الدويري: أرض غزة تخدم أهلها والهجوم على رفح سيؤدي لكارثة إنسانية
تاريخ النشر: 9th, February 2024 GMT
#سواليف
قال الخبير العسكري والإستراتيجي #اللواء_فايز_الدويري، إنه برغم #الدمار الكبير الذي أحدثه #الاحتلال الإسرائيلي في قطاع #غزة، فإن فيديوهات #المقاومة تظهر أن أراضي القطاع لا تزال تعمل لصالح أهلها، وتخدم معركتهم الدفاعية، محذرا من أن أي هجوم على مدينة #رفح سيؤدي لكارثة إنسانية.
وكانت قناة الجزيرة بثت مشاهد جديدة لعمليات قنص قامت بها كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- استهدفت 2 من عناصر جيش الاحتلال الإسرائيلي، أحدهما قناص، إضافة لمشاهد استهداف آليات إسرائيلية في حي تل الهوى غرب مدينة غزة.
وفي تحليل للجزيرة، قال الدويري إن تل الهوى تشهد منذ أكثر من أسبوع #معارك شديدة، وذلك بعد أن عادت إليها قوات الاحتلال من ناحية الشيخ عجلين وتمددت بعمق 3 كيلومترات وعرض 500 متر، معتبرا مقطع القسام صورة مصغرة للمعارك التي تدور هناك.
مقالات ذات صلة وفاة طفلين إثر حريق شقة سكنية في العاصمة 2024/02/09ولفت المحلل العسكري إلى أن الحالة الهادئة التي ظهر عليها قناص القسام خلال عملية الاستعداد والرصد، تعكس ثقة في النفس وجاهزية جيدة، مشيرا إلى أن مشهد الغبار الناتج عن استهداف قناص الاحتلال يؤكد أن الإصابة كانت جيدة وحققت غايتها.
ويرى الدويري أن المقطع يكشف أن أراضي غزة تعمل لصالح عناصر المقاومة وتخدم أهلها، في ظل اختلاف إدارة المعارك عما كانت عليه في السابق، حيث تعتمد القسام عملية الاستطلاع والرصد والمراقبة بأماكن مختلفة.
ولا يستبعد الدويري أن يكون القناص المستهدف هو من قام بقتل قرابة 9 مدنيين في اليوم الذي تمت فيه العملية، حيث تمت عملية رصده وتحديد مكانه، ثم اتخاذ المكان الملائم لاستهدافه.
وحول حديث رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن الإعداد لتنفيذ هجوم على مدينة رفح، قال الدويري إن ذلك سيؤدي لكارثة إنسانية في ظل اكتظاظ رفح بالنازحين حيث يتواجد فيه قرابة مليون و300 ألف من أهالي القطاع جزء كبير منهم على الحدود في ممر فيلادلفيا.
وكان نتنياهو صرح بأنه أمر الجيش بتطوير خطة مزدوجة لإجلاء المدنيين من رفح وسحق ما تبقى من كتائب حركة “حماس”، مضيفا بأنه لا يمكن تحقيق أهداف الحرب في غزة والإبقاء على 4 كتائب لحماس في رفح.
وفي هذا السياق، قال الدويري إن نتنياهو دائما ما يستخدم كلمة سحق، وسبق أن تحدث عن سحق كتائب المقاومة في الشمال والوسط، وهو ما يحاول به خداع جمهوره وتبرير توسعه في عمليته البرية، لكن الواقع يكذبه حيث لا تزال حماس تقوم بدورها المدني والعكسري في الشمال.
ويرى الخبير العسكري أن هدف نتنياهو من مساعيه للانتقال إلى رفح هو السيطرة على ممر فيلادلفيا، لإنه إن نجح في ذلك سيكون بإمكانه عزل غزة عن العالم، وإذا ما حاول تنفيذ عمليته البرية في الضفة سيؤدي ذلك إلى كارثة إنسانية كبيرة.
وحول ما أعلنه نتنياهو من استهدافه القضاء على 4 كتائب لحماس، قال الدويري إن ذلك حجج واهية يقدمها لأميركا والعالم الغربي، في ظل تحفظ واشنطن على هذه العملية لأنها مكلفة من الناحية البشرية، ومن الصعب وجود حلول ناجعة دون حدوث كارثة بشرية.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف اللواء فايز الدويري الدمار الاحتلال غزة المقاومة رفح معارك
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: المساحة مقابل الوقت تكبد الاحتلال خسائر فادحة
قال الخبير العسكري والإستراتيجي إلياس حنا إن المقاومة تتبع إستراتيجية "المساحة مقابل الوقت" في مواجهة محاولات جيش الاحتلال للسيطرة على 75% من قطاع غزة كحد أدنى.
وأشار حنا إلى أن هذه الإستراتيجية تهدف إلى إعطاء القليل من المساحة مقابل إنزال الكثير من الخسائر، في انتظار تحول سياسي قد يغير موازين المعركة.
وأوضح الخبير العسكري أن المقاومة طورت تكتيكًا جديدًا يقوم على مبدأ بسيط لكنه فعال: بدلا من الدفاع عن كل شبر من الأرض، تركز المقاومة على جعل تقدم قوات الاحتلال مكلفًا جدًا من ناحية الخسائر البشرية والمادية.
ويشبه هذا التكتيك إلى حد كبير ما تطبقه الجيوش في الحروب الحديثة عندما تواجه قوة متفوقة تقنيًا، حيث تحول الصراع من معركة سيطرة تقليدية إلى معركة استنزاف طويلة الأمد.
وبحسب حنا فإن هذه الإستراتيجية تتجلى في العمليات المتقدمة التي تنفذها المقاومة في مناطق حساسة مثل بيت حنون والشجاعية وخان يونس، والتي لا تبعد أكثر من 500 متر عن مراكز مهمة لجيش الاحتلال.
وللتعمق أكثر في فهم كيفية تطبيق هذه الإستراتيجية عمليًا، أكد حنا أن المقاومة لا تعتمد على "مركز ثقل" واحد يمكن استهدافه وإنهاء المقاومة بضربة واحدة، مما يجعلها قادرة على الاستمرار حتى مع فقدان قيادات مهمة.
إعلانوحول استمرار العمليات العسكرية رغم مقتل قيادات مهمة في المقاومة، ولماذا لم تحقق الضربات الموجهة للقيادات النتائج المرجوة في إنهاء المقاومة، أوضح حنا أنها إستراتيجية تشبه إلى حد كبير نموذج "حرب العصابات الحديثة" التي تعتمد على التوزيع الواسع للقدرات والمسؤوليات.
إستراتيجية متطورة
ونتيجة لهذه الإستراتيجية المتطورة، تظهر الآثار الواضحة على قوات الاحتلال من خلال أرقام مقلقة. فقد لفت حنا إلى أرقام تدل على حجم الاستنزاف الذي يواجهه جيش الاحتلال، حيث أشار إلى تنفيذ 2900 غارة جوية منذ شهر مارس/آذار، مما يعكس حجم الجهد العسكري الهائل المبذول دون تحقيق النتائج المرجوة.
الأمر الأكثر دلالة هو ما اعتبره حنا مؤشرًا واضحًا على فشل الخطة الأولية: تزايد عدد قوات الاحتياط التي تم استدعاؤها إلى 450 ألف جندي، مقارنة بالعدد الأساسي للمقاتلين النظاميين البالغ 190 ألف جندي.
هذا التضخم في الأعداد يؤكد أن الخطة العسكرية الأولية لم تحقق أهدافها في الإطار الزمني المتوقع، مما اضطر القيادة العسكرية إلى اللجوء إلى موارد إضافية بشكل مكثف، بحسب حنا.
وسلط الخبير العسكري الضوء على مجموعة من التحديات المعقدة التي تواجه جيش الاحتلال، والتي تتجاوز الجانب العسكري المحض إلى أبعاد اقتصادية ونفسية واجتماعية.
فعلى المستوى الاقتصادي، تشكل الزيادة الهائلة في عدد قوات الاحتياط عبئًا ماليًا ثقيلًا على الموازنة العامة، خاصة مع تمديد فترات الخدمة من 37 يوما إلى 187 يوما في بعض الحالات، مع وجود حالات وصلت إلى 500 يوم خدمة.
الضغوط النفسية
أما على المستوى النفسي والاجتماعي، فيواجه الجنود تحديات جسيمة -وفق ما ذكره حنا- تشمل فقدان الوظائف والمنازل، والضغوط النفسية الناتجة عن طول فترة القتال وعدم وضوح النهاية.
وهي عوامل تسهم في تآكل الروح المعنوية وتؤثر على الأداء القتالي للوحدات، كما تخلق ضغوطًا داخلية على القيادة السياسية والعسكرية.
إعلانإضافة إلى التحديات المادية والبشرية، تواجه قوات الاحتلال أزمة أعمق تتعلق بالمصداقية والصورة.
وفيما يتعلق بأزمة المصداقية التي يواجهها جيش الاحتلال، والتي تتجلى في التناقضات المستمرة بين التصريحات الرسمية والواقع الميداني، لفت حنا إلى بعض الحالات التي يدعي فيها الجيش استخدام "السلاح الدقيق والذكي"، بينما تظهر النتائج الميدانية غير ذلك.
وعندما يؤكد دقة المعلومات والإحداثيات، تكشف الوقائع عن أخطاء كبيرة، وأشار إلى أن هذا التناقض لا يؤثر فقط على الصورة الخارجية، بل يخلق شكوكًا داخلية حول فعالية الإستراتيجية المتبعة.
كما نبه إلى أن الأمر الأكثر خطورة هو تأثير هذه التناقضات على مفهوم "الجيش الأخلاقي" الذي يروج له جيش الاحتلال، حيث تبدو الادعاءات حول الالتزام بالمعايير الأخلاقية في القتال متناقضة مع الواقع الميداني والخسائر المدنية الكبيرة.