سرايا - منذ الصدمة التي تلقاها قادة الاحتلال الإسرائيلي في صباح السابع من أكتوبر وحتى اليوم؛ تتواصل الخلافات بين القادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين أكثر مع مرور الوقت.


اليوم السبت، قالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، إن عضو مجلس الحرب لدى الاحتلال بيني غانتس، سيتوجه غدا الأحد إلى واشنطن، وبعدها إلى لندن، لعقد سلسلة من الاجتماعات دون التنسيق مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.



وأضافت الصحيفة العبرية، أن مقربين من نتنياهو أكدوا غضبه من تصرف غانتس، وأنه يخالف اللوائح الحكومية، مشيرة إلى أن نتنياهو أوضح لغانتس أن الاحتلال الإسرائيلي لديه رئيس وزراء واحد فقط، وأنه يجب عليه أخذ إذن منه قبل السفر.

وأشارت الصحيفة إلى أن زيارة غانتس تأتي في توقيت هام يتعلق بالمباحثات حول إبرام صفقة جديدة لتبادل الأسرى بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس.

وفي السياق، ذكرت تقارير أميركية أن صبر واشنطن بدأ ينفد تجاه سلوك نتنياهو في الحرب على غزة، والادعاءات الإسرائيلية بأن نتنياهو مقيد بالأغلال من قبل شريكيه في الحكومة إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش.

ويشهد الاحتلال الإسرائيلي خلافا حادا بين غانتس ونتنياهو، حيث حاول الأخير قبل أسابيع الإطاحة بنتنياهو، مستعينا بأعضاء من حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو، وفق ما ذكرت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي.

ومنذ تشكيل مجلس الحرب الذي يرأسه نتنياهو ويضم وزير الحرب يوآف غالانت وغانتس؛ تطرقت وسائل إعلام إسرائيلية إلى وجود خلافات في أكثر من مناسبة بين نتنياهو وغالانت من جهة، ونتنياهو وغانتس من جهة أخرى بشأن إدارة الحرب وملف المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة.

وفي الأسابيع الأخيرة، برزت دعوات لإجراء انتخابات مبكرة لدى الاحتلال الإسرائيلي، لكن نتنياهو رفض فكرة الانتخابات في وقت الحرب.

ويواجه نتنياهو انتقادات متكررة من جمهور المستوطنين وعدد من السياسيين حتى المنتمين لمجلس الحرب، على خلفية أزمة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة وعدم التوصل لمسار يضمن عودتهم أحياء، إضافة إلى اتهام حكومته بالفشل بكشف والتعامل مع هجوم 7 أكتوبر/تشرين أول 2023.


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائیلی

إقرأ أيضاً:

أهداف الحرب الإسرائيلية في غزة تتلاشى وسط وعود فارغة

اتفقت صحيفتا يسرائيل هيوم وهآرتس على أن ما يدور في غزة الآن حرب لا نهاية لها، ولا هدف سوى الحفاظ على التحالف وتحقيق أوهام الجهاديين اليهود المجانين الذين يحلمون بإبادة غزة وتهجير سكانها.

وقالت يسرائيل هيوم -في مقال بقلم يوآف ليمور- إن البحث عن "النصر الشامل" حوّل الحرب في غزة إلى حرب لا نهاية لها، كما أدت وعود رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزرائه الجوفاء إلى عزلة دولية وضربة موجعة لصورة إسرائيل، داعية إلى مفاوضات تتضمن إنهاء الحرب، وإعادة المحتجزين، وإقامة سلطة حكم بديلة في قطاع غزة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2رئيس وزراء فرنسي سابق: علينا أن نواجه الجنون القاتل في غزةlist 2 of 2تايمز: الضفة الغربية في قلب معركة الاعتراف بالدولة الفلسطينيةend of list

وأوضحت الصحيفة أن إسرائيل ضلت طريقها في الحرب، وبالتالي لا فرصة لها في تحقيق هدفيها المعلنين: إعادة المحتجزين وهزيمة حركة حماس، وذلك لافتقارها إلى سياسة متماسكة، حيث وضع نتنياهو، تحت ضغط الجناح المتطرف في حكومته، هدفا بعيد المنال وغير محدد المعالم، ألا وهو "النصر الشامل".

عملية قنص جندي إسرائيلي في غزة (الجزيرة)

وبنطقه هاتين الكلمتين، حكم نتنياهو على الحرب بأن تصبح لا نهاية لها، وكل مرة يزعم أن النصر الشامل في متناول اليد أو "مسألة أشهر" أو "على بُعد خطوة" يزداد هذا الهدف بعدا، وكذلك وعود وزرائه مثل وزير الدفاع يسرائل كاتس الذي هدد بفتح أبواب الجحيم إذا لم يعد المحتجزون، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش الذي أقسم على الاستقالة من الحكومة إذا دخلت المساعدات الإنسانية إلى غزة. ومع ذلك لا يزال الرهائن في الأسر، والمساعدات دخلت، لأن الوعود في السياسة الإسرائيلية تقطع لتنقض.

نجاح عسكري وفشل دبلوماسي

وأشارت الصحيفة إلى أن حماس هزمت منذ زمن طويل من الناحية العسكرية، وبالفعل دمرت منازل المنطقة وبنيتها التحتية، ومعظم سكانها فقراء، والظروف الكارثية الحالية على بعد خطوة واحدة من الانهيار التام.

ومع ذلك تقول الصحيفة فإن تزايد الضغوط الدولية، وخاصة من أوروبا والدول العربية الصديقة، اضطر إسرائيل إلى التراجع، لكن هذا التراجع ضئيل ومتأخر للغاية، وبالتالي تبقى الرواية العالمية القائلة إن إسرائيل أصبحت الشرير الأعظم راسخة، حتى إن الشباب الجمهوريين في الولايات المتحدة أظهروا مستويات عالية من الدعم للفلسطينيين في استطلاع رأي حديث.

إعلان

وذكرت الصحيفة بأن رئيس الوزراء السابق إيهود باراك حذر مرة من "تسونامي دبلوماسي" وتعرض للسخرية آنذاك، لكن هذا بالضبط ما يحدث الآن، وإذا لم يوقف ستواجه إسرائيل انهيارا على جبهات متعددة.

ولكن هذا المسار -حسب الصحيفة- قابل للانعكاس، إذ يمكن أن تدخل إسرائيل في مفاوضات تهدف إلى إنهاء الحرب، وتأمين إطلاق سراح المحتجزين، وتشكيل هيئة حكم بديلة في غزة، يديرها تحالف من الحكومات الغربية والعربية، وسيمثل ذلك نصرا كاملا حقيقيا على حماس.

أطباء وجنود إسرائيليون ينقلون جنديا أصيب في معارك غزة (رويترز)

وستحقق هذه الإجراءات أيضا فوائد فورية، كإنهاء الحرب، وتخفيف معاناة الجنود المُنهكين، وعودة المحتجزين، وتمكن الأمة من البدء في معالجة انقساماتها الداخلية العميقة، لكن ثمن ذلك هو احتمال سقوط الحكومة الحالية.

لا تكن الجندي رقم 900

أما في صحيفة هآرتس، فقد صاغ أوري مسغاف مقاله في شكل رسالة إلى جندي يقاتل في غزة، حذره في بدايته من أنه قد يكون الجندي رقم 900 الذي يموت في غزة، وذكره بأن هذه الحرب لم تعد تدافع عن أي شيء، ولكنها تستهلك الأرواح من أجل السياسة والكبرياء.

لقد أصبح الهدف الوحيد لهذه الحرب هو الحفاظ على التحالف وتحقيق أوهام "الجهاديين اليهود" المجانين الذين يحلمون بإبادة غزة وتهجير سكانها، فإن لم تكن منهم فليس هذا هو سبب انضمامك للجيش، كما أنك لم تلتحق بالجيش للمشاركة في جرائم الحرب التي ترتكبها الحكومة والجيش، كما يقول الكاتب للجندي.

وذكر الكاتب الجندي بأن ابن سموتريتش البكر تمكن من الدراسة في مدرسة دينية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، وخطب وتزوج وأنجب حفيدا لوالده، كما فاز في يانصيب لشراء قطعة أرض للبناء بأبخس الأثمان، وتجنب الخدمة العسكرية، وقال له: أنت أيضا تستحق الدراسة والزواج وإنجاب الأطفال.

أنت أيضا تستحق إجازة في فندق، وتحتاج للسفر إلى أوروبا وآسيا لتناول الطعام والشراب برفاهية، فلماذا يجب أن تموت من أجلهم؟ أنت صغير جدا. حياتك كلها أمامك. لا تكن الجندي رقم 900. عد إلى الوطن

وتابع الكاتب القول "أنت تفهم أكثر مني أنك منهك وتعاني من حكة مستمرة بسبب وباء الحشرات والقمل. أنت جائع وتتوق للاستحمام وسرير دافئ. وأنت ترى بأم عينيك أنه لا يوجد إرهابيون تحاربهم. إنهم يظهرون هنا وهناك من تحت الأرض ليقتلوك بعبوة ناسفة أو قذيفة مضادة للدبابات. أنت تعلم جيدا عدد الجنود الذين سبقوك وقتلوا في الأشهر الأخيرة جراء انهيار مبانٍ أو انفجار ذخائر أو حوادث غير ضرورية".

وفي رسالته عرج الكاتب على مجلس الوزراء ليذكر الجندي بأن الوزراء الذين يخاطرون بحياتك من أجل خدمتهم في غزة كانوا يتمتعون بحياتهم ويسافرون ويتنزهون، قائلا له "أنت أيضا تستحق إجازة في فندق، وتحتاج للسفر إلى أوروبا وآسيا، لتناول الطعام والشراب برفاهة، فلماذا يجب أن تموت من أجلهم؟ أنت صغير جدا. حياتك كلها أمامك. لا تكن الجندي رقم 900. عد إلى الوطن".

مقالات مشابهة

  • أهداف الحرب الإسرائيلية في غزة تتلاشى وسط وعود فارغة
  • مسؤول سابق في جيش الاحتلال يطالب نتنياهو بصفقة شاملة مع حماس الآن 
  • مستشار نتنياهو يكشف ملامح رؤيته في غزة: لا دولة فلسطينية أو إعمار دون نزع السلاح
  • زعيم المعارضة الإسرائيلية: حكومة نتنياهو تقودنا إلى كارثة سياسية
  • الحوثيون يقصفون تل أبيب.. وملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ (شاهد)
  • المعارضة الإسرائيلية تهاجم حكومة نتنياهو: قادتنا إلى كارثة سياسية ويجب وقف الحرب
  • زعيم المعارضة الإسرائيلية مهاجمًا نتنياهو: انت وحكومتك عديمو الفائدة
  • تقرير: نتنياهو يدرس ضم أراض في غزة حال فشلت مفاوضات وقف إطلاق النار
  • بعد حرب الـ12 يوما مع إيران.. بماذا أوصت مراكز الأبحاث الإسرائيلية نتنياهو؟
  • كيف تقوّض فظائع غزة جيش الاحتلال الإسرائيلي وتُشعل تمردا صامتا بين صفوفه؟