القضية الفلسطينية وأكاذيب «إسرائيل فى قفص الاتهام»
تاريخ النشر: 18th, January 2024 GMT
آخر شىء يمكن أن تتوقعه أو تفكر فيه هو أن تتهم مصر بالتخلى عن القضية الفلسطينية وعدم دعم الشعب الفلسطينى، كأن تتهم بقتل ابنك أو أحد أفراد الأسرة، اتهام فى محض خيال دولة الاحتلال الصهيونى إسرائيل، التى تعرف هى ذاتها أنه من «رابع المستحيلات»، فمصر هى المدافع الأول والأهم والأكبر عن القضية الفلسطينية والشعب الفلسطينى، هى من قدمت آلاف الشهداء والمصابين وخاضت حروب فى سبيل الدفاع عن فلسطين ونصرتها منذ عام 1948، ومازالت الدولة المصرية تقف فى وجه العالم الغربى المتجبر الظالم والقوى الدولية الكبرى التى تدعم الاحتلال الإسرائيلى وتدافع عن جرائمه الوحشية وانتهاكاته الصارخة ضد الشعب الفلسطينى الأبى الصامد.
مصر ليست فى موقف للدفاع عن نفسها إزاء ما روجه فريق الدفاع الإسرائيلى فى محكمة العدل الدولية منذ أيام قليلة من ادعاءات باطلة وأكاذيب مضحكة، فلم يجد فريق الدفاع الإسرائيلى حجج وأسانيد لتبرئة جيش الاحتلال الغاشم من اتهامات جرائم الإبادة الجماعية للشعب الفلسطينى لأن العالم كله شاهد على مدار أكثر من ثلاثة أشهر منذ 7 أكتوبر الماضى على هذه الجرائم وما ترتكبه إسرائيل من قتل وتدمير فى قطاع غزة وقصف المساكن والمبانى والمستشفيات والمدارس ودور العبادة وحصار لأهالى غزة وتجويعهم وتعطيشهم، جرائم مصورة صوتًا وصورة على الهواء ليلاً ونهاراً، مما دفع الرأى العام العالمى إلى مناصرة القضية الفلسطينية والخروج فى مظاهرات حاشدة وعارمة فى مختلف دول العالم للتنديد بجرائم ومجازر جيش الاحتلال الإسرائيلى بحق الشعب الفلسطينى الأعزل.
الحقيقة أن ما روجه فريق الدفاع الإسرائيلى فى محكمة العدل الدولية هو إفلاس، فليس لديه ما يقدمه ليدافع عن جرائم إبادة جماعية موثقة ضد الشعب الفلسطينى، وبالطبع هذه الادعاءات الإسرائيلية لا أساس لها من الصحة، فمصر لم تغلق معبر رفح من الجانب المصرى منذ 7 أكتوبر الماضى، والعالم كله شاهد قوافل المساعدات الإنسانية والإغاثية مصطفة أمام معبر رفح لأيام متتالية فى انتظار دخول المساعدات بسبب تعنت الجانب الإسرائيلى ومحاولة تعطيل دخول المساعدات وقيام جيش الاحتلال بضرب وقصف المعبر من الجانب الفلسطينى أكثر من مرة.
فمصر لديها السيادة فقط على معبر رفح من الجانب المصرى، ولم تقم بإغلاقه وأعلنت السلطات المصرية مراراً وتكراراً أن المعبر مفتوح، وإسرائيل تحاول التنصل من جرائمها ومحاصرتها للشعب الفلسطينى فى غزة فمنعت عنهم الغذاء والمياه والكهرباء والوقود وكل مستلزمات الحياة ودمرت القطاع الصحى الذى انهار تماماً، وقصفت المدارس والمستشفيات ومحطات الكهرباء ومراكز الإيواء داخل كل قطاع غزة، بجانب تعطيل وإعاقة دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى داخل القطاع عبر معبر رفح، فكيف بعد كل ذلك تأخذها البجاحة وتوجه أكاذيبها تجاه مصر، رغم أن جميع الوفود الدولية والأمين العام للأمم المتحدة ورؤساء وقادة الدول من مختلف دول العالم ممن زاروا معبر رفح، رأوا بأعينهم أن معبر رفح مفتوح من الجانب المصرى، ورأوا المئات من شاحنات المساعدات المصطفة فى مدينة رفح المصرية، فى انتظار دخولها إلى القطاع؟
مصر منذ الأزمة تقوم بدور وموقف مشرف لدعم القضية الفلسطينية، وأكثر من 70% من المساعدات التى دخلت القطاع من مصر، واستقبلت المصابين من غزة للعلاج، وتتصدى بكل قوة لمخطط تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء، فضلاً عن قيام الرئيس عبدالفتاح السيسى والسلطة المصرية مراراً وتكراراً بالتحذير من خطورة عملية العقاب الجماعى والتجويع التى تقوم بها إسرائيل ضد الفلسطينيين، وأنها بذلك تدفعهم للنزوح فى اتجاه الحدود المصرية، ومصر ضغطت على كل الأطراف للضغط على إسرائيل لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية، وكان له دور كبير فى التوصل لهدنة لوقف إطلاق النار قبل أن يعود جيش الاحتلال ويواصل القصف بعد انتهاء الهدنة.
هذا غير أن إسرائيل وعلى لسان مسئوليها الرسميين اعترفوا وصرحوا أكثر من مرة فى الأسابيع الأولى أنهم لن يسمحوا بدخول أى مساعدات، والجميع يتذكر رفضهم إدخال شاحنات الوقود والغاز إلى أن ضغطت مصر وقام الجانب الأمريكى بالضغط على إسرائيل لتسهيل دخول المساعدات الإغاثية بما فيها شاحنات الوقود، ونرى كل يوم المنظمات التابعة للأمم المتحدة وتصريحات قادة الحكومات والدول توجه دعوات لإسرائيل لتسهيل إدخال المساعدات ووقف إطلاق النار، ويقابلها جيش الاحتلال بتعنت.
ختاماً.. موقف مصر قيادة وشعباً من القضية الفلسطينية واضح وثابت وصلب فى الدفاع عنها وعن حقوق الشعب الفلسطينى، ومصر لن تقبل أى مزايدات، فالقضية الفلسطينية هى قضية القضايا وعلى أولويات الدولة المصرية لأنها جزء من الأمن القومى المصرى والعربى.
عضو مجلس الشيوخ
عضو الهيئة العليا لحزب الوفد
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: القضية الفلسطينية وأكاذيب تتهم مصر القضیة الفلسطینیة الشعب الفلسطینى دخول المساعدات جیش الاحتلال من الجانب معبر رفح
إقرأ أيضاً:
إبادة غزة.. إسرائيل تقتل 94 فلسطينيًا بينهم 44 من منتظري المساعدات
قتل الجيش الإسرائيلي 94 فلسطينيا على الأقل بقطاع غزة، منذ فجر الخميس، بينهم أطفال ونساء و44 من منتظري مساعدات إنسانية.
وقالت مصادر طبية وشهود عيان للأناضول، إن الهجمات الإسرائيلية استهدفت منازل وخيام تؤوي نازحين وتجمعات لمواطنين من منتظري مساعدات، في مدن شمال ووسط وجنوب القطاع.
وفي أحدث الغارات الإسرائيلية، قتل فلسطينيان وأصيب 3 آخرون في قصف مسيرة إسرائيلية تجمعًا مدنيًا في محيط دوار حلاوة في جباليا البلد شمالي القطاع، ووصلت جثامينهم إلى مستشفى الشفاء بمدينة غزة، وفق مصدر طبي للأناضول.
وقتل 3 فلسطينيين بينهم لاعب فريق نادي خدمات المغازي لكرة القدم، متأثرين بجراح أصيبوا بها في غارات إسرائيلية سابقة على مدينة غزة ومخيم المغازي وسط القطاع، بحسب مصادر طبية.
وأضافت المصادر أن عدد الفلسطينيين الذين قتلوا برصاص الجيش الإسرائيلي قرب نقطة توزيع المساعدات وسط قطاع غزة، ارتفع من 3 قتلى إلى 6.
وفي وقت سابق، قتل 7 فلسطينيين وأصيب 30 آخرين في قصف إسرائيلي على منتظري المساعدات وصلوا إلى مستشفى الصليب الأحمر من منطقة الشاكوش شمال مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، وفق مصدر طبي لمراسل الأناضول.
وفي مدينة غزة، قتل 3 فلسطينيين وأصيب عدد بجراح في قصف مسيرات إسرائيلية تجمعين منفصلين للمواطنين في حييّ الزيتون والتفاح بمدينة غزة، وفق مصدر طبي في المستشفى المعمداني للأناضول.
وقال مصدر طبي في المستشفى المعمداني لمراسل الأناضول إنّ جثمان فلسطيني وصلت إلى المستشفى بعد انتشالها من استهداف الطائرات الإسرائيلية لمدرسة فهد الصباح في منطقة الزرقا بحي التفاح شمال شرقي مدينة غزة.
وقبل ذلك، أفاد مصدر طبي بمستشفى الشفاء للأناضول، بارتفاع عدد قتلى استهداف طائرات إسرائيلية لمدرسة مصطفى حافظ التي تؤوي نازحين وسط مدينة غزة فجرا، من 13 إلى 17 فلسطينيًا بينهم نساء وأطفال.
وقال شهود عيان للأناضول: إنّ الغارة الإسرائيلية خلفت دمارا بالمدرسة، وتسببت باندلاع حريق كبير، و"نقلت جثامين الشهداء إلى المستشفى متفحمة".
وفي ساعات الفجر، قتل 24 فلسطينيا من منتظري مساعدات وأصيب العشرات بجراح في قصف إسرائيلي استهدف تجمعات للمجوعين شرق دوار النابلسي وقرب محور "نيتساريم" جنوب مدينة غزة حسب مصدر طبي بمستشفى الشفاء.
وقال مصدر طبي، إن سيدة قتلت وأصيب آخرون في قصف اسرائيلي استهدف منزلا لعائلة "أبو القرايا" بحي الدرج شرقي مدينة غزة.
وفي شمال القطاع، قتل 3 فلسطينيين جراء استهدافهم من المدفعية الإسرائيلية على الدوار الغربي في بيت لاهيا، وفق مسعفين فلسطينيين لمراسل الأناضول.
وأضاف المسعفون أن فلسطينيًا من عائلة "أبو وردة" قتل في قصف إسرائيلي بالقرب من مركز رعاية جباليا شمال قطاع غزة.
وفي جنوب قطاع غزة، أفادت مصادر طبية بـ"وصول 26 شهيدا إلى مستشفى ناصر في مدينة خان يونس، بينهم 7 من منتظري المساعدات في منطقة التحلية جنوبا".
وأوضحت أن "غارات جيش الاحتلال استهدفت خياما تؤوي نازحين في منطقة المواصي غربي خان يونس".
وحسب الدفاع المدني الفلسطيني، في بيان، اندلعت النيران في عدد من الخيام والتهمتها بشكل كامل قبل السيطرة عليها.
والأربعاء، قتلت إسرائيل ما لا يقل عن 116 فلسطينيا، بينهم 27 من المُجوّعين، جراء هجمات متفرقة على غزة، التي تحاصرها تل أبيب منذ 18 عاما ويعيش فيها نحو 2.4 مليون فلسطيني.
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، مساء الأربعاء، أن الجيش الإسرائيلي ارتكب "26 مجزرة دموية" خلال 48 ساعة، خلّفت أكثر من 300 قتيل ومئات الجرحى والمفقودين كلهم من المدنيين.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 191 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراض في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.