تعتزم الحكومة البريطانية التوسع في اعتماد تقنية التعرف على الوجه ونشرها في المملكة المتحدة، نظراً إلى كونها أثبتت فاعليتها، لكنّ هذا التوجه يثير المخاوف، ويجعل بعض الجهات تتهم السلطات بالانزلاق نحو فرض مراقبة جماعية.

وقد وُضعت كاميرا اختبارية في أحد أيام ديسمبر 2023 قرب محطة «كرويدون» في جنوب لندن، ومكّن هذا الإجراء من القبض على عشرة من المشتبه بهم في قضايا تهديد بالقتل أو احتيال مصرفي أو سرقة.

كما استُخدمت تقنية التعرف على الوجه بشكل خاص خلال سباق الجائزة الكبرى البريطاني للفورمولا 1 وتتويج تشارلز الثالث في مايو، ولذلك تعتبر هذه التقنية «أولوية قصوى» وفق ما أعلن وزير الدولة للشرطة «كريس فيلب» في أكتوبر الماضي، مسلطاً الضوء على «الإمكانات العالية» لهذه التكنولوجيا.

وأضاف أن انتشارها «أدى إلى توقيفات كانت قد تبدو مستحيلة من دون هذه التقنية، ولم تكن هناك أي إنذارات كاذبة».

وأثارت هذه الرغبة جدلاً لدى بعض النواب من جميع الجهات، إذ طالب هؤلاء الجهة المنظمة للقطاع اتخاذ تدابير لمنع إساءة الاستخدام.

وكتبوا في رسالة إن «التعرف على الوجه يتضمن معالجة جماعية للبيانات البيومترية الحساسة من أعداد هائلة من الأشخاص، غالباً من دون علمهم»، واعتبروا أن ذلك «خطر جسيم على حقوق أفراد العامة».

نتائج زائفة

يقول هؤلاء النواب إن نتائج كاذبة أدت إلى أكثر من 65 تدخلاً للشرطة من دون وجه حق، بما في ذلك اعتقال تلميذ يبلغ 14 عاماً يرتدي الزي العسكري، وبعد أن أحاطت به الشرطة أخذت بصمات أصابعه قبل إطلاق سراحه.

وسلط البرلمانيون الضوء أيضاً على المخاطر المرتبطة باستخدام هذه التكنولوجيا في الأماكن الخاصة، قائلين إنه يمكن لذلك أن يثني البعض عن القيام بمشتريات أساسية، مثل الطعام، أو حتى قد يتعرض لتدخلات تطفلية أو مواجهات مع رجال الأمن.

وفي العام الماضي، دافع مالك سلسلة متاجر «سبورتس دايركت» عن استخدام تقنية التعرف على الوجه، قائلاً إنها أدت إلى انخفاض معدلات السرقة والعنف ضد الموظفين.

«بطاقات هوية متنقلة»

ومن جانب المدافعين عن الحقوق المدنية، يرى مارك جونسون من منظمة «بيغ براذر ووتش» أن التعرف على الوجه «أداة أورويلية (مستوحاة من عالم روايات جورج أورويل) للمراقبة الجماعية التي تحولنا جميعاً إلى بطاقات هوية متحركة».

ويقول المعارضون إن هذه التقنية تترك الكثير من السلطة بلا أي رادع في أيدي الشرطة التي منحها القانون أخيراً صلاحيات متزايدة لإجراء اعتقالات أثناء الاحتجاجات.

وتتركز المخاوف بشكل خاص على غياب الرقابة على الطريقة التي تُعد بها الشرطة قوائم المراقبة الخاصة بها، والتي تضم، بحسب منتقدي تقنية التعرف على وجوه المتظاهرين، أشخاصاً يعانون مشكلات نفسية، من دون أن يشتبه في ارتكابهم أدنى مخالفة.

وتؤكد قوات الأمن أنها تحذف بيانات أي شخص غير مدرج في قائمة المراقبة على الفور وبشكل تلقائي. وتشدد وزارة الداخلية على أن القانون الحالي يحكم بشكل صارم استخدام هذه التكنولوجيا.

وفي يونيو 2023، دعا البرلمان الأوروبي إلى فرض حظر على أنظمة التعرف التلقائي على الوجه في الأماكن العامة.

وفي المملكة المتحدة، يريد أعضاء البرلمان الذين يعارضون هذه التقنيات الذهاب إلى أبعد من ذلك، وقال النائب المحافظ «ديفد ديفيس» «لم تحصل ميزة التعرف على الوجه على موافقة صريحة من البرلمان على الإطلاق»، واعتبر «أنها أداة للمراقبة الجماعية» التي «ليس لها مكان» في المملكة المتحدة

 

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

أمانة الباحة تُطلق مشروع مسح وتقييم الطرق باستخدام تقنيات ذكية لرفع جودة البنية التحتية

أطلقت أمانة منطقة الباحة، اليوم، مشروع مسح وتقييم الطرق وبناء وتشغيل نظام موحد لإدارة صيانة الأرصفة وعناصر الطرق الحضرية، وذلك بحضور وكيل وزارة البلديات والإسكان للمشاريع والصحة العامة المهندس حسان عسيري، وأمين منطقة الباحة الدكتور علي بن محمد السواط، وعددٍ من مسؤولي الوزارة والأمانة.

ويهدف المشروع إلى رفع كفاءة شبكة الطرق وتعزيز استدامتها، من خلال استخدام تقنيات المسح الذكي والليزري عالية الدقة لتقييم حالة الطرق الحضرية، ورصد العيوب والتشققات ومعامل الوعورة، إلى جانب بناء قاعدة بيانات شاملة تسهم في دعم قرارات الصيانة الوقائية، وتحسين مستوى السلامة المرورية.

وأوضح الدكتور السواط أن المشروع يتضمن مجموعة من المعدّات التقنية المتقدمة، من أبرزها معدة المسح الليزري للطرق التي تلتقط بيانات تفصيلية بدقة عالية، وجهاز رصد معلومات سطح الطريق (RSP) المزوّد بـ(13) حساس ليزر لقياس التخدد ومعامل الوعورة، إضافةً إلى كاميرا التصوير ثلاثي الأبعاد (360 درجة) لتوثيق الأصول والمواقع، ومعدة الحمل الساقط المستخدمة في التقييم الإنشائي للطرق وتحليل تشوهات السطح، إلى جانب معدة قياس سماكة طبقات الرصف بتقنية الإشارات الكهرومغناطيسية، ومعدة قياس مقاومة الانزلاق التي تستخدم تقنية قياس معامل الانزلاق (Friction Number) لتقييم السلامة المرورية للطرق والشوارع الرئيسة.

وبيّن المهندس عسيري، أن المملكة تمتلك بنية تحتية متينة تُعد شبكة الطرق الحضرية أحد ركائزها الأساسية، إذ تتجاوز أطوال الطرق في المملكة (300 ألف كيلومتر)، تسهم في دعم الحركة الاقتصادية والاجتماعية، مضيفًا أن الوزارة تعمل بالشراكة مع الأمانات على رفع جودة البنية التحتية في مختلف المناطق، مشيرًا إلى أن أمانة منطقة الباحة شهدت مؤخرًا تنفيذ عددٍ من المشاريع التنموية النوعية، منها مشروع متنزه الأمير حسام ومتنزه الشروق بتكلفة تجاوزت (78) مليون ريال، ومشروع تنفيذ الطرق بمدينة الباحة بتكلفة بلغت أكثر من (39) مليون ريال.

وأكّد أن إطلاق هذا المشروع التحولي يأتي ضمن توجه الوزارة لتوحيد أنظمة إدارة صيانة الطرق في الأمانات، بالتعاون مع شركة وطنية، حيث سيغطي المشروع أكثر من (2000) كيلومتر من الطرق الرئيسة، و(22) كيلومترًا من الطرق الفرعية في منطقة الباحة، سعيًا لرفع مؤشر جودة الطرق إلى (80٪) بحلول عام 2030، وتعزيز رضا المستفيدين عن الخدمات البلدية.

واختتم المهندس عسيري حديثه، بالتأكيد على أن المشروع يمثل خطوة نوعية نحو التحول الرقمي في إدارة أصول الطرق، مشيدًا بدعم الوزير الدكتور ماجد بن عبدالله الحقيل، وبالتعاون المثمر مع أمانة منطقة الباحة في تنفيذ المبادرات النوعية التي تسهم في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.

أخبار السعوديةآخر أخبار السعوديةقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • عائلات 3 محتجزين إسرائيليين تؤكد التعرف على هوياتهم
  • ندوة في ذمار تناقش الإجراءات التي تضمنها قانونًا الإجراءات الجزائية والشرطة
  • أمانة الباحة تُطلق مشروع مسح وتقييم الطرق باستخدام تقنيات ذكية لرفع جودة البنية التحتية
  • الاحتلال الإسرائيلي يحدد هوية 4 رهائن قتلوا خلال احتجازهم لدى حماس
  • 88 طالبًا من سامسونج للابتكار يتعرفون على أحدث تقنيات مدينة المعرفة
  • منحة جامعة مصر للمعلوماتية تذهب لمبتكر تطبيق SenseAI
  • عمليات التعرف على ضحايا درنة مهددة بالتوقف
  • من هي المرأة الحديدية التي غيرت بريطانيا؟
  • مجدي الجلاد: أكثر من 70% من الوجوه التي شاهدناها في مجلس النواب السابق لن تكون موجودة في المجلس المقبل
  • تقنيات فحص الغذاء المتطورة تبهر زوار فعاليات بيت الشباب بالشرقية