه هيكل في النسخة الانجليزية التي تصدر للتسويق الخارجي وما يكتبه في النسخة العربية ، ليكشف عن تناقضات في الروايتين، وهو جهد صعب للغاية، كما كان كتابه المهم "ودخلت الخيل الأزهر" أهم موسوعة حديثة في تسجيل جرائم الغزو الفرنسي لمصر، والعملاء الذين خدموه في الداخل، والكتاب أثار ضجة في حينه، كما كان كتاباه: كلمتي للمغفلين، وثورة يوليو الأمريكية، من أخطر الكتب التي صدرت عن تجربة ثورة يوليو وعبد الناصر، وهو ما قلب عليه القوميين والناصريين بشدة، وهو كان يبادلهم كراهية بكراهية وله كتابات أخرى في هذه المعارك .

لذلك كانت سعادتي كبيرة عندما قدمتني له الكاتبة الكبيرة صافي ناز كاظم، خاصة عندما قرأ كتابا لي صدر في أول التسعينات الماضية "أزمة الحوار الديني"، وأبدى إعجابه الشديد به، وكان مندهشا أن كاتبا شابا يكتب بتلك اللغة والمعلومات، ودعاني لزيارته في شقته بالزمالك وأكرمني كرما حاتميا مما جعلني أحكي تلك "العزومة" الفاخرة لصافي ناز على سبيل التباهي بأنها أتتني من كاتب كبير في قيمة وقامة جلال كشك، فلما بلغه كلامي وغزلي في العزومة غضب، واعتبر أن "العزومة" وما فيها من أسرار البيوت وأنني بذلك لم أحترم بروتوكل الزيارات، فلم يكررها ثانية، وبصراحة كان محقا في ذلك وقد تعلمت من هذا الموقف فيما بعد، لكني وقتها خسرت الكثير من الحمام المحشي والمشوي وخلافه، رغم أنه ـ رحمه الله ـ لم يكن يأكل إلا قليلا بسبب إصابته بالسكر والكوليسترول وأمراض أخرى اجتمعت عليه .

شهدت أفكار محمد جلال كشك تحولات، مثل تحولات عبد الوهاب المسيري وعادل حسين وطارق البشري وجيل كبير من المثقفين المصريين، بدأ حياته الفكرية والسياسية ماركسيا وكان من مؤسسي الحزب الشيوعي، ثم تركه وتركهم وقدم نقدا عنيفا للماركسية ومنظماتها في الستينيات ونشر سلسلة مقالات أزعجت الاتحاد السوفيتي، حتى ردت عليه صحيفة البرافدا واعتبرت أن وجود جلال كشك في الصحافة المصرية هو إساءة للاتحاد السوفييتي، وكانت علاقات عبد الناصر وقتها قد توثقت بموسكو، فأوقفه عبد الناصر عن الكتابة وعن العمل كلية ثلاث سنوات كاملة، ولم يعد إلا بعد النكسة، فعاد إلى مؤسسة أخبار اليوم، ثم ترك مصر كلها وهاجر، وقضى حقبة من حياته في بيروت في حالة لجوء اختياري بعد مضايقات عصر السادات، حتى كانت الثمانينيات حاسمة في توجهه إلى الفكرة الإسلامية، والانحياز للإسلام كحضارة وهوية للأمة وشرط لنهضتها.

لم يمكث جلال كشك بعدها سوى ثلاثة أشهر فقط، وكان من كرم الله عليه أن مات بأزمة قلبية وهو في مناظرة على الهواء ضد نصر حامد أبو زيد يدافع فيها عن رسول الله في وجه خطابات علمانية وغربية متطرفة، فقبضت روحه وهو على هذه الحال.كان جلال كشك يجمع بين الجدية والصرامة في الكتابة وبين خفة الظل والصراحة في المواجهة، وعندما ابتلي في سنواته الأخيرة بسرطان البروستاتا، كان يتردد على لندن للعلاج والفحص، وفي آخر زيارة طبية، أجرى التحاليل، فقال له الطبيب أن أمامه ما بين ثلاثة أشهر إلى ستة أشهر فقط في الدنيا ثم يموت، ويومها كتب مقالا مؤثرا للغاية في مجلة أكتوبر، وكان لها شأن في تلك الأوقات، كان عنوانه "أنعي لكم نفسي"، وحكى فيه ما جرى وأنه ينتظر الموت خلال ستة أشهر على الأكثر، هي كل ما بقي له من الدنيا، ويودع قراءه، ورغم الحزن والمفاجأة، إلا أنه لم يتخل عن خفة ظله في هذا المقال، فحكى فيه أنه بعد أن تسلم من المستشفى اللندني التحليل الذي يؤكد قرب وفاته، فوجئ باتصال يأتيه من شركة أمريكية متخصصة في "دفن الموتى"، وقالوا له: مستر جلال نحن لدينا تجهيزات راقية للجنازات، ومقابر مميزة وبأسعار مناسبة ويمكن أن نحجز لك مقبرة تسرك!!، وراح في المقال يلعن سلسفيل جدودهم، ولم يمكث جلال كشك بعدها سوى ثلاثة أشهر فقط، وكان من كرم الله عليه أن مات بأزمة قلبية وهو في مناظرة على الهواء ضد نصر حامد أبو زيد يدافع فيها عن رسول الله في وجه خطابات علمانية وغربية متطرفة، فقبضت روحه وهو على هذه الحال.

كان جلال كشك شرسا في معاركه الفكرية، موسوعي الثقافة، قوي الحجة، حاضر الذهن، صاحب جلد وصبر غير عادي على البحث والكتابة، لذلك كان مزعجا جدا لأكثر من تيار فكري ، وبشكل خاص كان مكروها من الأقباط المتطرفين، ومن استصحبوا الوعي الطائفي من المثقفين في كتاباتهم عن تاريخ مصر، ولذلك كان يكرهه بشدة الناقد المعروف لويس عوض وكذلك غالي شكري ، خاصة وأنه في كتابه "ودخلت الخيل الأزهر" كشف عن دور "المعلم يعقوب" والفيلق القبطي الذي شكله للقتال بجوار الجيش الفرنسي الذي احتل مصر، وكان لويس عوض يثني في كتاباته على "المعلم يعقوب" عميل الاحتلال الفرنسي ويعتبره بطلا .

أيضا، يكرهه الناصريون بشدة، لأنه صاحب أهم الكتب التي كشفت عن الدعم الكبير الذي قدمته المخابرات الأمريكية "CIA"، لانقلاب ضباط حركة يوليو 1952 بقيادة جمال عبد الناصر، وكان كتاباه "كلمتي للمغفلين"، و"ثورة يوليو الأمريكية" أشبه بزلزال ضرب الوعي الخرافي الذي سوقته آلة الدعاية الناصرية على مدار عقود، وذلك بسبب ما حواه الكتاب من وثائق وأدلة دامغة على الاتصالات واللقاءات السرية التي كانت تجري بين عبد الناصر وبعض ضباطه وبين السفارة الأمريكية، والترتيبات الأمريكية لدعم وحماية انقلاب الضباط ومنع جيش الاحتلال الانجليزي من التدخل، حيث كان جيشهم يرابط في منطقة القناة، على بعد ساعة واحدة من القاهرة.

أيضا، كان يحظى بكراهية شديدة من محبي الأستاذ محمد حسنين هيكل، ومجاذيبه، لأنه القلم الوحيد الذي جرؤ على إهانة هيكل وإحراجه، بل وإعلان احتقاره وتحديه، في مقالات كثيرة، وفي كتب أيضا، وكشف تناقضاته، كما كشف تمريره لمعلومات غير صحيحة على الإطلاق، وتعتبر تضليلا للرأي العام، وكان له صبر عجيب في تتبع هيكل وإحراجه، ولذلك كان الناصريون وأنصار هيكل أكثر من شنعوا على جلال كشك، وأطلقوا حوله الشائعات والشبهات، ورموه بالاتهامات المرسلة والسخيفة والكاذبة التي يسهل إطلاقها على أي أحد، بدون أي دليل، محض كراهية وبهتان وتصفية مرارات عالقة في النفوس.

تتفق أو تختلف مع جلال كشك ، الذي توفاه الله في العام 1993 ، إلا أنك لا يمكن أن تتجاهل أن الثقافة العربية والصحافة العربية خسرت بموته قلما جبارا، وطاقة لا تكل ولا تمل من إثارة المعارك الفكرية والصحفية التي أحدثت استنارة حقيقية في جيل بكامله من المثقفين المصريين والعرب أراد البعض لهم أن يرسفوا في أغلال الزيف والبهتان، يرحمه الله .

مقالات مشابهة

  • خطيب المسجد النبوي: رحمة الله تسع العاصي والجاهل والمنكر فكيف بمن يطيعه ويحبه
  • الجميل: وعدُنا أن نكمل الطريق الذي استشهد لأجله جبران وبيار وباقي شهداء ثورة الأرز
  • مصرع شخصين وإصابة 15 آخرين في تصادم على رافد الطريق الدولي بكفر الشيخ
  • لو عاوز تحلم بحد مات تعمل إيه؟.. داعية إسلامى يوضح الطريقة
  • بن غفير يصعّد ويجدد تهديده بهدم قبر الشيخ عز الدين القسام
  • "حماس": تهديد بن غفير بإزالة قبر الشيخ عز الدين القسام تعدٍ على الحرمات وانتهاك للمقدسات
  • جلال كشك.. الذي مات في مناظرة على الهواء مباشرة وهو ينافح عن رسول الله
  • الاستاذ احمد السهارين ..إلى رحمة الله
  • ذكرى رحيل كروان الإذاعة المصرية والإنشاد الديني الشيخ طه الفشني
  • الأزهر للفتوى يحيي ذكرى وفاة الشيخ عطية صقر