موقع أميركي: الدول الكبرى لن تخوض حروبا كبيرة
تاريخ النشر: 4th, March 2024 GMT
حذر باحث في الشؤون العسكرية من أن الولايات المتحدة تنزلق في صراعات في الشرق الأوسط وأوكرانيا، مما جعل المحللون يستحضرون شبح حرب عالمية ثالثة.
وأوضح تيموثي هيث، وهو أحد كبار الباحثين في مجال الدفاع الدولي في مؤسسة راند الأميركية، أن المواجهة بين الولايات المتحدة وخصومها الصين وروسيا وإيران اشتد أوارها حتى لم يعد من الممكن استبعاد اندلاع حرب واسعة النطاق بينها.
ومع ذلك، فإنه لا يتوقع أن ينشب صراع حقيقي بين القوى العظمى شبيه بالحروب العالمية التي اتسم بها القرن العشرون.
ولعل ضعف الدول المنخرطة في الصراعات يعد السمة البارزة في المنافسة المحتدمة بينها، بحسب هيث في مقاله المنشور بمجلة "ناشونال إنترست" الأميركية، إذ يعتقد أن عدم القدرة على حشد الجماهير والموارد الاقتصادية قد لا يترك للخصوم الرئيسيين خيارا سوى الاعتماد على الحروب بالوكالة، والحروب المعلوماتية والسياسية والاقتصادية مع تفادي القتال التقليدي واسع النطاق.
تفاقم نقاط ضعف أميركاومع أن الميزة الاقتصادية التي تتفوق بها الولايات المتحدة على جميع الدول الأخرى لا خلاف عليها -برأي الباحث–فإن نقاط ضعفها تفاقمت.
ويضيف هيث أن العصبية الحزبية الحادة في الولايات المتحدة نالت من قدرة الرئيس على التصرف، بل إن كل الأزمات التي حدثت في العقدين الأخيرين لم تنجح في حشد الرأي العام حوله.
ولا يقتصر التراجع على أميركا وحدها. فالصين وروسيا وإيران أظهرت هي الأخرى أعراضا حادة على ضعفها في الداخل. فالحكومة الصينية -كما ورد في المقال- تنتهج أساليب قاسية لقمع معارضيها وإخضاعهم لتلقين عقائدي.
وبدورها، تواجه روسيا "مستقبلا قاتما"، فقد آثر مليون من مواطنيها "الفرار" من البلاد" منذ بدء الحرب في أوكرانيا، في حين لا تُحظى الحكومة الإيرانية بشعبية كبيرة، ولجأت إلى العنف "الوحشي" لإخماد موجات الاحتجاجات الشعبية، وفق المقال.
هشاشة الدعم الشعبي
ويرى الكاتب أن هشاشة الدعم الشعبي تجعل من شبه المستحيل تبني إستراتيجيات التعبئة الجماهيرية، التي اتبعها القادة في ذروة العصر الصناعي. ومع إدراكها لتلك الهشاشة، أبقت الدول التي تخوض حروبا في الوقت الراهن، مستوى الضرائب منخفضا، وعملت على تأمين انسياب السلع الاستهلاكية، ووضعت عبء القتال على أقلية ضئيلة من مواطنيها "الأمر الذي من شأنه أن يجعل اندلاع حرب كبرى يبدو أقل احتمالا".
ويستدرك هيث قائلا إن من المرجح أن يتخذ الصراع الجيوسياسي نمطا مختلفا عن الحروب العالمية، الأخيرة، ولخص تلك الاختلافات في 3 نقاط، أولها أن أقلية صغيرة من السكان هي التي قد تنخرط في المعارك، في حين لن تشارك فيها الغالبية العظمى أو تكتفي بالدعم السلبي في الغالب.
"إن ضآلة الدعم الشعبي تفرض قيودا صارمة على قدرة الحكومات على الاستمرار في حرب عالية الكثافة".
الانقسام قد يصبح سمة راسخةوالاختلاف الثاني يكمن في أن تراجع الدعم الشعبي وانقسام الجماهير قد يصبحان سمة راسخة في الصراعات. ففي الولايات المتحدة، تصاعدت المعارضة السياسية ضد دعم إسرائيل، وانقسم الديمقراطيون داخل الكونغرس بين مؤيد لفلسطين، وداعم بإصرار لمواصلة الوفاء بالالتزامات طويلة الأمد تجاه إسرائيل وأوكرانيا.
وهاجمت "الجماعات المتطرفة" في روسيا جيشها، بل دعت بعضها للإطاحة بالرئيس فلاديمير بوتين.
وفي إيران تزايدت المعارضة لسياساتها الخارجية في مناطق الأقليات العرقية التي تتعاطف مع أهداف حروبها بالوكالة.
أما الصين، فقد شهدت مستويات أقل من المعارضة لسياستها الخارجية، ويعزو كاتب المقال ذلك أساسا إلى أن بكين غير منخرطة في حروب خارجية.
وثالث تلك الاختلافات تتمثل في أن الحكومات قد تجد صعوبة بالغة في مواصلة حرب عالية الكثافة، نظرا لعجزها عن تعبئة موارد البلاد وسكانها، ومن ثم فإن خوض حرب لا تكلفها كثيرا ستشكل حافزا قويا لها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الولایات المتحدة الدعم الشعبی
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية الكويتي: الدعم السعودي لرفع العقوبات عن سوريا يؤكد موقع المملكة القيادي عربيا ودوليا
قال وزير الخارجية الكويتي عبدالله اليحيا، إن القمة الخليجية الأمريكية المقررة اليوم في الرياض، محطة مهمة بمسار العمل الخليجي، مضيفا "نأمل أن تسفر القمة عن نتائج مفيدة لشعوبنا".
وأضاف "اليحيا"، أن رفع الولايات المتحدة الأمريكية للعقوبات على سوريا، خطوة هامة لرفع المعاناة الاقتصادية عن الشعب السوري، مضيفا أن الدعم والتحرك السعودي لرفع العقوبات عن سوريا يؤكد موقع المملكة القيادي عربيا ودوليا.
وأكد وزير الخارجية الكويتي في تصريحات لـ"العربية"، أن التحرك السعودي فيما يخص الجانب السوري كان مدروسا ومسؤولا.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعلن من قلب العاصمة الرياض، وخلال مشاركته في منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي الثلاثاء، إنهاء 46 عاما من العقوبات الأمريكية على سوريا، في خطوة اعتبرتها دمشق "نقطة تحول محورية" للشعب السوري.
وقال ترامب إنه قرر رفع جميع العقوبات المفروضة على سوريا بعد طلب صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء - حفظه الله، لافتاً إلى عقد اجتماع، الأسبوع المقبل، بين وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، ونظيره السوري أسعد الشيباني.
وآثار إعلان الرئيس الأمريكي، بشأن رفع العقوبات المفروضة على سوريا ردود فعل واسعة وترحيب دولي ومحلي واحتفالات شعبية، تشيد بدور ولي العهد والمملكة.
أخبار السعوديةاهم الأخبارالقمة الخليجية الأمريكيةرفع العقوبات عن سورياترامب وسورياقد يعجبك أيضاًNo stories found.