صيام يوم عاشوراء.. الإفتاء تحذر من 7 أفعال تبطله وتحرمك ثوابه
تاريخ النشر: 5th, July 2025 GMT
لعل أحكام صيام يوم عاشوراء ، هي أهم ما يبحث عنه الكثيرون في هذا الوقت ، ممن يدركون فضل صيام يوم عاشوراء ومن ثم لا يمكنهم التفريط فيه بأي حال من الأحوال ، خاصة وأن صيام يوم عاشوراء يكفر ذنوب سنة كاملة ماضية، فهذا يطرح الكثير من الاستفهامات عن صيام يوم عاشوراء ، والذي زاد البحث عنه الآن.
. كلمات مباركة تفتح لك كل الأبواب المغلقة
قالت دار الإفتاء المصرية ، إن صيام يوم عاشوراء سُنة مستحبة عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حثنا على الحرص على صيام يوم عاشوراء لاغتنام فضله والفوز بمغفرة ذنوب سنة كاملة سابقة، محذرة من 7 أفعال في نهار يوم عاشوراء تبطل الصيام.
وأوضحت «الإفتاء »، أن في الحرص على صيام يوم عاشوراء ذلك من المسارعة إلى الخير واتباع سُنة رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، وإن حصلت الفضيلة بغيره، فإن فرَّقها أو أخَّرها جاز، وكان فاعلًا لأصل هذه السنة؛ لعموم الحديث وإطلاقه.
واستدلت دار الإفتاء على فضل صيام يوم عاشوراء بما جاء عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: «مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ إِلَّا هَذَا اليَوْمَ، يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَهَذَا الشَّهْرَ يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ»، وبما رواه مسلم، عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صيام يوم عاشوراء فقال: «يكفر السنة الماضية»، وورد في صحيح مسلم، أنه سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن صيام يَوْمِ عَاشُورَاءَ، فقال: «أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ».
ورصدت دار الإفتاء 7 أمور تبطل صيام يوم عاشوراء ، وهي أولًا: إن مَنْ أَكَلَ أو شَرِبَ متعمدًا في اليوم الذي يصومه أفطر بإجماع العلماء، ثانيًا: من مبطلات الصوم أيضا: الجماع عمدًا، ثالثًا تعمد القيء، رابعًا: كل ما يصل إلى الجوف من السوائل أو المواد الصلبة فهو مبطل للصوم، وإن اشترط الحنفية والمالكية في المواد الصلبة الاستقرار في الجوف واشترط المالكية أن يكون مطعومًا.
وتابعت دار الإفتاء: خامسًا أن الكحل إذا وُضِع نهارًا ووُجِد أثرُه أو طعمُه في الحلق أبطل الصيام عند بعض الأئمة، وعند أبي حنيفة والشافعي -رضي الله عنهما- أن الكحل لا يفطر حتى لو وُضِع في نهار الصوم، ويستدلان لمذهبهما بما رُوِيَ عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- من أنه كان يكتحل في رمضان، وهو المترجح عندنا، ومن مبطلات الصوم: سادسًا: الحيض، سابعًا: النفاس.
وأشارت دار الإفتاء إلى أن صيام عاشوراء مستحب يثاب فاعله ولا يعاقب تاركه ومن شرع في صيام عـاشوراء ثم أفطـر عامـدًا فلا شيء عليه عند جمهور الفقهاء لقول النبي –صلى الله عليه وسلم- «الصائم المتطوع أمير نفسـه»، وذهب فقهاء الحنفية إلى أن من تلبس بصوم النفل لا يجوز لـه الفطـر لقولـه تعالـى: «وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ»، فـإن أفطـر وجب عليه القضاء، أما من أفطر ناسيًا في صوم عاشـوراء أو غيره فصومه صحيح لم يبطل لقولـه –صلى الله عليه وسلم-: «مـن أكـل أو شـرب ناسيًا فـليتـم صـومـه فـإنـمـا أطـعـمـه الله وسـقـاه».
هل يجوز صيام يوم عاشوراء فقطقالت دار الإفتاء المصرية ، إنه يجوز صيام يوم عاشوراء منفردًا، أي: بدون صوم يوم قبله، ولا حَرَج في ذلك شرعًا؛ لأنه لم يَرِد نهي عن صومه منفردًا، لكن يستحب صوم يوم التاسع من شهر المحرم مع يوم عاشوراء.
ورد عن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قال: حِينَ صَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ: «فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ» قَالَ: فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ. (رواه مسلم).
سبب صيام يوم عاشوراءورد أن قريش كانت تصوم يوم عاشوراء في الجاهلية، فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: «كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ تَصُومُهُ قُرَيْشٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُهُ» رواه البخاري، محمد بن إسماعيل. صحيح البخاري. كتاب الصوم، باب صيام يوم عاشوراء، حديث رقم: (1863، ج7، ص125)، وكانت قريش يحتفلون في يوم عاشوراء ويعيدون ويكسون الكعبة، وعللوا سبب صيام يوم عاشوراء في الجاهلية بأن قريشًا أذنبت ذنبًا في الجاهلية، فعظم في صدورهم، وأرادوا التكفير عن ذنبهم، فقرّروا صيام يوم عاشوراء، فصاموه شكرًا لله على رفعه الذنب عنهم.
سبب صيام يوم عاشوراء ، لما قدِم النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة جَدَهُمْ –اليهود- يَصُومُونَ يَوْمًا يَعْنِي يوم عَاشُورَاءَ، فَقَالُوا: هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ؛ وَهُوَ يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ فِيهِ مُوسَى، وَأَغْرَقَ آلَ فِرْعَوْنَ، فَصَامَ مُوسَى شُكْرًا لِلَّهِ. فَقَالَ: «أَنَا أَوْلَى بِمُوسَى مِنْهُمْ فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ»، وكان هذا سبب صيام يوم عاشوراء في الإسلام، وقد شدّد في الحث على ذلك لدرجة أنه أرسل غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار: "من أصبح مفطرًا فليتم بقية يومه، ومن أصبح صائمًا فليصم".
عاشوراءاختلف العلماء في تحديد يوم عاشوراء والراجح من أقوال العلماء أنه يوم العاشر من شهر محرم، وهذا قول جمهور علماء، وذكر الإمام النووي أن «عاشوراء وتاسوعاء اسمان ممدودان، هذا هو المشهور في كتب اللغة قال أصحابنا: عاشوراء هو اليوم العاشر من المحرم، وتاسوعاء هو التاسع منه هذا مذهبنا، وبه قال جمهور العلماء، وهو ظاهر الأحاديث ومقتضى إطلاق اللفظ، وهو المعروف عند أهل اللغة».
فضل صيام يوم عاشوراءورد أنه خصَّ الله عز وجل عبادة الصيام من بين العبادات بفضائل وخصائص عديدة، منها:
أولًا: أن الصوم لله عز وجل وهو يجزي به، كما ثبت في البخاري (1894)، ومسلم ( 1151 ) من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي».
ثانيًا: إن للصائم فرحتين يفرحهما، كما ثبت في البخاري ( 1904 ) ، ومسلم ( 1151 ) من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إذَا أفْطَرَ فَرِحَ، وإذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بصَوْمِهِ».
ثالثًا: إن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، كما ثبت في البخاري (1894) ومسلم ( 1151 ) من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله عز وجل يوم القيامة من ريح المسك».
رابعًا: إن الله أعد لأهل الصيام بابا في الجنة لا يدخل منه سواهم، كما ثبت في البخاري (1896)، ومسلم (1152) من حديث سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ فِي الجَنَّة بَابًا يُقَالُ لَهُ: الرَّيَّانُ، يدْخُلُ مِنْهُ الصَّائمونَ يومَ القِيامةِ، لاَ يدخلُ مِنْه أَحدٌ غَيرهُم، يقالُ: أَينَ الصَّائمُونَ؟ فَيقومونَ لاَ يدخلُ مِنهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فإِذا دَخَلوا أُغلِقَ فَلَم يدخلْ مِنْهُ أَحَدٌ».
خامسًا: إن من صام يومًا واحدًا في سبيل الله أبعد الله وجهه عن النار سبعين عامًا، كما ثبت في البخاري (2840)؛ ومسلم (1153) من حديث أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما مِنْ عبدٍ يصومُ يوْمًا في سبِيلِ اللَّهِ إلاَّ بَاعَدَ اللَّه بِذلكَ اليَوْمِ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سبْعِين خريفًا»
سادسًا: إن الصوم جُنة «أي وقاية» من النار، ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «الصيام جُنة»، وروى أحمد (4/22) ، والنسائي (2231) من حديث عثمان بن أبي العاص قال : سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «الصيام جُنة من النار، كجُنة أحدكم من القتال».
سابعًا: إن الصوم يكفر الخطايا، كما جاء في حديث حذيفة عند البخاري (525)، ومسلم ( 144 ) أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَجَارِهِ تُكَفِّرُهَا الصَّلَاةُ وَالصِّيَامُ وَالصَّدَقَةُ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر».
ثامنًا: إن الصوم يشفع لصاحبه يوم القيامة، كما روى الإمام أحمد (6589) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ : أَيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ. وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ. قَالَ: فَيُشَفَّعَانِ».
تاسعًا: يكفر ذنوب سنة فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ، وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ».
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: صيام يوم عاشوراء صيام عاشوراء هل يجوز صيام يوم عاشوراء فقط صيام يوم عاشوراء فقط سبب صيام يوم عاشوراء النبی صلى الله علیه وسلم قال سبب صیام یوم عاشوراء دار الإفتاء رسول الله ى الله ع ول الله
إقرأ أيضاً:
صيام عاشوراء.. حكم من نسي تبييت النية واستيقظ ظهرا
يثور تساؤل شائع كل عام مع حلول يوم عاشوراء.. هل يُقبل الصيام ممن نسي تبييت النية ليلًا ولم يتذكر إلا في وقت متأخر من النهار؟ وهو ما يشغل بال الكثيرين ممن يسعون لاغتنام فضل هذا اليوم العظيم، الذي ورد في السنة النبوية أن صيامه يكفّر ذنوب سنة ماضية.
في هذا السياق، أوضحت دار الإفتاء المصرية، أن صيام يوم عاشوراء من صيام التطوع، وبالتالي لا يُشترط فيه تبييت النية من الليل، حسب ما ذهب إليه جمهور الفقهاء.
وعليه، يمكن لمن استيقظ قبل أذان الظهر ولم يتناول شيئًا من المفطرات منذ الفجر، أن ينوي الصيام في حينه ويُكتب له الأجر بإذن الله.
وقد استند الفقهاء في ذلك إلى ما رُوي عن السيدة عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، دخل عليها يومًا وقال: «يا عائشة، هل عندكم شيء؟» قالت: "ما عندنا شيء"، فقال: «فإني صائم»، وهو حديث أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، ويؤكد على جواز نية الصيام في النهار ما دام لم يُفعل شيء من المفطرات قبلها.
كما أوضحت دار الإفتاء أن صيام يوم عاشوراء سنة نبوية مؤكدة، ودعت إلى الجمع بين يوم عاشوراء ويوم قبله أو بعده، مخالفة لليهود، وفقًا لما رواه ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: «صوموا يوم عاشوراء، وخالفوا فيه اليهود، صوموا قبله يومًا أو بعده يومًا».
وتجدر الإشارة إلى أن هذا اليوم يحمل فضلًا عظيمًا، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يُكفّر السنة التي قبله» (رواه مسلم).
لذلك، فإن من لم يُبيت نية صيام عاشوراء ليلًا، واستيقظ دون أن يأكل أو يشرب بعد الفجر، يمكنه أن ينوي الصيام قبل الظهر، ويُرجى له الثواب كاملاً بإذن الله.