إلى أي مدى ستتواصل حرب الظل بين الولايات المتحدة وإيران؟
تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT
سلطت مجلة "إيكونوميست" الضوء على ما وصفته "حرب الظل" الدائرة بين الولايات المتحدة وإيران، مؤكدة أنها أصبحت أكثر سخونة، في ظل تواصل الغارات الأمريكية على "محور المقاومة".
وتساءلت المجلة في تقرير ترجمته "عربي21" عن مدى تواصل هذه الحرب، وهل ستواجه واشنطن طهران في حرب مباشرة؟.
وقالت المجلة إن الغارات على أهداف الجماعات الموالية لإيران كانت محتومة بعد مقتل الجنود الأمريكيين في قاعدة بالأردن الأسبوع الماضي، وحدثت الغارات بالفعل في 3 شباط/فبراير، وقامت مقاتلات بي-1 التي حلقت من أمريكا بضرب 85 موقعا في 7 مناطق في غرب العراق وشرق سوريا.
وكانت الطلعات متوقعة بعد المسيرة في 28 كانون الثاني/يناير، وأطلقتها جماعة مؤيدة لإيران على موقع أمريكي في شمال- شرق الأردن. وقال البنتاغون إنه استهدف الحرس الثوري الإيراني والجماعات الوكيلة له.
وبنت إيران على مدى العقود ما يسمى "محور المقاومة" الذي ضم عددا من الجماعات المسلحة وتحول إلى خطر كبير. وسجل ضحايا مع أن الصورة غامضة، وشملت الهجمات بلدة القائم على الحدود العراقية مع سوريا، وبلدة البوكمال السورية على الحدود مع العراق. ووصف الرئيس الأمريكي جو بايدن الرد بأنه البداية.
وأشارت المجلة إلى أن إدارة بايدن ركزت في نفس الوقت على المسار الدبلوماسي، حيث بدأ وزير الخارجية أنطوني بلينكن جولته الخامسة منذ اندلاع الحرب في غزة وسيزور فيها السعودية وإسرائيل والمناطق الفلسطينية وقطر ومصر.
وتهدف الغارات لإظهار أن الولايات المتحدة تملك العزيمة وبدون ان تشعل حربا مباشرة. لكن هناك الكثير من مظاهر القلق، فقد اشتكى العراق من استهداف الميليشيات على أراضيه وان الغارات هي خرق لسيادته والمنطقة أصبحت على حافة الهاوية.
ووصف مسؤول السياسات الخارجية في الاتحاد الأوروبية جوزيب بوريل الشرق الأوسط بـ "المرجل الذي قد ينفجر".
أكبر الغارات
وتعلق المجلة أن هذه هي أكبر الغارات التي تشنها القوات الأمريكية ضد الحرس الثوري وحلفائه، سواء من ناحية عدد القنابل التي أسقطت أو المواقع التي ضربت. مع أن الولايات المتحدة لم ترد حتى الآن على أكثر من 160 هجوما ضد قواتها في العراق وسوريا منذ بداية الحرب على غزة، إلا أنها ردت بعد مقتل الجنود.
وحتى الآن لم تستجب إدارة بايدن لمطالب الجمهوريين باستهداف إيران مباشرة، وهو أمر لم تفعله منذ الثمانينات، وحتى في ذلك الوقت، ضربت بارجة بحرية ومواقع نفطية على الخليج. ومن خلال تسيير مقاتلاتها من قواعدها الأمريكية، فقد حرمت إيران من المبرر للانتقام من جيرانها.
وقبل الغارات ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن المقاتلات الأردنية ستشارك في الرد، ورفض المسؤولون الأمريكيون والأردنيون التعليق. ويواجه الأردن مشكلته مع الجماعات الموالية لإيران، فهي تهرب المخدرات عبر الأراضي الأردنية وتستخدم المملكة كمعبر سلاح إلى الأراضي الفلسطينية.
وفي الشهر الماضي، ضربت المقاتلات الأردنية مواقع في جنوب سوريا للحد من تهريب المخدرات. ومن الصعب تقييم الضرر من الغارات، فقد ظل الأمريكيون وعلى مدى أسبوع يطلقون التحذيرات بأن الغارات قادمة، ولم يتبق أرصدة ثمينة تابعة للحرس الجمهوري لاستهدافها.
وهناك تقارير عن سحب الحرس الثوري عددا من قادته، حيث استهدفوا بغارات إسرائيلية. وفي تصريحاتهم للصحافيين، لم يتحدث المسؤولون عن ردع إيران، فقد فات أوانه، وبدلا من ذلك تحدثوا عن إضعاف القدرات العسكرية لجماعاتها حتى لا تكون قادرة على ضرب المصالح الأمريكية.
ومن المشكوك فيه أن تدمر ضربة أمريكية القدرات العسكرية لجماعات إيران الوكيلة. وهم يحاولون عمل نفس الأمر في اليمن، حيث شنوا في الأول من شباط/فبراير غارات على مواقع تابعة للحوثيين الذين لم يتوقفوا عن ضرب السفن التجارية بالمسيرات والصواريخ أثناء عبورها البحر الأحمر.
وتقول المجلة إن محاولة ضرب الجماعات المسلحة من خلال غارات جوية قد تتحول للعبة طويلة لملاحقة الخلد في جحوره. وهناك ثلاثة أسئلة حول هذه الإستراتيجية، الأول، كيف ستدير الولايات المتحدة الغارات اللاحقة.
وطالما ما عبرت إيران عن أملها بإخراج الأمريكيين من العراق وسوريا باستهدافهم عبر ميليشياتها. وهناك إشارات عن مخاوف النظام من جره في حرب مباشرة مع أمريكا. وأعلنت كتائب حزب الله في 30 كانون الثاني/يناير عن تعليقها الهجمات ضد أمريكا، لكن الميليشيات العراقية تتنافس فيما بينها على القوة والشعبية، وبعضها يستمع لإيران والآخر لا يستمع.
أما السؤال الثاني، فيتعلق بأثر الغارات على الدبلوماسية لوقف الحرب في غزة والإفراج عن الرهائن. ويأمل المتفاؤلون في الإدارة الأمريكية بأن تؤدي الجهود الدبلوماسية لوضع أسس الدولة الفلسطينية واعتراف سعودي بإسرائيل ومعاهدة أمنية أمريكية- سعودية تعيد تشكيل البنية الأمنية في المنطقة.
وتكشف الغارات عن استعداد أمريكي لاستخدام القوة ضد إيران في بعض الحالات، وبالنسبة لإسرائيل والسعودية وغيرهم الذين يشعرون بالتهديد من طهران، فهي لا تعبر عن خطة متماسكة وقد تعقد المفاوضات.
والسؤال الثالث والأخير، هو إن كان لهذه الهجمات ستترك آثارا غير مقصودة. فالمسيرة التي ضربت القاعدة الأمريكية نظر إليها بأنها صديقة ولم يتم تفعيل الدفاعات أو دفع الجنود للملاجئ. وقرب الخطأ هذا أمريكا وإيران خطوة واحدة باتجاه النزاع، ولا يريد أي منهما الحرب، إلا أن الحروب تتسم بالفوضى.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية محور المقاومة الحرب الإيراني إيران امريكا الحرب محور المقاومة صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
وزارة الخارجية الأمريكية: واشنطن ترفض مؤتمر حل الدولتين
رفضت الولايات المتحدة اليوم الاثنين مؤتمر الأمم المتحدة الذي شارك فيه عدد كبير من الدول للعمل على تحقيق حل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين، ووصفته بأنه "خدعة دعائية".
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية تامي بروس، في بيان: "هذه خدعة دعائية تأتي في خضم جهود دبلوماسية دقيقة لإنهاء الصراع وبعيدًا عن تعزيز السلام، سيُطيل المؤتمر أمد الحرب، ويُشجع حماس، ويُكافئ عرقلتها، ويُقوض الجهود الحقيقية لتحقيق السلام".
قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة، المؤلفة من 193 عضوًا، في سبتمبر من العام الماضي عقد هذا المؤتمر في عام 2025.
وقد أُجّل المؤتمر، الذي استضافته فرنسا والسعودية، في يونيو بعد هجوم إسرائيلي على إيران.
في كلمته أمام المؤتمر، حث وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان آل سعود، جميع الدول على دعم هدف المؤتمر المتمثل في وضع خارطة طريق تحدد معالم الدولة الفلسطينية مع ضمان أمن إسرائيل.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، في كلمته الافتتاحية: "يجب أن نضمن ألا يصبح هذا المؤتمر مجرد خطاب حسن النية".
وأضاف: "يمكنه، بل يجب، أن يكون نقطة تحول حاسمة - نقطة تُحفّز تقدمًا لا رجعة فيه نحو إنهاء الاحتلال وتحقيق طموحنا المشترك في حل الدولتين القابل للتطبيق".
وقال وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، أمام المؤتمر: "يجب أن نعمل على إيجاد السبل والوسائل للانتقال من نهاية الحرب في غزة إلى نهاية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، في وقت تُهدد فيه هذه الحرب استقرار وأمن المنطقة بأسرها".