يمكن للرئيس الأمريكي جو بايدن الآن أن يستمر في إعطاء إسرائيل تفويضا مطلقا للإبادة الجماعية في غزة؛ مما يهدد بإشعال حرب إقليمية، أو يمكنه الاستماع إلى موظفي حملته، الذين يُصرون على أن وقف إطلاق النار في القطاع يمثل "ضرورة أخلاقية وانتخابية" قبل انتخابات يأمل أن يفوز فيها بفترة رئاسية جديدة.

ذلك ما خلصت إليه ميدي بنجامين ونيكولاس ديفيز، في تحليل بموقع "كونتر بانش" الأمريكي (counter punch) ترجمه "الخليج الجديد"، محذرين من احتمال توسع الحرب في الشرق الأوسط؛ جراء الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة بأسلحة أمريكية.

والأحد، أعلن بايدن مقتل 3 جنود أمريكيين في هجوم بطائرة بدون طيار على قاعدة في شمال شرقي الأردن قرب الحدود مع سوريا.. وهذا هو أول هجوم يؤدي إلى مقتل جنود أمريكيين منذ اندلاع الحرب على غزة.

وحذرت بنجامين وديفيز أن "التصرفات الأمريكية والإسرائيلية تدفع إلى توسيع نطاق الحرب، في حين تحاول إيران وغيرها إيجاد سبل فعّالة لمواجهة وإنهاء الإبادة الجماعية في غزة، مع تجنب حرب إقليمية".

وتابعا أن "القوات الإسرائيلية والأسلحة الأمريكية قتلتا ما معدله 240 من سكان غزة يوميا لأكثر من ثلاثة أشهر، ولا يزال 70% من القتلى من النساء والأطفال"، ضمن حرب يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

اقرأ أيضاً

بايدن يواجه ضغوطا بعد هجوم الأردن: مررنا بيوم صعب وسنرد

تصعيد متبادل

و"الناس في مختلف أنحاء الشرق الأوسط يشعرون بالرعب إزاء المذبحة التي ترتكبها إسرائيل وخطط التطهير العرقي في غزة، وبينما أغلب حكوماتهم لن تدين إسرائيل إلا لفظيا، فإن موقف حكومة الحوثيين (غير معترف بها دوليا) في اليمن مختلف"، كما زادت بنجامين وديفيز.

وتضامنا مع غزة، استهدف الحوثيون بصواريخ وطائرات بدون طيار سفن شحن تجارية مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر، وردت إدارة بايدن دون موافقة الكونجرس بشن ست جولات على الأقل من القصف، بينها غارات جوية على العاصمة اليمنية صنعاء.

وقالت بنجامين وديفيز إن "اليمن ليس دمية إيرانية، ولكن كما هو الحال مع حماس وحزب الله وحلفاء إيران العراقيين والسوريين، قامت إيران بتدريب اليمنيين على بناء ونشر صواريخ مضادة للسفن وصواريخ كروز وصواريخ باليستية قوية".

وأردفا أن "الحوثيين أوضحوا أنهم سيوقفون الهجمات بمجرد أن توقف إسرائيل مذابحها في غزة، لكن بدلا من الضغط لوقف إطلاق النار في غزة، يختار بايدن ومستشاروه الجاهلون تعميق التدخل العسكري الأمريكي في صراع إقليمي".

ولفتا إلى أن "الولايات المتحدة وإسرائيل شنتا غارات جوية على عواصم أربع دول مجاورة، هي لبنان والعراق وسوريا واليمن، وتشتبه إيران في أن المخابرات الأمريكية والإسرائيلية لها دور في انفجارين بقنابل في مدينة كرمان، خلّفا حوالي 90 قتيلا، خلال إحياء الذكرى الرابعة لاغتيال واشنطن قاسم سليماني (قائد فيلق القدس بقوات الحرس الثوري الإيراني)".

اقرأ أيضاً

قاضٍ أمريكي يدرس دعوى تتهم بايدن بالفشل في وقف الإبادة الجماعية بغزة

حرب بالوكالة

بنجامين وديفيز قالا إنه "بعد أن أدت إخفاقاتها في أفغانستان والعراق إلى مقتل الآلاف من القوات الأمريكية، تجنبت واشنطن وقوع أعداد كبيرة من الضحايا العسكريين الأمريكيين لمدة عشر سنوات، منذ مقتل 128 بأفغانستان في عام 2013".

وزادا بأنه "منذ ذلك الحين، اعتمدت واشنطن على القصف والقوات بالوكالة لخوض حروبها، ويبدو أن الدرس الوحيد الذي تعلمته من حروبها الخاسرة هو تجنب وضع قوات أمريكية على الأرض".

ولفتا إلى أن "واشنطن أسقطت أكثر من 120 ألف قنبلة وصاروخ على العراق وسوريا في حربها على تنظيم الدولة (منذ عام 2014)، في حين قام العراقيون والسوريون بكل القتال العنيف على الأرض".

"لكن الإبادة الجماعية التي ترتكبها الولايات المتحدة وإسرائيل في غزة تطلق العنان لأزمة تخرج عن نطاق السيطرة في جميع أنحاء المنطقة"، كما استدركت بنجامين وديفيز.

وحذرا من أن "هذا الوضع من شأنه أن يحطم وهم السلام الذي عاشه الأمريكيون خلال السنوات العشر الأخيرة من القصف الأمريكي والحروب بالوكالة، ويعيد بقوة حقيقة النزعة العسكرية الأمريكية وصناعة الحرب".

اقرأ أيضاً

الضربات تزداد خطورة.. هل تقترب أمريكا وإيران من حافة الحرب؟

المصدر | ميدي بنجامين ونيكولاس ديفيز/ كونتر بانش- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: حرب غزة إبادة هجوم الأردن بايدن حرب إقليمية إسرائيل الإبادة الجماعیة فی غزة

إقرأ أيضاً:

مسؤول بإدارة بايدن يقر بارتكاب إسرائيل جرائم حرب في غزة.. هكذا برر صمته

قال المتحدث الرسمي السابق باسم وزارة الخارجية الأمريكي، ماثيو ميلر، إنه "من المؤكد أن إسرائيل ارتكبت جرائم حرب في غزة"، مضيفا أنه خلال وجوده في منصبه لم يكن يعبر عن وجهة نظره الشخصية، وإنما يعبر عن وجهة نظر الإدارة التي يمثلها والحكومة الأميركية.

وأدلى ماثيو ميلر ، الذي شغل منصب المتحدث باسم وزارة الخارجية في عهد الرئيس جو بايدن ، بهذه التعليقات خلال مقابلة مع بودكاست ترامب 100 على قناة سكاي نيوز تم بثه يوم الاثنين.

وردا على سؤال مباشر عما إذا كانت هناك إبادة جماعية في غزة، حيث قتل الاحتلال أكثر من 54,000 شخص منذ أكتوبر 2023 وخلقت خطر المجاعة، أجاب ميلر إنه لا يعتقد أنها تشكل إبادة جماعية لكنه أعرب عن يقين بشأن جرائم الحرب.

وقال ميلر: "لا أعتقد أنها إبادة جماعية، لكنني أعتقد أنها صحيحة، بلا شك، أن إسرائيل ارتكبت جرائم حرب"، كما أقر المتحدث السابق بقيود دوره السابق موضحا أنه لا يستطيع التعبير عن آرائه الشخصية من المنصة.

وتابع، "عندما تكون على منصة التتويج ، فأنت لا تعبر عن رأيك الشخصي. أنت تعبر عن استنتاجات حكومة الولايات المتحدة"، مضيفا أن الحكومة الأمريكية لم تخلص رسميا إلى أن إسرائيل ارتكبت جرائم حرب.

كما ميز ميلر بين سياسات الدولة المنهجية والأعمال العسكرية الفردية، مشيرا إلى أن الجنود الإسرائيليين ارتكبوا جرائم حرب في حوادث محددة وليس كجزء من سياسة حكومية متعمدة.

وقال: "كانت هناك حوادث فردية كانت جرائم حرب، حيث ارتكب أفراد من الجيش الإسرائيلي جرائم حرب".

وانتقد إجراءات المساءلة الإسرائيلية، قائلا: "لم نشهدها حتى الآن تحاسب أعدادا كافية من الجيش رغم فتح تحقيق معهم منذ أشهر، مبينا أن "هناك طريقتين للتفكير في ارتكاب جرائم حرب، إحداهما هو ما إذا كانت الدولة تنتهج سياسة ارتكاب جرائم حرب عمدا أو تتصرف بتهور يساعد ويحرض على ارتكاب جرائم الحرب، وهذا سؤال مفتوح حول ارتكاب الدولة الجرائم، لكن الأمر الثاني هو وقوع حوادث فردية تعتبر جرائم حرب ارتكبها الجنود الإسرائيليون، ونحن نعلم أن إسرائيل فتحت تحقيقا مع الجنود المتهمين، ولكن رغم مرور أشهر على هذه التحقيقات لم تحاسب أي أحد".

وتحدث ميلر عن خلافات "كبيرة وصغيرة" داخل إدارة بايدن حول العلاقات الأميركية الإسرائيلية مبينا أن الإدارة كانت تناقش في بعض الأحيان منع تصدير أسلحة إلى إسرائيل.

وقال "رأيتمونا في ربيع 2024 نوقف شحنة قنابل 900 رطل لأننا لم نعتقد أنها ستستخدمها بالطريقة المناسبة في غزة، وكان هناك نقاش حول ما إذا كان ينبغي تعليق شحنات أسلحة أخرى، لكن وجدنا أنفسنا في موقف صعب للغاية".

وأردف، أنه يطرح يتساءل دائما، "هل كان هناك ما يمكننا فعله للضغط على حكومة إسرائيل للموافقة على وقف إطلاق النار في الفترة من مايو/أيار 2024 حتى بداية العام الجاري، وهي الفترة التي قتل فيها آلاف الفلسطينيين المدنيين الأبرياء غير الراغبين في الحرب والذين ليس لديهم علاقة بها"، مضيفا أن الإجابة "أنه على الأرجح كان هناك ما يمكن فعله في بعض الأحيان".

مقالات مشابهة

  • مسؤول بإدارة بايدن يقر بارتكاب إسرائيل جرائم حرب في غزة.. هكذا برر صمته
  • صحفي أمريكي وضابط سابق اختفي بسوريا لمدة 12 عاما وأشار بايدن لبقائه على قيد الحياة.. تفاصيل
  • مرصد حقوقي: إسرائيل تحول توزيع المساعدات أداة للإبادة الجماعية بغزة
  • ترامب يفجّر جدلاً.. بايدن «أُعدم» عام 2020 ومن نراه الآن مستنسخ!
  • اعتراف أمريكي بإصابة حاملة الطائرات ترومان
  • لجان المقاومة : نحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية جريمة إبادة الجائعين في غزة
  • لوتان: يجب التعرف على جريمة الإبادة الجماعية لمنح ما يحدث بغزة اسما مناسبا
  • موقع أمريكي: إسرائيل تشعر بتداعيات وقف إطلاق النار الذي أعلنه ترامب مع الحوثيين (ترجمة خاصة)
  • «حشد»: إسرائيل تواصل ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية الأكثر بشاعة في التاريخ
  • ما لعبة إسرائيل وأميركا في مقترح ويتكوف؟ ولماذا لم توافق حماس حتى الآن؟