عودة محتملة ترامب ومعارضة في الكونغرس.. ماذا لو توقفت المساعدات الأمريكية لأوكرانيا؟
تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT
قبل عام، توقعت أمريكا وبعض الدول الأوروبية أن تتمكن أوكرانيا، مع الدعم الغربي، بالنجاح في طرد القوات الروسية من أراضيها.
ولكن اليوم، وبعد ما يقارب العامين من الحرب، بدأت الأصوات تتعالى في الداخل الأمريكي للمطالبة بوقف الدعم المالي والعسكري لكييف، مع مخاوف من ازدياد حظوظ المرشح دونالد ترامب بالوصول إلى البيت الأبيض.
ويبدو أن اللحظة السياسية بعيدة كل البعد عما كانت عليه قبل 14 شهرًا عندما وقف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمام جلسة مشتركة للكونغرس، مرتديًا سترته الخضراء المميزة، وحظي بحفاوة بالغة لمدة دقيقة.
وقد فاجأ هذا التحول في الكونغرس البيت الأبيض. إذ أنه حتى لو تمكن مجلس الشيوخ من تقديم المساعدات العسكرية، فلا يزال هناك الكثير من الأسباب التي تعزز الشكوك في وصول الأموال، بما في ذلك المعارضة العميقة بين الجمهوريين في مجلس النواب وضغط الرئيس السابق دونالد ترامب من أجل وقف المساعدات.
وقال جيك سوليفان، مستشار الرئيس للأمن القومي، في بروكسل يوم الأربعاء بعد اجتماع لحلف شمال الأطلسي: "نحن لا نركز على الخطة البديلة".
وأضاف: "نحن نركز على الخطة أ" التي قال إنها تعني تمرير حزمة مساعدات من الحزبين الجمهوري والديمقراطي ستمكن أوكرانيا من "الدفاع بفعالية واستعادة الأراضي التي تحتلها روسيا حاليًا".
وخلف هذا المشهد، تزداد النقاشات في واشنطن وبعض العواصم الأوروبية، حول الخطط البديلة للضغط على روسيا، ومنها حجز ودائع بقيمة 300 مليار دولار للبنك المركزي الروسي في الدول الغربية.
ومع ذلك، يقر المسؤولون الأمريكيون بأنه لا يوجد شيء في الأفق يمكن أن يضاهي قوة مخصصات الكونغرس الجديدة البالغة 60 مليار دولار، والتي من شأنها شراء دفاعات جوية معززة، والمزيد من الدبابات والصواريخ، وتدفق هائل من الذخيرة.
ويضيفون أن رمزية انسحاب أمريكا الآن يمكن أن تكون عميقة.
أسئلة عن موثوقية الولايات المتحدةالمسؤولون الأوروبيون الذين كانوا يخشون احتمال إعادة انتخاب ترامب والوفاء بوعده بالانسحاب من الناتو، بدأوا يتساءلون، على الأقل سرًا، عن موثوقية الولايات المتحدة، بغض النظر عمن هو الرئيس.
وتساءل أحد كبار الدبلوماسيين الأوروبيين في برلين يوم الأربعاء، عبر صحيفة "نيويورك تايمز": "لماذا يعتمد الأوكرانيون على تأكيدات بايدن بأن الولايات المتحدة سوف تدافع عن كل شبر من أراضيهم؟". حتى أن بعض مساعدي ترامب السابقين للأمن القومي بدأوا يقولون إن الفشل في تمويل أوكرانيا سيكون بمثابة فوز استراتيجي كبير لبوتين.
قتلى في هجوم روسي موسع على أوكرانيا قتلى في قصف روسي عنيف على أوكرانيا تسبب بانقطاع التيار الكهربائي في كييفوأضاف: "أمام الولايات المتحدة خيار واضح: إما تسليح الأوكرانيين بالأسلحة التي يحتاجونها للدفاع عن أنفسهم أو قطع المساعدات والتخلي عن أوكرانيا الديمقراطية في كفاحها من أجل البقاء ضد عدوان بوتين".
ومن الغريب أن تهديد الكونغرس بعرقلة المساعدات يأتي في الوقت الذي تعهدت فيه أوروبا بمبلغ 54 مليار دولار لإعادة بناء أوكرانيا على مدى السنوات الأربع المقبلة، وتعهدت دول من النرويج إلى ألمانيا بتقديم مساعدات أسلحة جديدة.
أصوات متماهية مع موقف ترامبولا يجادل الجمهوريون المعارضون للمساعدات بشكل مباشر مع منطق الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، على الرغم من إصرار كثيرين على أن ضخ المليارات في بلد له تاريخ طويل من الفساد يشجع على إساءة استخدام المبالغ المقدمة.
وبدلًا من ذلك، تتلخص حجتهم الأساسية في ضرورة إنفاق الأموال في الداخل، على الحدود الجنوبية بدلًا من المناطق الحدودية لأوكرانيا مع روسيا.
كما أكد المعارضون الأكثر صراحة، ومنهم النائبان مارغوري تايلور غرين عن ولاية جورجيا ومات غايتز عن فلوريدا، أن المساعدات لأوكرانيا "تضع أمريكا في المرتبة الأخيرة عالميًا".
وتكمن الأزمة أيضًا في أن أوروبا غير قادرة على توفير المزيد من الذخيرة بنفسها. فخلال 30 عاماً من السلام المتنامي مع روسيا، قامت أوروبا بتفكيك قدر كبير من قدراتها الإنتاجية للأسلحة.
وقالت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، في خطاب ألقته مؤخراً: "سنقوم بتسليم أكثر من نصف مليون طلقة من قذائف المدفعية بحلول الشهر المقبل" و"أكثر من مليون بحلول نهاية العام". واعترفت بأن "هذا بالتأكيد ليس كافيًا".
كما أن أوروبا ليس لديها الكثير للمساهمة في تصنيع الطائرات بدون طيار. كما لا تزال ألمانيا غير راغبة في تسليم أقوى صواريخ كروز بعيدة المدى التي تطلق من الجو، وهو صاروخ توروس، خوفًا من استخدامه في عمق الأراضي الروسية. ولا بد أن يكون دور برلين في هذه المسألة محورَ اللقاء بين المستشار أولاف شولتز وبايدن في البيت الأبيض يوم الجمعة.
في السياق عينه، قال سفير المملكة المتحدة لدى حلف الناتو ديفيد كواري، إنه لا ينبغي لأوكرانيا أن تتوقع إحراز تقدم كبير في محاولتها للحصول على العضوية في قمة الناتو المقبلة في واشنطن العاصمة.
ومن المقرر أن يجتمع أعضاء التحالف العسكري في العاصمة الأمريكية في الفترة من 9 إلى 11 تموز/ يوليو، وبينما من المرجح أن تتم مناقشة مسألة عضوية أوكرانيا في الناتو، قال كواري إن كييف يجب أن تخفض من سقف توقعاتها.
وقال السفير البريطاني: "لا أتوقع قفزة كبيرة إلى الأمام في هذا الصدد، ويرجع ذلك أساسًا إلى الوضع المحتمل على الأرض".
وفي الوقت نفسه، قال كواري، إن المملكة المتحدة "مقتنعة تمامًا بأن المكان الصحيح لأوكرانيا هو في الناتو".
وأضاف: "إنها مسألة متى، وليس ما إذا كان ذلك ممكنًا، ومهمتنا هنا هي مواصلة دعم أوكرانيا وهي تقترب أكثر من أي وقت مضى من التحالف".
ولطالما أعرب حلفاء الناتو عن دعمهم لطلب عضوية أوكرانيا، لكنهم فشلوا حتى الآن في تقديم جدول زمني واضح للانضمام.
وانتهت قمة حلف الأطلسي العام الماضي في فيلنيوس دون إعلان واضح بأن كييف يمكن أن تصبح عضوًا بمجرد انتهاء حربها مع روسيا، وهو قرار أغضب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في ذلك الوقت.
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية إبحار أول سفينة ألمانية في مهمة للاتحاد الأوروبي لحماية السفن في البحر الأحمر الجيش الأمريكي: مقتل 5 من مشاة البحرية الأمريكية إثر سقوط مروحيتهم خارج سان دييغو كولومبيون يقاتلون في صفوف الجيش الأوكراني فكم تبلغ رواتبهم ومخصصاتهم؟ الولايات المتحدة الأمريكية الغزو الروسي لأوكرانيا الحرب في أوكرانياالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الولايات المتحدة الأمريكية الغزو الروسي لأوكرانيا الحرب في أوكرانيا إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة حركة حماس روسيا فرنسا قطاع غزة طوفان الأقصى بريطانيا الحرب في أوكرانيا الحوثيون إسرائيل غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني روسيا الاتحاد الأوروبي فرنسا الولایات المتحدة یعرض الآن Next
إقرأ أيضاً:
ترامب يُقلص مهلة روسيا ويهدد بفرض رسوم جمركية ثانوية.. هل تتأثر تركيا؟
أنقرة (زمان التركية) – قلّص الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المهلة التي منحها للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لوقف إطلاق النار في أوكرانيا إلى “10-12 يومًا”. وكان ترامب قد أعلن قبل أسبوعين أنه سيفرض رسومًا جمركية ثانوية بنسبة 100% على روسيا إذا لم توقع الكرملين اتفاق وقف إطلاق النار خلال 50 يومًا.
وخلال حديثه في اسكتلندا يوم الاثنين، قال الرئيس الأمريكي ترامب إنه “لا يوجد سبب” للانتظار أكثر، نظرًا لعدم إحراز تقدم في قضية وقف إطلاق النار. من جهة أخرى شكر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ترامب على مراجعته للمهلة المحددة لروسيا.
وتُعرف الرسوم الجمركية الثانوية بأنها ضرائب تُفرض على الدول الأخرى التي تتعامل تجاريًا مع بلد مستهدف. على سبيل المثال، إذا استمرت دولة ما في شراء الغاز أو النفط من روسيا، فإن منتجاتها التي تُباع إلى الولايات المتحدة ستخضع لرسوم جمركية بنسبة 100%. يسعى ترامب من خلال هذه الخطوة إلى منع الدول الأخرى من الحصول على المواد الخام من روسيا. كما يهدف إلى تقليل إيرادات روسيا من الغاز والنفط، والتي تُعد من أهم مصادر دخلها.
لكن هذا ليس بالأمر السهل إطلاقًا. فبينما قام الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بخفض وارداتهما من روسيا تدريجيًا، لا تزال العديد من الدول الآسيوية والأفريقية وأمريكا الجنوبية تواصل شراء المواد الخام من روسيا. إذا نفذ ترامب تهديده، فستواجه هذه الدول خيارًا صعبًا: الاستمرار في شراء الغاز والنفط من روسيا أو التعرض لرسوم جمركية ستجعل بيع منتجاتها إلى الولايات المتحدة شبه مستحيل. ومن بين هذه الدول، تركيا.
ووفقًا لبيانات OEC لعام 2023، وهي منصة تعرض بيانات التجارة الدولية والأنشطة الاقتصادية، تُعد تركيا ثالث أكبر شريك تجاري لروسيا، بعد الصين والهند، وهما أكبر دولتين من حيث عدد السكان في العالم. هذه هي أحدث البيانات المتاحة من OEC. تُصنف تركيا كثالث أكبر دولة تستورد منها روسيا، وثاني أكبر دولة تصدّر إليها روسيا. ووفقًا لبيانات معهد الإحصاء التركي (TÜİK)، تجاوزت قيمة الوقود الذي استوردته تركيا من روسيا في عام 2024 أكثر من 32 مليار دولار.
هل تتأثر تركيا بالعقوبات على روسيا؟من ناحية أخرى، صدّرت تركيا العام الماضي ما قيمته 14.4 مليار دولار إلى الولايات المتحدة. وكانت القطاعات الأكثر تصديرًا من تركيا إلى الولايات المتحدة في عام 2024 هي الآلات، والأحجار الكريمة، والمركبات ذات المحركات، والسجاد، والأسلحة. قد تجعل رسوم جمركية بنسبة 100% على هذه القطاعات دخول البضائع التركية إلى السوق الأمريكية مستحيلًا. ولكن، يرى الخبراء الذين تحدثت إليهم خدمة بي بي سي التركية أن تركيا قد تُمنح استثناءً.
ويقول سليمان أوزجفيت سانلي، رئيس جمعية رجال الأعمال الأتراك-الأمريكيين (TABA)، إن دونالد ترامب فرض رسومًا جمركية على جميع الدول خلال فترته الرئاسية الثانية، لكنه طبق على تركيا أقل نسبة، حوالي 10%. ويشير سانلي إلى أن المفاوضات مستمرة لخفض الرسوم الجمركية المتبادلة. ويؤكد سانلي أن مصافي النفط التركية تعتمد على النفط الروسي، وأن تركيا مضطرة لاستيراد حوالي 400 ألف برميل نفط يوميًا من روسيا:
“نظرًا لموقع تركيا كدولة مجاورة لروسيا، فإن لديها علاقة إلزامية. تركيا تدعم أوكرانيا أيضًا وتبذل مبادرات من أجل السلام. في هذا السياق، لا أعتقد أن الإدارة الأمريكية ستتخذ إجراءات صارمة ضد تركيا. لطالما تسامح حلفاء تركيا مع حاجتها إلى النفط والغاز الروسي والإيراني في مجال الطاقة.”
ويوضح سانلي أن فرض رسوم جمركية بنسبة 100% سيمنع وصول المنتجات التركية إلى السوق الأمريكية بشكل مباشر.
ويقول البروفيسور محمود تكجه من كلية الاقتصاد بجامعة مرمرة إن الرسوم الجمركية الثانوية “تحمل مخاطر جدية لدول مستوردة للطاقة مثل تركيا على الورق، لكن كيفية تشكل هذا الخطر فعليًا يعتمد على مدى صرامة وسرعة وتطبيق الولايات المتحدة لهذه السياسة دون تمييز.” ويُذكّر البروفيسور محمود تكجه بأن تركيا قد أُعفيت في الماضي من العقوبات الثانوية المفروضة على إيران وروسيا.
ويضيف تكجه: “لذلك، من المرجح أن تخلق تركيا مجالًا معينًا للمرونة بفضل مناوراتها الدبلوماسية وموقعها الاستراتيجي في هذه العملية.” ويتابع: “كيفية تطبيق العقوبات ستتشكل إلى حد كبير من خلال الأجواء السياسية بين واشنطن وأنقرة. وإذا اعتبرنا أن هذه العلاقات جيدة جدًا في الآونة الأخيرة، فمن المرجح أن يتراجع الخطر.”
كما ترى الدكتورة مهدهان ساغلام، خبيرة سياسات الطاقة من مركز TEPAV لدراسات الطاقة والمناخ، أنه سيُقدم استثناء لتركيا في سيناريو “الرسوم الجمركية بنسبة 100%”، لكنها لا تعتقد أن الأمور ستصل إلى هذه النقطة:
“حتى لو توقفت الدول الأوروبية عن استخدام الغاز الروسي، فإن العديد من شركاء الولايات المتحدة في آسيا، مثل اليابان، لا يزالون يشترون الغاز من روسيا. علاوة على ذلك، فإن سياسات ترامب لا يمكن التنبؤ بها. فقد يعلن بعد مكالمة هاتفية مع بوتين أنه رفع المهلة من 50 يومًا إلى 150 يومًا.”
وتؤكد الدكتورة ساغلام أن سياسات الطاقة للدول تتشكل بقرارات طويلة الأمد، مشيرة إلى أنه لن تُغير أي دولة سياستها الطاقية في 50 يومًا لمجرد رغبة ترامب:
“قانون الطاقة واضح جدًا في هذا الشأن: لا يمكن خرق العقد إلا في حالة القوة القاهرة، وإلا يجب دفع تعويضات كبيرة. وحتى الاتحاد الأوروبي لم يقطع الغاز الروسي فجأة عندما انسحب، بل لجأ إلى عدم تجديد العقود.”
وتذكر الدكتورة ساغلام أن عقد الغاز الذي تستورده تركيا من روسيا عبر خط أنابيب السيل الأزرق سينتهي بنهاية هذا العام، وأن البلدين يواصلان المفاوضات بشأن عقد جديد. ورداً على سؤال: “هل يمكن أن تمارس الولايات المتحدة ضغطًا على تركيا لعدم تجديده؟”، أجابت الدكتورة ساغلام: “عندئذ يمكن لتركيا أن تقول للولايات المتحدة: ‘إذا كنت تستطيع تزويدي بالغاز بنفس السعر والكمية التي أحصل عليها من روسيا، يمكنني شراؤه منك”.
وفقًا للدكتورة ساغلام، ستتبع تركيا سياسة “الانتظار والترقب” في هذا الشأن.
Tags: تركياروسياضرائبغازطبيعيموسكو