لا سلام إقليمي هذا العام.. حرب غزة ستحدد مصير برميل البارود
تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT
مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، فمن المرجح أن ينتظر احتمال إحلال السلام في الشرق الأوسط إلى العام المقبل، وليس من قبيل المبالغة القول إن مستقبل المنطقة، التي تشبه برميل بارود، يعتمد بالأساس على مستقبل غزة.
تلك القراءة طرحها هلال خشان في تحليل بمركز مركز "جيوبوليتيكال فيوتشرز" الأمريكي (Geopolitical Futures) ترجمه "الخليج الجديد"، مضيفا أن "جميع دول الجوار والقوى الإقليمية والدولية تدرك أن حل قضايا المنطقة يعتمد على إيجاد حل شامل للقضية الفلسطينية".
واعتبر أن "حل قضايا المنطقة، الحرب في سوريا واليمن والأزمة في العراق وانهيار الدولة اللبنانية وسعي إيران إلى الهيمنة الإقليمية، يظل معلقا في انتظار حل الصراع في غزة"، التي يشن عليها جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وأضاف أن "معالجة الركود الاقتصادي في الدول المعتدلة، مثل مصر والأردن، وتحفيز مشاريع التنمية الطموحة في دول الخليج، وعلى وجه التحديد السعودية، تتوقف أيضا على نتيجة الحرب بين إسرائيل وحركة حماس".
اقرأ أيضاً
إنهاء حرب غزة.. لماذا يصر الإعلام الأمريكي على إضاعة مفتاح وقف التصعيد بالشرق الأوسط؟
دولة فلسطينية
"ولا يبدو أن العام الجاري سيؤدي إلى انفراجات سياسية في الشرق الأوسط (...) وعلى الرغم من أن الدول العربية وإسرائيل عازمة على صنع السلام، إلا أن التقدم بطيء نظرا للوضع الإقليمي وتعقيد القضايا السياسية التي تقف في طريقها"، كما زاد خشان.
وتابع أن "الرئيس الأمريكي جو بايدن يدرك أن العام الأخير من ولايته (الأولى) في منصبه قد يمنحه فرصة تاريخية لتحقيق السلام في الشرق الأوسط. لكن هذا الهدف، الذي شغل كل رئيس أمريكي منذ أكثر من سبعة عقود، من غير المرجح أن يتحقق هذا العام".
وأردف أن "إسرائيل لن تجري تغييرات جوهرية في ظل استمرار القتال، كم أن تركيبة الحكومة الإسرائيلية (يمينية متطرفة) ووكلاء إيران الإقليميين تجعل السلام مسعى صعبا للغاية".
واستدرك: "ومع ذلك، فإن القادة العرب، وخاصة أولائك الموجودين في السعودية الذين يعتقدون أن نجاح مشروع "نيوم" العملاق يتوقف على التعاون الوثيق مع إسرائيل، يرحبون بالتكامل الإقليمي مع التركيز على الأمن والاقتصاد، كما يريدون محاصرة إيران من خلال تحييد وكلائها الإقليميين".
و"جعلت السعودية التطبيع مع إسرائيل مشروطا بإقامة دولة فلسطينية، وهو ما لا تزال إسرائيل تعارضه، وعلى الرغم من أن نتنياهو قال لبايدن في مكالمة هاتفية إنه لا يعارض إنشاء دولة فلسطينية إذا كانت منزوعة السلاح، إلا أن نتنياهو كرر بعد ذلك بوقت قصير علنا رفضه لإنشاء مثل هذا الكيان"، بحسب خشان.
اقرأ أيضاً
نيويورك تايمز: الحرب الإقليمية التي كان يخشاها الجميع بدأت بالفعل في الشرق الأوسط
اتفاق إقليمي
خشان قال إن "الشرق الأوسط يتجه نحو صياغة اتفاق إقليمي يتضمن وقف الحرب في غزة، وتشكيل حكومة شاملة لا تستبعد حماس كحركة سياسية، وضمان الاستقرار الطويل الأمد".
وزاد بأن "هذه الحزمة لن تؤدي بالضرورة إلى إنشاء دولة فلسطينية، ولكنها ستسمح للسعودية ودول عربية وإسلامية أخرى بحفظ ماء الوجه ومواصلة التطبيع مع إسرائيل، التي ستقبل بمسار محدد بوضوح للحقوق السياسية الفلسطينية، دون تحديد طبيعة هذه الحقوق مقدما، كشرط مسبق لتطبيع العلاقات".
وأضاف أن "إدارة بايدن تعتقد أن الوضع السياسي الهش لنتنياهو في الداخل يتطلب منه الاستجابة للضغوط الأمريكية".
ورجح أن "تضطر أي عملية سلام إلى الانتظار حتى يهدأ التصعيد العسكري ويتم كبح أهداف إيران الإقليمية. وبالنسبة للسعودية، فإن إيقاف إيران وضمان حركة الملاحة البحرية دون عوائق، أكثر أهمية من استعداد إسرائيل لتقديم تنازلات للفلسطينيين".
و"يرى السعوديون أن تشجيع التفاعل المفيد بين دول الشرق الأوسط هو إحدى الطرق لمنع برميل البارود من الانفجار، على الأقل حاليا"، كما ختم خشان.
اقرأ أيضاً
عام الانتخابات.. هكذا يهدد الشرق الأوسط بايدن بنتائج عكسية
المصدر | هلال خشان/ جيوبوليتيكال فيوتشرز - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: حرب غزة الشرق الأوسط إسرائيل حماس تطبيع السعودية بايدن فی الشرق الأوسط دولة فلسطینیة
إقرأ أيضاً:
فورين أفيرز: كيف يفسد نتنياهو فرصة ترامب للسلام؟
نشرت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، مقالا، للزميلة الأولى في برنامج الشرق الأوسط بمؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، زها حسن، قالت فيه: "إنه وفي أعقاب الهجمات الإسرائيلية والأمريكية على المواقع النووية الإيرانية وما تلاها من وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، بدا أن اتفاقا آخر بات وشيكا، هذه المرة في غزة".
وأضافت حسن، في المقال الذي ترجمته "عربي21": "مع ذلك، في أواخر الأسبوع الماضي، أوقفت كل من الولايات المتحدة وإسرائيل مشاركتهما في المفاوضات، متهمتين حماس بنقص التنسيق وحسن النية".
وتابعت: "إن استمرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في احترام إسرائيل وانسحابه من المحادثات خطأ فادح. فما لم يتم التوصل إلى اتفاق، فإن رغبة ترامب في قيادة سلام إقليمي أوسع يشمل تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والسعودية ستُصبح من الماضي".
وأردفت: "مع ذلك، لم يُظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وائتلافه الحاكم القومي المتطرف، أي مؤشرات على استعدادهم لإعطاء الأولوية لسلام دائم. حتى لو تم إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المتبقين لدى حماس، فقد أكد نتنياهو أن إنهاء الحرب في غزة مستحيل حتى يتم نزع سلاح حماس بالكامل ونفي قادتها".
وأوردت: "حتى في هذه الحالة، يريد أن تحتفظ إسرائيل بالسيطرة الأمنية على غزة والضفة الغربية إلى أجل غير مسمى"، مضيفة: "في أيار/ مايو، قال نتنياهو عن سكان غزة: نحن ندمّر المزيد والمزيد من المنازل، وليس لديهم مكان يعودون إليه. والنتيجة الحتمية الوحيدة هي رغبة سكان غزة في الهجرة خارج قطاع غزة".
واسترسلت: "لكن صيغة نتنياهو لإنهاء الصراع في الشرق الأوسط غير مناسبة. لن تقبل أي حكومة عربية بالتهجير القسري للفلسطينيين. علاوة على ذلك، أوضحت الدول العربية بشكل متزايد أنها لم تعد مستعدة لتعميق علاقاتها أو تطبيع العلاقات مع إسرائيل حتى تقبل إسرائيل بدولة فلسطينية ذات سيادة".
"شكّل نتنياهو عقبة أمام أهداف ترامب في الشرق الأوسط منذ ولايته الأولى في البيت الأبيض. آنذاك، كان ترامب يأمل في أن يجعل من اتفاق سلام كبير في الشرق الأوسط إنجازه الأبرز. لكن بسماحه لنتنياهو بالمشاركة في صياغة خطته لعام 2020 للسلام الإقليمي الشامل، قضى ترامب على أي فرصة كانت لديه للنجاح" وفقا للمقال نفسه.
وأوضح: "إذا كان لأحداث السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 وما تلاها من أحداث أثر بالغ على الدول العربية الرئيسية، فهو أن الحاجة إلى السلام والأمن الإقليميين مُلحّة، وأن السلام بين إسرائيل والفلسطينيين لا ينفصل عن هذا الهدف. لقد أصبح غياب الحل بمثابة حبل مشنقة للأمن القومي يلفّ عنق كل دولة في الشرق الأوسط".
ومضى بالقول: "كان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، واضحا: فبعد ما وصفه بـ"الإبادة الجماعية" التي ارتكبتها إسرائيل في غزة، لا يمكن لبلاده قبول سوى عملية تطبيع تُشبه تلك التي اقترحتها مبادرة السلام العربية لعام 2002، والتي اعتُمدت في قمة جامعة الدول العربية: يجب على إسرائيل أولا قبول دولة فلسطينية عاصمتها القدس. وعندها فقط ستُطبّع السعودية العلاقات".
وتابع: "ينبغي على ترامب أن يسعى إلى اتفاق يحظى بدعم مجموعة واسعة من أصحاب المصلحة في الشرق الأوسط، وفي جميع أنحاء العالم الإسلامي، وفي أوروبا. سيحتاج إلى العديد من الحكومات في تلك المناطق إلى جانبه للمساعدة في توفير مليارات الدولارات اللازمة لتمويل إعادة إعمار غزة".
واسترسل: "فقط عندما تخضع غزة والضفة الغربية لسلطة واحدة، يمكن أن تبدأ المهمة الهائلة المتمثلة في تعافي غزة وإعادة إعمارها. ولا يمكن إلا لقيادة فلسطينية موحدة وشرعية أن تضمن الالتزام بشروط أي اتفاق سياسي مستقبلي مع إسرائيل".
وأبرز: "في نهاية المطاف، وللتوصل إلى سلام حقيقي بين الإسرائيليين والفلسطينيين، سيحتاج ترامب إلى منظمة التحرير الفلسطينية، وهي الجهة المعترف بها دوليا والتي تمتلك الأهلية القانونية لتوقيع اتفاق نيابة عن جميع الفلسطينيين. وبدعمه ضم حماس تحت مظلة المنظمة، سيخفف من احتمالية وجود مفسدين".
واستدرك: "كان ترامب مستعدا بشكل فريد للانفصال عن إسرائيل في العديد من القضايا - على سبيل المثال، من خلال عقد صفقات مع جماعة الحوثي في اليمن وفتح حوار دبلوماسي مع الزعيم السوري الجديد، أحمد الشرع، على الرغم من تحالفه السابق مع تنظيم القاعدة".
وبحسب المقال نفسه، "سيُضطر ترامب إلى الانفصال عن نتنياهو مجددا، بغض النظر عن تداعيات ذلك على مستقبله السياسي. عليه التراجع عن تصريحه السابق الداعم لإعادة توطين الفلسطينيين من غزة، وأن يُوجّه رسالة مباشرة للإسرائيليين مفادها أن أمنهم مرتبط بأمن الفلسطينيين وسائر المنطقة".
واختتم بالقول: "فيما يتعلق بإسرائيل والفلسطينيين، أبدت إدارة ترامب مرونة بالفعل بخروجها عن تقليد واشنطن التقليدي بفتح قنوات اتصال مع حماس لضمان إطلاق سراح مواطن أمريكي محتجز في غزة. والآن، يتطلب وضع المصالح الأمريكية في المقام الأول التوسط لوقف إطلاق نار فوري ودائم في غزة. إذا مضى ترامب قدما، فقد يُحقق إنجازا يُستحق جائزة السلام - ولكن ليس إذا ماتت غزة جوعا".