هل خسرت إسرائيل الجيل الأميركي القادم بعد عامين من الحرب؟
تاريخ النشر: 8th, October 2025 GMT
واشنطن- بعد يومين من وقوع هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، نشر عدد من جمعيات الطلاب في جامعة هارفارد بيانا أدانوا فيه العدوان الإسرائيلي، وطالبوا بوقف الهجمات على المدنيين في قطاع غزة، وأرجعوا ما جرى إلى استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
ومنذ ذلك الوقت، تحوَّلت الجامعات الأميركية لساحة ساخنة للتنافس بين الطلاب المناصرين للجانب الفلسطيني والمؤيدين لإسرائيل، في الوقت الذي تعرض فيه مبدأ "حرية التعبير عن الرأي" المضمون بموجب التعديل الدستوري الأول لاختبار عسير.
حافظ الشعب الأميركي على مدار عقود على تأييده لإسرائيل، ولا يزال مؤيدا لها بصورة عامة، لكن هذا التأييد بدأ في التراجع في السنتين الماضيتين، وارتفعت في مقابل ذلك نسبة الدعم للقضية الفلسطينية بين الشباب الأميركيين، ولا سيما طلبة الجامعات.
حراك الجامعات
ولم تعد شعارات: "حق إسرائيل في الوجود"، و"ضرب الإرهابيين"، و"معاداة السامية" تسيطر وحدها على المشهد الأميركي، وتزاحمها الآن شعارات منها: "أبارتايد"، "الإبادة الجماعية"، و"التطهير العرقي"، خاصة بين أوساط الشباب الأميركيين.
وشهدت مئات الجامعات الأميركية، خلال العام الماضي، حركة احتجاجات قادها الشباب، هي الأضخم منذ ستينيات القرن الماضي، وطالبوا خلالها بوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ووقف التواطؤ والدعم الأميركي الكامل لهذا العدوان.
ودفع ذلك لرد فعل قوي من مؤسسات الدولة وإدارات الجامعات واللوبيات اليهودية في محاولة لوقف أو تشويه الحراك الشبابي الذي امتد لكل الولايات الأميركية، وشهد مشاركة الشباب الأميركي من مختلف العرقيات، والخلفيات الإثنية، والدينية، والعرقية.
ودفع كل ما سبق إلى تسرب خطاب نقدي جديد وقوي يُفنِّد مقولات حتمية التحالف الأميركي والدعم الكامل غير المشروط لإسرائيل.
إعلانومنذ بدء عملية طوفان الأقصى، وما تبعه من عدوان إسرائيلي على غزة، يحاول أنصار إسرائيل ولوبياتها ومنظماتها المتنوعة والمنتشرة في أرجاء الولايات المتحدة، إسكات أي صوت يعرض الإطار الأوسع والتاريخي لهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أو يدين الحرب الإسرائيلية على سكان غزة، أو حتى من يطالبون بوقف إطلاق النار.
بعدما أبدى نتنياهو تشاؤمه من موافقة حماس على مقترح البيت الأبيض.. الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوبخ رئيس الوزراء الإسرائيلي بألفاظ نابية pic.twitter.com/ukKQdVWv0o
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) October 6, 2025
وقبل أسابيع حذَّر الرئيس دونالد ترامب من خسارة الرأي العام الأميركي، وقال لصحيفة ديلي كولر عن إسرائيل إنه "كان لديهم سيطرة كاملة على الكونغرس، والآن لا يفعلون ذلك. سيتعين عليهم إنهاء تلك الحرب، ربما يفوزون بالحرب، لكنهم لا يفوزون بعالم العلاقات العامة، كما تعلمون، وهذا يؤذيهم".
ورغم أن تحذير ترامب جاء في إطار عام، فإن خسارة إسرائيل تتعمق بين أوساط الشباب، ولهذا السبب حذَّر بعض المعلقين النافذين، ومنهم توماس فريدمان وفريد زكريا، من خسارة إسرائيل لجيل الشباب الأميركي الحالي.
ولم يعد هذا الجيل يحصل على معلوماته والأخبار العامة من وسائل الإعلام التقليدية مثل الصحف المطبوعة والشبكات الإخبارية الشهيرة كـ"فوكس" أو"سي إن إن"، وغيرهما، وأصبحت وسائل التواصل الاجتماعي هي المصدر الأول للأخبار، وجاء تيك توك على رأس هذه التطبيقات بين أبناء هذا الجيل.
وأكد خبير العلاقات الدولية، ومسؤول الملف الفلسطيني الإسرائيلي بمنظمة "الديمقراطية للعالم العربي الآن" آدم شابيرو، للجزيرة نت "إنه وعلى صعيد السياسة الأميركية، كان هناك تحول واضح في الرأي العام ضد إسرائيل، بالرغم من التعتيم الإعلامي الواسع النطاق للإبادة الجماعية (وإن لم يكن وسائل التواصل الاجتماعي)".
وأضاف "هذا هو الأكثر وضوحا بالنسبة للحزب الديمقراطي، حيث لم يعد المرشحون الديمقراطيون يعملون بالطرق المتعارف عليها، وأصبح عليهم مواجهة اتهامات التيار التقدمي بالحزب في وقت يحاولون فيه تأمين تمويل ودعم منظمة آيباك الموالية لإسرائيل".
وأشار شابيرو إلى "أنه، ومع ذلك، لم نشهد بعد انتخابات على المستوى الوطني تكون فيها قضية فلسطين حاسمة وتجعل النتيجة أفضل لفلسطين".
وأردف "ربما كانت نتيجة انتخابات كامالا هاريس وترامب، التي تأثرت على الأرجح بانخفاض نسبة المشاركة على هاريس واختيار ترامب من قبل بعض الناخبين العرب والمسلمين لإلقاء اللوم على بايدن في دعم أميركا للإبادة الجماعية، هي المرة الأولى التي تؤثر فيها قضية فلسطين على الانتخابات الأميركية، لكن النتيجة لم تكن جيدة لفلسطين (بالرغم من أنه يمكن القول إن أيا من النتيجتين ستكون سيئة)".
تعاطف الشبابوعلى مدى العقود القليلة الماضية، كان الأميركيون من كلا الحزبين (الجمهوري والديمقراطي) بشكل عام أكثر تعاطفا مع الإسرائيليين، إلا أن ذلك الاتجاه يشهد تغيرا واضحا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة مع وصول التعاطف الأميركي مع إسرائيل إلى أدنى مستوى له على الإطلاق، حيث انخفض إلى أقل من 50% لأول مرة منذ ما يقرب من 25 عاما من تتبع معهد غالوب السنوي لنسبه.
إعلانفي الوقت ذاته، تشير استطلاعات معهد غالوب إلى زيادة التعاطف مع الفلسطينيين، حيث قال نحو ثلث الأميركيين إنهم يتعاطفون أكثر مع الفلسطينيين هذا العام مقارنة بالتعاطف مع إسرائيل، وترتفع هذه النسب بشكل كبير بين الشباب، وتزداد بصورة كبيرة بين الشباب الديمقراطي، وبنسب أقل بين الشباب الجمهوري.
كما تشير أغلب استطلاعات الرأي إلى زيادة كبيرة في نسب تعاطف الشباب الأميركي مع الفلسطينيين في الصراع الجاري، خاصة الفئة العمرية بين 18 و30 عاما، إذ ينظر 61% منهم بإيجابية إلى الفلسطينيين، في حين تبلغ النسبة تجاه الإسرائيليين 56%.
وفي حديث للجزيرة نت، أشار أستاذ التاريخ والعلاقات الدولية بجامعة سيراكيوز في نيويورك، أسامة خليل، إلى أن "تمسك إدارة جو بايدن والحزب الديمقراطي بالالتزام بشدة بدعم سياسات إسرائيل التوسعية والإبادة الجماعية خلال العامين الأخيرين، رغم معارضة الرأي العام بصورة عامة".
"تضليل" لدعم إسرائيلولفت أسامة خليل إلى أن بايدن ومستشاريه "عمدوا لتضليل الجمهور الأميركي مع توفير غطاء سياسي لإسرائيل، بما في ذلك في الأمم المتحدة، كما فضّل الحزب الديمقراطي خسارة انتخابات 2024 حتى على الدعوة إلى وقف إطلاق النار أو التفاوض عليها". وأضاف أنه وبعد أن ادعى أنه يريد السلام والتفاوض على وقف أولي لإطلاق النار، تبنى الرئيس ترامب سياسات نتنياهو بالكامل في غزة وعلى الصعيد الإقليمي.
لكنه، ومع ذلك، -يقول خليل- "أظهرت استطلاعات الرأي على مدى العامين الماضيين تحولا في الرأي العام تجاه إسرائيل، وهناك انتقادات متزايدة لها في جميع أنحاء الطيف السياسي واستمرار الدعم الأميركي، لكن مواقف الناخبين لم تعكس بعد من قبل المشرعين أو قيادة أي من الحزبين".
ورغم كل ذلك، فإن الحقيقة هي أنه من غير المرجح أن يتغير الكثير في واشنطن، على الأقل في الوقت الحالي، من المتوقع أن يواصل الكونغرس إعطاء الضوء الأخضر لشحن الأسلحة الأميركية لإسرائيل ومن شبه المؤكد أن إدارة ترامب ستدعم إسرائيل، أو على الأقل لن تفعل شيئا للضغط عليها تجاه منح الفلسطينيين حقوقهم المشروعة.
لكن هذا لن يستمر إلى الأبد، وكما توضح استطلاعات الرأي العامة أن التغيير في الأجيال قادم بصورة ستعيد تشكيل سياسة واشنطن تجاه إسرائيل.
ويتمتع الشباب، من كلا الحزبين، الديمقراطي والجمهوري، بشكوك أكثر في أخلاقية وجدوى تقديم دعم أميركي غير مشروط لإسرائيل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات الشباب الأمیرکی الرأی العام بین الشباب
إقرأ أيضاً:
إسرائيل اليوم: هؤلاء قادة حماس الذي ما زالوا في غزة
نشرت صحيفة "إسرائيل اليوم" تقريرا بعد مزاعم الاحتلال حول اغتيال القيادي في القسام رائد سعد عن قادة حماس الذين ما زالوا في غزة.
وقالت الصحيفة إنه بعد اغتيال رعد سعد، "الرجل الثاني" في "الجناح العسكري" لحماس، بقي عدد من قادة الحركة وعلى رأسهم:
1. عز الدين الحداد: القائد الحالي للجناح العسكري، الذي وصل إلى السلطة بعد اغتيال محمد ضيف ونائبه مروان عيسى ومحمد السنوار بحسب الصحيفة.
وكان الحداد قائداً للواء مدينة غزة، ووفقاً لتقارير عربية، كان من بين القلائل الذين علموا بتوقيت هجوم 7 أكتوبر. حيث كان شريكا رئيسيا في التخطيط للعملية.
وأوضحت أنه مع كل عملية تصفية، ارتقى في التسلسل القيادي، حتى أصبح مسؤولا عن قضية الأسرى الذي ذكروا أن الحداد كان يتحدث العبرية ويتواصل معهم.
وخلال الحرب، قُتل اثنان من أبنائه، اللذين كانا يعملان في صفوف نخبة القسام النخبة.
محمد عودة: رئيس مقر استخبارات حماس في غزة. لا يُعرف الكثير عن عودة، لكن بحكم طبيعته، كان متورطًا بشكل كبير في التخطيط لعملية ٧ أكتوبر.
وفي وثائق نُشرت قبل الحرب، يظهر اسمه إلى جانب محمد ضيف والمتحدث باسم القسام أبو عبيدة.
ووفقًا لتقارير ، أُجبر عودة على تولي قيادة لواء شمال غزة، بعد اغتيال القائد السابق أحمد غندور كما زعمت الصحيفة العبرية.
وبينت "إسرائيل اليوم" أنه إلى جانب كبار قادة الجناح العسكري، بقي اثنان من الشخصيات البارزة في حماس على قيد الحياة، واللذان كانا في السابق ضمن أعلى مستويات نظامها في غزة.
الأول هو توفيق أبو نعيم، الذي ترأس جهاز الشرطة وكان يُعتبر من المقربين من السنوار. أما الثاني فهو محمود الزهار، عضو المكتب السياسي في غزة وأحد أعضاء الفصائل المؤسسة لحماس.
وأشارت إلى أن هناك أيضاً قادة كتائب مخضرمون في حماس لم يُقتلوا بعد أولهم حسين فياض ("أبو حمزة")، قائد كتيبة بيت حانون، الذي نجا من محاولتي اغتيال على الأقل حيث أسفرت المحاولة الأخيرة عن مقتل أفراد من عائلته.
وفي وقت سابق من الحرب، أعلن جيش الاحتلال أنه قُتل، لكن فياض ظهر بعد فترة من وقف إطلاق النار.
ولفتت الصحيفة إلى قائد كتيبة آخر هو هيثم الحواجري، المسؤول عن كتيبة مخيم الشاطئ.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اغتياله، لكنه ظهر خلال وقف إطلاق النار في إحدى المراسم الدعائية لإطلاق سراح الأسرى.
وفي تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، برز اسم قائد بارز آخر في حماس وهو مهند رجب. وبحسب تقارير عربية، عُيّن رجب قائداً للواء مدينة غزة خلفاً للحداد، الذي أصبح قائداً للجناح. كما ورد أنه، على غرار رجب، عُيّن قادة ميدانيون آخرون ليحلوا محل من قُتلوا خلال الحرب.