موقع النيلين:
2024-06-16@12:47:29 GMT

إسرائيل.. طريق واحد باتجاه حل الدولتين

تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT


بدا واضحاً أن الدعوات الدولية إلى حل الدولتين في قضية الشرق الأوسط، هو أبرز مؤشرات التحول الكبير الذي افترقت فيه – ظاهرياً على الأقل – هوية الرؤية السياسية المعلنة للإدارة الأمريكية عن تلك الرؤية التوراتية اليمينية لحكومة نتانياهو، التي تتعامل مع الوجود الفلسطيني كما لو أنه كان وجودا فائضا عن الحاجة.

إعلان نتانياهو صراحةً بأن الدعوات المتزايدة عالمياً لحل الدولتين، على أنها ضغوط وإملاءات أمريكية غير مقبولة، يعكس كذلك إلى أي مدى أصبحت الحكومة اليمينية الإسرائيلية في عزلة عن العالم، كما يعكس التخبط الواضح الذي كشف عنه فشل الإدارة العسكرية الإسرائيلية لتداعيات ما حدث في عملية طوفان الأقصى.

ولعل تصريحات غادي آيزنكوت، العضو في مجلس الحرب الإسرائيلي: «إن الذين يؤيدون فكرة الهزيمة المطلقة لحماس لا يقولون الحقيقة». تعكس اليوم إلى أي مدى باءت خطة نتانياهو العسكرية لتداعيات عملية طوفان الأقصى بالخيبة والفشل، فغادي آيزنكوت، حين يطلق مثل هذه التصريح الناقد لسلوك نتنياهو المتخبط في إدارة الحرب، إنما ينطلق من خلفية عسكرية لا يمكن لنتانياهو أن يزايد عليها، فآيزنكوت، الذي قُتل ابنه في حرب غزة، كان رئيساً سابقاً لأركان الجيش الإسرائيلي، ومن هنا تأتي أهمية انتقاده لنتانياهو، بوصفه انتقادا يلقي تفاعلاً كبيراً في أوساط المجتمع السياسي في إسرائيل. وحين صرح آيزنكوت بأنه: «لقد تعثر المخطط الاستراتيجي للحرب، وهو يهدد عمليا تحقيق أهداف الحرب، وعلاوة على ذلك، الوضع الاستراتيجي لدولة إسرائيل» سيصبح من الواضح جداً لكل مراقب أن المأزق الذي أصبحت فيه إسرائيل بسبب تداعيات عملية طوفان الأقصى ورد فعلها العسكري المميت على العملية، هو بمثابة مأزق وجودي، وليس مأزقا سياسيا ولا حتى عسكريا!

انتقادات غادي آيزنكوت، في نقده للأداء العسكري لحكومة الحرب الإسرائيلية، تطرقت كذلك إلى نقطة طالما ظل نتانياهو يتنصل منها باستمرار، وهي ضرورة اعتراف الأخير بمسؤوليته – ضمن آخرين – بالتقصير الأمني الذي أدى إلى أحداث 7 أكتوبر أي عملية طوفان الأقصى، حيث قال آزنكوت: « نتانياهو يتحمل المسؤولية بوضوح عن الفشل.. ولا توجد ثقة في القيادة الإسرائيلية الحالية»

بالتأكيد ثمة تداعيات وردود فعل ستتفاعل في إسرائيل خلال الأيام والأسابيع القادمة على خلفية هذه التصريحات، فهناك كثيرون في الداخل الإسرائيلي وفي الخارج يرصدون تعثرات نتانياهو وفشله الفاضح في إدارة خطته العسكرية.

ولا شك أن في مقدمة هؤلاء زعيم المعارضة يائير لبيد الذي سيستثمر في توظيف انتقادات آيزنكوت باتجاه التصعيد ودفع المجتمع السياسي في إسرائيل نحو الدعوة إلى تغيير حكومة الحرب اليمينية المتطرفة، وهذا بدوره سيجد صدى في أوساط شرائح عديدة من المجتمع الإسرائيلي معترضة على طريقة إدارة نتنياهو للحرب، سواءً أكانوا من أهالي المختطفين، أو من بقية المجتمع لاسيما في أوساط الصحافة الإسرائيلية.

في الخارج، ستوظف الإدارة الأمريكية وحتى دول الاتحاد الأوروبي هذه الدعوات المنتقدة لنتانياهو من أجل التأكيد على ضرورة حل الدولتين، كما ستدعم الولايات المتحدة كافة الجهود السياسية المتفاعلة في إسرائيل باتجاه الضغط أكثر على نتانياهو.

في تقديرنا أن هناك فرصة لانسحاب بيني غانتس من مجلس الحرب الإسرائيلي وهو أمر إذا حدث (خصوصاً وأن آيزنكوت ينتمي إلى حزب غانتس) فإن فرصة المعارضة السياسية والسخط الشعبي على نتانياهو ستتزايد في الأيام والأسابيع القادمة.

من جهة أخرى، على ضوء الخلاف بين قائد أركان الجيش الإسرائيلي الحالي هيرسي هاليفي ونتانياهو ربما سيكون في فتح التحقيق العسكري الإسرائيلي حول أحداث 7 أكتوبر (الذي سيشرع فيه بعد تم إغلاق ملفه في بداية الحرب) مناسبة قوية لمزيد من التطورات المثيرة التي قد تدفع بأدلة أخرى وتكشف عن طبيعة وحدود التقصير الذي حدث من قبل جهاز الأمن والمخابرات في إسرائيل، وحتى مواقف نتانياهو قبل ذلك اليوم. هكذا، فيما تبدو مآزق نتانياهو واضحةً باتجاه انتحاره السياسي القريب، سيكون من العسير على إسرائيل، والولايات المتحدة، الالتفاف عن ضرورة حل الدولتين عبر حذلقة لفظية ظلت لسنوات طويلة صيغة بلاغية مستهلكة، إذا ما عرفنا اليوم – على ضوء نتائج عملية طوفان الأقصى – أن ما بدا لكل من إسرائيل والولايات المتحدة خيالاً مخدراً لمشاعر السياسيين العرب والفلسطينيين في الشرق الأوسط، أصبح ضرورة لا بد منها لكل سياسي عاقل في العالم يحذر من انفجار المنطقة.

محمد جميل أحمد – جريدة عمان

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: عملیة طوفان الأقصى حل الدولتین فی إسرائیل

إقرأ أيضاً:

ضغط أميركي لمنع الحرب في لبنان.. الامم المتحدة واليونيفيل تحذران: سوء التقدير يؤدي إلى نزاع مفاجئ وأوسع نطاقاً

ابرزت الايام الأخيرة صعود الاهتمام الأميركي بالواقع الميداني المتفجّر على جبهة الجنوب اللبناني وتقدمه في أولويات الإدارة الأميركية بشكل لافت على خلفية تصعيد التحذيرات الأميركية من اشتعال حرب واسعة في لبنان . وإذ يبرز هذا التطور من خلال ايفاد كبير مستشاري الطاقة للرئيس الأميركي اموس هوكشتاين الاثنين المقبل إلى إسرائيل فان الكشف عن زيارة قريبة مفاجئة لوزير الدفاع الإسرائيلي لواشنطن تتصل بخطر الحرب في لبنان أضفى دلالات ساخنة وطارئة على الأجواء المشدودة التي تحكم واقع الجبهة اللبنانية الإسرائيلية في الفترة الأخيرة رغم كل الشكوك بل واستبعاده أي حرب واسعة تقدم عليها إسرائيل من جانب "حزب الله" .

وكتبت " الاخبار": برنامج عمل المقاومة في لبنان يتخذ أشكالاً متنوعة تحاكي سلوك العدو، ويؤكد أن الاغتيالات لا تؤثّر سلباً على أداء المقاومين في الميدان، عدا أنها لا تشكل عنصر ردع للقيادة السياسية، وهو أمر خبره العدو طوال أربعة عقود. وبالتالي، فإن قدرة المقاومة على التكيّف تصبح أكثر فعالية. وهو ما بدا في موجة العمليات التي حصلت في الأيام الثلاثة الماضية، اذ لم يقتصر الأمر على تكثيف الضربات القاسية ضد كل المنشآت العسكرية والأمنية لجيش الاحتلال في كامل القطاع الشرقي من الجبهة (المماثل للقطاع الشرقي في لبنان، والذي تحت إدارة الشهيد أبو طالب)، بل عمدت المقاومة إلى اعتماد أساليب تظهر الاستعداد لاحتمال قيام العدو بغزو بري. ويمكن لقادة العدو العسكريين قراءة خلفية العملية التي استهدفت موقع الراهب أول من أمس، حيث استُخدمت أسلحة رشاشة من العيار الثقيل، مثبّتة على آليات تتحرك على بعد مئات الأمتار من الموقع الذي قُصف أيضاً بقذائف خاصة من الهاون، استخدمتها المقاومة للمرة الأولى، وهي ذات مفعول مخيف على تجمعات الجنود وانتشارهم.
عملياً، نحن أمام مسار غير مستقرّ للمواجهة على حدود لبنان مع فلسطين. وأهل القرار في العواصم الكبرى يخشون المآلات الغامضة لأي مواجهة كبيرة، وهو ما يفسر الاستنفار الدبلوماسي الفرنسي - الأميركي، من إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس، أن قادة «مجموعة السبع» اتفقوا في قمتهم، على تشكيل لجنة ثلاثية تضم إسرائيل والولايات المتحدة وفرنسا لبحث خارطة طريق فرنسية لنزع التوتر بين حزب الله وإسرائيل، إلى الاعلان أمس عن أن المبعوث الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتين سيزور كيان العدو الإثنين المقبل لبحث «سبل منع تدهور الأوضاع إلى حرب شاملة مع لبنان».

وصدر بيان مشترك عن المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت ورئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو جاء فيه:"بينما تحتفل المجتمعات في لبنان وحول العالم بعيد الأضحى المبارك، تكرر عائلة الأمم المتحدة دعوتها لجميع الجهات الفاعلة على طول الخط الأزرق لوضع أسلحتها جانباً والالتزام بمسار السلام. منذ شهر تشرين الأول/ أكتوبر، شاهدنا خسارة الكثير من الأرواح، واقتُلعت العائلات، ودُمّرت الأحياء، ونحن قلقون للغاية بشأن التصعيد الذي رأيناه مؤخراً. إن خطر سوء التقدير الذي يؤدي إلى نزاع مفاجئ وأوسع نطاقاً هو حقيقي للغاية، ونحن نواصل العمل مع الأطراف وحثّ جميع الجهات الفاعلة على التوقّف عن إطلاق النار والالتزام بالعمل من أجل حلّ سياسي ودبلوماسي - وهو الحلّ الوحيد الدائم. في هذا العيد، نتمنى للجميع أن ينعم بالتعاطف والوئام - والأهم من ذلك كله – السلام".
وجدد النائب قاسم هاشم نداءه ودعوته مديرية الدفاع المدني وكل الجهات المعنية ومن يملك الإمكانات والقدرات للعمل سريعاً «لإخماد الحرائق التي أشعلها العدو الإسرائيلي باعتداءاته منذ أيام، الذي استهدف المساحات الخضراء، إمعاناً في حقده وعدوانيته». ولفت إلى أن «المحاولات لإطفاء الحريق تكاد تقتصر على الإمكانات المناطقية المحدودة».
وبعد الظهر، أكد هاشم لـ«الشرق الأوسط» أنه تم إخماد الحرائق بعد امتداد النيران إلى مساحات شاسعة نتيجة القصف الإسرائيلي بالفوسفور ووصولها إلى المنازل، مشيراً إلى أن السيطرة عليها لم يكن سهلاً نظراً لاعتماد أبناء المنطقة على وسائل بدائية، إضافة إلى أن الطرقات جبلية ووعرة، والطقس حار والرياح قوية، ما يصعّب المهمة. ولفت إلى أنه، وبعد الجهود المشتركة من فرق الدفاع المدني في كل المنطقة، نجحوا في إخماد الحرائق في كل بلدات الجنوب، واتضحت الخسائر الكبيرة في الأحراج والمساحات الخضراء في مختلف المناطق.

ونقلت«الأنباء الكويتية » عن خبراء ان التصعيد هو بمنزلة مد وجزر يفرضه واقع الميدان، وذكروا ان الجميع يلتزم بقواعد الاشتباك، ولا أحد يريد الذهاب بعيدا في الحرب، وهذا يعني بقاء الوضع محكوما بما ستؤول إليه الحرب في غزة.
وكان الوضع الميداني حافظ على نسبة عالية من السخونة أمس حيث استهدفت مسيّرة، دراجة نارية على تقاطع بنت جبيل – مارون الراس، ممّا أدّى إلى سقوط قتيل وإصابة آخر. واشتعلت الدراجة النارية إلى جانب الطريق، قبل أن تعمل فرق الدفاع المدني على إطفائها.وفي وقت لاحق، أعلنت "حركة الجهاد الإسلامي" مقتل أحد أعضائها في هجوم إسرائيلي جنوب لبنان. وقالت الحركة إن الضربة أدت إلى مقتل محمد زهير خليل جلبوط، المعروف أيضا باسم "أبو خليل"، الذي يحمل الجنسية الفلسطينية. وأفيد عن إصابة سيدة برصاصة جراء التمشيط الذي نفذه الجيش الإسرائيلي على الوزاني وتم نقلها إلى مستشفى مرجعيون. وتعرضت أطراف بلدة ديرميماس وتلة العزية لقصف فوسفوري، بهدف إشعال النيران في احراج البلدة. وتواصل القصف الإسرائيلي المتقطع على أطراف بلدة الناقورة في القطاع الغربي.
وفي الترددات الديبلوماسية للواقع المتدهور أعرب مسؤولون أميركيون عن قلقهم المتزايد من احتمال أن تبدأ إسرائيل الحرب ضد "حزب الله". واعتبر المسؤولون أن "ضربات إسرائيل الأخيرة داخل لبنان قد تكون تمهيدًا لهجوم أوسع".


مقالات مشابهة

  • ضغط أميركي لمنع الحرب في لبنان.. الامم المتحدة واليونيفيل تحذران: سوء التقدير يؤدي إلى نزاع مفاجئ وأوسع نطاقاً
  • "حزب الله" يبث لقطات من عملية استهداف قاعدة خربة ماعر التابعة للجيش الإسرائيلي
  • ثمن باهظ.. أول تعليق لنتانياهو على تفجير ناقلة الجنود برفح
  • جيش الاحتلال يستعد للهجوم على لبنان.. وإسرائيل تدرس العواقب
  • تطورات اليوم الـ253 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • إذاعة الجيش الإسرائيلي: رصد نحو 60 عملية إطلاق صواريخ من الأراضي اللبنانية باتجاه شمالي البلاد منذ الصباح
  • ديفيد هيرست: بلينكن يجر الولايات المتحدة إلى أعماق المستنقع الإسرائيلي
  • ‏الجيش الإسرائيلي: إطلاق نحو 30 صاروخا باتجاه مناطق شمال إسرائيل دون وقوع إصابات
  • أبرز تطورات عملية طوفان الأقصى
  • حزب الله: نفذنا 2125 عملية عسكرية ضد إسرائيل منذ بدء طوفان الأقصى