كاوست: تطوير تقنيات لإنتاج طحالب الأعلاف الحيوانية
تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT
البلاد ــ جدة
طّور علماء في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية “كاوست” تقنيات جديدة لإنتاج طحالب دقيقة بكميات صناعية؛ يمكن استخدامها كأعلاف حيوانية ذات قيمة غذائية عالية، الأمر الذي يتماشى مع اهتمامات الدول التي تتطلع إلى الحد من استيراد الأعلاف الحيوانية من الخارج وتعزيز أمنها الغذائي المحلي.
وتعد الطحالب من الأغذية فائقة الجودة نظرًا لكثافتها الغذائية الشاملة وسهولة زراعتها بتكلفة زهيدة باستخدام أشعة الشمس وثاني أكسيد الكربون والماء فقط، ومع ذلك، فإن زراعتها بكميات ضخمة، وعلى نطاق واسع أمر صعب، مما يعني أننا لم نصل بعد إلى الاستفادة الحقيقية من إمكاناتها الواعدة.
وفي خطوة أولى نحو هذا المسار، قام العلماء في المركز السعودي لتطوير التقنية الحيوية للطحالب والاستزراع المائي في كاوست، بتطوير سلالات طحالب خاصة من نوع “سبيرولينا وكلوريلا” يمكنها أن تتكيف على نحو فريد مع مياه البحر المالحة، ويمثل هذا الابتكار نقلة نوعية حيث يلغي الحاجة إلى المياه العذبة في الزراعة؛ مما يجعل إنتاج أعلاف الماشية من الطحالب عملية مستدامة ومجدية اقتصاديًا.
وتستورد المملكة حالياً معظم المواد الخام التي تحتاجها لإنتاج الأعلاف الحيوانية -البروتين والدهون والكربوهيدرات- من دول مثل البرازيل والولايات المتحدة الأمريكية، ولكن مع الأبحاث الرائدة في كاوست، يمكن أن تصبح الطحالب الدقيقة المنتجة محليًا بديلاً عن 13 مليون طن من مواد الأعلاف المستوردة التي يُتوقع أن تحتاجها المملكة سنوياً بحلول عام 2030.
وبذلك، تتوافق خطة المملكة لزراعة الطحالب وإنتاجها على نطاق صناعي مع أهداف رؤية السعودية 2030 من خلال زيادة أمنها الغذائي المحلي وتقليل اعتمادها على الأعلاف والمواد الخام المستوردة.
من جانبه أوضح نائب رئيس “كاوست” لمعهد التحول الوطني الدكتور إيان كامبل؛ أن هذه الخطوة ستلعب الطحالب دورًا رئيسًا في تحقيق أهداف الأمن الغذائي للمملكة، وستجلب معها فوائد متعددة يمكننا تطبيقها على مبادرات أخرى. أن الإنتاج بهذا الحجم يضع المملكة في مكانة رائدة عالميًا في مجال تطوير التقنية الحيوية للطحالب.
وتأتي هذه التقنية الجديدة لإنتاج الطحالب الدقيقة؛ ثمرة التعاون المشترك بين شركة المنارة للتطوير التابعة “لكاوست”، ووزارة البيئة والمياه والزراعة ممثلة في البرنامج الوطني لتطوير الثروة السمكية؛ حيث تكثيف الأنشطة البحثية، وإنتاج مبدئيًا ما يصل إلى 100 طن من الكتلة الحيوية للطحالب سنويًا، أي ما يقرب من خُمس إجمالي الإنتاج الحالي في أوروبا.
وقال مدير برنامج الطحالب في شركة المنارة للتطوير في “كاوست” الدكتور كلاوديو غرونوالد: ” لقد أثبتنا أن إنتاج الطحالب الدقيقة هي تقنية مجدية ومستدامة وموثوقة للمملكة العربية السعودية ليس فقط لإنتاج المواد الخام لتغذية الحيوانات، ولكن أيضًا لعزل ثاني أكسيد الكربون، والمعالجة الحيوية للمياه العذبة والمياه قليلة الملوحة، والأهم من ذلك، مياه البحر، وحتى إنتاج مستقلبات عالية القيمة يمكن استخدامها في صناعات تتراوح من علف الحيوانات إلى الأدوية”.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
واشنطن تُطلق الذباب القاتل.. حملة استثنائية لإنقاذ الثروة الحيوانية من الدودة الآكلة للحوم
تستعد الحكومة الأمريكية لتربية مليارات الذباب المعقم وإلقائه من الجو فوق المكسيك وجنوب تكساس لمواجهة يرقة "الدودة الحلزونية" الآكلة للحوم، ضمن خطة علمية تعتمد على منع التكاثر الطبيعي للآفة. اعلان
أعلنت الحكومة الأمريكية عن خطة طموحة لتربية وإطلاق مليارات الذباب المعقم من الطائرات فوق جنوب ولاية تكساس والمكسيك، في محاولة للقضاء على يرقة "الدودة الحلزونية" (Screwworm)، وهي آفة خطيرة تهدد الثروة الحيوانية والبشر أيضًا.
وتُعد هذه الآفة، التي تظهر في شكل يرقات آكلة للحوم، مصدر قلق كبير للقطاع الزراعي الأمريكي، خاصةً صناعة لحوم البقر، إذ يمكن أن تؤدي الإصابة بها إلى وفاة حيوان يزن ألف رطل خلال أسبوعين فقط.
وتعتمد الخطة على إطلاق ذكور الذباب المعقم بالإشعاع، الذي يتزاوج مع إناث الذباب البري دون إخصاب البيض، مما يؤدي إلى انخفاض أعداد اليرقات تدريجيًا حتى انقراض النوع في المنطقة.
وقال الدكتور إدوين بورغيس، الأستاذ المساعد في جامعة فلوريدا والمتخصص في الطفيليات الحيوانية: "إنها تقنية استثنائية، ومن أعظم الأمثلة على تحويل الاكتشافات العلمية إلى حلول عملية لمشكلات كبيرة."
كيف تعمل التقنية؟يعتمد النظام على إطلاق الذكور المعقمين في المناطق المصابة، حيث يبحثون عن الإناث ويقومون بالتزاوج معهن. وبما أن الذكر معقم، فإن البيض الذي تضعه الأنثى لا يفقس، مما يؤدي إلى تقليل أعداد اليرقات بشكل مستمر.
وهذه الطريقة تُعتبر أكثر أمانًا بيئيًا من استخدام المبيدات الكيميائية، وقد سبق استخدامها بنجاح في القضاء على الآفة في الولايات المتحدة ودول شمال بنما خلال القرن العشرين.
وقد نجحت محطات إنتاج الذباب المعقم في بنما منذ عقود في احتواء الآفة، لكن ظهور حالات جديدة في جنوب المكسيك أواخر العام الماضي دفع بالسلطات الأمريكية إلى إعادة التحرك.
تعزيز البنية التحتية لإنتاج الذباب المعقمأفادت وزارة الزراعة الأمريكية (USDA) بأنها تخطط لافتتاح مصنع جديد لإنتاج الذباب المعقم في جنوب المكسيك بحلول يوليو 2026، كما سيتم إنشاء مركز لتوزيع الذباب في جنوب تكساس قبل نهاية العام الجاري، لاستيراد الذباب من بنما إذا لزم الأمر.
ويهدف المشروع إلى زيادة الطاقة الإنتاجية من الذباب المعقم من 117 مليون ذبابة أسبوعيًا في مصنع بنما إلى ما لا يقل عن 400 مليون ذبابة أسبوعيًا.
وخصصت الوزارة 8.5 مليون دولار لمركز تكساس، و21 مليون دولار لتحويل مصنع كان مخصصًا لإنتاج ذباب الفاكهة في جنوب المكسيك إلى مصنع لإنتاج ذباب السرو worm.
Relatedمليارات حشرات "الزيز" تظهر من تحت الأرض في الولايات المتحدة وقد تكون غذاء مفضلاهل يُجبر الاتحاد الأوروبي مواطنيه على تناول الحشرات الخطرة؟ إليكم الحقيقةشاهد: حشرات تفتك بأشجار الصنوبر في لبنان وتحرمه من "ذهبه الأبيض"الذباب يهدد البشر والحيواناتتتميز يرقة "الدودة الحلزونية" باعتدائها على اللحم الحي، وهو أمر غير شائع بين الذباب، إذ تتغذى معظم أنواع اليرقات على اللحم الميت. وتضع الإناث بيضها في الجروح المفتوحة أو الأغشية المخاطية لدى الإنسان والحيوانات الدافئة الدم.
وقال مايكل بايلي، المرشح الجديد لرئاسة الجمعية الأمريكية للطب البيطري: "يمكن أن يموت ثور يزن ألف رطل بسبب هذا خلال أسبوعين فقط"، مؤكدًا أن الإصابة تسبب ألماً شديدًا وتضعف الحيوانات بشكل كبير.
تحديات الإنتاج الضخمأكدت الدكتورة كاسي ألدز، الأستاذة المساعدة في علم الحشرات بجامعة ولاية كانساس، أن تربية كميات ضخمة من الذباب ليست بالعملية الصعبة، لكنها تحتاج إلى توفير الشروط المناسبة لتحفيز الإناث على وضع البيض، ولضمان توفر الغذاء الكافي لليرقات.
وأوضحت أن مصانع الذباب السابقة كانت تستخدم خلطات من لحم الحصان والعسل، ثم انتقلت إلى خلطات تحتوي على البيض المجفف والعسل أو شراب الذرة، بينما يستخدم مصنع بنما حاليًا مزيجًا يشمل مسحوق البيض وخليطًا من خلايا الدم الحمراء والبلازما من الماشية.
وفي البراري، تسقط اليرقات الناضجة من المضيف وتنخرط تحت سطح الأرض لتكمل مرحلة التحول، بينما تُربى في المصانع على مواد مثل نشارة الخشب.
أشارت الدكتورة سونجا سويجر، من خدمة الإرشاد بجامعة تكساس A&M، إلى أهمية السيطرة الصارمة على مصانع الذباب لمنع هروب أي ذباب قادر على التكاثر.
وأكدت أن أي خطأ في إدارة المصنع قد يؤدي إلى عكس النتائج المرجوة، مشددة على أهمية الإجراءات الوقائية المشددة.
عمليات الإلقاء الجوي: تحديات وأخطارتُجرى عمليات الإلقاء من الجو باستخدام طائرات صغيرة تحمل صناديق الذباب، وتُلقيها في مناطق الاستهداف. وقد شهد الشهر الماضي حادث تحطم طائرة قرب الحدود بين المكسيك وغواتيمالا أثناء مهمة إلقاء الذباب المعقم، أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص.
وبحسب وزارة الزراعة الأمريكية، فقد بدأ استخدام الطائرات في الخمسينيات بإسقاط الذباب من أكواب ورقية عبر مجارٍ خاصة، ثم تطورت العملية لاستخدام آلات تُعرف باسم "Whiz Packer" لتعبئة الذباب في صناديق تُلقيها الطائرات.
وصف بورغيس هذه التقنية بأنها واحدة من "أعظم إنجازات" وزارة الزراعة الأمريكية، مشيرًا إلى أنها أدت دورًا حاسمًا في القضاء على الآفة في أمريكا الشمالية.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة