أشاد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر بجهود المنظمة العالمية لخريجي الأزهر بماليزيا في خدمة الإسلام والمسلمين، جاء ذلك خلال كلمته الافتتاحية في المؤتمر الدولي حول التراث الإسلامي وتحدياته في عالم الملايو «الأزهر الشريف منهجًا ومرجعًا"» الذي تنظمه المنظمة العالمية لخريجي الأزهر برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس إدارة المنظمة.

ونقل رئيس الجامعة للحضور تحيات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الذي يكن لدول جنوب شرق آسيا محبة خاصة، كما وجه رئيس الجامعة الشكر للمنظمة العالمية لخريجي الأزهر؛ لاستضافتها لهذا المحفل العلمي، كما شكر فرعها في ماليزيا، وأكاديمية الدراسات الإسلامية بجامعة ملايا بماليزيا، ووفود جامعة السلطان الشريف علي بسلطنة بروناي دار السلام.

وعبر رئيس جامعة الأزهر عن اعتزازه وفخره بتلك الدول العريقة التي يذخر تاريخها وتراثها بصورة طيبة عن الإسلام، موضحا أن تاريخ الإسلام في بلاد الملايو يؤكد أن تراثنا الإسلامي يقف على أرض ثابتة مستمدًّا أصالته من فكر وسطي قام على السماحة.

وأشار رئيس الجامعة إلى أن الإسلام انتشر في هذه الدول عن طريق المعاملة الحسنة من التجار العرب دون سيف أو رُمح أو إجبار أو قهر، تلك التهمة التي طالما وُجِّهت للإسلام من أعدائه  بأنه انتشر بحد السيف، ثم توطدت العلاقات بالمصاهرة بين العرب والملايو، وتكاتف الدعاة العرب والتجار المسلمون مع أمراء بلاد الملايو في وضع الأسـس الإسلامية لهذه الممالك الملايوية المسلمة، مما قلص مساحات الاختلاف بين تلك الأعراق المختلفة، التي جمعها الإسلام تحت مظلته بشكل ندر حدوثه في تاريخ تلك المنطقة، ولا يزال هذا التمازج والتآخي بين الدماء العربية في عروق عديد من سلاطين الملايو.

وبين رئيس الجامعة أنه كان للأزهر الشريف دور مهم في بيان صحيح الدين؛ حيث وفد إليه أبناء الملايو، فجلسوا في أروقته، ونهلوا من علمائه وكتبه في شتى الفنون والعلوم، فعادوا لنشر الوسطية في كل جنبات دول جنوب شرق آسيا، فكان لماليزيا وبروناي وإندونيسيا حظ وافر من الأزهر رأينا أثره في زياراتنا لتلك البلاد.

وبين رئيس جامعة الأزهر أن مظاهر التراث الإسلامي في بلاد الملايو لا تزال تنبئ عن إيمان راسخ وعقيدة سليمة تتكاثر عليها المغريات لكنها تظل تواجه التحديات وتتغلب عليها؛ فلا زلنا نرى تمسك النساء بحجابهن والاعتزاز به، ونرى احترام المعلم وتقدير العلماء لما لهم من دور في التنوير والتصدي للأزمات التي كادت أن تفتك بالبلاد، فضلًا عن حفاظهم على الوحدة وإسهامهم الواضح في تخليص البلاد من الاستعمار، وقد أدى ذلك إلى زيادة ثقة المواطن الماليزي بالعلماء المسلمين؛ لما أبدوه في مراحل زمنية مختلفة سطروا فيها أروع المواقف، وكذا حرص أهل الملايو على الفرائض والسنن وتبنيهم حملات لفريضة الحج بين مختلف طبقات الشعب الماليزي، والذي يعدّ مظهرًا من مظاهر التدين من الناس في هذا البلد، إضافة إلى نبذ العنف الطائفي والتمييز العنصري بين طبقات الشعب الواحد وهو مظهر من مظاهر تأثير الثقافة الإسلامية.

كما بين رئيس جامعة الأزهر أنه لا يخفى علينا ما تمر به دولنا الإسلامية من تفرق جعل أعداءها يتجرؤن علينا ويعتدون على أوطاننا ومقدساتنا، وقد كان السبب في ذلك البعد عن تراثنا والتشكيك فيه، لافتًا إلى أن العدو سعى إلى التشكيك في تراثنا، فتمكن من إحداث خلل في حاضرنا، الأمر الذي يجعلنا نتماسك ونتحد حتى نعود كما كنا أمة قادرة متحدة، ولعل هذا المؤتمر يكون خطوة على طريق استعادة تاريخنا والاعتزاز بتراثنا.

وفي ختام كلمته دعا رئيس جامعة الأزهر للمؤتمر بالتوفيق، وأن يخرج بتوصيات عملية تستفيد منها الإنسانية كلها في ظل عالم يموج بالتغيرات.

15e86f3b-624d-4361-9b39-cc0fbd906613 89fc41a1-ffc1-49ac-95ce-bf42b55d31a7 f3774d28-e333-4820-a99c-60eb6d89a5b5

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: رئیس جامعة الأزهر رئیس الجامعة

إقرأ أيضاً:

نائب رئيس جامعة الأزهر: فقد الدكتور أحمد عمر هاشم مصيبة كبرى للأمة

قال الدكتور محمد عبد الملك، نائب رئيس جامعة الأزهر، إن رحيل الدكتور أحمد عمر هاشم يُعد خسارة فادحة للأزهر الشريف ومصر، وللأمة الإسلامية كلها، مشددًا على أن فقد العلماء مصيبة كبرى وفجيعة عظيمة، بل هو من علامات الساعة كما ورد في الأحاديث النبوية.

وأوضح نائب رئيس جامعة الأزهر، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الثلاثاء، أن الراحل أفنى عمره في خدمة سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ورفع راية العلم والدعوة والتبليغ، وكان ناصرًا للسنة النبوية في العصر الحديث، ومدافعًا عنها في كل المحافل والمجالات العلمية والإعلامية.

نائب رئيس جامعة الأزهر: الدكتور أحمد عمر هاشم تصدى بكل قوة لمحاولات الطعن في الحديث الشريف

وأكد نائب رئيس جامعة الأزهر أن الدكتور أحمد عمر هاشم تصدى بكل قوة لمحاولات الطعن في الحديث الشريف، ووقف وقفة حاسمة في مواجهة دعاوى من ينكرون السنة ويعرفون بـ"القرآنيين"، مشيرًا إلى أن جهوده في الدفاع عن الحديث النبوي وعلومه جعلته يُلقب من قِبل بعض علماء الأزهر بـ"إمام الحديث في زمانه"، حتى قال أحد شيوخه: "ما رأينا أحدًا غار على السنة مثل الدكتور أحمد عمر هاشم".

رحل جسدا لكنه باقٍ.. رئيس جامعة الأزهر: أحمد عمر هاشم علامة بارزة في علوم الحديثالدكتور أحمد عمر هاشم: والدي نذرني لخدمة الأزهر والقرآن والسنةفي فيديو نادر.. أحمد عمر هاشم يكشف ماذا صادفه بأول يوم بكلية أصول الدينماذا قال؟.. أجمل كلمات للدكتور أحمد عمر هاشم عن فضل النبي

وأشار نائب رئيس جامعة الأزهر إلى أن للراحل مكانة دعوية وإعلامية مميزة، حيث قدّم العديد من البرامج والمحاضرات في وسائل الإعلام المصرية والعربية، وكان له تأثير بالغ بأسلوبه العميق والميسر والمؤثر، واصفًا إياه بأنه كان "خطيب المحدثين ومحدث الخطباء".

وأضاف نائب رئيس جامعة الأزهر "لم يكن الدكتور أحمد عمر هاشم مجرد عالم أو محدث، بل كان شاعرًا يحمل قلبًا نابضًا بالإيمان والحب، وكانت أشعاره انعكاسًا لجمال روحه وصدق إيمانه."

واستشهد نائب رئيس جامعة الأزهر ببعض من شعر الدكتور أحمد عمر هاشم، سواء في مناجاة الذات الإلهية أو الدفاع عن النبي ﷺ، فقال من مناجاته: 

يا خالقي قلبي رجاك وبكل خاطره دعاك

بحميمه وامينه وخشوعه الباكي رجا لا يبالي

بالممات فحسبه فيه لقاء، سلك الطريق وحسبه من هذه الدنيا رضاك.

ومن شعره في الدفاع عن النبي ﷺ حين تعرض للإساءة:

يا سيدي يا رسول الله، ألمنا أن قام غرّ بدار الكفر إذاك

وغيره قام في حقد وصلف، بالزور والبهتان عاداك

هذا وذاك يا رُبان الدمار، لا تبقِ يا رب لا هذا ولا ذاك.

طباعة شارك الدكتور محمد عبد الملك نائب رئيس جامعة الأزهر الأزهر رحيل الدكتور أحمد عمر هاشم الدكتور أحمد عمر هاشم

مقالات مشابهة

  • الأحد.. البحوث الإسلامية يفتتح الأسبوع الدعوي الـ12 بجامعة بنها
  • رئيس جامعة الأزهر يشيد بمعرض "تراثنا" ويؤكد: يسهم في تقدم الوطن ونهضته
  • أمين البحوث الإسلامية: الأزهر كان شريكًا في نصر أكتوبر
  • رئيس جامعة الأزهر يشارك احتفالية كلية الدراسات الإسلامية بانتصارات أكتوبر المجيدة بالقاهرة
  • الطريق إلى المشروع الإسلامي الجامع.. والبحث عن الهوية
  • من هو الراحل "أحمد عمر هاشم" رائد خدمة الدعوة الإسلامية والحديث الشريف ؟
  • نائب رئيس جامعة الأزهر: فقد الدكتور أحمد عمر هاشم مصيبة كبرى للأمة
  • وفاة أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الأسبق
  • رئيس الشيوخ ناعيا الدكتور أحمد عمر هاشم: العالم الإسلامي فقد قيمة دينية كبيرة
  • مساعدة مالية من مشيخة الأزهر الشريف