الإنسان صنيعة الله سبحانه وتعالى ويعلم ما يسعده وما يحزنه، فإذا ابتلي الإنسان بأي شيء سواء كان هم أو غم أو ضيق، فليرجع إلى الله ويعود إلى الله، وأفضل شيء يتقرب به إلى الله هو الدعاء لأن الرسول الكريم قال الدعاء مخ العبادة، فكثيراً ما تعرضنا حوادث الدنيا ونوائبها لحالات ضيق في النفس وقبض في القلب والإحساس بالخوف الشديد من المستقبل أو خوف على مستقبل الأبناء أو ما نتعرض له من مشاحنات أثناء العمل أو في الكثير من المواقف الحياتية التي نتعرض لها ولذلك سنعرض دعاء ضيق النفس والاكتئاب بأكثر من صيغة وكلها متوافقة مع الكتاب والسنة.
توجد العديد من صيغ أدعاء ضيق النفس والاكتئاب والتي تخلص الإنسان من حالته وتزيد من الطاقة الروحية والإيمانية وما إن استعنت بالله وتوكلت عليه لن تجد سوى الانشراح في الصدر والاستجابة للأمر وجدير بالذكر أن استمرار تلك الأمور النفسية قد تعرض الجسد للأمراض الكثيرة مثل ضغط الدم والسكر وارتفاع نبضات القلب لذلك ينصح بالذكر الدائم وبالدعاء.
رب لا تكلني إلى مخلوق سواك ولا تحوجني إلى أحداً غيرك اللهم قد ضاق صدري وقبض قلبي ولا أعرف طريقاً إلا طريقك ولا شافي من الأسقام إلا أنت اللهم عليك المعتمد يا فرد يا صمد اللهم خذ بيدي من كل ضلال وألهمني الرشد والصواب واشفي صدور قوم مؤمنين اللهم لا شفاء إلا شفائك الله نجني من كل ضيق وفرج همي وأكشف كربتي.اللهم يا رب إنك تعلم أني نمت على ضيق في الصدر وانقباض في القلب اللهم إنك تعلم ضيقي وحزني وتعلم مسألتي فأيقظني على الفرج من كل كرب والفرح بالأمل بعد اليأس.اللهم ارحم ضعفي وقلة حيلتي اللهم عفوك أرجو ورحمتك أريد اللهم اشرح لي صدري ويسر لي أمري وحل انقباض قلبي بالسعة وفك وثاقي من المعصية إلى رحابة الإيمان بك.اللهم فاطر السموات والأرض علام الغيوب اكفني شر ما أهمني وما أغمني، وعلى الإيمان الكامل توفني وأنت راض عني، اللهم أنت تعلم أني مكروب الصدر فاشرح لي صدري، واكفني بقوتك وجبروتك وعظمتك كل أمر يقلقني فلا يعجزك شيء في الأرض ولا في السماء وأنت الحكيم العليم.أجمل دعاء لضيق النفس والاكتئابعلينا أن نعلم في البداية أن سبب ضيق النفس والاكتئاب هو البعد عن الله سبحانه وتعالى، وحتى لو كان الأمر غير متعلق بذلك لكن الله يهدي المؤمنين إلى الطرق والسبل الرشيدة فمن أهم الخطوات العملية في البعد عن الضيق والقلق والتوتر هو الرجوع إلى تعاليم الدين، وإتباع منهج النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وسنذكر من خلال السطور القادمة أفضل صيغ دعاء ضيق النفس والاكتئاب.
يا فارج هم المهمومين يا قاضي الحاجات يا مجيب الدعوات يا سامع النجوى يا كاشف البلوى، اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وشدة فاقتي وهواني على الناس اللهم إني أسألك سؤال الملهوفين اللهم لا كاشف لنا ما نحن فيه سواك، فاكشف كربتي واقضي حاجتي ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ولا أقل من ذلك يا نعم المجيب.اللهم ألهمنا الصواب اللهم أهدنا هداية التوفيق وهداية العمل ولا تتركنا في الطريق ونحن لا نحسن المسير ولا نحسن التدبير فدبر لنا الأمر يا مدبر كل أمر ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.يا مغيث أغثنا يا ودود يا ودود يا ذا العرش المجيد يا فعالاً لما يريد اللهم إنك تعلم حزني بماذا وعلى ماذا وتعلم فرحي كذلك فعجل لنا كل فرح وسرور وابعد عنا كل ضيق وهم وكرب، اللهم إنا لا نسألك دفع ما تريد من قضاء وقدر ولكن نسألك التأييد بروح منك وبقوة منك وبفضل لا يجازيه فضل.اللهم إنا نتقرب إليك بعمل صالح ونعلم أن رحمتك سبقت غضبك اللهم فرج عنا ما نحن فيه اللهم إنك تعلم أننا لا نقوى على حمل ذلك ففرج عنا كل كرب اللهم ارزقني دعاء يجلو به همي وحزني وتجمع به شتات أمري وتبيض به وجهي وتثبت به قدمي يوم تذل الأقدام.اللهم لا طاقة لنا بتلك الهموم اللهم أبدلنا الخير كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم اللهم إنا نسألك خير المسألة وخير الدعاء وخير العمل.اللهم غارت النجوم وهدأت الأصوات وتنزلت في ثلث الليل الأخير تنزلاً يليق بكمالك الله فك وثاقنا من المعصية اللهم فك انقباض قلبي وأبدلني بدلاً منه لذة القرب منك وحقق لنا السعادة وأملأ قلوبنا رضا وألسنتنا شكراً ودعاء وذكر لأنك أنت القائل ألا بذكر الله تطمئن القلوب اللهم طمئن قلوبنا.دعاء ضيق النفس والاكتئاب من الكتاب والسنةثبت عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم دعاء فك الكرب والهم والحزن بأكثر من موضع وبأكثر من صيغة وكانت الاستعانة الدائمة بالصبر والصلاة لأنها عماد الدين وعرض الروح والجسد على الله سبحانه وتعالى، فيعطيها من فيض النور ويعطيها طاقة إيجابية تقضى بها كل الهموم بفضل الله سبحانه وتعالى.
قبل أن نذكر بعض صيغ دعاء ضيق النفس والاكتئاب نذكر بعض الأذكار التي ثبتت عن الرسول صلى الله عليه وسلم في حالات الكرب الشديد وأولها الإكثار من الحوقلة وهي لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم في أوقات متفرقة من اليوم.اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والجبن والبخل وغلبة الدين وقهر الرجال.اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك ومن تحول عافيتك وجميع سخطك اللهم ارفع عنا البلاء وارفع مقتك وغضبك عنا وفرج كروبنا وفك أسرنا من الهم والغم وضيق الصدر.اللهم ارزقنا من حيث لا نحتسب اللهم توكلت عليك وسلمت أمري إليك لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك يا واصل المنقطعين صلني إليك.اللهم إنك تعلم سري وعلانيتي وتعلم حاجتي فاقضها بفضلك وبكرمك اللهم أحفظنا بحفظك العظيم الأعظم اللهم إني أعوذ بك من جهد البلاء ومن درك الشقاء ومن شماتة الأعداء.اللهم دعوناك كما أمرتنا فاستجب لنا كما وعدتنا يا من يجير ولا يجار عليه أجرني من الهموم وأجرني من خزي الدنيا وعذاب يوم القيامة.ربنا افرغ علينا صبراً وتوفنا مسلمين اللهم إنك تعلم أني بالجهالة موصوف وأنت بالعلم معروف فهب لي من علمك ما تمحي به جهالتي ونور بصيرتي لأنني لا أعلم وأنت الذي تعلم وأنت علام الغيوم.اللهم إني انتظر فرجك وأرقب عفوك فارحمني برحمتك الواسعة يا الله واكفنا شر خلقك وسلمنا اللهم اكفنا الشر بما شئت وكيف شئت.يا رب أنا لا أقول يا رب عندي هم كبير بل أقول يا هم عندي رب كبير اللهم حقق لنا مما يرضيك آمالنا وعلى الإيمان الكامل توفنا وأنت راض عنا.اللهم من أراد بي سوءً فرد كيده في نحره واجعل تدميره في تدبيره ولتشفي صدور قوم مؤمنين فالله خيراً حافظاً وهو أرحم الراحمين.إلى هنا نكون قد انتهينا من توضيح بعض الصيغ الواردة عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في دعاء ضيق النفس والاكتئاب فلا تتردد أبداً في قراءتها حين تصاب بهم أو غم وكفانا الله وإياكم الهم والحزن والعجز والكسل اللهم آمين.
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: الله سبحانه وتعالى صلى الله علیه وسلم اللهم إنی
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: الخطأ من شيم النفس البشرية وعلى المسلم أن يتوب ويتسامح مع نفسه والآخرين
قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف عبر صفحته الرسمية على فيس بوك إن النفس البشرية ليست معصومة من الزلل، بل الخطأ من شيمها، ويستوي في ذلك بنو آدم جميعًا، إلا من اصطفاهم الله لرسالته، فطهَّر قلوبهم من المعاصي. وفي إدراك هذا المعنى طمأنةٌ للنفس، وتسامحٌ معها، وحسنُ ظنٍّ بخالقها إذا رجعت إليه وطلبت منه الصفح والغفران.
واستشهد بما جاء عن أنس رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: «كلُّ ابن آدم خطَّاء، وخير الخطَّائين التوَّابون» (رواه الترمذي).
وأوضح أن هذا العفو يُعين الإنسان على استدراك شؤون حياته بعد وقوعه في الذنب أو المعصية، ويمنعه من أن يتوقف عند شؤم الإحساس المفرط بالذنب فيجلد ذاته، فيتعطّل بذلك عن المسير في الحياة، ويُوقِع نفسه والناس في عنتٍ ومشقة.
وأشار إلى أن الاعتراف بالذنب والتوبة منه من أهم ما يعتمد عليه الدين في إصلاح النفس البشرية، إذ يُعيد إليها طمأنينتها وسكينتها المفقودة. ولأجل ذلك شرع الله الاستغفار من الذنوب، وحضّ عليه النبي ﷺ كوسيلة دائمة، تُساعد المرء على التسامح مع نفسه، والرضا عنها.
ولفت إلى أن السيرة النبوية تحكي العديد من القصص التي تؤكد هذا المعنى، ومثال على ذلك ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه -فيما أخرجه البخاري ومسلم- أنه قال: بينما نحن جلوس عند النبي ﷺ إذ جاءه رجل فقال: يا رسول الله، هلكت!
قال: «مالك؟»
قال: وقعت على امرأتي وأنا صائم.
فقال رسول الله ﷺ «هل تجد رقبة تعتقها؟» قال: لا، قال: «فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟» قال: لا،
فقال: «هل تجد إطعام ستين مسكينًا؟» قال: لا.
قال: «فمكث النبي ﷺ، فبينما نحن على ذلك، أتى النبي ﷺ بعرق فيها تمر . قال: «أين السائل؟» فقال: أنا. قال: «خذ هذا فتصدق به». فقال الرجل: أعلى أفقر مني يا رسول الله؟! فوالله ما بين لابتيها -يريد الحرتين- أهل بيت أفقر من أهل بيتي.
فضحك النبي ﷺ حتى بدت أنيابه، ثم قال: «أطعمه أهلك».
فهذا الصحابي جاء إلى النبي ﷺ وهو مرتجف، يشعر أنّه وقع في مصيبة مهلكة لا مخرج له منها.
فأخذ النبي ﷺ يُهدّئ من روعه، ويُعينه على الخلاص، فعدّد له مسالك التكفير عن الذنب واحدة تلو الأخرى، فلم يستطع أداء أيٍّ منها. حتى آل الأمر إلى أن أخذ كفارة ذنبه ليطعم بها أهله الفقراء، ممّا يُوضّح أن العقوبة أو الكفارة مقصودة لتصفية نفس المذنب، ومساعدته على العفو عن نفسه، وأنها شرعت لأجل الندم والرجوع عن الخطيئة، وقد تحقق هذان الأمران في نفس الصحابي، فضحك النبي ﷺ وأعطاه العرق وصرفه.
ويلاحظ في هذا الحديث أن مسالك التكفير عن الذنب تظهر في صورة أعمال تكافلية يعود نفعها على المجتمع كله، وأن النبي ﷺ ببساطته وسماحته، سهل على المؤمن سبيل السكينة والعفو عن ذاته، كي يُقبل على عمله وإعمار الحياة بقلبٍ منشرح، لا قلق فيه ولا توتر.
وعن ابن مسعود رضى الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: « لَلَّهُ أفْرَحُ بتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِن رَجُلٍ نَزَلَ مَنْزِلًا وبِهِ مَهْلَكَةٌ، ومعهُ راحِلَتُهُ عليها طَعامُهُ وشَرابُهُ، فَوَضَعَ رَأْسَهُ فَنامَ نَوْمَةً، فاسْتَيْقَظَ وقدْ ذَهَبَتْ راحِلَتُهُ، حتَّى إذا اشْتَدَّ عليه الحَرُّ والعَطَشُ، أوْ ما شاءَ اللَّهُ، قالَ: أرْجِعُ إلى مَكانِي، فَرَجَعَ فَنامَ نَوْمَةً، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فإذا راحِلَتُهُ عِنْدَهُ» (البخاري).
وفي هذا الحديث تربية على التسامح مع الآخرين، والفرح بعودتهم نادمين على خطئهم. فالله رب العالمين يفرح بتوبة عبده إذا شعر بضعفه، واستشعر عظيم جرمه في حق خالقه، الذي لا يضره ذنب، ولا تنفعه طاعة، وإنما فرحه وشكره ورضاه راجع للعبد فضلا وإحسانا. وقد استخدم النبي ﷺ ضرب المثل البليغ وسيلة تربوية، وضمنه معنى التسامح مع النفس ومع الآخرين، وحث فيه المسلم على التوبة والرجوع عن الخطيئة.