اللاذقية-سانا

موهبتها في الشغل اليدوي وخيالها الإبداعي في هذا المجال دفعا الشابة هيا زيدان قبل أربع سنوات للنهوض بمشروعها الخاص بصناعة الإكسسوارات لتحصد خلال هذه الأعوام نجاحاً واسعاً حفزها على تطوير أدواتها الفنية والخروج بتصاميم مبتكرة كانت السبب وراء توهج مشروعها وانتشار صيتها.

هيا التي تخرجت من كلية التربية الرياضية في محافظة اللاذقية وعملت كمدربة سباحة أكدت أن بدايتها في العمل اليدوي كانت من خلال تشكيل ترتيب سوار جميل من الخرز صورته ونشرته على وسائل التواصل الاجتماعي وكتبت: “هذا من صنعي هل أكمل بهذا المجال”، لتلاقي هذه القطعة كماً هائلاً من التشجيع والإعجاب وحينها قام والدها حسب قولها بشرائها كدعم لها في بداية هذه الطريق.

وأوضحت هيا في حديثها لنشرة سانا الشبابية أنها قامت بشراء المواد الأساسية وأنشأت صفحة خاصة بعملها على “الفيس بوك” لتبدأ بتصميم موديلات جديدة ونشرها وتسويقها إلكترونياً، ساعية إلى الاشتغال بحرفية وإتقان لتخرج بمنتجات ذات جودة عالية وجماليات خاصة.

وأشارت إلى أنها تستوحي تصاميمها من وحي الخيال، ساعية إلى الخروج عن الدارج والمألوف في منتجاتها، على أمل التميز ببصمة خاصة وهوية إبداعية مختلفة عن الآخرين كما ويمكن أن تلبي ذوق الزبون في حال اختار تصميماً معيناً.

أكثر من ذلك تقوم هيا بنقل خبراتها إلى هواة هذا الفن عبر دورات تدريبية لتعليم أصول هذه الحرفة، لافتة إلى أنها استفادت من مشروعها الصغير هذا في سد الكثير من احتياجاتها المعيشية، حيث باعت حتى اليوم نحو 2000 قطعة من صناعتها اليدوية وقد تميزت كل منها بدقتها وخصوصيتها، نظراً لما بذلته من جهد وتركيز كبيرين.

واختتمت هيا بالإشارة إلى أنها تسعى دائماً نحو الأفضل من خلال تنمية مهاراتها وتطوير أساليب العمل وتقنياتها، لتواكب مناخات الموضة العصرية وتلبي مختلف الأذواق دون أن تتخلى عن حرفيتها في العمل ودقة الصناعة التي تقوم بها.

منال عجيب

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

إلهام خير الله: السجاد اليدوي إرث ثقافي حي

خولة علي (أبوظبي) 
في ظل الاهتمام المتزايد بالحفاظ على الموروث الثقافي وتعزيز الهوية الوطنية، برزت إلهام خير الله كباحثة وفنانة تشكيلية متخصصة في صناعة السجاد اليدوي، لتقدم نموذجاً مميزاً يجمع بين أصالة التراث وروح العصر، ومن خلال رؤيتها الفنية المتجددة ومهاراتها، عملت إلهام على توثيق الحرف التقليدية وتطويرها بأساليب معاصرة، محافظةً على القيم الجمالية والثقافية المتوارثة، وساعيةً إلى إعادة إحياء فن صناعة السجاد كأحد رموز الذاكرة الشعبية المحلية.. وبلمسة فنية عميقة، تمضي إلهام في مسيرتها لتجسد ملامح الهوية الوطنية مع كل خيط تحيكه، مقدمةً نموذجاً فريداً في دمج الفنون التقليدية بالحداثة. 
شغف 
بدأت رحلة إلهام خير الله بشغفها بالفنون التقليدية، والذي تطور مع الوقت إلى ممارسة حقيقية لصناعة السجاد اليدوي، وقد رأت في هذه الحرفة ليس مجرد صناعة، بل وسيلة لتجسيد ذاكرتها البصرية وتعبير حي عن ثقافتها العميقة، كان اختيارها لهذا المجال انعكاساً لإيمانها بأن الفنون التقليدية تحمل بين طياتها قصص الأجداد وروح المكان، فهي ليست مجرد أنامل تعمل، بل قلوب تنبض بالتاريخ.
رموز تراثية
لم تكتف خير الله بالموهبة الفطرية، بل سعت إلى صقل مهاراتها من خلال التعلم المباشر على يد الحرفيين المخضرمين، واستكشاف أساليب متنوعة من مختلف أنحاء العالم، وعبر الممارسة اليومية والتجريب المستمر، تمكنت من ابتكار أسلوبها الخاص الذي يحمل بصمتها الفنية الفريدة.
ترى خير الله في خيوط السجاد حكايات تنسج قصص الأرض، والعادات، والتقاليد، تماماً كما كان السدو يوماً خيمةً وبيتاً لأهل شبه الجزيرة العربية، وبين الألوان والنقوش، نجد رموزاً تراثية مثل النخلة والدلة والجمل، وهي دلالات على الثبات، والكرم، والصبر، وقيم متجذرة في الوجدان الإماراتي.

أخبار ذات صلة منصور بن محمد يترأس وفد الإمارات في اجتماع رؤساء اللجان الأولمبية الخليجية بالكويت كأس الإمارات العالمي لجمال الخيل تواصل منافساتها في المغرب

بين الماضي والحاضر 
من خلال أعمالها، حرصت خير الله على أن تكون تصاميمها جسراً يربط بين الماضي بالحاضر، حيث مزجت التقنيات التقليدية بالرؤى الفنية المعاصرة، مقدمة السجاد كمنتج ثقافي نابض بالحياة يتناسب مع متطلبات العصر، فقد استلهمت أغلب أعمالها من واحات العين، وسكون الصحراء، والمعمار التقليدي للمدن القديمة، فانعكست هذه التفاصيل في نقوشها وألوانها، لتمنح أعمالها نكهة إماراتية أصيلة.
وفي مقارنة السجاد المحلي بغيره حول العالم، تبرز خير الله بساطة السجاد الإماراتي وارتباطه العميق بالبيئة والطبيعة، مقابل الزخرفة المعقدة والألوان الصناعية الجريئة التي تميز بعض المدارس الأخرى، ورغم هذا الفارق، فإنها تصرّ على أن الإبداع الحقيقي يكمن في الحفاظ على جوهر الهوية مع التجديد، فتقدم تصاميم معاصرة تليق بالبيئة الحديثة دون أن تفقد روحها الأصلية.
توازن
وتؤمن خير الله بأن صناعة السجاد اليوم تؤدي دورين متكاملين، فهي تحيي التقاليد القديمة، وتعيد تقديمها في قالب فني حديث يواكب تطورات الذوق العام، لكن رحلتها لم تخل من التحديات، فقد واجهت صعوبات في الحفاظ على دقة الصنعة التقليدية مع ندرة الحرفيين المهرة، إضافة إلى ضرورة تحقيق التوازن بين الأصالة ومتطلبات السوق العصري.
مشاركات وطموحات 
شاركت إلهام خير الله في معارض وفعاليات فنية محلية ودولية، حملت خلالها رسالة السجاد الإماراتي للعالم، وأكدت مكانة هذه الحرفة كفن ثقافي راقٍ، كما لعبت دوراً مهماً في نشر ثقافة صناعة السجاد من خلال تنظيم ورش عمل ومحاضرات توعوية تهدف إلى ربط الأجيال الجديدة بجماليات هذا الفن العريق.
أما عن طموحاتها المستقبلية، فتطمح خير الله إلى تأسيس أكاديمية متخصصة في تعليم صناعة السجاد وتوثيق تاريخه المحلي، لتكون منارة تضيء درب الحفاظ على هذا التراث، وتنقله إلى الأجيال القادمة بطرق إبداعية ومستدامة.

مقالات مشابهة

  • فتح الله زيدان: لم يتم مناقشة مشاركة أي فريق سوداني بالدوري المصري
  • المجلس الدانماركي لتمويل المشاريع متناهية الصغر يقيم ورشة عمل في بصرى الشام بدرعا
  • يحظى بدعم روسيا وأمريكا.. مشروع مصري «واعد» لنقل البشر إلى المريخ | فيديو
  • محافظ أسيوط يتفقد تدريب 60 فتاة على صناعة التللي بالمجمع الحرفي في الشامية بساحل سليم
  • "كريم الحسيني لـ الفجر الفني: مسلسل (أبيض فاتح) خطوة جديدة في عالم الإذاعة.. وهدفي بناء صرح يضم 100 عمل سنويًا رغم التحديات"
  • 452 مليون جنيها لإنشاء مدينة جامعية حديثة بجامعة الغردقة
  • تقى حسام تكشف لـ صاحبة السعادة كواليس قلبي ومفتاحه ورحلتها من الإذاعة للتمثيل
  • إلهام خير الله: السجاد اليدوي إرث ثقافي حي
  • صناعة النواب توافق نهائيا علي مشروع قانون الهيئة القومية لسلامة الغذاء
  • الحرائق تلتهم غابات اللاذقية وجهود بكل الإمكانات لإخمادها