السند 28 عن رسول الله.. ما لا تعرفه عن الشيخة روحية أكبر محفظي القرآن
تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT
تعد الشيخة روحية أكبر محفظة قرآن في كتاتيب الأزهر الشريف، ورغم أنها حرمت نور عينيها إلا أنها رزقت البصيرة وحظيت بمحبة الجميع وفوق هذا كله فإنها تحفظ القرآن بالقراءات العشر وصاحبة أعلى أسانيد كتاب الله، ولدت الشيخة روحية في قرية أتميدة التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية.
صاحبة أعلى أسانيد كتاب اللهوالشيخة روحية عبدالمجيد الجداوي صاحبة مكتب تحفيظ تابع للأزهر الشريف من مواليد شهر يونيه عام 1944 م، ويعد سندها القرآني من أقوى الأسانيد في العالم العربي والإسلامي، حيث إنها السند رقم 28 للرسول عليه الصلاة والسلام.
كان والد الشيخة روحية يعمل أونباشي في البوليس واصطحبها لأحد المحفظين الذي تبناها، وأقامت لديه حتى ختمت كتاب الله، وبدأت رحلتها الحفظ في سن 7 سنوات وأتمته في سن الـ 20 بنظام اللوح القديم، وحفظت بعدها القرآن بالقرآت العشر، ونالت إجازة القراءات العشر للقرآن الكريم في سنة 1970.
ورغم أنها ولدت فاقدة للبصر فقد نذرها والديها لحفظ القرآن الكريم، وأرسلها للكتاتيب كي يفي بنذره، لم ييأس والدها أمام صعوبة اندماجها مع الكتاب، فلبى اقتراح والدتها بالبحث عن محفظ يتبنى حالتها، فذهب إلى أفضل المحفظين في ذلك الوقت وهو الشيخ عبدالغني جمعة.
تقول الشيخة روحية: «ذهبت للشيخ، وأنا بنت سبع سنوات وتعلمت القرآن الكريم كاملًا عن طريق الحفظ، وتم ذلك في خلال عامين فقط»، ثم أراد والدها أن تهتم بالقرآن أكثر وأكثر، وأراد أن تتعلم القراءات، وبالفعل استمرت 5 سنوات أخرى لا تعلم القراءات حتى استطعت إجادتها.
تضيف: «الشيخ عبدالغني كان يعاملني كابنته وجعلني في مرتبة عالية معه، وكنت أعلم الأطفال والأولاد على حده، ثم عودت بعد ذلك إلى مسقط رأسي بقرية أتميدة في سن العشرين، وعشت بين أهلي وأقاربي، وأعيش معهم منذ 70 عام على نفس الحال، وأقوم بتحفيظ القرآن للأجيال المتلاحقة، وإعطاء الإجازات للعديد من طلاب العلم، من جميع الأقطار العربية».
فضل حافظ القرآن الكريمأخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن متعلمَ القرآن ومعلِّمَه خيرُ الأمة؛ فقال: «خَيْرُكُمْ -وفي رواية: إِنَّ أَفْضَلَكُمْ- مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَهُ» رواه البخاري من حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه.
قال الإمام أبو الحسن بن بطال في "شرح البخاري" (10/ 256، ط. مكتبة الرشد): [حديث عثمان يدل أن قراءة القرآن أفضل أعمال البر كلها؛ لأنه لما كان مَن تعلم القرآن أو علَّمه أفضلَ الناس وخيرَهم دلَّ ذلك على ما قلناه؛ لأنه إنما وجبت له الخيريةُ والفضلُ مِن أجل القرآن، وكان له فضلُ التعليم جاريًا ما دام كلُّ مَن علَّمه تاليًا] اهـ.
وبيَّن النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم أن حافظ القرآن وقارئَه مع الملائكة في المنزلة؛ فقال: «مَثَلُ الَّذِي يَقْرأُ الْقُرْآنَ وَهُوَ حَافِظٌ لَهُ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَمَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ، وَهُوَ يَتَعَاهَدُهُ، وَهُوَ عَلَيْهِ شَدِيدٌ، فَلَهُ أَجْرَانِ» رواه الإمام البخاري في "صحيحه" من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
وحافظ القرآن لا تمسه النار؛ فروى الإمام أحمد في "مسنده" والدارمي في "سننه" عن عقبة بن عامر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَوْ أَنَّ الْقُرْآنَ جُعِلَ فِي إِهَابٍ ثُمَّ أُلْقِيَ فِي النَّارِ مَا احْتَرَقَ»، قال الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه: [«في إهابٍ» يعني: في قلب رجل، هذا يُرْجَى لمَن القرآنُ في قلبه أن لا تمسه النار] اهـ. نقلًا عن "الآداب الشرعية" للعلامة ابن مفلح (2/ 33، ط. عالم الكتب).
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الشيخة روحية القراءات العشر حفظ القرآن أهمية حفظ القرآن الكريم فضل حافظ القرآن الكريم رضی الله الله عن
إقرأ أيضاً:
قنا|سيدة تتجاوز الـ 80 تتحرر من الأمية وتتم حفظ القرآن الكريم كاملًا
كرم الدكتور خالد عبد الحليم محافظ قنا، بمكتبه اليوم، الحاجة فاطمة عطيتو، تقديرًا لمسيرتها الملهمة التي عكست أسمى معاني الإرادة والإصرار، حيث تحررت من الأمية ثم حفظت القرآن الكريم كاملًا.
وجاء هذا التكريم تتويجًا لرحلة إنسانية بدأت قبل نحو عشرين عامًا، حين التحقت الحاجة فاطمة في سن الستين عاما بفصول محو الأمية، مصرة على تعلم القراءة والكتابة، قبل أن تواصل مسيرتها بإرادة لا تلين حتى تمكنت من ختم القرآن الكريم كاملا وهي في عمرٍ تجاوز الثمانين عاما، في نموذج يجسد قدرة الإنسان على تجاوز قيود العمر وتحقيق ما يطمح إليه.
وجرت فعاليات التكريم بحضور مجدي نجيب وكيل وزارة التضامن الاجتماعي، وأحمد عبد القادر مدير جمعية أجيال المستقبل بالمعنا، تقديرًا للدور المجتمعي الذي أسهم في دعم رحلتها التعليمية.
وخلال الاحتفالية، شدد محافظ قنا على أن قصة الحاجة فاطمة تمثل رسالة ملهمة لكل أفراد المجتمع بأن طلب العلم لا يرتبط بعمر محدد، وأن العزيمة الصادقة قادرة على تغيير مسار حياة الإنسان مهما كانت التحديات.
كما وجه المحافظ بالاستعانة بها في الندوات التوعوية الخاصة بأهمية محو الأمية، باعتبارها نموذجا واقعيًا يحتذى به وقصة نجاح قادرة على تشجيع الآخرين على بدء رحلتهم التعليمية في أي مرحلة عمرية.
وفي ختام اللقاء، قدم محافظ قنا شهادة تقدير ومساهمة مالية دعمًا لها واعترافًا بتجربتها المضيئة، مؤكدًا حرص المحافظة على دعم النماذج الإنسانية التي تسهم في نشر الوعي والمعرفة، كما ثمن الجهود التي تبذلها جمعية أجيال المستقبل في دعم فصول محو الأمية وتمكين الراغبين في التعليم داخل المجتمع.
تكريم مماثل:وفي وقت سابق، كرّم الدكتور خالد عبدالحليم، محافظ قنا، اليوم، اثنين من العاملين بهيئة الإسعاف المصرية، تقديرًا لأمانتهما عقب إعادتهما مبلغا ماليا كبيرًا وهاتفًا محمولًا من نوع «آيفون 16 برو ماكس»، بعدما عثرا عليهما أثناء نقل أحد المصابين إلى مستشفى نجع حمادي العام.
وشمل التكريم المسعف عبود رفاعي أحمد والسائق صفوت محمد عامر، بعد عثورهما على مبلغ 115 ألف جنيه إلى جانب الهاتف، خلال مباشرتهما نقل مصابين في حادث تصادم سيارتين ربع نقل على الطريق الصحراوي الغربي بالقرب من مدينة بركة بمركز نجع حمادي، وقد حرصا على تسليم المبلغ والهاتف إلى نقطة الشرطة المختصة، في موقف يعكس أرقى صور الأمانة المهنية.
وعبّر المحافظ عن تقديره البالغ للمسعف والسائق، مشيرًا إلى أن ما قاما به يجسد قيم الانتماء والمسؤولية، ويبرز الدور الإنساني الذي يضطلع به العاملون في قطاع الإسعاف، الذين يلتزمون بأداء مهامهم بروح عالية من المهنية واحترام الحقوق.
وقال المحافظ إن هذا السلوك النبيل يمثل نموذجًا جديرًا بالتقدير، ودعا العاملين في مختلف القطاعات إلى استلهام هذه المواقف في ممارسة مهامهم اليومية.