صندوق النقد يخفض توقعات النمو الاقتصادي للسعودية ومصر
تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT
خفض صندوق النقد الدولي توقعاته لنمو اقتصاد السعودية إلى 2.7% في 2024 من 4% كانت متوقعة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي في ظل انخفاض إنتاج النفط، لكنه توقع أن يظل نمو النشاط غير النفطي قويا هذا العام.
وبحسب البيانات المحدثة من التقرير السنوي للصندوق حول الاقتصاد العالمي والتي نشرت اليوم الثلاثاء، فإن الاقتصاد السعودي انكمش في 2023 بنسبة 1.
وتشير تقديرات الحكومة السعودية إلى نمو الناتج المحلي الإجمالي 0.03% في 2023 ليتجنب الانكماش بهامش ضئيل، غير أنه لم تصدر بيانات رسمية بعد.
في المقابل، رفع صندوق النقد الدولي توقعات نمو 2025 إلى 5.5% من 4.2% كانت متوقعة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقال الصندوق إن التعديلات تعود بشكل أساسي إلى السعودية، وتعكس انخفاضا مؤقتا في إنتاج النفط في 2024، بما في ذلك تخفيضات من جانب واحد وتخفيضات في إطار اتفاق تحالف أوبك بلس، في حين أنه من المتوقع أن يظل نمو النشاط غير النفطي قويا.
يشار إلى أن السعودية، صاحبة أكبر اقتصاد في العالم العربي، تسعى إلى تنويع اقتصادها عبر رؤية 2030.
وتتوقع الحكومة السعودية عجزا ماليا خلال السنوات المقبلة مع زيادة الإنفاق لتحقيق أهداف رؤية 2030، وتهدف إلى الحفاظ على نمو الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي فوق 5%.
كما عدّل الصندوق توقعاته للنمو الإجمالي في منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى بالخفض إلى 2.9% من تقديرات سابقة عند 3.4% في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
مصروخفض صندوق النقد توقعاته لنمو اقتصاد مصر إلى 3% خلال العام الحالي من 3.6% كانت متوقعة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتوقعت المؤسسة الدولية نمو الاقتصاد المصري 4.7% في 2025 تراجعًا من 5% كانت متوقعة في آخر تقارير آفاق الاقتصاد العالمي الصادر في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ومن المقرر أن يصدر صندوق النقد الدولي توقعات أكثر تفصيلًا لمنطقة الشرق الأوسط غدًا.
الاقتصاد العالميرفع الصندوق توقعاته للنمو العالمي لعام 2024 إلى 3.1% من 2.9% كانت متوقعة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، مشيرا إلى صمود الاقتصادات المتقدمة والناشئة الرئيسية حول العالم، وبعد إعادة تقييم ملحوظة للولايات المتحدة والصين والهند وروسيا والمكسيك.
وقال كبير الاقتصاديين في صندوق النقد الدولي بيار أوليفييه غورينشاس لصحافيين قبل نشر تقرير الصندوق، "كان هناك في الوقت نفسه تضخم أقل ونمو أكبر".
وأضاف "لم يحصل ذلك فقط في الولايات المتحدة. أظهرت اقتصادات العديد من الدول صمودا كبيرا العام الماضي، وهو مستمر عام 2024″، وذكر على سبيل المثال الصين وروسيا والبرازيل والهند.
لكن رغم رفع توقعات النمو، فإنه يُتوقع أن يبقى النمو العالمي أقل من متوسطه التاريخي الأخير البالغ 3.8% هذا العام والعام المقبل بسبب التأثيرات المستمرة لرفع أسعار الفائدة وإلغاء الدعم الحكومي المرتبط بجائحة كوفيد-19 والتراجع المستمر في مستويات الإنتاجية.
ومن بين الاقتصادات المتقدمة لمجموعة السبع، يبدو أن النمو في البلدان الأوروبية سيبقى ضعيفا، مما يعكس التحديات المستمرة، في حين يتوقع أن يتحسّن أداء اليابان وكندا بشكل طفيف.
وبقيت توقعات صندوق النقد الدولي للتضخم دون تغيير عند 5.8% لعام 2024، لكن ذلك يخفي تباينا كبيرا بين البلدان الثرية والفقيرة.
وتوقعت البيانات الجديدة أن يبلغ معدل التضخم في الاقتصادات المتقدمة 2.6% عام 2024، بانخفاض 0.4% عن أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في وقت يتوقع فيه أن يبلغ معدل التضخم السنوي في الاقتصادات الناشئة والنامية 8.1%.
ويمكن أن تعزى هذه الزيادة بجزء كبير إلى المشكلات المستمرة في الأرجنتين، حيث تجاوز ارتفاع أسعار المستهلك 200% العام الماضي وسط أزمة اقتصادية عميقة.
ونما اقتصاد كل من الولايات المتحدة والصين بنسبة أعلى مما توقعه صندوق النقد، الذي كان قد تحدث عن تباطؤ كبير لكليهما.وتوقع صندوق النقد الدولي الآن أن ينمو الاقتصاد الأميركي 2.1% في 2024، وهو انخفاض طفيف عن نسبة 2.5% التي كانت متوقعة عام 2023.
واعتبر صندوق النقد الدولي أن هذا التحسن يعود "إلى النمو الذي تحقق في 2023 وكان أكثر حجما مما توقعه" الصندوق.
وفي الوقت نفسه، حقق الاقتصاد الصيني نموا بنسبة 4.6% هذا العام، بانخفاض عن 5.2% العام الماضي. أما بالنسبة إلى الهند، فتوقع صندوق النقد الدولي أن تحقق نموا بنسبة 6.5% هذا العام، بزيادة 0.2% عن أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعد معدل نمو بلغ نحو 6.7% عام 2023. كما رفع الصندوق آفاق النمو لروسيا وإيران والبرازيل للعام المقبل. تحديات أوروباوبينما تشهد العديد من الاقتصادات الآسيوية تحسنا مستمرا، ما زالت أوروبا تؤثر على التوقعات العالمية مع تسليط صندوق النقد الدولي الضوء على "النمو الضعيف بشكل ملحوظ في منطقة اليورو".
ويتوقع أن يسجّل اقتصاد ألمانيا مجددا أبطأ نمو في مجموعة السبع مع زيادة نسبتها 0.5% فقط هذا العام بعدما انكمش بنسبة 0.3% في عام 2023. من المتوقع أيضا أن تسجّل بريطانيا وفرنسا وإيطاليا نموا بنسبة 1% أو أقل هذا العام. يتوقع أن يكون أداء الاقتصاد الإسباني أفضل قليلا، مع نمو نسبته 1.5%.وأوضح صندوق النقد الدولي في التقرير أن النمو الضعيف في منطقة اليورو يعكس "ضعف ثقة المستهلكين والتأثير المستمر لارتفاع أسعار الطاقة".
لكن رغم ذلك، يبدو أن الصورة العامة في العام 2024 ستكون أقل قتامة من المتوقع بالنسبة إلى العديد من البلدان، إذ يتوقع أن تحقق كل الدول التي ورد ذكرها في التقرير، باستثناء الأرجنتين، نموا إيجابيا هذا العام.
ويُعد هذا تحسنا مقارنة بالعام 2023 عندما توقعت التقديرات انكماش 4% من الاقتصادات الثلاثين المذكورة في التقرير، وفقا لصندوق النقد الدولي.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
“صندوق الوطن” ينظم لقاءً تعريفياً ببرنامج “جسور الدولي”
نظم صندوق الوطن، لقاءً تعريفياً ببرنامج “جسور الدولي” في نسخته الرابعة، التي تفتح الباب أمام المتميزين من حديثي التخرج من الجامعات الإماراتية من أبناء وبنات الإمارات، للمعايشة والتدريب والعمل في كبريات الشركات الألمانية في المجالات التقنية والتكنولوجية، والهندسة الطبية، وفق أحدث البرامج العالمية.
شارك في اللقاء، الذي عقد برعاية معالي معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش ، رئيس مجلس إدارة صندوق الوطن، 25 من خريجي الجامعات والذين تم اختيارهم وفق شروط محددة للسفر إلى ألمانيا والانخراط في تجربة معايشة وعمل داخل كبرى الشركات الألمانية العاملة في المجالات التقنية والصناعية.
حضر اللقاء سعادة ياسر القرقاوي مدير عام صندوق الوطن، وعدد من الخبراء الدوليين المشرفين على المبادرة.
وقال القرقاوي إن اللقاء تضمّن ورشًا تدريبية وتثقيفية متخصصة تركز على أسلوب العيش والعمل في ألمانيا، وأهم الضوابط والإرشادات اللازمة، إضافة إلى التعريف بخطط التدريب والتوظيف داخل الشركات الألمانية، كما تضمن شرحا وافيا حول ما يتيحه برنامج جسور الدولي للمشاركين من فرص تدريبة وعمل لمدة شهرين في بيئة عمل متقدمة، وفق برنامج شامل يرعاه صندوق الوطن ويتكفل بتغطية شاملة لكافة مراحله، فضلًا عن تخصيص أحد الخبراء الدوليين للإشراف والمتابعة لكافة المشاركين خلال فترة البرنامج بألمانيا.
ونقل القرقاوي لكافة المشاركين في النسخة الرابعة من برنامج جسور الدولي تحيات معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وحرصه على متابعة ودعم هذه المبادرة التي تعد رائدة في مجال التدريب والتمكين والتوظيف للمتميزين من أبناء وبنات الإمارات.
وأكد أن “برنامج جسور الدولي” يعكس التزام الصندوق بتمكين الشباب وتأهيلهم للمساهمة الفاعلة في بناء اقتصاد معرفي مستدام، من خلال الاطلاع والمعايشة والتدريب داخل المصانع الألمانية المتطورة، حيث يعد “برنامج جسور الدولي” نموذجًا لما يقوم به صندوق الوطن من جهود لتمكين الشباب الإماراتي وتطوير إمكاناتهم، وفق الرؤية الحكيمة لحكومتنا الرشيدة التي تضع شباب الإمارات في صدارة الأولويات باعتبارهم صناع المستقبل.
وأضاف أن معالي الشيخ نهيان بن مبارك أشاد بالدعم الكبير والرعاية التي تقدمها مجموعة الرستماني لمبادرة ” جسور الإماراتية “، ما يجسد الحس الوطني للقائمين على هذه المجموعة، ويجعل منهم شركاء رئيسين لصندوق الوطن في إنجاح هذه المبادرة المهمة.
وأوضح القرقاوي أن صندوق الوطن برئاسة معالي الشيخ نهيان بن مبارك حرص كل الحرص على توفير برنامج متكامل، وبيئة تدريبية مناسبة، تتيح للمشاركين التعرف على أحدث ما توصلت إليه الصناعة الألمانية، وتمثيل ثقافتهم الوطنية أثناء تواجدهم في الخارج، مشيرا إلى أن المشاركين في البرنامج يمثلون الهوية الوطنية الإماراتية، بقيمها ومكوناتها، وأن البرنامج فرصة حقيقية لهم لإكساب مهارات مختلفة في إدارة الشؤون المالية الشخصية، وإعداد الميزانية والتكيف مع بيئات العمل الأوروبية.
وأشار إلى أن خبراء برنامج “جسور الدولي” حرصوا خلال اللقاء على تعريف المشاركين من خريجي الجامعات الإماراتية بثقافة العمل، حيث يتم تنظيم برنامج متخصص لمدة أسبوعين للتدريب داخل الشركات الألمانية العاملة بالإمارات، قبل السفر إلى ألمانيا للعمل في الشركات الأم هناك، مشيرا إلى أن البرنامج يقدّم تجربة عملية متقدمة ويمنح شباب الإمارات ميزة تنافسية في سوق العمل المحلي والعالمي، خصوصًا مع تزايد الطلب على المهارات التقنية المركبة، مؤكدا التزام صندوق الوطن بإعداد جيل من رواد التكنولوجيا الإماراتيين، عبر تمكينهم من الاطلاع على التجارب العالمية، وتحويل هذه الخبرات إلى إنجازات وطنية.
من جانبهم أعرب الطلبة المشاركون في “برنامج جسور الدولي ” عن اعتزازهم بهذه الفرصة، مؤكدين عزمهم على الاستفادة القصوى من البرنامج، واكتساب المعرفة والخبرة الألمانية المتقدمة، بما يؤهلهم للحصول على فرص مهنية واعدة في سوق العمل، مشيدين بالدعم الذي يقدمه صندوق الوطن ورعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك للمتميزين من أبناء وبنات الإمارات.
يذكر أن برنامج “جسور الدولي” بدأ كمبادرة من فريق العمل الإماراتي الألماني للثورة الصناعية الرابعة (4IR Taskforce)، الذي تأسس عام 2020، واعتمده صندوق الوطن رسميًا في عام 2021.
وقد شهد البرنامج تطورًا ملحوظًا على مدى السنوات، على مستوى التدريب المقدم، والأعداد المرشحة، بدءًا من الدفعة الأولى التي ضمت 13 طالبًا في عام 2022، مرورًا بدفعة الثانية والثالثة، ليصل هذا العام إلى الدفعة الرابعة التي تضم 25 مشاركًا.وام