الجديد برس:

حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الدول الغربية، الخميس، من أنها ستثير حرباً نووية مدمرة إذا أرسلت قوات للقتال في أوكرانيا، قائلاً إن موسكو تمتلك الأسلحة اللازمة لضرب أهداف في الغرب، وذلك في رده على دعوات دول غربية لإرسال قواتها إلى أوكرانيا.

وتسببت الحرب في أوكرانيا في أسوأ أزمة في العلاقات بين موسكو والغرب منذ أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962.

وتحدث بوتين سابقاً عن خطورة المواجهة المباشرة بين حلف شمال الأطلسي وروسيا، لكن حديثه عن حرب نووية يوم الخميس يُعد واحداً من أكثر تحذيراته صراحة.

وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن “القوات النووية الاستراتيجية الروسية في حالة تأهب تام وجاهزة لاستخدامها المضمون”.

وقال بوتين في رسالته السنوية إلى الجمعية الفيدرالية الروسية: “القوات النووية الاستراتيجية في حالة استعداد تام لاستخدامها المضمون. ما خططنا له في مجال التسلح، والذي تحدثت عنه في رسالتي عام 2018 قد تم إنجازه بالكامل أو في طور استكماله”.

الرئيس الروسي، كرر في كلمته أمام المشرعين وأعضاء آخرين من النخبة السياسية في البلاد، اتهاماته للدول الغربية بأنها تسعى لإضعاف روسيا وأشار إلى أن الزعماء الغربيين لا يدركون مدى خطورة تدخلهم فيما يصفه بشؤون روسيا الداخلية.

قبل تحذيره، أشار إلى فكرة معينة طرحها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الإثنين، تقضي بإرسال قوات برية تابعة للدول الأوروبية الأعضاء في حلف شمال الأطلسي إلى أوكرانيا، وهو اقتراح سرعان ما رفضته الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا ودول أخرى.

بوتين صرح أيضاً بأنه “يجب على (الدول الغربية) أن تدرك أنه لدينا أسلحة يمكنها ضرب أهداف على أراضيها. كل ما يحدث يهدد بنشوب حرب نووية وتدمير الحضارة. ألا يدركون ذلك؟!”.

في خطابه الذي ألقاه قبل الانتخابات الرئاسية المقررة من 15 إلى 17 مارس، أشاد بما وصفها بالترسانة النووية الروسية المتطورة، والتي تُعد أكبر قوة نووية في العالم.

الرئيس الروسي، وفي المناسبة ذاتها، صرح أيضاً بأن “القوات النووية الاستراتيجية في حالة استعداد تام”، مشيراً إلى أن الجيل الجديد من الأسلحة النووية التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، والتي تحدث عنها لأول مرة في عام 2018، إما نُشرت بالفعل، أو تم الانتهاء من مرحلة تطويرها واختبارها.

واقترح بوتين، الذي بدا عليه الغضب، على الساسة الغربيين أن يتذكروا مصير أشخاص مثل أدولف هتلر زعيم ألمانيا النازية ونابليون بونابرت الفرنسي، اللذين فشلت محاولاتهما لغزو روسيا في الماضي.

كما أضاف “لكن الآن، ستكون العواقب وخيمة… يعتقدون أن (الحرب) رسوم متحركة”. واتهم الساسة الغربيين بنسيان ما تعنيه الحرب الحقيقية؛ لأنهم لم يواجهوا التحديات الأمنية نفسها التي واجهت الروس في العقود الثلاثة الماضية.

وأكد بوتين في رسالته، عدم السماح لأحد بالتدخل في السياسة الداخلية الروسية، وتحديداً الغرب، الذي يعمل بحسبه، على إضعاف روسيا من خلال سياسات الاستعمار.

وذكر أن روسيا واجهت صعوبات سياسية واجتماعية، مؤكداً أن الشعب والدولة قادرون على مجاراتها وحل كل المشاكل والصعوبات التي تواجههم.

وقال بوتين إن “روسيا مستعدة للحوار والتواصل مع الولايات المتحدة، لكن ذلك لن يحصل بسهولة خصوصاً أن واشنطن تحاربنا”، مشيراً إلى أن “تصريحات الإدارة الأمريكية بالسعي إلى النقاش بشأن الاستقرار الاستراتيجي ليست سوى كلمات خاوية من المضمون”.

وأضاف أن “الغرب يثير الصراعات في أوكرانيا والشرق الأوسط ويستمر في الكذب، ويحاول نشر الدعايات بشأن اعتزام روسيا احتلال أوروبا، وسعيها لنشر أسلحة في الفضاء الكوني”، مؤكداً أن “كل ذلك هو كذب وادعاءات وافتراءات”.

كما تابع أن “إجراءات الولايات المتحدة ومن يدور في فلكها أدت إلى تفكيك الأمن الأوروبي وهذا يخلق مخاطر للجميع”.

وشدد على أن “روسيا أثبتت قدرتها في الرد على أي تحدٍ”، وأنّ “الدفاع عن سيادة البلاد متواصل على مختلف الصعد العسكرية والاقتصادية والاجتماعية”.

وأكد أن “الغرب حاول إضعاف روسيا، لكنه أخطأ في حساباته، والجيش الروسي يتقدم في أوكرانيا على جبهات عديدة”. الرئيس الروسي أكد في رسالته أنه “تم تعزيز القدرات الصاروخية والمدفعية وكذلك الأسطول البحري والجوي لروسيا”، وذكر أن “كل المشاريع التسليحية التي خُطط لإطلاقها نجحت بفرض نفسها، بما فيها صواريخ (كينجال) و(سرمات) وغيرها”.

وأشار إلى أن “القوات المسلحة الروسية عززت وطورت من قدراتها العسكرية في السنوات الأخيرة من خلال العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا”.

كما لفت إلى ضرورة تعزيز الاقتصاد خصوصاً في المجال العسكري والتسليحي لمواجهة المخاطر والتهديدات الخارجية.

وقال إنه لا بد للغرب أن يفهم أن “موسكو تمتلك أسلحة قادرة على إصابة الأهداف في أراضيهم، والقوات النووية الاستراتيجية الروسية في حالة استعداد تام”.

وتطرق بوتين في رسالته إلى الوضع الاقتصادي في روسيا، الذي تأثر بفعل عقوبات واسعة فرضها الغرب عليها في إثر العملية العسكرية في أوكرانيا.

وأكد الرئيس الروسي أن بلاده “واجهت مخاضاً كبيراً، لكن الاقتصاد الروسي ما يزال صامداً، وروسيا تعتبر اليوم من أكبر اقتصادات العالم، والاقتصاد الأول في أوروبا والخامس في العالم”.

وقال إن “جودة ووتيرة النمو الاقتصادي في البلاد يجعلنا على ثقة أن روسيا على الطريق الصحيح لنصبح من أكبر أربع اقتصادات في العالم”.

وأشار إلى أنه “يجب أن تمتلك الدولة جميع المفاتيح التكنولوجية في مجال الرعاية الصحية والأمن الغذائي، وكذلك هناك حاجة ضرورية في المجالات الشاملة التي تدعم اقتصاد البلاد”.

وذكر أنه “على مدى السنوات الست المقبلة يتعين علينا أن نحقق نمواً مستداماً في معدل المواليد ولتحقيق ذلك، سيتم اتخاذ تدابير إضافية، بما في ذلك التنمية الاجتماعية الإقليمية”.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: القوات النوویة الاستراتیجیة الرئیس الروسی فی أوکرانیا فی رسالته فی حالة إلى أن

إقرأ أيضاً:

إيران: نمتلك كمية كبيرة من وثائق حسّاسة عن منشآت “إسرائيل” النووية

 

 

الثورة / متابعات

قال التلفزيون الرسمي الإيراني أمس إن إيران حصلت على وثائق “حساسة” تتعلق بإسرائيل، وخصوصا بمنشآتها النووية، من دون تقديم أي توضيح عن هذه الوثائق أو كيف تم الحصول عليها.
وأفاد التلفزيون باقتضاب بأنها “حصلت أجهزة الاستخبارات الإيرانية على كمية كبيرة من المعلومات والوثائق الاستراتيجية والحساسة المتصلة بالكيان الصهيوني، بما في ذلك آلاف الوثائق المتعلقة بمشاريعه ومنشآته النووية”.
إلى ذلك، أوضحت المصادر أن العملية تمّت قبل مدة، لكن الحجم الهائل من الوثائق المهربة من داخل “إسرائيل”، والحاجة إلى نقل الحمولة كاملة إلى داخل إيران بشكل آمن، فرضت تعتيماً إعلامياً إلى حين التأكد من وصولها إلى المواقع المحمية المقررة.
وأشارت إلى أن كثافة الوثائق تطلّب وقتاً طويلاً لمراجعتها والاطلاع على الصور ومقاطع الفيديو المرفقة بها.
وإيران التي جعلت مساندة القضية الفلسطينية ركيزة أساسية لسياستها الخارجية منذ الثورة الإسلامية عام 1979م، لا تعترف بدولة الاحتلال.
وتأتي هذه التصريحات في ظل التوتر بشأن البرنامج النووي الإيراني الذي تعتبره “إسرائيل” تهديدا وجوديا لها.
أما الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة و”إسرائيل”، فتتهم إيران بالسعي إلى امتلاك السلاح النووي، لكن الجمهورية الإسلامية تنفي ذلك.
وتُصرّ إيران في المقابل على حقها في حيازة الطاقة النووية المدنية، وخصوصا لأغراض توليد الكهرباء، بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي التي وقّعتها.
ولوح الإرهابي بنيامين نتنياهو بتوجيه ضربة عسكرية للمواقع النووية الإيرانية، في ظل حرب خفية يخوضها البلدان منذ سنوات.
وتعلن إيران من وقت لآخر اعتقال أفراد بتهمة التجسس، واتهمت أجهزة الكيان الاستخباراتية بالوقوف وراء اغتيالات مُستهدفة أو أعمال تخريب مرتبطة ببرنامجها النووي.
إلى ذلك أكّدت منظّمة الطاقة الذرية الإيرانية، أنّ تخصيب اليورانيوم بنسبة 60% لا يتعارض مع معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.
وقالت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية في مذكّرة توضيحية بشأن تقرير المدير العامّ للوكالة الدولية للطاقة الذرية المقدّم إلى مجلس محافظي الوكالة، إنّ «أنشطة التخصيب ومخزونات إيران من اليورانيوم المخصّب بنسبة 60% تخضع بالكامل لرقابة وتحقّق الوكالة الدولية».
وأشارت المذكّرة إلى أنّه «لا يوجد أيّ دليل موثوق يثبت أنّ القضايا العالقة بين طهران والوكالة الذرية تشكّل خطراً من حيث الانتشار النووي».
ولفتت إلى أنّ «المواد والأنشطة النووية الإيرانية كافّة، تمّ الإعلان عنها بالكامل للوكالة، وقد تمّ التحقّق منها من قبلها».
وأردفت أنّ «إدراج بعض المواضيع غير ذات الصلة في التقرير يتعارض مع المهنية والموضوعية والحياد الذي يُفترض أن تلتزم به الوكالة الدولية».
وقبل يومين، أفادت مصادر سياسية مطلعة بأنّ إيران أبلغت الولايات المتحدة، عبر وسطاء، أنّ أيّ قرار يصدر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضدّ برنامجها النووي، لن يُنظر إليه على أنه خطوة أوروبية فحسب، «بل ستتحمّل واشنطن أيضاً مسؤولية تبعاته».
وأكدت المصادر أنّ «طهران أوضحت للجانب الأمريكي أنّ ردّها على أيّ تصعيد من الوكالة سيترك أثراً مباشراً على مسار المحادثات غير المباشرة الجارية»، مشيرةً إلى أنّ «الجمهورية الإسلامية لن تقبل باستخدام القرارات التقنية كأدوات ضغط سياسي».

مقالات مشابهة

  • وزير الحرب الصهيوني يهدد سفينة الحرية “مادلين”
  • صحيفة أمريكية: درون “دان-إم” الروسي هدف صعب للدفاعات الجوية الأوكرانية
  • “إرجاء لأجل غير مسمى” رغم التوافق في إسطنبول.. روسيا تتهم أوكرانيا بتجميد اتفاق تبادل الأسرى
  • ترامب يؤكد انتهاء علاقته بماسك ويحذره من “عواقب وخيمة”
  • إيران: نمتلك كمية كبيرة من وثائق حسّاسة عن منشآت “إسرائيل” النووية
  • حزب بارزاني لم يلتزم بقانون الموازنة والدستور وفوق ذلك “يهدد” وهو أصل مشكلة رواتب الإقليم
  • مندوب روسيا لمنظمة الأمن والتعاون بأوروبا: مصير أوكرانيا ليس بيد الغرب
  • نائب وزير الخارجية الروسي: العلاقات مدمرة مع أمريكا
  • “بوتين” يهنئ المسلمين القاطنين في روسيا بعيد الأضحى المبارك
  • بوتين يزور إيران قريبا.. توسيع التحالفات بعيدا عن الغرب