الجزيرة:
2025-07-12@13:32:00 GMT

الذكاء الاصطناعي.. هل يمكنك أن تأتمنه على أطفالك؟

تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT

الذكاء الاصطناعي.. هل يمكنك أن تأتمنه على أطفالك؟

الذكاء الاصطناعي يغير طريقة عملنا ولعبنا وأساليب التواصل بسرعة. وعلى الرغم من أن لديه القدرة على المساعدة في حل المشاكل المعقدة، فمن المحتمل أنك سمعت أيضاً مخاوف جدية عن ذلك، وخصوصاً الطرق التي قد يغير بها الذكاء الاصطناعي حياة الأطفال والمراهقين.

فعلى الرغم من أن الذكاء الاصطناعي يتقدم بشكل أسرع مما توقعه أي شخص، فإن معظم الدول لم تفكر في كيفية تأثير الذكاء الاصطناعي على الرفاهية الاجتماعية والعاطفية للأطفال.

فلدى الأطفال -وحتى قبل مرحلة الإنترنت والأجهزة المحمولة- قابلية كبيرة للارتباط بالألعاب، حيث يمكن لهم تكوين علاقات عميقة مع الأشياء غير الحية مثل الدمى التي لا تمتلك قدرة على التفاعل مع الطفل.

واليوم يرتبط الذكاء الاصطناعي بالكثير من جوانب حياتنا، وأصبح من الممكن تكوين نماذج موجهة للأطفال تستطيع التفاعل معهم والتأثير بهم. ومن هنا يتبادر إلى الذهن سؤال واحد هو: كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي في حياة الطفل؟

كيف يستفيد الأطفال من الذكاء الاصطناعي؟

أشار خبراء صحة الأطفال في منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" إلى أن الأطفال في جميع أنحاء العالم يستخدمون الذكاء الاصطناعي بشكل يومي تقريبا. فمعظم الألعاب ودمى الأطفال ومنصات الإنترنت التفاعلية المخصصة للأطفال تعتمد على تقنية الذكاء الاصطناعي.

ومن السهل أن نرى كيف يمكن لهذا المفهوم أن يثير القلق، لكن إذا نظرنا إلى ما هو أبعد من ذلك، فيمكننا أن نرى كيف يمكن للذكاء الاصطناعي والمراقبة الأبوية الجيدة أن تحسن حياة الأطفال بطرق إيجابية وعصرية.

وسنذكر بعضا من أهم الفوائد التي يمكن أن يحققها الذكاء الاصطناعي للأطفال والأجيال القادمة:

تحسين الخبرات التعليمية

مع تقدم الذكاء الصناعي، تسابقت الشركات المهتمة بالتعليم لإنشاء نماذج ذكاء اصطناعي تلبي احتياجات الأطفال، وتشمل الشركات المتخصصة في التعليم باستخدام الذكاء الصناعي شركة كارنيغي ليرنينغ وكوجني وكيد سينس.

بالإضافة إلى شركة بينويل، وهي شركة تكنولوجيا تركز على الأطفال أعلنت عن إطلاق تطبيقها بينويل جي بي تي المصمم للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و12 سنة، حيث تدّعي الشركة أنه يولّد ردودا مناسبة بحسب العمر فقط.

قال الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة بينويل "دين ويتبيك" في بيان نشره موقع "ديكريبت": لقد أنشأنا طريقة تعليمية وممتعة لأطفال اليوم للاستفادة من القوة والإمكانات المثيرة للذكاء الاصطناعي والوصول إلى المعلومات على الإنترنت، ولكن مع مراعاة الحماية والأمان المناسبين للعمر. ويمكن للأطفال المشاركة في تقنية الذكاء الاصطناعي التي تغير عالمنا بسرعة ويمكن للآباء أن يشاركوا بنشاط في المحادثة، وذلك من خلال مشاهدة المحتوى والتدخل في الوقت والمكان المناسبين، لتقديم الإرشادات أو التوضيح.

فالذكاء الاصطناعي أداة قيمة للتعلم في المراحل المبكرة، حيث يمكن استخدامه لتخصيص الدروس وتجارب التعلم بما يتناسب مع الاحتياجات الفردية للأطفال الصغار والمراهقين، كما يمكن أن يساعد المعلمين وأولياء الأمور على إيجاد طرق لإثراء التعليم للأطفال بكل القدرات في مراحل النمو مختلفة. وعلى الرغم من أنه لا يمكن أن يكون بديلا جيداً للمحادثات الحية، فإنه يمكنه مساعدة الأطفال في تحسين مهاراتهم اللغوية وحتى تعلم لغات جديدة.

مع تقدم الذكاء الصناعي تسابقت الشركات المهتمة بالتعليم لإنشاء نماذج ذكاء اصطناعي تلبي احتياجات الأطفال (غيتي) تعزيز الإبداع

نحن نعيش في عالم مرئي، لذا يحتاج الأطفال إلى طرق للتعبير عن أفكارهم من خلال الصور والتصوير والرسوم البيانية وغيرها.

فلا يعد الذكاء الاصطناعي ذا قيمة للفنانين الناشئين فقط، بل أيضا للأطفال الذين يرغبون في إنشاء عروض بيانية ومخططات ورسومات بسيطة ورسوم متحركة ومرئيات أخرى، وهذا ما خلص له تقرير نشره موقع "هيلثي شيلدرين".

وقد يكون الذكاء الاصطناعي قادرا على تحفيز الأطفال والتفاعل معهم بطرق جديدة، فليس غريبا أن يكون تفاعليا وممتعا للأطفال، وأن يوفر طرقا جديدة للاستمتاع واكتشاف عالمهم. وبالنسبة للبعض، قد تكون هذه تجربة تغير حياتهم وتفتح أبوابا جديدة، وتعزز أداءهم المدرسي وتساعدهم في التحضير لتحديات حياة البالغين.

المساعدة في حل المشكلات

فمن خلال التفاعل مع الروبوتات الاجتماعية، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحسن التفكير النقدي الطريقة التي نعبر بها عن أفكارنا وتحليل المواقف، ويمكنه أيضاً تحسين قدرات فهمنا. فعلى سبيل المثال يقدم روبوت "رويبي" للأطفال مواقف وأسئلة افتراضية، مما يشجعهم على التفكير بشكل نقدي.

وأظهرت الدراسات أن الأطفال الذين يتفاعلون مع هذه الروبوتات الاجتماعية عرضة لأن يعاملوها كشريك بشري، كما يساعد التفكير النقدي الأطفال في التعاون والتواصل مع الروبوتات بشكل إنتاجي، مما يمنح الأطفال المزيد من الثقة في التفاعلات الاجتماعية داخل وخارج الصف الدراسي.

تجهيز الأطفال لفرص المستقبل في مجال الوظائف

ذكر تقرير لموقع "غيت ليرن" أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يُعِد الأطفال في سن مبكرة للفرص المستقبلية في سوق العمل المتطور بسرعة، كما يمكن أن يوفر للأطفال الكفاءات والمعرفة اللازمة للنجاح في عالم منغمس بالتكنولوجيا، مثل برمجة الحاسوب وتحليل البيانات، وذلك من خلال فهم إمكانيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته. كما يمكن للأطفال أن يحظوا ببداية جيدة في الاستكشاف والتحضير لحياة مهنية في مجالات التكنولوجيا والابتكار.

ومع وجود أساس متين في الذكاء الاصطناعي، يمكن أن يكون الأطفال مستعدين بشكل مميز للاستفادة من الفرص الوظيفية العديدة التي ستظهر في المستقبل، مما يساعدهم على بناء مهن ممتعة ومجزية.

مخاطر الذكاء الاصطناعي على الأطفال

على الرغم من كل الوعود التي تحملها منصات الذكاء الاصطناعي، فإنها يمكن أن تُلحق الضرر بالأطفال والأسر، خاصة أن عالم الإنترنت كبير ومفتوح، ومن طبيعة الطفل أنه فضولي ويحب الاكتشاف، وهذا ما يفتح الأبواب نحو الولوج إلى مخاطر أدوات الذكاء الاصطناعي. وسنذكر أبرز ما يمكن أن يتعرض له الأطفال أثناء خوضهم في الذكاء الاصطناعي:

قد ينشر الكراهية والتحيز والصور النمطية

بما أن الذكاء الاصطناعي "يتعلم" من كل ما يجده على الإنترنت، فقد تعكس منصات الذكاء الاصطناعي نفس التحيزات التي تهدد بتقسيمنا وعزلتنا. وتُظهر دراسات واسعة النطاق أن المحتوى الذي يُنشأ بواسطة الذكاء الاصطناعي يعزز الصور النمطية والأكاذيب، ويجب على البالغين أن يكونوا جاهزين للحديث مع الأطفال عما يرونه عبر الإنترنت وكيف يمكن أن يعزز المعتقدات والأفعال السلبية.

الذكاء الاصطناعي أداة قيمة للتعلم في المراحل المبكرة بما يتناسب مع الاحتياجات الفردية للأطفال والمراهقين (غيتي) مفترسو الإنترنت

من المخاطر المقلقة للغاية للأطفال عبر الإنترنت تهديد المعتدين والمحتالين، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي على وجه التحديد أن يُمكّن المحتالين عبر الإنترنت إخفاء هوياتهم الحقيقية والاختباء وراء الشخصيات.

وذكر موقع "ناترهب" أن هؤلاء المحتالين يمكنهم استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لإنشاء روايات تحاكي قصص الأطفال، مما يزيد من خطر استمالة الأطفال واستغلالهم. كما أن الألعاب والعوالم الافتراضية التي يُنشئها الذكاء الاصطناعي تقدم فرصا كبيرة للتفاعل الاجتماعي، ولكنها يمكن أيضا أن تعرّض الأطفال لسلوك عدواني، ويمكن للمعتدين عبر الإنترنت استخدام هذا المجتمع -الذي يبدو آمنا- لاستغلال ثقة الأطفال وضعفهم.

انتهاك خصوصية الأطفال وذويهم

يجمع الذكاء الاصطناعي كمية هائلة من البيانات، فعلى سبيل المثال، عُثر على لعبة واحدة تسجل المحادثات بين الآباء والأطفال وأي شخص آخر قريب، مع إمكانية نقل البيانات من هذه المحادثات إلى أطراف ثالثة. ومن الصعب متابعة التقارير المتعلقة بالألعاب والأجهزة التي قد تنتهك خصوصية عائلتك، ولكن قد يرغب الآباء في تجنب الألعاب التفاعلية التي يمكنها التحدث مع الأطفال.

تقليص التفاعل البشري في المجتمع

يواجه الأطفال والمراهقون حالياً وباء العزلة الاجتماعية، ويمكن أن تقلل الأنظمة المستندة إلى الذكاء الاصطناعي من الوقت الذي يقضونه في التفاعل مع الآخرين. وإذا أصبح الأطفال يعتمدون كثيراً على أنظمة الذكاء الاصطناعي، فقد يؤدي ذلك إلى تفويت الاتصال البشري الحاسم الضروري لتطورهم، بحسب ما ذكر موقع "كيدزلوكس".

ويعتبر الذكاء الاصطناعي سلاحا ذا حدين بالنسبة للأطفال، والعامل الحاسم هنا هو الأبوان اللذان عليهما توجيه أطفالهما ومراقبتهم كي ينعموا بأكبر فائدة وأقل ضرر من الذكاء الاصطناعي في هذا العالم المتطور.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی للذکاء الاصطناعی عبر الإنترنت على الرغم من التفاعل مع الأطفال فی یمکن أن ی ما یمکن من خلال أن یکون

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي يساعد الأطباء في قرارات العناية الحرجة

طوّر باحثون من جامعة وورويك البريطانية (The University of Warwick)، أداة ذكاء اصطناعي جديدة لمساعدة الأطباء في اتخاذ القرار الصعب بشأن إدخال أنبوب التنفس للمرضى المصابين بفشل تنفسي حاد، عبر التنبؤ المبكر بالحالات التي قد تحتاج إلى التنبيب، ما يساعد على تحسين نتائج العلاج. 

اقرأ أيضاً.. تقنية ذكية تُسهِّل فهم سجلات المرضى في أقسام الطوارئ

تحديات العلاج
يحدث الفشل التنفسي الحاد عندما يعجز الجهاز التنفسي عن إمداد الجسم بالأكسجين أو التخلص من ثاني أكسيد الكربون. ويعتمد العلاج أساساً على دعم التنفس الخارجي، مثل التهوية غير الغازية عبر قناع الوجه، إلا أن حوالي 40% من المرضى لا يستجيبون لهذا العلاج، ويحتاجون لاحقاً إلى إدخال أنبوب التنفس والتهوية الميكانيكية الغازية.

"TabPFN" المبتكر
يُعرف النموذج باسم "TabPFN"، وهو نظام تعلم آلي مبتكر صُمم خصيصاً لتصنيف البيانات الجدولية، ويعتمد على تقنية "التعلم داخل السياق"، التي تمكّنه من إصدار توقعات دقيقة وفورية عند التعامل مع بيانات جديدة، حتى مع مجموعات صغيرة من القياسات، ودون الحاجة إلى تدريب من الصفر.

اقرأ أيضاً.. أداة ذكية تتفوق على الأطباء في تشخيص سرطان المعدة

تجارب ميدانية
وفقاً لموقع "ميديكال إكسبريس" المتخصص في الأبحاث الطبية، بدأ اختبار النظام الذكي ميدانياً في مستشفيات جامعة "نورث ميدلاندز"، حيث يستخدم الأطباء تطبيقاً لإدخال القياسات الروتينية لمرضى التهوية غير الغازية، وتُرسل هذه البيانات إلى فريق جامعة وورويك، ليحللها "TabPFN" ويصدر توقعاته حول نجاح أو فشل العلاج، ثم تُقارن هذه التوقعات بالنتائج الفعلية لقياس دقته.

دعم القرارات الطبية
قال البروفيسور ديكلان بيتس من كلية الهندسة بجامعة ووريك وقائد فريق البحث: "علاج الفشل التنفسي الحاد يتطلب قرارات حاسمة في ظروف ضاغطة وبمعلومات محدودة، والمرضى الذين يفشلون في التهوية غير الغازية معرضون لخطر أكبر للوفاة، ما يجعل هذه القرارات بالغة الأهمية".
وأضاف: "طوّرنا هذا النموذج ليعمل على القياسات الروتينية، مثل معدل التنفس ومستويات الأكسجين، ويقدم توقعاً لفشل التهوية غير الغازية خلال ساعتين فقط من بدء العلاج بدقة تفوق الأساليب الحالية، مما يجعله واعداً للتجارب السريرية وللتطبيق على نطاق واسع".
وأوضح بيتس: "النموذج لا يستبدل قرارات الأطباء، لكنه يدعمهم بتحليل موضوعي للبيانات وإصدار توقعات يمكنهم الاستفادة منها عند اتخاذ قراراتهم المعقدة".

اقرأ أيضاً.. أداة ذكاء اصطناعي تكشف 9 أنواع من الخرف بفحص واحد

آفاق التوسع
قال تيم سكوت، استشاري التخدير في مستشفيات جامعة نورث ميدلاندز: "نختبر حالياً تطبيقاً قائماً على هذا النموذج في المستشفى، وقد أظهر دقة عالية في التنبؤ بنتائج التهوية غير الغازية. نحن متفائلون بإمكاناته في تحسين رعاية المرضى ونسعى إلى تطويره لاعتماده على نطاق أوسع".
بدوره، ذكر البروفيسور جافين بيركنز، عميد كلية الطب بجامعة ووريك: "مرضى الفشل التنفسي الحاد يستهلكون موارد كبيرة ويواجهون معدلات وفيات مرتفعة. الذكاء الاصطناعي لديه إمكانات هائلة لدعم الأطباء في إدارة هذه الحالات وتحسين نتائجها. وحدة التجارب السريرية في ووريك رائدة في تقييم العلاجات الجديدة، ونتطلع للتعاون مع كلية الهندسة لتطوير هذه التقنيات لصالح المرضى".
ومع غياب إرشادات رسمية لتوقيت إدخال أنبوب التنفس، واعتماد الأطباء المحدود على المؤشرات الحالية، يمثل "TabPFN" إضافة قيّمة لتحسين رعاية المرضى وجودة حياتهم.

أمجد الأمين (أبوظبي)

أخبار ذات صلة ويمبلدون تتوج «الزوجي المختلط» الذكاء الاصطناعي يتفوق في التنبؤ بخطر الإصابة بالنوبات القلبية

مقالات مشابهة

  • وظيفتك في خطر؟ انقذ نفسك قبل أن يستبدلك الذكاء الاصطناعي
  • رجل يقع في حب روبوت دردشة.. قصة عشق من عالم الذكاء الاصطناعي!
  • شرطة الفجيرة تطلق مبادرة «أطفالك مسؤوليتك»
  • شرطة الفجيرة تطلق «أطفالك مسؤوليتك»
  • الذكاء الاصطناعي من جوجل يمكن أن يحدث تحولا في الرعاية الصحية
  • تعرف على ركن الأزهر الشريف بمعرض الكتاب الدولي بمكتبة الإسكندرية
  • الذكاء الاصطناعي يساعد الأطباء في قرارات العناية الحرجة
  • الصحة تواصل دعم الأطفال.. صرف علاج نقص «هرمون النمو» للمناطق الوسطى والجنوبية
  • مخيم تدرا.. بوابة النشء إلى عالم الذكاء الاصطناعي
  • لقاء توعوي للأطفال عن مخاطر الفيروسات الكبدية بمكتبة أسيوط الجديدة