موقع النيلين:
2025-12-13@01:29:03 GMT

إسرائيل.. طريق واحد باتجاه حل الدولتين

تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT


بدا واضحاً أن الدعوات الدولية إلى حل الدولتين في قضية الشرق الأوسط، هو أبرز مؤشرات التحول الكبير الذي افترقت فيه – ظاهرياً على الأقل – هوية الرؤية السياسية المعلنة للإدارة الأمريكية عن تلك الرؤية التوراتية اليمينية لحكومة نتانياهو، التي تتعامل مع الوجود الفلسطيني كما لو أنه كان وجودا فائضا عن الحاجة.

إعلان نتانياهو صراحةً بأن الدعوات المتزايدة عالمياً لحل الدولتين، على أنها ضغوط وإملاءات أمريكية غير مقبولة، يعكس كذلك إلى أي مدى أصبحت الحكومة اليمينية الإسرائيلية في عزلة عن العالم، كما يعكس التخبط الواضح الذي كشف عنه فشل الإدارة العسكرية الإسرائيلية لتداعيات ما حدث في عملية طوفان الأقصى.

ولعل تصريحات غادي آيزنكوت، العضو في مجلس الحرب الإسرائيلي: «إن الذين يؤيدون فكرة الهزيمة المطلقة لحماس لا يقولون الحقيقة». تعكس اليوم إلى أي مدى باءت خطة نتانياهو العسكرية لتداعيات عملية طوفان الأقصى بالخيبة والفشل، فغادي آيزنكوت، حين يطلق مثل هذه التصريح الناقد لسلوك نتنياهو المتخبط في إدارة الحرب، إنما ينطلق من خلفية عسكرية لا يمكن لنتانياهو أن يزايد عليها، فآيزنكوت، الذي قُتل ابنه في حرب غزة، كان رئيساً سابقاً لأركان الجيش الإسرائيلي، ومن هنا تأتي أهمية انتقاده لنتانياهو، بوصفه انتقادا يلقي تفاعلاً كبيراً في أوساط المجتمع السياسي في إسرائيل. وحين صرح آيزنكوت بأنه: «لقد تعثر المخطط الاستراتيجي للحرب، وهو يهدد عمليا تحقيق أهداف الحرب، وعلاوة على ذلك، الوضع الاستراتيجي لدولة إسرائيل» سيصبح من الواضح جداً لكل مراقب أن المأزق الذي أصبحت فيه إسرائيل بسبب تداعيات عملية طوفان الأقصى ورد فعلها العسكري المميت على العملية، هو بمثابة مأزق وجودي، وليس مأزقا سياسيا ولا حتى عسكريا!

انتقادات غادي آيزنكوت، في نقده للأداء العسكري لحكومة الحرب الإسرائيلية، تطرقت كذلك إلى نقطة طالما ظل نتانياهو يتنصل منها باستمرار، وهي ضرورة اعتراف الأخير بمسؤوليته – ضمن آخرين – بالتقصير الأمني الذي أدى إلى أحداث 7 أكتوبر أي عملية طوفان الأقصى، حيث قال آزنكوت: « نتانياهو يتحمل المسؤولية بوضوح عن الفشل.. ولا توجد ثقة في القيادة الإسرائيلية الحالية»

بالتأكيد ثمة تداعيات وردود فعل ستتفاعل في إسرائيل خلال الأيام والأسابيع القادمة على خلفية هذه التصريحات، فهناك كثيرون في الداخل الإسرائيلي وفي الخارج يرصدون تعثرات نتانياهو وفشله الفاضح في إدارة خطته العسكرية.

ولا شك أن في مقدمة هؤلاء زعيم المعارضة يائير لبيد الذي سيستثمر في توظيف انتقادات آيزنكوت باتجاه التصعيد ودفع المجتمع السياسي في إسرائيل نحو الدعوة إلى تغيير حكومة الحرب اليمينية المتطرفة، وهذا بدوره سيجد صدى في أوساط شرائح عديدة من المجتمع الإسرائيلي معترضة على طريقة إدارة نتنياهو للحرب، سواءً أكانوا من أهالي المختطفين، أو من بقية المجتمع لاسيما في أوساط الصحافة الإسرائيلية.

في الخارج، ستوظف الإدارة الأمريكية وحتى دول الاتحاد الأوروبي هذه الدعوات المنتقدة لنتانياهو من أجل التأكيد على ضرورة حل الدولتين، كما ستدعم الولايات المتحدة كافة الجهود السياسية المتفاعلة في إسرائيل باتجاه الضغط أكثر على نتانياهو.

في تقديرنا أن هناك فرصة لانسحاب بيني غانتس من مجلس الحرب الإسرائيلي وهو أمر إذا حدث (خصوصاً وأن آيزنكوت ينتمي إلى حزب غانتس) فإن فرصة المعارضة السياسية والسخط الشعبي على نتانياهو ستتزايد في الأيام والأسابيع القادمة.

من جهة أخرى، على ضوء الخلاف بين قائد أركان الجيش الإسرائيلي الحالي هيرسي هاليفي ونتانياهو ربما سيكون في فتح التحقيق العسكري الإسرائيلي حول أحداث 7 أكتوبر (الذي سيشرع فيه بعد تم إغلاق ملفه في بداية الحرب) مناسبة قوية لمزيد من التطورات المثيرة التي قد تدفع بأدلة أخرى وتكشف عن طبيعة وحدود التقصير الذي حدث من قبل جهاز الأمن والمخابرات في إسرائيل، وحتى مواقف نتانياهو قبل ذلك اليوم. هكذا، فيما تبدو مآزق نتانياهو واضحةً باتجاه انتحاره السياسي القريب، سيكون من العسير على إسرائيل، والولايات المتحدة، الالتفاف عن ضرورة حل الدولتين عبر حذلقة لفظية ظلت لسنوات طويلة صيغة بلاغية مستهلكة، إذا ما عرفنا اليوم – على ضوء نتائج عملية طوفان الأقصى – أن ما بدا لكل من إسرائيل والولايات المتحدة خيالاً مخدراً لمشاعر السياسيين العرب والفلسطينيين في الشرق الأوسط، أصبح ضرورة لا بد منها لكل سياسي عاقل في العالم يحذر من انفجار المنطقة.

محمد جميل أحمد – جريدة عمان

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: عملیة طوفان الأقصى حل الدولتین فی إسرائیل

إقرأ أيضاً:

مشعل: وجه “إسرائيل” القبيح كُشف أمام العالم بعد السابع من أكتوبر

الثورة نت /..

قال رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الخارج، خالد مشعل، الأربعاء، إن القضية الفلسطينية تقف على حضور غير مسبوق استعادة لروحها على الساحة الإقليمية والدولية، بعد أن كانت “مخبأة في الأدراج”.

وأضاف مشعل في مقابلة مع قناة الجزيرة اليوم الأربعاء ، أن القضية اكتسبت أيضا مساحات جديدة إلى جانب المقاومة، ودخلت على شرائح من جيل الشباب الأميركي والأوروبي.

وأوضح أن وجه “إسرائيل” القبيح كُشف أمام العالم بعد السابع من أكتوبر، وأصبح “الإسرائيلي” منبوذا ينتسب إلى كيان قاتل، وارتكب إبادة جماعية في قطاع محاصر.

وأشار مشعل إلى أن الأمة استيقظت واستعادت الروح تجاه القضية الفلسطينية التي تمثل شرفها، وأن العدو “الإسرائيلي” عدو للأمة بأكملها.

وأكد أن قطاع غزة يدفع ثنا باهظا اليوم في مسيرته نحو التحرر، مستدركا أن الذي “يجبر الفلسطينيين على المُر هو وجود الاحتلال على الأرض”.

وشدد مشعل على أن الإدارة الأميركية تحاول عبر مبادراتها لوقف الحرب وإيجاد حلول، أن تقدم صورة في غزة من شكل استقرار ولو جزئي وانتهاء شلال الدم من أجل تسويق ذلك على الساحة الدولية، لإنقاذ سمعة “إسرائيل”، ومن أجل تطبيع بعض دول المنطقة مع العدو.

وبحسب مشعل، فإن الحرب بصورتها التي تمثل حرب إبادة شاملة التي رأيناها عبر عامين كاملين، لا شك أنها انتهت واستنفدت قدرة المجتمع الدولي على تحملها. مستدركا: “نأمل ألا تعود”.

وبيّن أن الحراك العربي والإسلامي يرفض التهجير واستمرار حرب الإبادة في غزة، لكن الجهد المبذول في الفترة الأخيرة من قادة 8 دول عربية وإسلامية خلال اجتماعهم مع ترامب وأركان إدارته، كان نوعا من الخطوة الختماية للوصول إلى إنهاء الحرب.

ولفت مشعل إلى أن “الحرب انتهت، لكن القتل لن يتوقف”.

وتنتهك “إسرائيل” كل القوانين الدولية في قطاع غزة، دون أن يكترث العالم بذلك، وفقا لمشعل الذي أكد أن المسؤولية الآن تتمثل في أن تطبب جراح غزة وتغاث، وأن يعود الشارع العربي والإسلامي إلى دوره الفاعل للضغط على العواصم الغربية و”إسرائيل” لاستكمال متطلبات المرحلة الأولى من وقف الحرب على غزة، للانتقال إلى المرحلة الثانية.

وأردف مشعل أنه منذ أكثر من شهرين تتعامل “حماس” والمقاومة الفلسطينية بمسؤولية ومرونة كافية لإيقاف الحرب على غزة، ولا تزال تتعامل بانضباط من أجل ألا تعود الحرب وأن يتنفس الناس الصعداء، وأن يعودوا إلى حياتهم الطبيعية في غزة.

وتابع أن هناك من يريد أن يفرض رؤيته على المقاومة، مثل نزع السلاح، وهو أمر مرفوض في ثقافة الفلسطينيين.

وقال إن المقاومة تريد ضمانة لطرح فكرة ألا يستعرض بسلاحها في غزة (يتم تجميده)، بعيدا عن فكرة نزع السلاح، لأن نزع السلاح يعني نزع الروح، وألا يأتي أي تصعيد عسكري من غزة، مقابل وقف الحرب ووقف التصعيدات والانتهاكات “الإسرائيلية”، مستدركا أن استراتيجية غزة هي التعافي والانشغال بنفسها.

كما أوضح مشعل أن الفلسطيني يعتبر سلاحه روحه، وذلك يعني أن المقاربة بنزع سلاح الفلسطيني يعني نزع روحه.

وقال رئيس “حماس” في الخارج، إنه جرى التوافق برعاية الإدارة المصرية على أن تسلم إدارة قطاع غزة لحكومة تكنوقراط، تلحق بهم قوات شرطة لحفظ الأمن، لصنع صورة مجتمع مدني حقيقي، لكن “إسرائيل” تعطل ذلك.

وأضاف أن فكرة “مجلس السلام” التي اقترحها ترامب، محفوفة بالمخاطر، لأن تحته مجلس تنفيذي يشكل الحكم الحقيقي في غزة، مؤكدا أن ذلك مرفوض بالنسبة للمقاومة، لأنه شكل من أشكال الوصاية ويذكر بالانتداب البريطاني.

وتابع مشعل، أن الحركة إلى جانب حركات المقاومة، يريدون أن يحكم الفلسطيني الفلسطيني، وتعجيل إعادة إعمار غزة، إلى جانب بقاء وقف إطلاق النار وعدم عودة الحرب.

وارتكبت قوات العدو منذ 7 أكتوبر 2023 -بدعم أميركي أوروبي- إبادة جماعية في قطاع غزة، شملت قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا واعتقالا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

مقالات مشابهة

  • القناة 12 الإسرائيلية: المستوى الأمني يضغط باتجاه شن عملية تستهدف حزب الله
  • الكرملين: انسحاب أوكرانيا من الدونباس جزء أساسي من عملية السلام
  • تغيير في حركة السير بوسط بيروت… اعتماد اتجاه واحد في شارع اللنبي
  • تحرك استيطاني جديد.. الائتلاف يضغط لرفع العلم الإسرائيلي شمال غزة
  • زحمة خانقة على طريق نفق المطار باتجاه صيدا بسبب حادث سير
  • على أوتوستراد القلمون.. نفذا عملية سلب بقوة السلاح
  • مشعل: وجه “إسرائيل” القبيح كُشف أمام العالم بعد السابع من أكتوبر
  • أردوغان: طريق السلام العادل والدائم في غزة يمر بتنفيذ حل الدولتين
  • ‏إسرائيل توافق على بناء نحو 800 وحدة سكنية في 3 مستوطنات بالضفة الغربية
  • الجيش الإسرائيلي يعتقل نحو 100 فلسطيني في شمال الضفة الغربية