«خطوة واحدة» ألقت غزاوياً في براثن التعذيب
تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT
«من يرجع خطوة واحدة للوراء يكون صاحب الحظ السيئ»، بهذه الكلمات هدد جندي إسرائيلي مجموعة من الفلسطينيين الذين أخضعهم بالقوة لإجراء بصمة «العين» الأمني شمال قطاع غزة خلال عمليته البرية هناك.
الفلسطيني عبد القادر طافش، من بلدة جباليا، كان «صاحب الحظ السيئ « في ذلك اليوم، حينما زلت قدمه بالعودة خطوة للوراء.
وعلى الرغم من أن التحرك لمسافة خطوة واحدة لا تستغرق أكثر من ثانية، إلا أن جنديا إسرائيليا اقتنص زلته وأمسك به.
ويقول طافش، الذي اعتقله الجيش قبل نحو 40 يوما خلال اقتحامه لمستشفى «كمال عدوان» في بلدة بيت لاهيا، الذي كان يتخذه ونازحون آخرون مأوى لهم: «بعد اقتحام المستشفى تم اقتيادنا لإجراء بصمة العين كل 5 أشخاص معا».
ويضيف المعتقل، الذي أفرج عنه الجيش الجمعة، بعد أن أصابه بكسور في مختلف أنحاء جسده: «حينما كنا نقف لإجراء البصمة، توعد الجندي بأن من يرجع خطوة للوراء يكون صاحب الحظ السيئ».
واستكمل قائلا: « أنا كنت واحدا من أصحاب الحظ السيئ، فما لبثت ورجعت هذه الخطوة حتى وجدت الجندي يقف خلفي، ثنى رأسي للأسفل وقيدني واقتادني نحو مكان رملي».
وأوضح أن الجيش اقتاده آنذاك للتحقيق الأمني، ونقله بواسطة مركبة (شحن) كبيرة مكتظة بالمعتقلين».
وذكر أن الجيش «مارس ضد المعتقلين أبشع أنواع من التعذيب البدني والنفسي».
و12 ديسمبر الماضي، اقتحمت قوات إسرائيلية مستشفى «كمال عدوان»، بعد حصاره وقصفه لعدة أيام، ضمن عمليته البرية بالقطاع التي بدأها في 27 أكتوبر الماضي.
فيما انسحب الجيش مطلع يناير الجاري، من مناطق واسعة بمحافظتي غزة والشمال، قبل أن يعاود التوغل في بعض المناطق قبل عدة أيام.
الإفراج عن العشرات
بدوره، قال أحد الفلسطينيين الذين تم اعتقالهم من ذات المكان قبل نحو 40 يوما، إن الجيش أفرج الجمعة عن 150-200 فلسطيني بينهم 7 من النساء.
وأضاف الفلسطيني المفرج عنه للأناضول (لم يتسن للمراسل معرفة اسمه): «في المعتقلات الإسرائيلية الكثير من الفلسطينيين، ونحو 70-80 سيدة».
وذكر أن العائلات تعتقد أن أبناءها قتلوا خلال عملية التوغل البري، لكنهم قد يكونون من ضمن المعتقلين.
واستكمل قائلا: «حينما خرجت من المعتقل، علمت من معتقلين آخرين -أُفرج عنهم- أن شقيقي وشقيقتي معتقلان ولم يتم الإفراج عنهما».
وبيّن أن جيش الاحتلال هدد الفلسطينيون قبل الإفراج عنهم، محذرا إياهم من «الحديث حول ما تعرضوا له داخل المعتقلات»، كما قال.
وأشار إلى أن ظروف الاعتقال كانت صعبة وغير إنسانية، من أحد ملامحها أن الجيش كان «يحرم الرجال من الذهاب لدورات المياه، لدرجة أنهم كانوا يتركون الكبار في السن يبولون على أنفسهم»، وفق كلامه.
واعتقل جيش الاحتلال الإسرائيلي مئات الفلسطينيين خلال عمليات التوغل التي أجراها لمناطق مختلفة من قطاع غزة، فيما تجهل عشرات العائلات مصير أبنائها إن كانوا معتقلين أم قتلى مفقودين.
وفي 3 يناير الجاري، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن تقديراته الأولية تفيد باعتقال الجيش الإسرائيلي ما لا يقل عن 200 سيدة وطفل من القطاع، من أصل ما يزيد عن 3 آلاف حالة اعتقال مُسجلة.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى الجمعة «24 ألفا و762 شهيدا و62 ألفا و108 مصابين وكارثة إنسانية غير مسبوقة»، وتسببت في نزوح نحو 1.9 مليون شخص، أي أكثر من 85 بالمائة من سكان القطاع، بحسب السلطات الفلسطينية والأمم المتحدة.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطاع غزة الاحتلال الإسرائيلي
إقرأ أيضاً:
عدن.. وفاة ناشط سياسي جراء عمليات التعذيب في سجون مليشيا الانتقالي
توفي أحد النشطاء السياسيين، الإثنين، جراء عمليات التعذيب التي تعرض لها في سجون مليشيا الانتقالي المدعومة إماراتيا، وسط انتهاكات يومية تمارسها في العاصمة المؤقتة عدن، وبقية المناطق الخاضعة لسيطرتها المسلحة.
وقالت مصادر متطابقة، إن الناشط السياسي أنيس الجردمي، توفي في إحدى غرف العناية المركزة بأحد مستشفيات مدينة عدن جنوب اليمن، نتيجة عمليات التعذيب التي تعرض لها في سجون مليشيا الانتقالي.
وأشارت المصادر، لإختطاف مليشيا الانتقالي للناشط الجردمي مطلع إبريل الماضي، على خلفية مواقفه المعارضة للمليشيا، في الوقت الذي تعرض لعمليات تعذيب نفسية وجسدية مروعة في سجون المليشيا.
ولفتت المصادر، إلى أن المليشيا قامت بقطع العضو الذكري للناشط الجردمي، نتيجة شتم زعيم مليشيا الانتقالي عيدروس الزبيدي، بالإضافة للضرب العنيف والمبرح والصعق الكهربائي وغيرها من وسائل التعذيب المروعة والتي أفضت إلى وفاته.
وطالب حقوقيون، ونشطاء، بالتحقيق في مقتل الناشط الجردمي، ووضع حد لعمليات التعذيب التي تمارسها مليشيا الانتقالي بحق المختطفين في سجونها بمناطق سيطرتها المسلحة.