قاد أشهر فرق الأوركسترا في العالم.. وفاة سيجي أوزاوا
تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT
متابعة بتجــرد: توفي قائد الأوركسترا الياباني الشهير سيجي أوزاوا، الذي قاد بعضاً من أشهر فرق الأوركسترا في العالم، في منزله بالعاصمة طوكيو عن 88 عاماً، على ما أعلنت وسائل إعلام يابانية الجمعة.
وذكرت قناة “NHK” التلفزيونية العامة ووسائل إعلام يابانية أخرى أن أوزاوا توفي الثلاثاء، بسبب قصور في القلب. وذكرت صحيفة “أساهي شيمبون” أن جنازته أقيمت بحضور أقاربه.
أوزاوا مولود عام 1935 من أب كان طبيب أسنان وأم كاثوليكية كانت عازفة بيانو، في مقاطعة منشوريا الصينية، التي كانت آنذاك مستعمرة يابانية.
وبدأ تعلم العزف على البيانو في المدرسة الابتدائية، ولكن بعد كسر إصبعين من أصابعه أثناء ممارسته رياضة الركبي وهي من هواياته الأخرى عندما كان مراهقاً، تحوّل إلى قيادة الأوركسترا.
وانتقل أوزاوا إلى الخارج في عام 1959، والتقى بعض من أبرز الشخصيات في عالم الموسيقى الكلاسيكية، بينهم النمساوي هربرت فون كارايان، والمؤلف الموسيقي وقائد الأوركسترا ليونارد بيرنشتاين، وأصبح مساعداً لهذا الأخير في أوركسترا نيويورك الفيلهارمونية في الولايات المتحدة خلال موسم 1961-1962.
ثم قاد فرق أوركسترا شيكاغو (الولايات المتحدة)، وتورنتو (كندا)، وسان فرانسيسكو (الولايات المتحدة)، وشغل منصب المدير الموسيقي لأوركسترا بوسطن السيمفونية (الولايات المتحدة) لمدة 29 عاماً، وقد أُطلق اسمه على إحدى قاعات الحفلات التابعة لها.
ترك منصبه في عام 2002 ليصبح القائد الرئيسي لأوركسترا دار أوبرا فيينا في النمسا، حتى عام 2010.
وأوضح أوزاوا في مقابلة مع وكالة “فرانس برس”، في عام 2013 من طوكيو “يتمتع الموسيقيون الآسيويون بالتقنية والمعرفة. ولكن لعزف الموسيقى الكلاسيكية الأوروبية، يجب الذهاب إلى هناك (أوروبا) لكي نشعر بها”.
ورغم تنقله بين أبرز عواصم الموسيقى الكلاسيكية في العالم، ظل سيجي أوزاوا متمسكاً بجذوره اليابانية. وقد أسس خصوصاً في عام 1984 أوركسترا سايتو كينن الدولية، قبل أن ينشئ في عام 1992 مهرجاناً بات يحمل اسمه منذ 2014، واستحال موعداً سنوياً رئيسياً للفنانين اليابانيين.
وقد طبع المرض نهاية حياته المهنية، بعد تشخيص إصابته بسرطان المريء في عام 2010 وشفائه منه، فضلاً عن إصابته مرات عدة بالالتهاب الرئوي، وتعرضه لكسر في الورك، ومشكلات في القلب والأوعية الدموية، ما أجبره على إلغاء مشاركته في حفلات بصورة متكررة.
وقال مازحا في عام 2014 خلال إحدى آخر ظهوراته أمام الصحافة “يعتقد الناس أني لست بعيداً عن الموت، لكني سأحاول قدر المستطاع أن أمنع نفسي من أن أموت”.
main 2024-02-11 Bitajarodالمصدر: بتجرد
كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی عام
إقرأ أيضاً:
بين التأييد والرفض.. الذكاء الاصطناعي يدخل قطاع التعليم في الولايات المتحدة
في محاولة لجعل الطلاب يحبون مادة الهندسة، لجأت المعلمة آنا سيبولفيدا إلى وسيلة غير تقليدية، "الذكاء الاصطناعي"، وطلبت من روبوت المحادثة "تشات جي بي تي" مساعدتها في ربط المفاهيم الرياضية بلعبة يعشقها طلابها، وهي كرة القدم. اعلان
لم تمضِ ثوانٍ حتى قدّم التطبيق خطة درس متكاملة من خمس صفحات تحت عنوان: "الهندسة في كل مكان في كرة القدم – في الملعب، في الكرة، وحتى في تصميم الملاعب". تضمنت الخطة شرحاً لموقع الأشكال والزوايا داخل ملعب كرة القدم، وأسئلة تحفيزية، ومشروعاً عملياً لتصميم ملعب باستخدام أدوات القياس.
تقول سيبولفيدا، وهي معلمة في مدرسة ثنائية اللغة في دالاس: "استخدام الذكاء الاصطناعي غيّر قواعد اللعبة بالنسبة لي. يساعدني في إعداد الدروس، والتواصل مع أولياء الأمور، وزيادة تفاعل الطلاب."
هذه التجربة ليست حالة فردية، بل تمثّل تحولاً واسعاً في كيفية استخدام المعلمين الأميركيين للتكنولوجيا. فقد أظهر استطلاع حديث أجرته مؤسسة "غالوب" بالتعاون مع "مؤسسة عائلة والتون" أن 60% من معلمي المدارس العامة الأميركية استخدموا أدوات الذكاء الاصطناعي خلال العام الدراسي الماضي، لا سيما بين معلمي المرحلة الثانوية والمعلمين في بدايات مسيرتهم.
Related"فيسبوك" "يوتيوب" و"تويتر" يخوضون معركة ضد شركة ذكاء اصطناعي تعمل مع الشرطة اليابان تدعو الاتحاد الأوروبي للتعاون في تطوير نماذج ذكاء اصطناعي"تشات جي بي تي" في مأزق: دعوى ضد OpenAI بعد أن اتّهم روبوت الدردشة رجلاً بقتل أطفالهوبحسب الاستطلاع، الذي شمل أكثر من 2000 معلم في أبريل الماضي، فإن أولئك الذين يستخدمون هذه الأدوات أسبوعيًا يقدّرون أنها توفّر لهم نحو ست ساعات عمل في الأسبوع. وتقول الباحثة في مؤسسة "غالوب"، أندريا مالك آش، إن هذه النتيجة تسلط الضوء على قدرة الذكاء الاصطناعي على تخفيف ضغوط العمل والمساهمة في تقليل ظاهرة "احتراق المعلمين".
بين التسهيل والتحدي: متى يُصبح الذكاء الاصطناعي عبئًا؟رغم الإقبال المتزايد، تتعامل الولايات الأميركية بحذر مع إدخال الذكاء الاصطناعي إلى قاعات الدراسة. فقد أصدرت نحو 24 ولاية توجيهات تنظيمية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في المدارس، إلا أن تطبيقها يظل متفاوتًا بين المناطق والمدارس.
وتقول مايا إسرائيل، أستاذة تكنولوجيا التعليم بجامعة فلوريدا: "علينا أن نتأكد من أن الذكاء الاصطناعي لا يحل محل تقدير المعلم. لا بأس باستخدامه في تصحيح الأسئلة الموضوعية، لكن التقييم الحقيقي يتطلب فهماً إنسانياً لا تستطيع الأداة توفيره دائماً."
تحذيرات المعلمة تنبع من مخاوف حقيقية يتشاركها الكثير من المعلمين، أبرزها أن الإفراط في استخدام الطلاب للذكاء الاصطناعي قد يضعف مهارات التفكير النقدي لديهم، ويقلل من قدرتهم على الصبر في مواجهة التحديات المعرفية.
من أداة تعليمية إلى وسيلة لتعزيز المهاراتمع ذلك، لا يغيب الجانب الإيجابي عن تجربة المعلمين مع الذكاء الاصطناعي. تقول ماري مكارثي، معلمة الدراسات الاجتماعية في إحدى مدارس منطقة هيوستن، إن التكنولوجيا لم تغيّر فقط طريقة تدريسها، بل منحتها توازناً أفضل بين العمل والحياة. وتضيف: "بفضل التدريب الذي حصلت عليه من مديريتي التعليمية، تمكنت من تعليم طلابي كيفية استخدام الأدوات الذكية بذكاء ومسؤولية."
وترى مكارثي أن دور المعلم لم يعد مجرد ناقل للمعرفة، بل مرشد يعلّم طلابه كيف يبحرون في بيئة رقمية معقدة: "إذا لم نعلّم الطلاب كيف يستخدمون الأدوات الجديدة، فلا نلومهم إن أفسدتها عليهم."
في مدرسة متوسطة بضواحي شيكاغو، توازن معلمة الفنون ليندسي جونسون بين الإبداع البشري والذكاء الاصطناعي. ففي مشروعها النهائي، طلبت من طلابها رسم بورتريه لشخص مؤثر في حياتهم، ثم استخدمت أدوات توليد الصور داخل منصة "كانفا" لمساعدة الراغبين في تصميم الخلفيات.
توضح جونسون: "هدفي كمعلمة هو تعريف الطلاب بالأدوات المتاحة وتعليمهم كيف تعمل. بعضهم رحّب بالمساعدة، بينما اختار آخرون الاعتماد على رؤيتهم الشخصية."
أما دارين باركيت، معلم اللغة الإنجليزية في كولورادو، فيرى في الذكاء الاصطناعي حليفاً له، إذ يستخدمه في إعداد الدروس وتصحيح الاختبارات، وفي المقابل أصبح أكثر قدرة على تمييز النصوص التي تعتمد عليه. "غياب الأخطاء الإملائية، والتركيب المعقد للجمل من أبرز العلامات"، كما يقول.
المستقبل بيد من يعلّمهرغم الجدل الدائر، تتقاطع شهادات المعلمين عند نقطة واحدة: الذكاء الاصطناعي لن يُلغي دورهم، لكنه سيُعيد تشكيله. وبينما يسعى بعض المعلمين لاحتواء هذه التكنولوجيا وتطويعها، يخشى آخرون من أن تتحول إلى اختصار يُضعف العملية التعليمية بدل أن يعززها.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة