سورة قصيرة يوم عاشوراء بها ينزل الرزق طول السنة .. هل تعرفها؟
تاريخ النشر: 5th, July 2025 GMT
يبحث الكثيرون الآن عن أفضل سورة قصيرة يوم عاشوراء ، حيث إن من المعلوم فضل يوم عاشوراء العظيم وكذلك أفضل الذكر والدعاء يكون من القرآن، ولعل هذا ما يفسر زيادة البحث عن أفضل سورة قصيرة تقرأ يوم عاشوراء باعتبارها من أهم الأدعية والأذكار التي تساعدنا لاغتنام فضل ونفحات وبركات يوم عاشوراء العظيم.
. اعرف ما يسعدك؟
لم يرد في تحديد سورة معينة لقراءتها في يوم عاشوراء حديث صحيح، لكن قراءة سور القرآن عامة في الأوقات المباركة يعد من أفضل الأعمال، فالقرآن الكريم هو كلام الله تعالى، ويعد من الأعمال الصالحة التي يتضاعف ثوابها بيوم عاشوراء، لذا لا ينبغي تضييعها.
ووردت عدة روايات منتشرة تفيد بأن سورة تقرأ يوم عاشوراء هي : ( سورة الإخلاص، والفاتحة وآية الكرسي و سورة الحج والأنبياء وآل عمران والأنعام والبقرة ويس والواقعة والفجر)، والتي جاءت في روايات مكذوبة وضعيفة لأحاديث لا تصح ، ومنها ما حدثه الشوكاني في الفوائد المجموعة الصفحة أو الرقم : 311 ، و في إسناده كذاب ولا يصح، وفيه : (من قرأَ سورةَ الواقعةِ وتعلَّمَها لم يُكتَبْ منَ الغافلينَ ولم يفتقِرْ هوَ وأَهلُ بيتِهِ ومن قرأَ وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ في ليالٍ عشرٍ غُفِرَ لَهُ)، وفي رواية لعلي بن أبي طالب ، وحدثه ابن الجوزيفي الموضوعات لابن الجوزي الصفحة أو الرقم : 1/400، وهو حديث باطل لا أصل له أن ( مَن سَمِعَ سُورةَ {يس} عَدَلتْ له عِشرينَ دينارًا في سَبيلِ اللهِ، ومَن قَرَأها، عَدَلتْ عِشرينَ حَجَّةً، ومَن كَتَبَها وشَرِبَها أدخَلَتْ جَوفَه ألْفَ يَقينٍ، وألْفَ نُورٍ وألْفَ بَرَكةٍ، وألْفَ رَحمةٍ، وألْفَ رِزقٍ، ونَزَعتْ منه كُلَّ غِلٍّ وداءٍ).
فيما ورد عن جرير رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: مَن قرأ (قل هو الله أحد)، حين يدخل منزله نفتٍ الفقر عن أهل ذلك المنزل والجيران) أخرجه الحاكم.
دعاء الرزق في يوم عاشوراء1- اللهم في هذا الصباح ارزقنا العفو والعافية وسعة في الرزق، وصُبّ علينا الخير صبًّا صبًّا ولا تجعل عيشنا كدًّا كدًّا.
2-اللّهم يا رزاق السائلين، يا راحم المساكين، ويا ذا القوة المتين، ويا خير الناصرين، يا ولي المؤمنين، يا غيّاث المستغيثين، إياك نعبد وإيّاك نستعين، اكفني بحلالك عن حرامك وبطاعتك عن معصيتك وبفضلك عمّن سواك يا إله العالمين، وصلّى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
3-يا الله، يا الله، يا الله، أسألك بحقّ مَن حقّه عليك عظيم أن تصلّي على محمد وآل محمد وأن ترزقني العمل بما علّمتني مِن معرفة حقك وأن تبسط علي ما حظرت من رزقك.
4- اللهمَّ إني أسألك، أن لك الحمد، لا إله إلا أنت الحنان المنان، بديع السماوات والأرض، ذو الجلال والإكرام، برحمتك يا أرحم الراحمين أن ترزقنا من حيث لا نحتسب.
5-اللّهم صن وجهي باليسار ولا تبذل جاهي بالإقتار فأسترزق رزقك من غيرك، وأستعطف شرار خلقك، وأبُتلَى بحمد مَن أعطاني، وأُفتن بذمّ من منعني، وأنت مِن وراء ذلك كله ولىُّ الإجابة والمنع.
دعاء يوم عاشوراء للرزق6-اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله وإن كان في الأرض فأخرجه وإن كان بعيدا فقربه وإن كان قريبا فيسره وإن كان قليلا فكثره وإن كان كثيرا فبارك لي فيه .
7-يا مقيل العثرات يا قاضي الحاجات اقضِ حاجتي وفرّج كربتي وارزقني من حيث لا أحتسب، قال عزّ وجلّ: «فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا، يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا، وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا، مَّا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا، وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا».
8-إلهي أدعوك دعاء مَن اشتدّت فاقته وضعفت قوّته وقلّت حيلته دعاء الغريق المضطر البائس الفقير الذي لا يجد لكشف ما هو فيه مِن الذنوب إلا أنت، فصلِّ على محمد وآل محمد واكشف ما بي مِن ضرّ، إنك أرحم الراحمين لا إله إلا أنتَ سبحانك إنّي كنت من الظالمين، سبحان الله وبحمده عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه ومداد كلماته.
9-اللهم باعدنا فيه عن الخطيئة والضلالة واجعلنا من أهل الجنة، واجعل لنا نصيبًا من كل خير تنزله فيه بجودك يا أرحم الرحمين.
10-اللّهم ارزقني رزقًا لا تجعل لأحدٍ فيه منَه ولا في الآخرة عليه تبعةٌ برحمتك يا أرحم الراحمين. الحمد لله الذي تواضع كل شيء لعظمته، الحمد لله الذي استسلم كلّ شيء لقدرته، الحمد لله الذي ذلّ كل شيء لعزّته، الحمد لله الذي خضع كل شيء لمُلكه.
11-حدّثنا عبد الله، حدّثني أبو عبد الرحمن عبد الله بن عمر، حدثنا أبو معاوية، عن عبد الرحمن بن إسحاق القرشي، عن سيار أبي الحكم، عن أبي وائل، قال: أتى عليا رضي الله عنه رجل، فقال: يا أمير المؤمنين، إنّي عجزت عن مكاتبتي فأعنّي، فقال علي رضي الله عنه: ألا أعلّمك كلمات علمنيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لو كان عليك مثل جبل صير دنانير لأداه الله عنك ؟ قلت: بلى، قال: قل: " اللّهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمّن سواك " مسند أحمد بن حنبل - مُسْنَدُ الْعَشَرَةِ الْمُبَشَّرِينَ بِالْجَنَّةِ - مُسْنَدُ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ - وَمِنْ مُسْنَدِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: يوم عاشوراء دعاء يوم عاشوراء دعاء عاشوراء دعاء یوم عاشوراء فی یوم عاشوراء الحمد لله الذی وإن کان الل هم إن کان
إقرأ أيضاً:
في يوم عاشوراء.. هذا العمل يقيك الفقر وضيق الرزق فهل تعرفه؟
يسعى المسلمون في يوم عاشوراء اليوم السبت لاغتنام أعظم ثواب لـ يوم عاشوراء والفوز بفضائله الدنيوية إضافةً إلى فضله المتعلق بالآخرة، حيث إن يوم عاشوراء هو يوم الرحمة والمغفرة ومن خلال دعاء يوم عاشوراء و صيام يوم عاشوراء يحصدون مغفرة الله عز وجل لدخول الجنة في الآخرة، حيث يغفر الله سبحانه وتعالى لمن يصوم في يوم عاشوراء كل ذنوبه التي وقعت في السنة الماضية.
كما أنه في يوم عاشوراء يمكنهم اتقاء الفقر وضيق الرزق لسنة كاملة وذلك بالحرص على عمل واحد وهو التوسعة على الأهل في يوم عاشوراء ، فصحيح أن هناك اختلافًا بين الفقهاء في صحة رواية «مَنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ وَأَهْلِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ سَائِرَ سَنَتِهِ»، إلا أنه من الأحاديث المجربة، أي أنه ثبت بالتجربة، وقد قال الدكتور علي جمعة، مُفتي الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، إن الكتاب والسُنة أباحا الاحتفال بـيوم عاشوراء، والتوسعة على الأهل.
وأوضح «جمعة» في يوم عاشوراء ، أنه لما كان هذا يوم فرح بنجاة موسى، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ وَأَهْلِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ سَائِرَ سَنَتِهِ»، فأباح الاحتفال في يوم عاشوراء والتوسعة على الأهل، مشيرًا إلى أن الله عز وجل جعل جزاء ذلك أن يوسع على المسلم أرزاقه في سائر هذا العام.
و أضاف أن حديث أخرجه الطبراني، عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ وَسَّعَ عَلَى عيالِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ سَائِرَ سَّنَته» ، واختلف فيه العلماء فقال عبد الله بن المبارك -وكان في سند الحديث-: "فجربناه ستين سنة فوجدناه صحيحا"، يعني أنه وسع في سنين فوسع الله عليه وضيق في أخرى فضيق الله عليه، قائلًا: «الحمد لله رب العالمين ولقد جربناه أكثر من أربعين عامًا فوجدناه صحيحًا والحمد لله لم ننقطع عنه أبدًا ونوسع على العيال في أرزاقهم هذا اليوم فيوسع الله علينا أرزاقنا سائر السنة».
وأفاد أن بعض العلماء ضعفه، وبعضهم حسنه، وبعضهم جربه وعمل به، كما يقول سفيان بن عيينة -رضي الله عنه- جربناه 50 أو 60 عامًا، فوجدناه صحيحًا، منوهًا بأنهم وجدوا على مدار العمر الطويل أن من وسع على عياله في هذا اليوم وسع الله عليه سائر سنته.
وتابع: وبناء عليه فالتوسعة جائزة في يوم عاشوراء، فحديث التوسعة وإن كان البعض قد ضعفه، إلا أن بعضهم عمل به كما يقولون، فكان يعمل به الصحابي جابر -رضي الله عنه- وذكر ذلك الحافظ ابن رجب، وعمل به الإمام سفيان بن عيينة -رضي الله عنه- وجربوه، فوجدوه مطابقًا لما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- ، بأن من وسع على أهله في ذلك اليوم وسع الله عليه سائر سنته.
وأشار إلى أن المذاهب الأربعة على استحباب التوسعة على الأهل في يوم عاشوراء ، فقال الصاوي المالكي في حاشيته على الشرح الصغير: ويندب في عاشوراء التوسعة على الأهل والأقارب، وقال سليمان الجمل في حاشيته على فتح الوهاب لزكريا الأنصاري: ويستحب فيه التوسعة على العيال والأقارب، والتصدق على الفقراء والمساكين من غير تكلف فإن لم يجد شيئًا فليوسع خلقه ويكف عن ظلمه.
واستكمل: «وقال البهوتي الحنبلي في شرح منتهى الإرادات: وينبغي التوسعة فيه على العيال. قال في المبدع: وقال ابن عابدين الحنفي في رد المحتار: نعم حديث التوسعة ثابت صحيح كما قال الحافظ السيوطي في الدرر، وعليه فلا بأس فيما ذكرت إن فعل بقصد التوسعة الواردة».
واستطرد: وعاشوراء هو اليوم العاشر من شهر مُحَرَّم في التقويم الهجري، ويسمى عند المسلمين بيوم عاشوراء، وذكرت كُتب المعاجم اللغوية أن سبب تسمية يوم عاشوراء بهذا الاسم أن عاشوراء يشار بها إلى اليوم العاشر من الشهر، وفي يوم عاشوراء أصبح المستخدم هو يوم عشوراء بإزالة الألف التي تلحق حرف العين، وذلك لسبب أنه يوم مميز في الحياة الدينية الخاصة بالمسلمين وهو مختلف تمامًا عن عاشوراء الخاص باليهود، وقال الإمام الحافظ بن حجر: إن عاشوراء بالمد على المشهور، وحكى فيه القصر وزعم ابن دريد أنه اسم إسلامي وأنه لا يعرف في الجاهلية.
عاشوراءيعد عاشوراء ، هو اليوم العاشر من شهر مُحرَّم، وهذا ما ذهبت إليه جماهير أهل العلم استدلالاً بظاهر الأحاديث الواردة بشأنه، ومقتضى اللفظ الدّال عليه، وممّا يؤكّد ذلك ما ثبت عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لَئِنْ بَقِيتُ إلى قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ)، وفي ذلك دلالة واضحة أنّه -عليه الصلاة والسلام- كان يصوم العاشر من محرّم، وأظهر عزمه على صيام التاسع مع العاشر رغبة منه في مخالفة اليهود والنّصارى، حيث كانوا يُفردون العاشر بالتّعظيم.
ما هو عاشوراءيعتبر اليوم العاشر من شهر محرّم هو يوم عاشوراء عند المسلمين، وهو من الأيّام المستحبّ صيامها عند أكثر أهل العلم، وقد ورد في ذلك الكثير من الأحاديث التي تذكر فضل يوم عاشوراء وأجر صيامه عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-.
ورد عن أبي قَتادة رضي الله تعالى عنه، عن الرّسول - صلّى الله عليه وسلّم - قال: «صوم عاشوراء يكفِّر السّنة الماضية، وصوم عرفة يكفِّر سنتين: الماضية والمستقبَلة» رواه النَّسائي في السّنن الكبرى، وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنه قال: «ما رأيت النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - يتحرّى صيام يومٍ فضَّله على غيره إلا هذا اليوم، يوم عاشوراء، وهذا الشّهر، يعني شهر رمضان» رواه البخاري، ومسلم، والنَّسائي، وأحمد.
ويعد يوم عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر الله المحرّم على الصّحيح، وهذا هو ما ذهب إليه جمهور العلماء، وهو ليس اليوم التّاسع كما يقول البعض منهم، وذلك أنّ كلمة عاشوراء جاءت بمعنى اليوم العاشر، وهذا هو مقتضى الاشتقاق والتّسمية، وأنَّ اليوم التاسع يسمى تاسوعاء، وأمّا جزاء صيام يوم عاشوراء فإنّه تكفير لذنوب العام الماضي، وذلك لما جاء في صحيح مسلم: (أنّ النّبي - صلّى الله عليه وسلم - سئل عن صوم يوم عاشوراء؟ فقال: يكفّر السّنة الماضية).
متى يوم عاشوراءاختلف العلماء في تحديد يوم عاشوراء والراجح من أقوال العلماء أنه يوم العاشر من شهر محرم، وهذا قول جمهور علماء، وذكر الإمام النووي أن «عاشوراء وتاسوعاء اسمان ممدودان، هذا هو المشهور في كتب اللغة قال أصحابنا: عاشوراء هو اليوم العاشر من المحرم، وتاسوعاء هو التاسع منه هذا مذهبنا، وبه قال جمهور العلماء، وهو ظاهر الأحاديث ومقتضى إطلاق اللفظ، وهو المعروف عند أهل اللغة».
لماذا سمي عاشوراء بهذا الاسمورد أن سبب تسمية يوم عاشوراء بهذا الاسم لفظ عاشوراء مأخوذٌ من (عاشر)، ويدلّ على التعظيم والمبالغة، وهو في الأصل صِفةٌ لليلة العاشرة، ويُضاف إليها اليوم، فيُقال: يوم عاشوراء؛ أي يوم الليلة العاشرة، إلّا أنّ الصفة تُحوَّل عنها ليكون المقصود من عاشوراء يوم العاشر لا ليلته، وقد كان لأهل العلم أقوال في سبب تسمية عاشوراء بهذا الاسم؛ فقال بعضهم: لأنّه اليوم العاشر من مُحرّم، وقال آخرون: لأنّه يوم أكرم الله فيه عشرة أنبياء بعشر كراماتٍ، وقيل: لأنه عاشرُ كرامة أكرم الله سبحانه بها هذه الأمة.
قصة يوم عاشوراءورد أن يوم عاشوراء من أيام الله المشهودة، وله شأنٌ عظيم في قلوب المؤمنين، حيث يستحضرون فيه نصرة الله تعالى لأنبيائه، ويستذكرون أنّه اليوم الذي نجّى الله -سبحانه- فيه موسى -عليه السلام- من فرعون وجنده، بعد أنْ أغرقهم الله، وكفّ أذاهم عن موسى ومن آمن معه، في مشهد يُرسّخ الإيمان بالنّصر والتمكين في قلوب الصابرين على دينهم.
و كان موسى -عليه السلام- يصوم هذا اليوم شُكراً لله -سبحانه- على نعمته وفَضْله، كما كان أهل الكتاب يعظّمون هذا اليوم ويصومونه، وكانت قريش قبل الإسلام تصومه، بل جعلوه ميقاتاً لتجديد ستور الكعبة، وكأنّ الشرائع تتابعت على صيام هذا اليوم، وقد صامه النبيّ -عليه الصلاة والسلام- وأمر بصيامه قبل أنْ يُفرض صيام شهر رمضان؛ إذ أخرج الإمام البخاريّ في صحيحه عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (كانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ تَصُومُهُ قُرَيْشٌ في الجَاهِلِيَّةِ، وكانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَصُومُهُ، فَلَمَّا قَدِمَ المَدِينَةَ صَامَهُ، وأَمَرَ بصِيَامِهِ، فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ تَرَكَ يَومَ عَاشُورَاءَ، فمَن شَاءَ صَامَهُ، ومَن شَاءَ تَرَكَهُ).
فكان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- والمسلمون يصومون يوم عاشوراء حين هاجروا إلى المدينة المُنوَّرة قبل فرض صيام رمضان، ثمّ خيّرهم النبيّ في صيام عاشوراء بعد أن فرض الله عليهم صيام رمضان، وقد أخرج الإمام مسلم عن أبي قتادة -رضي الله عنه- في بيان فَضْل صيام عاشوراء: (صِيَامُ يَومِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ).
فضل يوم عاشوراءورد أن عاشوراءُ: هو اليومُ الذي أنجى اللهُ تعالى فيه موسى وقومَه، وأغرقَ فرعونَ وقومَه؛ فصامه موسى شُكرًا، ثم صامه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ لِما رواه ابنُ عبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: (قَدِمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المدينةَ، فوجد اليهودَ يصومون يومَ عاشوراءَ، فسُئِلوا عن ذلك، فقالوا: هذا اليومُ الذي أظهر اللهُ فيه موسى وبني إسرائيلَ على فِرعونَ؛ فنحن نصومُه تعظيمًا له، فقال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((نحن أَولى بموسى منكم، فأمَرَ بصيامِه))، وفي روايةٍ لمسلمٍ: ((فصامه موسى شُكرًا، فنحن نصومُه...)).