أعلنت باكستان أنها اتفقت مع إيران على "خفض" التوتر بينهما، الجمعة، إثر تبادل البلدين شن غارات دامية، قالتا إنها استهدفت مناوئين لهما في أراضي البلدين هذا الأسبوع.

وأدت العمليات العسكرية التي قلّما تحدث في منطقة بلوشستان الحدودية السهلة الاختراق، والمشتركة بين البلدين، إلى زيادة التوترات الإقليمية المتصاعدة أساسا بسبب الحرب بين إسرائيل وحماس، المصنفة منظمة إرهابية في الولايات المتحدة، وعدة دول غربية.

وشنت إيران هجوما صاروخيا وبمسيرات، على أهداف وصفتها بأنها "إرهابية" في باكستان، ليل الثلاثاء، وردّت باكستان بضرب أهداف لمسلحين داخل الأراضي الإيرانية، الخميس.

واستدعت باكستان سفيرها من طهران وأعلنت أن مبعوث إيران الذي يقوم بزيارة إلى بلده، لن يسمح له بالعودة إلى إسلام أباد.

ودعت الأمم المتحدة والولايات المتحدة إلى ضبط النفس، بينما عرضت الصين التوسط بين البلدين.

ولكن وزير الخارجية الباكستاني، جليل عباس جيلاني، ونظيره الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، أعلنا عقب محادثة هاتفية بينهما الاتفاق "على ضرورة تعزيز التعاون على مستوى العمل والتنسيق الوثيق بشأن مكافحة الإرهاب وجوانب أخرى ذات اهتمام مشترك".

وجاء في ملخص المحادثة الذي نشرته وزارة الخارجية في إسلام آباد أنهما "اتفقا أيضا على تهدئة الوضع".

من جهته، قال أمير عبد اللهيان في بيان بعد الاتصال، إنّ بلاده "حريصة على سيادة باكستان وسلامة أراضيها وتعاون البلدين لتحييد" وإن "تدمير المعسكرات الإرهابية في باكستان أمر ضروري".

ويتطابق هذا الخطاب مع توقّعات المحلّلين بأنّ الجانبين سيسعيان إلى وقف التصعيد.

وقال انطوان ليفيسك من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية "نتيجة الوضع الجديد، هي أنّ البلدين متساويان ظاهرياً ورمزياً".

وأضاف أنّ "مخاطر مزيد من التصعيد طفيفة وربما تتضاءل مع مرور الوقت".

مخاوف من إغلاق الحدود 

وفي الوقت نفسه، عقد رئيس الوزراء الباكستاني، أنور الحق كاكار، الجمعة، اجتماعا أمنيا طارئا مع قادة الجيش والمخابرات.

وأكد بيان نشره مكتب كاكار، حول الاجتماع على "التصميم الثابت على أن سيادة باكستان ووحدة أراضيها لا يمكن انتهاكها مطلقا".

أضاف البيان أن "أي محاولة من أي كان لخرقها تحت أي ذريعة سيتم الرد عليها بكل ما أوتيت الدولة من قوة".

لكن المجتمعين قالوا أيضا إنه يتعين على باكستان وإيران "التعامل مع المخاوف الأمنية لبعضهما البعض من أجل المصلحة الأكبر للسلام والاستقرار الإقليميين".

وكان كاكار قد قطع زيارته إلى دافوس بسويسرا للمشاركة في المنتدى الاقتصادي العالمي عقب الهجمات التي جاءت قبل ثلاثة أسابيع من إجراء انتخابات عامة.

وتتولى حكومته، تصريف الأعمال في باكستان، حتى الانتخابات العامة المقررة بعد ثلاثة أسابيع.

وقالت كل من طهران وإسلام أباد إنهما استهدفتا عناصر مسلحة تنشط من أراضي كل منهما.

بلغت حصيلة القتلى في الجانبين 11، غالبيتهم من النساء والأطفال، وفق تقارير من جانبي الحدود التي تعبر منطقة قاحلة تنشط فيها حركات مسلحة منذ عقود.

في القرى النائية والقاحلة قرب موقع الضربة بمقاطعة بنجغور، حيث نادرا ما تتوفر تغطية الهواتف المحمولة، يروي المزارعون أحداثا من تقارير نقلها مسؤولو الأمن الزائرون الذين أقاموا نقاط تفتيش في المنطقة.

وقال مولانا محمد صديق (42 عاما) لوكالة فرانس برس، الخميس، إن "مروحيات كانت تحلق فوقنا وتتجه إلى المنطقة التي وقعت فيها الضربة الإيرانية، لكننا لم نكن نعرف ما حدث".

ويخشى القرويون أن يؤدي تدهور العلاقات بين البلدين إلى إغلاق الحدود ووقف التجارة مع إيران التي تعتمد عليها المنطقة للوظائف وواردات السلع الغذائية.

وقال حاجي محمد إسلام (55 عاما) "إذا أغلق الإيرانيون الحدود سيتضور الناس جوعا ويسبب ذلك مزيدًا من التمرد لأن الشباب سينضمون إلى منظمات إنفصالية".

ويشن البلوش الانفصاليون منذ عقود، تمردا محدودا ضد السلطات الباكستانية من المنطقة الفقيرة الخارجة إلى حد كبير عن سيطرة الحكومة، سعيا للحصول على حصة أكبر من مواردها المعدنية.

وتقول مجموعات حقوقية إن الحملة العسكرية على التمرد شملت حالات اختفاء قسري على نطاق واسع وعمليات قتل بإجراءات موجزة.

وارتفعت وتيرة التمرد بشدة أيضا على الحدود الباكستانية مع أفغانستان شمالا، بعد عودة طالبان إلى الحكم في كابول في 2021.

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

الجيش الإسرائيلي: قواتنا في حالة استعداد عالية تحسباً للتطورات في سوريا

توغلت القوات الإسرائيلية صباح اليوم الاثنين في الجهة الغربية لقرية صيدا الحانوت في ريف القنيطرة الجنوبي بسوريا، وفق ما أفادت به وكالة “سانا”.

وأوضحت الوكالة أن القوة العسكرية الإسرائيلية المتمركزة في المنطقة تتألف من ثلاث سيارات، إلى جانب طائرة مسيرة تحلق فوق القرية لمراقبة الوضع، فيما تم نقل دبابتين من نقطة البرج إلى نقطة الحميدية في ريف القنيطرة الشمالي.

وكانت القوات الإسرائيلية قد نفذت أمس عمليات توغل في شمال وجنوب القنيطرة، وأقامت حاجزين لتفتيش المارة.

في السياق نفسه، زار اللواء رافي ميلو، قائد قيادة المنطقة الشمالية بالجيش الإسرائيلي، القوات المتمركزة على طول الحدود مع سوريا ولبنان للاطلاع على التدريبات وإجراء تقييمات للأوضاع الميدانية.

وأشار ميلو إلى العملية الأخيرة في بلدة بيت جن جنوب سوريا، والتي أصيب خلالها ستة جنود من قوات الاحتياط، مؤكدًا أن القوات نجحت في تنفيذ المهمة واعتقال المشتبه بهم رغم تعرضهم لإطلاق نار مباشر.

وشدد على أن العمليات العسكرية تأتي ضمن سلسلة جهود واسعة لمكافحة الإرهاب في سوريا، مؤكدًا أهمية التحرك الاستباقي والدفاع المتقدم، وقال: “انتظار العدو ليبدأ الهجوم ليس خيارًا، وعلينا المبادرة لتحديد التهديدات قبل تفاقمها”.

وأكد ميلو أن الجيش الإسرائيلي ملتزم بالبقاء خط الدفاع الأول بين السكان والجهات التي يعتبرها معادية، مع الاستمرار في العمل على تحديد التهديدات والرد عليها والدفاع عن الحدود بكل الوسائل المتاحة.

ويشكل ريف القنيطرة الجنوبي والشمالي أحد أبرز مناطق التوتر على الحدود الإسرائيلية-السورية، حيث تتكرر عمليات التوغل الإسرائيلية ضمن ما تصفه تل أبيب بـ”منطقة الأمن” للحد من نشاط التنظيمات المسلحة والمسلحين في جنوب سوريا.

رئيس الوزراء العراقي يبحث مع مبعوث ترامب دعم المسار الدبلوماسي لحل خلافات المنطقة

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الأحد، مع مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص إلى سوريا توم باراك، سبل دعم المسار الدبلوماسي لحل الخلافات في المنطقة وتعزيز الاستقرار والنمو الاقتصادي.

وذكر بيان لمكتب رئيس الوزراء أن اللقاء تناول دور العراق في دعم استقرار سوريا وأمنها وازدهارها الاقتصادي، بما يعزز في الوقت نفسه استقرار وازدهار العراق، إضافة إلى تبادل وجهات النظر حول منع أي تصعيد إضافي في المنطقة.

وأشار باراك إلى أهمية الدور البنّاء الذي يمكن للعراق أن يلعبه لتحقيق هذه الأهداف المشتركة.

مقالات مشابهة

  • باكستان: هجومان جديدان يسفران عن مقتل مسؤول حكومي وخمسة شرطيين قرب الحدود الأفغانية
  • لافروف: روسيا تقدر اهتمام زملائها الصينيين بالمهام التي حددها قادة البلدين
  • وزير الاستثمار يلتقي وزير تجارة باكستان لبحث سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين
  • شركات طيران غربية تستأنف رحلاتها الجوية إلى إيران
  • ما أسباب سعي إيران لترميم نفوذها في المنطقة رغم كل الضغوط الأميركية والإسرائيلية؟
  • إيران: لم نتلق أي تحذير أمني جديد من تركيا أو السعودية
  • الجيش الإسرائيلي: قواتنا في حالة استعداد عالية تحسباً للتطورات في سوريا
  • باكستان: هجوم مسلح على قاعدة عسكرية في بلوشستان والاشتباكات مستمرة
  • التوتر في الكاريبي.. ماذا بعد إغلاق مجال فنزويلا الجوي؟
  • قناة عبرية: المنطقة الصفراء في غزة هي الحدود الجديدة مع إسرائيل