قتل الصحفيين بغزة.. هكذا حقق ميديا بارت في الأمر
تاريخ النشر: 12th, February 2024 GMT
لم يحدث قط أن قتل هذا العدد الكبير من الصحفيين في مثل هذا الوقت القصير، لا في الحربين العالميتين، ولا أثناء الحروب في فيتنام والبوسنة والعراق وأفغانستان، ولا حتى في أوكرانيا، ولم يسبق أن كان الصراع مميتا إلى هذا الحد بالنسبة لمهنة إعداد التقارير، ولذلك قام موقع ميديا بارت بالتحقيق في مأساة 81 صحفيا قتلوا في غزة وجنوب لبنان منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، علما أن العدد الإجمالي للشهداء من الصحفيين حتى الآن تجاوز 120 صحفيا.
وذكّر الموقع -في تحقيق مشترك بين يونس أبزوز ورشيدة العزوزي- أن 81 صحفيا قتلهم الجيش الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، بحسب لجنة حماية الصحفيين، وهي منظمة مستقلة مقرها الولايات المتحدة، تدافع عن حرية الصحافة وحق الصحفيين في نقل الأخبار بأمان ودون خوف من الانتقام.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4سجل طويل لإسكات صوت الحقيقة.. صحفيون في مرمى نيران إسرائيلlist 2 of 4رسالة لا بد منها.. إلى المؤسسات المهتمة بحقوق الصحفيين وحمايتهمlist 3 of 4رايتس ووتش وأمنستي: الهجومان الإسرائيليان على صحفيين بجنوب لبنان كانا "جريمة حرب"list 4 of 4حنين القشطان.. شهيدة جديدة للصحافة بقصف إسرائيل لغزةend of listوتعد هذه الخسائر هي الأكبر بالنسبة للصحفيين في تاريخ الحروب الحديثة، إلى درجة أنها تنتهي بتجريد الموتى من إنسانيتهم بتحويلهم إلى مجرد أرقام، ولأن غزة -كما يقول الكاتب الفلسطيني كريم قطان- "ليست فكرة مجردة، بل أماكن وحياة وأشخاصا يختفون تحت القنابل"، فنحن مدينون للقتلى بألا نجعلهم مجرد أرقام، وبأن نعيد إليهم أسماءهم ووجوههم وتاريخهم، وعلينا إظهار الحجم غير المسبوق لمحاربة الحق في نقل الأخبار وفي المعرفة.
ولذلك تعهد ميديا بارت بإظهار هوية الصحفيين الذين قتلوا حتى الآن رغم صعوبة المهمة، بسبب حجم الكارثة الإنسانية في غزة والحصار الإعلامي الذي تفرضه إسرائيل، بحظرها وصول وسائل الإعلام الدولية إلى القطاع.
أما الصحفيون الوحيدون الذين تمكنوا من توثيق ما يحدث في غزة، فهم الفلسطينيون الذين يعملون في ظروف مروعة تحت القنابل والحصار الكامل، ولا يتخذون الصحافة مجرد مهنة، بل هي سلاحهم لتنبيه العالم إلى المجزرة المستمرة وكسر اللامبالاة ولفت انتباه العالم إلى محنة شعبهم.
الفضاء الرقمي
قُتلت آيات خضورة، وهي منشئة للبودكاست، يوم 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 جراء غارة على منزلها في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، وهي الصحفية الـ48، وفقا لإحصائيات لجنة حماية الصحفيين، وكانت لديها أحلام كبيرة، ولم تفهم أنه "لا شيء ولا أحد يمكن أن يوقف هذه الحرب الرهيبة التي تبيدهم".
وتساءل التحقيق كيف يمكنك استعادة حياة شخص هلكت عائلته بأكملها تقريبا في القصف نفسه ولم يبق أحد ليروي القصة؟ كيف يمكنك الاتصال بأحبائك الباقين على قيد الحياة عندما تكون الاتصالات في غزة مقطوعة بانتظام؟ في هذه الحالة عندما يصبح العمل الميداني مستحيلا لا يبقى سوى المساحة الرقمية، حيث وجد التحقيق الرسائل الأخيرة للصحفيين المقتولين، على شبكات التواصل الاجتماعي.
حاول الموقع الاتصال بأكثر من 100 شخص معظمهم من سكان غزة، ممن شاركوا حزنهم على وسائل التواصل الاجتماعي وممن يعرفون واحدا أو أكثر من الضحايا، كما روى الصحفيون العالقون في القطاع أجزاء من حياة زملائهم المفقودين، وأظهروا الرغبة في تكريم ذكرى المراسلين الذين سقطوا.
وقد ساعد صحفي في تلفزيون فلسطين فادي جاد لافي في إعادة بناء قصة العديد من زملائه، وتحدث بصراحة عن ظروفه المعيشية منذ إخلاء مدينة غزة، عندما اضطر إلى الانتقال جنوبا مع عائلته، وهو يعيش الآن في المنطقة الحدودية مع مصر في الشارع، دون مأوى ولا طعام، "لدي 10 أطفال، وصحتهم تتدهور يوما بعد يوم. ينامون في الخارج. ويقتصر الطعام على وجبتين كل يومين"، هذا هو وضع الصحفيين في غزة، عندما ينقلون مأساتهم الخاصة، كما يعلق كاتبا التحقيق.
وباستثناء وائل الدحدوح نجم الجزيرة الذي علم على الهواء مباشرة بوفاة زوجته واثنين من أبنائه، وهزت قصته العالم أجمع، والمصور الصحفي معتز عزايزة الذي يتابعه 18 مليون مشترك، لم يتمكن سوى عدد قليل من الصحفيين من الخروج من قطاع غزة.
ولا يزال 8 مراسلين من مكتب وكالة الصحافة الفرنسية عالقين في غزة مع عائلاتهم، وتستخدم إسرائيل حق النقض ضد خروجهم.
وقد وصفت إسرائيل مرارا وتكرارا بعض الصحفيين الفلسطينيين بأنهم إرهابيون، وغرد وزير الدفاع بيني غانتس قائلا إن "الصحفيين إذا كانوا على علم مسبق بمذابح السابع من أكتوبر/تشرين الأول فهم لا يختلفون عن الإرهابيين وتجب معاملتهم على هذا النحو"، وبالفعل برر الجيش الإسرائيلي قتل صحفيي الجزيرة حمزة الدحدوح ومصطفى ثريا باتهامهما بأنهما "عملاء إرهابيون" مرتبطون بحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحليفتها حركة الجهاد الإسلامي.
واعتمد المحققان على مبادرات جماعية وفردية في جمع المعلومات، وفي بعض الأحيان، لم يتمكنا -حسب قولهما- من العثور إلا على تاريخ الوفاة ومكانها، ولم يجدا صور عدد من القتلى، وقد اعتمدا على الإحصاء الذي أعدته لجنة حماية الصحفيين، وقد أفاد بمقتل 85 صحفيا وعاملا في مجال الإعلام منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، بينهم 78 فلسطينيا و4 إسرائيليين و3 لبنانيين.
وقد قدمت منظمات أخرى أعدادا لا تتفق مع ما ورد لأن طرق العد تختلف، إذ أدرج الاتحاد الدولي للصحفيين الذي يوفر السترات الواقية والخوذات وكذلك الطعام والملابس النظيفة للصحفيين الفلسطينيين، 99 صحفيا وعاملا في مجال الإعلام على أنهم قتلوا، وذلك لأن الاتحاد الدولي للصحفيين لا يحسب الصحفيين السابقين.
وذكر التحقيق أن قتل الصحفيين هو أحد أخطر الأسلحة لقمع الحقيقة، وأن استهدافهم عمدا يعد جريمة حرب، وعلى هذا الأساس تقدمت منظمة مراسلون بلا حدود غير الحكومية بشكوى أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة "جرائم الحرب المرتكبة ضد الصحفيين الفلسطينيين في غزة، وضد صحفي إسرائيلي".
وهذه ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها إسرائيل الصحفيين عمدا في قطاع غزة، ففي عام 2018، قدمت مراسلون بلا حدود أول شكوى بعد إطلاق قناصة إسرائيليين النار على صحفيين فلسطينيين خلال "مسيرة العودة الكبرى" في غزة، كما وثقت لجنة حماية الصحفيين، على مدى العقدين الماضيين، ما لا يقل عن 20 جريمة قتل لصحفيين ارتكبها أفراد من الجيش الإسرائيلي، وفي كل مرة يتم الإفلات من العقاب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: السابع من أکتوبر تشرین الأول لجنة حمایة الصحفیین فی غزة
إقرأ أيضاً:
الرسائل الملكية من لقاء الصحفيين والكتاب
صراحة نيوز- بقلم / ماجد القرعان
قلتها واقولها باستمرار ( الاردن لا يقبل القسمة والهاشميون نعمة وصمام الأمان والاردن صلب بجيشه وأجهزته الأمنية وتماسك شعبه والتفافهم حول قيادتهم الحكيمة )
حديث جلالة الملك يوم امس خلال لقاءه بثلة من الصحفيين والكتاب تضمن العديد من الرسائل للداخل الأردني وللخارج لا بل ان بعض هذه الرسائل مكررة ( توكيدية ) لمن لا زال على اعينهم غشاوة سواء بالنسبة لمواقف الأردن الثابتة من القضية الفلسطينية وجهوده الإغاثية للتخفيف من معاناة الأهل في غزة هاشم وكذلك المسؤوليات الوطنية التي تقع على عاتق ابناء وبنات الإسرة الأردنية الواحدة ليبقى محافظا على قوته التي هي قوة لجميع الأشقاء وقضاياهم .
جلالته وكعادته تحدث بشفافية ووضوح وانسانية وبقوة القائد الذي يعتز بشعبه والحريص على مستقبلهم غير آبه لحملات التشكيك التي تستهدف التقليل من دور المملكة الأردنية الهاشمية الإغاثية جراء ما يحدث في غزة من قتل وتجويع لكن الأبرز بخصوص الشأن المحلي ما جاء في العنوان الرئيس لخبر اللقاء الذي بثته وكالة الأنباء الأردنية حين أكد جلالته على
( ضرورة احترام جميع وجهات النظر ) وهي من وجهة نظري رسالة لجميع الأردنيين مواطنين ومسؤولين على حد سواء .
فالمواطن الشريف الملتزم بثوابت الدولة مطالب بتحمل مسؤولياته الوطنية على جميع المستويات من حماية للوحدة الوطنية ومحاربة حملات التشكيك ودحر الإشاعات والتوعية من المخاطر التي فرضتها الأحداث في الإقليم والإنصراف للعمل كل في مجاله لتعظيم الإنتاج وتمتين الإقتصاد الوطني والإبتعاد عن كل ما من شأنه ان يثير النعرات والفتن فوقف الحياة الطبيعية في الأردن والإضرار بالإقتصاد الوطني وكما قال جلالته لا يخدم مصالح اخوتنا في فلسطين .
وما ينطبق على المواطن ينطبق ايضا على المسؤول أنا كان منصبه او مرتبته في التعامل مع الوطن والمواطنين الذين هم شركاء في تحمل المسؤوليات ومن حقهم على المسؤول ان يستمع اليهم ويحترم وجهات نظرهم ويتواصل معهم ميدانيا للوقوف على مشاكلهم واحتياجاتهم وأكثر من ذلك مطالبين بتقبل النقد واحترام الرأي الآخر لا بل مرفوض عدم مبالاة البعض ومرفوض التعامل الفوقي وكأنهم في مناصبهم ملاكين لمزارع خاصة .
انني على قناعة تامة ان هدف جلالته من لقاءاته مع مختلف اطياف المجتمعات وقطاعاته ليس للاستماع للون واحد من وجهات النظر أو لأشخاص بعينهم ( مكررين ) بل يريد ان معرفة نبض الشارع بصدق ومسؤولية ومثل ذلك يتطلب من اصحاب الشأن التنويع فهل نشهد مثل ذلك مستقبلا ؟ .