لإنقاذهم من الموت جوعًا.. أهل غزة يلجأون لأعلاف الحيوانات
تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT
سلّط الصحفي الفلسطيني أنس الشريف الضوء على تفاصيل مؤلمة للكارثة الإنسانية التي يعيشها أهل الشمال في قطاع غزة مع استمرار العدوان الإسرائيلي الغاشم منذ أكثر من 100 يوم وتأثيره المروّع على الحياة الإنسانية بكل تفاصيلها هناك.
وكشف الشريف، الذي يعمل مراسلًا لقناة الجزيرة الإخبارية، في تغريدة نشرها عبر حسابه الرسمي في موقع "أكس" تفاقم الأوضاع الإنسانية بشكلٍ لا يمكن تجاهله مع تعمّد الحكومة الإسرائيلية استخدام سياسية تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب في قطاع غزة، وهو ما يعد جريمة حرب.
وفي ظل تتعمد القوات الإسرائيلية منع توصيل المياه والغذاء والوقود والمساعدات الإنسانية للقطاع، وتحديدًا المناطق الشمالية، كشف الصحفي أنس أن بعض الأسر اضطرت لطحن بعض أعلاف الحيوانات من أجل الحصول على الطحين.
وقال الصحفي أنس في تغريدته المؤلمة: "في ظل المجاعة التي تهدد سكان شمال غزة بدأ الأهالي في طحن كل ما هو متاح للحصول على الطحين، ابتداءاً بحبوب الذرة وانتهاءاً بعلف الحيوانات أكرمكم الله".
وعرّت تغريدة أنس سياسية إسرائيل في إعاقة دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وتدمير المناطق الزراعية، وحرمان السكان المدنيين من الأشياء التي لا غنى عنها لبقائهم على قيد الحياة.
ودشنّ رواد منصة "إكس" وسم #انقذو_غزه_من_المجاعه للمطالبة بتكاتف الجهود من أجل فتح المعابر الحدودية بين غزة ومصر وإدخال كافة المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية لأهالي القطاع.
كشفت منظمة هيومن رايتس ووتش -Human Rights Watch في تقرير أصرته في 18 ديسمبر 2023 أن الحكومة الإسرائيلية تستخدم تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب في قطاع غزة، وهو ما يعد جريمة حرب.
وذكرت أن كبار المسؤولين في الحكومة الإسرائيلية أدلو بتصريحات مروعة أعربوا فيها عن هدفهم المتمثل في حرمان المدنيين في غزة الغذاء والماء والوقود – وهي تصريحات تعكس سياسة تنتهجها القوات الإسرائيلية. وقد صرح مسؤولون إسرائيليون آخرون علناً بأن المساعدات الإنسانية لغزة ستكون مشروطة إما بإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس بشكل غير قانوني أو تدمير حماس.
وأجرت المنظمة مقابلات مع فلسطينيم نازحين في غزة بين 24 نوفمبر و4 ديسمبر، ووصفوا الصعوبات العميقة التي يواجهونها في تأمين الضروريات الأساسية. وقال نزح من شمال غزة: "لم يكن لدينا طعام، ولا كهرباء، ولا إنترنت، ولا شيء على الإطلاق، لا نعرف كيف نجونا."
وفي جنوب غزة، وصف الأشخاص الذين أجريت مقابلات معهم ندرة المياه الصالحة للشرب، ونقص الغذاء الذي أدى إلى خلو المتاجر وطوابير الانتظار الطويلة، والأسعار الباهظة.
يذكر أن القانون الإنساني الدولي، أو قوانين الحرب، يحظر تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب، إذ ينص نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية على أن تجويع المدنيين عمداً من خلال "حرمانهم من الأشياء التي لا غنى عنها لبقائهم على قيد الحياة، بما في ذلك تعمد إعاقة إمدادات الإغاثة" يعد جريمة حرب. ولا يتطلب القصد الإجرامي اعتراف المهاجم، ولكن يمكن أيضًا استنتاجه من مجمل ملابسات الحملة العسكرية.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن الحصار الإسرائيلي المستمر على غزة، فضلاً عن إغلاقها منذ أكثر من 16 عاماً، يرقى إلى مستوى العقاب الجماعي للسكان المدنيين، وجريمة حرب.
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: غزة المجاعة في غزة تجویع المدنیین قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
مؤسسة غزة الإنسانية: نعمل على خطط تشغيلية لفتح مواقع توزيع إضافية
أعلنت فضائية القاهرة الأخبارية، في نبأ عاجل لها تصريحات لرئيس مؤسسة غزة الإنسانية ، المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل.
حيث صرح وقال: نعمل على خطط تشغيلية لفتح مواقع توزيع إضافية بما في ذلك مناطق شمالي القطاع.
الدفاع المدني فى غزة: الاحتلال يواصل تنفيذ سياسة تدمير ممنهجة في كافة القطاع
قال محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزة، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل تنفيذ سياسة تدمير ممنهجة في كافة أنحاء القطاع، من خلال القصف العنيف واستهداف المباني المكتظة بالسكان، وسط غياب شبه تام للقدرات الفنية واللوجستية لدى فرق الإنقاذ، بعد أن دمرت إسرائيل معظم المعدات الثقيلة، بما في ذلك الجرافات التي دخلت مؤخرًا من مصر.
وأوضح "بصل" خلال مداخلة هاتفية على شاشة قناة القاهرة الإخبارية، أن المشهد الميداني كارثي بكل المقاييس، مشيرًا إلى أن هناك مواطنين ما زالوا أحياء تحت الأنقاض، لكن لا يمكن إنقاذهم بسبب انعدام المعدات، وهو ما يجعلهم يلقون حتفهم إما اختناقًا أو انتظارًا لمعجزة.
ولفت إلى أن الاحتلال يتعمد استهداف منازل المدنيين ويدمّر البنية التحتية، بل يزجّ بـ"روبوتات مفخخة" داخل الأحياء لتفجيرها عن بُعد، في انتهاك صارخ لكل الأعراف.
وأشار بصل، إلى أن الاستهداف الإسرائيلي لا يوفّر أحدًا، بما في ذلك أطقم الدفاع المدني نفسها، حيث قُتل أحد عناصرهم أول أيام عيد الأضحى، ليرتفع عدد شهداء الدفاع المدني إلى 116 منذ بدء العدوان، وأوضح أن المشهد الصحي لا يقل سوءًا، فالمستشفيات تحوّلت إلى نقاط إسعاف بدائية، وتعمل بإمكانيات شبه معدومة، في ظل خروج أكثر من 80% من المستشفيات عن الخدمة، بعد قصفها بشكل مباشر، ومن أبرزها مجمّع الشفاء الطبي.
وأضاف المتحدث باسم الدفاع المدني ، أن جميع مناطق قطاع غزة تتعرض للقصف دون استثناء، من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب، مؤكدًا أن التهجير القسري لا يتوقف، حتى في طوابير انتظار المساعدات، حيث يتعرض المدنيون للقنص أو القصف أثناء محاولتهم الحصول على الحد الأدنى من الغذاء، وتابع: "أكثر من 120 شهيدًا سقطوا فقط أثناء انتظارهم للمساعدات الغذائية".
واختتم بصل حديثه بأن ما يجري في غزة هو سياسة إبادة حقيقية تطال كل مقومات الحياة، مشيرًا إلى أن "العالم يقف صامتًا"، وأنه حتى خلال أيام عيد الأضحى لم تُمنح غزة هدنة إنسانية. وأضاف: "نحن أمام واقع لا يحتمل، وعدو لا يعترف لا بعيد ولا بإنسانية، ومع الأسف ما زال الصمت الدولي هو العنوان الأكبر للمأساة التي نعيشها".