الحركة الإسلامية في القدس تدعو إلى الزحف نحو الأقصى وتحذر الاحتلال بشدة
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
نشرت الحركة الإسلامية في القدس، بيانا الاثنين، بمناسبة مرور خمس سنوات على ما يعرف بـ"انتصار باب الرحمة"، حينما تصدى المصلون إلى محاولة الاحتلال الإسرائيلي اقتحام الجزء الشرقي من المسجد الأقصى.
وقالت الحركة في بيان وصل "عربي21" نسخة منه، إن "شعبنا المرابط المحتسب، لن ترهبه تهديدات الاحتلال وإجراءات بطشه".
وتابع البيان "في مثل هذه الأيام الذكرى الخامسة لانتصار باب الرحمة. يوم حاول الاحتلال وضع يده على ذلك الجزء العزيز من المنطقة الشرقية في المسجد الأقصى المبارك، فكان له شبابنا ونساؤنا وكل فئات شعبنا بالمرصاد يدافعون ويذودون عنه برغم كل التضحيات، فكان لنا النصر والشرف بإعادة فتحه بعد أن ظل مغلقا لسبعة عشر عاما".
وقالت "الحركة الإسلامية": "أثبت شعبنا وأهلنا في القدس وأكنافها المرة تلو الأخرى أن الأقصى ثغرهم الذي يرابطون فيه مهما بلغت التضحيات".
وتابع البيان مخاطبا المقدسيين: "يا أهل مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحن نقترب من شهر رمضان الفضيل في بيت المقدس لا تعنينا ولن تثنينا تهديدات الاحتلال ولا وعيده، ولا أوامر مؤسساته الأمنية ولا إجراءاته التي يقوم بها في داخل الأقصى المبارك عن شد الرحال إليه".
وتابع حاثا المقدسيين على ضرورة الرباط: "فالأقصى لنا وحدنا ليس لأحد فيه ذرة تراب، ولا حق مزعوم، وسنزحف شيبا وشبانا، نساءأ وأطفالا نحو مسجدنا المبارك، نصبوا إليه في موسم الصيام والقيام، موسم البركة والعبادة والاعتكاف والرباط".
وتحدى البيان قادة الاحتلال الإسرائيلي وعلى رأسهم وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، متابعا "لن توقفنا أوامر بن غفير ولا تهديداته. وإن منعتنا الحواجز عن مواصلة الطريق إليه سنعتكف للصلاة والقيام".
وأضاف البيان: "نقول لحكومة الاحتلال ومؤسساتها الأمنية: إن الأقصى المبارك جزء من عقيدتنا وآية من قرآننا، وهو هوية وجودنا وبقائنا في هذه الأرض المباركة، وهو روحنا التي لن نفرط فيها مهما بلغت التضحيات".
وحذر البيان سلطات الاحتلال بشدة، قائلا إن "منعنا من الوصول لمسجدنا الأقصى المبارك في شهر رمضان الفضيل هو لعب بالنار، تتحملون مسؤولية عواقبه وحدكم. وما انتفاضة الأقصى وهبة القدس عنكم ببعيد".
ووجهت الحركة الإسلامية في القدس نداءها إلى جميع الفلسطينيين في الداخل المحتل، والضفة الغربية من نساء وشيوخ وأطفال ورجال، قائلة "لا بد من عزم النية وتوطيد أنفسنا على الزحف والرباط والاعتكاف في المسجد الأقصى المبارك، منذ اليوم وحتى نهاية الشهر الفضيل، فهذا واجب الوقت لأن الخطر المحدق وكبير".
يشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل مساعيه إلى تقسيم المسجد الأقصى، ويضيق على المرابطين عبر منعهم من دخول باحات المسجد لشهور عديدة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية القدس الفلسطينيين القدس فلسطين غزة الحركة الاسلامية طوفان الاقصي المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الحرکة الإسلامیة الأقصى المبارک المسجد الأقصى فی القدس
إقرأ أيضاً:
إغلاق أبواب الأقصى: تكريس الهيمنة وصمتٌ يشجع العدوان
تواصل سلطات الاحتلال إغلاق أبواب المسجد الأقصى المبارك أمام المصلين لليوم الخامس على التوالي (حتى كتابة هذا المقال)، بذريعة الإجراءات الأمنية والحرب الدائرة مع إيران. وتشكل هذه الخطوة انتهاكا جديدا للمسجد الأقصى، وتدخلا سافرا في عمل دائرة الأوقاف الإسلامية، من خلال استخدام الذرائع الأمنية التي يسوقها الاحتلال لتبرير انتهاكاته بحق المسجد، وفرض المزيد من السيطرة عليه، عبر منع المصلين من أداء شعائرهم الدينية في المسجد الأقصى، وما ترتب على هذا المنع من اقتصار الصلاة على عددٍ محدودٍ من الموظفين وحراس المسجد، ويُعدّ ذلك انتهاكا صارخا للحقوق الإسلامية الراسخة في المسجد الأقصى.
لم يكن قرار إغلاق أبواب الأقصى جديدا، فقد شهدت السنوات الماضية العديد من قرارات الإغلاق، ولكنها بمجملها -ما عدا ما جرى إبان جائحة كورونا- كانت تجري على إأثر تنفيذ فلسطينيين عمليات نوعية في البلدة القديمة، وقرب المسجد الأقصى، والمستجدّ في هذه المرة أن ذريعة الإغلاق تتمثل بادعاء حفظ "الأمن" و"الطوارئ"، وبطبيعة الحال ضمن مستجدات الحرب الدائرة مع إيران. لكن حقيقة هذه القرارات تتجاوز هذه الذرائع، إلى محاولة تكريس أذرع الاحتلال الأمنية بوصفها الجهة التي تتحكم فعليا بالمسجد، ولها اليد الطولى في فتح أبوابه وإغلاقها، وما يتصل بمختلف شؤون الأقصى، بما في ذلك إغلاقه في وجه المصلين، وفرض القيود المشددة على حياة الفلسطينيين. وأمام حالة التصعيد الحالي، والانشغالات الإقليمية، تعمل أذرع الاحتلال على الاستفراد بالمدينة المحتلة، وتسعى إلى فرض المزيد من الوقائع على المسجد، وهو ما يطرح سؤالا مباشرا عن المدى الذي سيصله الصلف الإسرائيلي في عدوانه على الأقصى، وعدم وجود أي رد فعلي على هذه القرارات المجحفة.
أهداف الاحتلال من إغلاق الأقصى
تحاول سلطات الاحتلال وأذرعها المتطرفة الاستفادة من واقع إغلاق الأقصى لتحقيق جملة من الأهداف، وفيما يأتي أبرزها:
1- فرض واقع جديد على الأقصى، إذ يسعى الاحتلال إلى إحداث تغييرات متسارعة على أرض الواقع في المسجد، وما يتصل بهذه التغييرات من فرض نفسه المتحكم الكامل بالمسجد وأبوابه. وتقدم حالة الإغلاق الأخيرة فرصة كبيرة للمضي قدما في إطارٍ مركزيّ؛ عنوانه أن الوصول إلى الأقصى رهنٌ لإذن الاحتلال فقط، وأن دخول الفلسطينيين للمسجد لا يُمكن أن يتم من دون هذا الإذن.
2- التضييق على الحضور الإسلامي في الأقصى خاصة والقدس بشكلٍ عام، فمن دون شك يُعدّ المسجد الأقصى الركيزة الأساسية لهوية المقدسيين في المدينة المحتلة، ويشكل استهدافه اعتداء على هوية المدينة وحرية سكانها، وما يتصل بذلك من استهداف لقدرة الفلسطينيين على الوصول إلى مقدساتهم في المدينة المحتلة.
3- التساوق مع أطروحات المنظمات المتطرفة، والتي كانت تُشير في محطاتٍ كثيرة إلى أن إغلاق الأقصى في وجه الاقتحامات، وخاصة في الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان وخلال الأعياد الإسلامية، بأنها استجابة لضغوط المقاومة، وتفريط بالحقوق المدعاة للمستوطنين في الأقصى، ما يجعل هذا الإغلاق الحالي تطبيقا مباشرا للتعامل النديّ وما تطلق عليه أذرع الاحتلال "المساواة" في الأقصى، ما يعني أن الإغلاق يشمل الجميع ولا يستهدف المستوطنين فقط.
4- استغلال أي ظروفٍ ومستجدات للمضي قدما في استهداف الأقصى، والتي تتراوح ما بين فرض إغلاق الأقصى على إثر أي عملية فردية في أزقة البلدة القديمة وقرب أبواب الأقصى، وفرض القيود على إثر عملية السابع من أكتوبر أو الحرب الحالية مع إيران، ما يجعل الأقصى أشبه ما يكون بالإطار الذي ينفس الاحتلال خلاله عن غضبه تجاه أي تطورٍ واستهداف، إلى جانب النقاط الأخرى التي ذكرناها.
5- إفراغ الأقصى من مكوناته البشرية، وما يتصل بهذا الإفراغ القسريّ، من استمراء العدوان على الأقصى على الصعيد المحلي في الأراضي المحتلة، أو على عموم العرب والمسلمين.
محطات سابقة من إغلاق الأقصى
تتذرع سلطات الاحتلال بالأحداث الأمنية والمواجهات وغيرها من القضايا لإغلاق كامل أبواب المسجد، أو بعض منها، مانعة الفلسطينيين من الوصول إلى المسجد، وفي ما يأتي أبرز المحطات التي أغلق الاحتلال فيها المسجد أو بعض أبوابه خلال الأشهر الماضية:
- في 26 نيسان/ أبريل 2024 أغلقت قوات الاحتلال باب الأسباط في المسجد الأقصى، ومنعت دخول المصلين، واعتدت على المصلين.
- في 15 أيلول/ سبتمبر 2024 وعلى إثر تنفيذ عملية طعن قرب باب العمود، أغلقت قوات الاحتلال أبواب المسجد الأقصى، إضافة إلى أبواب البلدة القديمة.
- تزامنا مع القيود التي فرضتها "الجبهة الداخلية" الإسرائيليّة في 1 تشرين الأول/ أكتوبر 2024، على إثر تهديدات صاروخية من الجبهة الشمالية (لبنان)، أغلقت قوات الاحتلال عددا من أبواب الأقصى، وبحسب مصادر مقدسية أغلق الاحتلال أبواب "الأسباط، والملك فيصل، والغوانمة، والحديد، والقطانين"، وأبقى على أبواب "حطة، والمجلس، والسلسلة" مفتوحة.
- شهد يوم الجمعة في 4 تشرين الأول/ أكتوبر 2024 اعتداء بحق المصلين بالتزامن مع أداء صلاة الظهر، ومنعت قوات الاحتلال المتمركزة أمام أبواب البلدة القديمة دخول المصلين بشكلٍ جماعيّ، وأغلقت الحواجز الحديديّة أمام عددٍ من أبواب البلدة، وهي الأسباط، والساهرة، والعمود، ومنعت المصلين من الدخول إلى المسجد الأقصى من هذه الأبواب.
- بالتزامن مع عيد الأضحى ما بين 6 و9 حزيران/ يونيو 2025، أغلقت قوات الاحتلال بابين من أبواب المسجد الأقصى، وهما بابا الحديد والقطانين، وهو ما أثر على حركة المقدسيين، وتنقلاتهم ما بين الأقصى وأزقة البلدة القديمة.
- في 13 حزيران/ يونيو 2025 وعلى إثر عدوان الاحتلال على إيران، وتصاعد بوادر المواجهة إقليميا، أغلقت شرطة الاحتلال جميع أبواب المسجد الأقصى بذريعة "حالة الطوارئ"، وأعلنت لاحقا دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس أن الأذان سيُرفع في أوقاته، وستُقام الصلوات مقتصرة على موظفي الأوقاف والحراس فقط، واستمر إغلاق أبواب الأقصى حتى كتابة هذا المقال.
ثمن الصمت.. تصاعد العدوان
إن غياب أي ردة فعل تجاه هذه القرارات، ومحاولة ثني الاحتلال عنها، إن من خلال المستويات الرسمية عبر الجهة الوصية على المقدسات، أو من خلال الإرادة الشعبية، والتعامل مع ما يقوم به الاحتلال على أنه "أمرٌ مؤقت"، سيفتح الباب أمام مزيد من القيود والإجراءات الاستفزازية في قادم الأيام، ومن غير المستبعد أن يتذرع الاحتلال بإغلاق الأقصى أمام المصلين بالتزامن مع الأعياد اليهوديّة القادمة، أو مع أي مناسباتٍ أخرى تراها أذرعه المتطرفة. وفي ظل الغياب التام لأي محاولات لمواجهة قرار الاحتلال، فإن الأخير سيمضي قدما في فرض إجراءاته، وسيسعى إلى تحقيق المزيد من التحكم والسيطرة، من دون أي يلتفت لكلف هذه الخطوات سياسيا وميدانيا، وهو ما سيعزز لدى أذرعه المتطرفة حالة الغرور، وستندفع لتحقيق المزيد من التدنيس والعدوان على الأقصى في قادم الأيام.