قال الإعلامي السعودي زيد كمي نائب المدير العام لقناتي العربية والحدث إن التحركات الأحادية التي نفذها المجلس الانتقالي في حضرموت قبل أيام محاولة لخلف واقع يتجاوز المجتمع المحلي وتوازناته ويتجاهل الطبيعة الخاصة بهذه المنطقة، التي طالما حافظت على مسافة سياسية عن مراكز التوتر.

 

واعتبر كمي في مقال نشرته صحيفة الشرق الأوسط بعنوان "ماذا يجري في حضرموت" إن تلك التطورات تفسر الحزمَ الذي أظهرته السعودية في بيانها، واعلانها بوضوح رفضها القاطع لسيطرة المجلس الانتقالي على حضرموت، وعدّت ذلك خرقاً مباشراً للمرحلة الانتقالية وتقويضاً لسلطة الحكومة الشرعية، ومحاولة تستدعي مواجهةً سياسية لا تُبنَى على منطق السلاح.

 

وقال الكاتب إن ما يجرِي في حضرموتَ اليومَ لا يمكنُ قراءتُه بمعزلٍ عن تاريخٍ طويلٍ من التشكّل السّياسي والاجتماعي في جنوب اليمن، وأن جنوب اليمن لم يكن يوماً كتلةً سياسية واحدة، بل فضاءٌ واسع من الشَّبكات المحلية والولاءات والمراكزِ المتعددة، معتبرا هذه الخلفية تجعلُ أيَّ محاولةٍ لفرض السَّيطرة عَنْوَةً على محافظةٍ بحجم حضرموتَ مجردَ اصطدامٍ بتاريخ لا يقبل الهيمنةَ المفاجئةَ ولا التحولات القسريَّة.

 

وأكد أن الموقف السعودي وإصراره على إخراج قوات درع الوطن ليس مجرد إجراءٍ عسكري، بل محاولةٌ لقطع الطّريق أمام تكرار نماذجِ انفلاتٍ مشابهة شهدها اليمنُ خلالَ العقد الماضي، ولمنعِ انزلاقِ حضرموتَ إلى فوضَى لا طاقة لها بها.

 

وقال إن اختزالَ القضية الجنوبية في شخصٍ أو فصيل واحد لا ينسجم مع تاريخِ الجنوب ولا مع طموحاتِ شعبه، والقضية ـ كما تراها الرياض ـ تخصُّ أبناءَ الجنوب بكلّ تنوّعهم، ومن غيرِ المقبول تحويلُها إلى ذريعةٍ لفرض السّيطرةِ أو تغيير الوقائعِ بالقوة.

 

وحمل الكاتب السعودي المجلس الانتقالي مسؤوليةَ التجاوزات التي ارتكبتها قواتُه خلالَ الأيام الماضية في حضرموت، وما حدثَ من اعتقالات أو إخفاء قسري ونهبٍ وإخلاء للمنازل بالقوة، وقال بأنها أفعالٌ مقلقة وتتقاطع مع ممارساتِ جماعة الحوثي، ما يجعلُ رفضَ الرياض قاطعاً لأي محاولة لاستنساخِ هذا النموذج في الجنوب أو الشرق.

 

واعتبر كمي ما حدثَ في حضرموتَ ليس مجردَ تنازعٍ على السيطرة، بل اختبارٌ حقيقي لمدى قدرةِ اليمنيين على احترام رواسب تاريخهم، ولقدرتهم على بناءِ استقرار لا يقوم على فرض القوة، والعمل على منع تكرار أخطاء الماضي، وإعادة اليمن إلى مسار سياسي يضمن للجميع شراكةً عادلةً تحفظ الأمنَ، وتعيد رسمَ مستقبلٍ لا مكان فيه للمغامراتِ العسكريةِ ولا لمحاولات إعادةِ هندسةِ الجغرافيا السياسية عَنوَةً.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: المجلس الانتقالي السعودية حضرموت المهرة السعودية في اليمن فی حضرموت

إقرأ أيضاً:

"تهديد خطير".. رفض سعودي قاطع لسيطرة "الانتقالي الجنوبي" على حضرموت

في ظل التطورات التي يشهدها اليمن مؤخرًا، أكدت المملكة العربية السعودية رفضها بشكل قطعي سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي على محافظة حضرموت، وأي تحركات من شأنها خلق مناخ من التوتر وعدم الثقة في في الداخل اليمني، كما ترفض أي محاولة لفرض واقع جديد بالقوة أو جر المحافظة لصراعات داخلية.
المملكة أكدت أيضًا على ضرورة خروج القوات التابعة للمجلس الانتقالي من محافظتي حضرموت والمهرة، وعودة الأوضاع إلى ما كانت عليه، وتسليم المواقع والمعسكرات إلى قوات درع الوطن، باعتبار ذلك خطوة محورية لضمان الأمن ومنع تكرار التوترات العسكرية.
أخبار متعلقة أمير الرياض يتسلم شهادتي اعتماد محافظتي الغاط والزلفي مدنًا صحية من منظمة الصحة العالميةنمو عالمي متسارع.. الطلب على الإسمنت يتجاوز 5.5 مليار طن في 2030وترى المملكة أن أي إجراءات أحادية اتخذها المجلس الانتقالي الجنوبي في حضرموت تعتبر خرقاً صريحاً لمرجعيات المرحلة الانتقالية في اليمن وتقويضاً لسلطة الحكومة الشرعية، وتهديداً خطيراً للاستقرار، ومستقبل العملية السياسية في اليمن، ومحاولة للقفز على جميع الأطر القانونية والسياسية وتبني لمنهج الميليشيا الحوثية في اليمن.

رئيس الوفد السعودي في #حضرموت: نرفض إدخال المدينة في صراعات جديدة#اليومhttps://t.co/k3WkxmL4Jg— صحيفة اليوم (@alyaum) December 10, 2025السلام والاستقرار في اليمنتعمل قيادة المملكة - أيدها الله - على تحقيق السلام والأمن والاستقرار والازدهار في اليمن، والانتقال به من مرحلة النزاعات إلى مرحلة يسودها الاستقرار والأمن، والتركيز على تحقيق تطلعات الشعب اليمني نحو مستقبل أفضل من الرخاء والازدهار والتكامل الاقتصادي.
سعي المملكة إلى تحقيق السلام والأمن والاستقرار والازدهار في اليمن يحتم على المكونات اليمنية الاستفادة من هذه الفرصة، وتقديم الأولويات الاقتصادية والتنموية على الخلافات وتجنب أي تحركات عسكرية يمكن أن تزعزع أمن اليمن واستقراره.
وأكدت أن القضية الجنوبية قضية عادلة لا يمكن تجاوزها في أي تسوية سياسية، فهي جزء أصيل من مخرجات الحوار الوطني اليمني وأي عملية سياسية قادمة، إلا أنها قضية الشعب الجنوبي بجميع مكوناته، ولا يمكن اختزالها في شخص عيدروس الزبيدي أو مكون المجلس الانتقالي.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } مدينة حضرموت - مشاع إبداعيمطالب أبناء المحافظات الجنوبيةوتُولي المملكة مطالب أبناء المحافظات الجنوبية اهتمامًا خاصًا، وتعمل على دعم حقوقهم المشروعة عبر المسارات السلمية والأدوات الفاعلة، بعيدًا عن أي دعم للصراعات أو الأعمال العسكرية.
واقترفت القوات التابعة للمجلس الانتقالي في اليمن سلسلة من الانتهاكات الجسيمة منذ سيطرتها على محافظة حضرموت، شملت الإعدامات خارج نطاق القانون بحق أسرى عسكريين، والاعتقالات التعسفية والإخفاء القسري للمدنيين والعسكريين، والإخلاء القسري للأسر من منازلهم، ونهب المنازل والمحلات التجارية والمؤسسات المدنية والعسكرية، وفرض قيود صارمة على حرية التنقل.
ولا تحتمل الأوضاع المعيشية للمواطنين اليمنيين فتح المزيد من جبهات الاستنزاف الداخلية، مما يستوجب اضطلاع جميع المكونات اليمنية بمسؤولياتها في إنهاء الخلافات، وتهيئة الأجواء للعمل تحت مظلة مجلس القيادة الرئاسي وتجنب أي تصعيد يمكن أن يؤدي لتدهور الأوضاع الاقتصادية والأمنية.

مقالات مشابهة

  • الشرق الأوسط: الرياض ترفض استنساخ نموذج الحوثي عبر تحركات الانتقالي في حضرموت.. عاجل
  • ماذا يجري في حضرموت؟.. كاتب سعودي يهاجم المجلس الإنتقالي ويحمله المسئولية
  • محاولة لفهم ما يحدث في اليمن
  • العليمي يدعو لتركيز الجهود ضد الحوثي
  • انتهاكات ترافق توسع الانتقالي في حضرموت.. وتعليق سعودي
  • ترفض الإجراءات الأحادية للمجلس الانتقالي الجنوبي.. السعودية تكثف مساعيها لتهدئة حضرموت
  • "تهديد خطير".. رفض سعودي قاطع لسيطرة "الانتقالي الجنوبي" على حضرموت
  • في تطور لافت اتفاق إيراني-سعودي جديد يدفع نحو الحل السياسي في اليمن
  • الانتقالي يعلن بسط سيطرته شرقي اليمن ووفد سعودي يبحث التهدئة