كتب: ماهر العباسي

لا يخفى على الجميع بأن الولايات المتحدة الأمريكية هي دولة مؤسسات وتسعى من خلال ذلك إلى إشراك المواطن في صنع القرار السياسي والأمني والقضائي، فبعد إعلان استقلالها في العام 1776 دعت الحاجة إلى كتابة دستور ينظم الحياة فيها على مختلف الصعد وتمكنت من ذلك في أيلول من العام 1789 من التوقيع على وثيقة الدستور الأمريكي واستمر العمل بذلك الدستور حتى يومنا هذا والذي يضم سبع مواد دستورية، لذلك عُدّ الدستور الأمريكي من أقدم الدساتير في العالم بوصفه غير َمنقطع وجامد فضلاً عن رصانته، ومن ثم لم يطرأ عليه سوى 27 تعديلاً فقط، ولعل من اهمها التعديلات العشرة الأولى التي صودق عليها من الكونغرس الأمريكي في العام 1791والتي اطلق عليها بـ : (وثيقة الحقوق) Bill of rights إذ تضمنت تلك الوثيقة على التعديلات العشرة: (لا يحق لمجلس الشيوخ سن قوانين تفرض إتباع دين معين، وتمنع حرية النقد حديثا أو كتابة أو تحد من حرية الصحافة أو تمنع التجمعات الشعبية للتعبير عن مطالبهم.

ولا يحق لمجلس الشيوخ أيضا سن قانون يمنع المواطنين من حمل السلاح أو اقتناءه أو بيعه، أو شراءه. ولا يحق لأحد ممثلي الدولة أو الجيش دخول بيت مواطن إلا بموافقة المالك، ولا يحق للدولة البحث في أوراق أو ممتلكات المواطنين ولا يحق أخذ أموال الأفراد العقارية بدون تعويض مقبول من المواطنين. وفي حالة ارتكاب جريمة فللمجرم الحق في الإسراع لمحاكمته، وله الحق في أن يعرف الجرم الذي ارتكبه أو المخالفة التي قام بها، وله الحق في مقابلة الشهود الذين يشهدون ضده وسماع أقوالهم، وله الحق في الحصول على شهود لمصلحته وله الحق في تعيين مجلس قضائي يدافع عنه).

ولذلك نأمل من صناع القرار السياسي في العراق والمهتمين بالشأن السياسي والمؤسسة التشريعية الاستفادة من الجانب الأمريكي في هذا المجال والتعاون معه، إذ لا يقتصر التعاون الأمريكي - العراقي على التواجد العسكري والمساعدة الامنية حسب بل يجب أن يتعدى ذلك. 

في توجيه عناية السلطة التشريعية في العراق بالاطلاع على التعديلات الدستورية في الولايات المتحدة الأمريكية والاستفادة منها في تعديل بعض مواد الدستور العراقي التي بها حاجة الى تعديل والتعاطي مع معطيات المرحلة ومعالجة الظواهر السياسية والاقتصادية والمجتمعية من خلال تعديل بعض مواد الدستور.


المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: وله الحق فی ولا یحق

إقرأ أيضاً:

حرشاوي: البعثة الأمميةفي ليبيا فقدت الدعم الأمريكي

???? ليبيا | الحرشاوي: أمريكا لم تعد تساند البعثة الأممية.. والاختيارات تُعرض لتجميع الآراء

ليبيا – قال المحلل السياسي المتخصص في الشأن الليبي، جلال الحرشاوي، إن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا تتبع أسلوبًا يقوم على عرض مجموعة من الخيارات السياسية على فئات مختلفة من المجتمع الليبي لتجميع آرائهم بشأنها.

???? آلية تشاورية متعددة الأطراف ????️
الحرشاوي، وفي تصريحات خاصة لموقع “إرم نيوز” القطري، أوضح أن البعثة تقوم أيضًا بالتواصل المتوازي مع عدة دول أجنبية ضمن هذه العملية، مضيفًا أن الهدف من ذلك هو اختيار الأنسب من بين المقترحات المعروضة، ومن ثم الإعلان بأن القرار جاء جماعيًا وليس فرديًا.

???? دور الأغلبية وغياب الدعم الأمريكي ⚠️
وتابع الحرشاوي حديثه قائلاً: “في حال تشكلت أغلبية واضحة حول أحد الخيارات، فإنها ستحدد مسار الأمور”، مؤكدًا أن نقطة مهمة تكمن في أن الولايات المتحدة لم تعد تساند بعثة الأمم المتحدة هذه الأيام، وهو تطور قد يؤثر على فاعلية التحركات الأممية في الملف الليبي.

مقالات مشابهة

  • كيف تُحدث القيادة التحويلية فرقًا في أداء مؤسساتنا؟
  • الدستورية العليا: وجوب الوفاء بالشيك غير المسطر في يوم تقديمه إلى البنك
  • الدستورية: الوفاء بالشيك غير المسطر فى يوم تقديمه إلى البنك غير مخالف للدستور
  • مصادر: رد حماس على مقترح ويتكوف كان إيجابياً وهذه التعديلات التي تطلبها الحركة
  • «الدستورية العليا»: لا يجوز إلزام محكمة بنظر دعوى لا تدخل في اختصاصها الولائي
  • لم أتحمّل الحلم الأمريكي: محارب متقاعد ينتقل للعيش في البرازيل
  • حرشاوي: البعثة الأمميةفي ليبيا فقدت الدعم الأمريكي
  • حكومة كامل ادريس -عودة الوجوه السياسية للمشهد
  • تكلفة الغموض الأمريكي في اليمن
  • طوفان الأقصى.. تحولات في الداخل الأمريكي