د. مرتضى الغالي

هذه أقذر حرب عرفها التاريخ وعاشتها البشرية منذ أن خلق الله الوجود الإنساني على ظهر هذه البسيطة..!
ولا نقول فقط إنها من بين أقذر الحروب..! لا والله (المعبود بالحق)..إنها الأقذر من بين جميع حروب الدنيا على إطلاقها..!
وما يدور عن هذه الحرب من أخبار ومشاهد حول العالم لا يكشف حقيقة ما جرى ويجري منذ اندلاعها وحتى هذه اللحظة.

.!
الآن وبين كل (دقيقة وثانية) تتوالى فظائع هذه الحرب وليس بين يوم وأخر..! كل دقيقة تمر ونسمع ونرى من مات بالدانات..ومن مات بالصاروخ..ومن مات بالنبوت والساطور..ومن مات بالمسيّرات..ومن مات بالطعنات..ومن مات بسبب الملاريا..ومن مات وهو في الطريق..ومن مات في انتظار جواز السفر وتأشيرة الدخول أو المغادرة..ومن مات على النقالات..ومن مات بالحسرة..ومن تعفّن بسبب الجروح الملتهبة..ومن مات وهو يحمل بيده (الدربات) وانبوبة الدواء الفارغة..ومن مات في المعسكرات والصحراء..ومن مات تحت الأنقاض..ومن مات بالقهر والغبن..ومن مات من الاكتئاب..ومَنْ مات مِن (قلة الحيلة)..ومن مات بالفجيعة..ومن مات من أجل حفظ كرامته وآدميته..ومن مات بفقدان العائل..ومن مات جوعاً..ومن مات بالحمى والصداع..ومن مات بسبب سوء التغذية..ومن مات بالبرد..ومن لم يجد من يدفنه..ومن مات من النزيف..ومن مات بالحصبة الألمانية وحمى الضنك والايبولا والكوليرا..دعك من موت الأطفال والحوامل والعجزة ومرضى الكلي والسكري والضغط والأزمة والسعال الديكي..!

الواقع والتاريخ يقول إن هذه الحرب تتفوق في (قذارتها ووحشيتها) غزوات الحيثيين والهكسوس والمغول والتتار وحرب الفجّار والحروب الصليبية والحرب العالمية الأولى والثانية وحروب البلقان وأوكرانيا..وحروب سوريا والعراق وليبيا..!

في أي هذه الحروب الطاحنة تم ما جرى وما يجري في السودان الآن من موت يأتي بغير استئذان.. من الأرض والفضاء والسماء..ومن النوافذ والأبواب والطرقات والأزقة….؟!
في أي حرب يحدث (موت السمبلة) هكذا..ويتم الهدم والرجم والقصف والطرد والإجلاء والنهب الفاجر واللعب بكرامة الآباء والأمهات ووأد الأطفال والتلاعب بالجثث المنتفخة وبقر البطون والقتل لمجرد اللهو و(استعدال المزاج)…أو للتفاخر بنجاح غارات التدمير وإشعال الحرائق من أجل التشفّي واسترضاء بعض (المهابيل) وما ينشروه من قاذورات على مواقع الإعلام الفاسق..!!

هذه حرب قذرة تُدار بنوايا (أقذر منها) وبتجرّد كامل من كل رقابة ومن كل خلق ودين ..حرب يتم فيها اقتحام البيوت على أهلها وقتل أهلها وحرق أسباب المعيشة..ويتم فيها الاغتصاب الوحشي وقتل الأب أمام الأبناء والأم أمام البنات..والشاب أمام الشيخ والشيخ أمام الحفيد..ولا شافع ولا معين..!

أنها (حرب الحثالات) التي لا تأبه بما تفعل؟ وفي التاريخ جرى ارتكاب بعض النكرات الذين لا يعرفهم أحد جرائم فردية أو جماعية ولكنها أقل فظاعة مما يُرتكب الآن ضد الشعب السوداني بأسره..! من الذي قتل ابن الخطاب؟ ومن الحثالة الذي قتل الإمام علي..؟! وأي الحثالات الذي قتل أبراهام لينكولن وشي غيفارا وأنديرا غاندي..؟

طرفا الحرب على مسافة واحدة من هذه الفظائع..والجيش هو الأولى بالمساءلة باعتباره جيش الوطن…والحقيقة الأكبر أن الكيزان هم من يشعلون هذه الحرب على قاعدة اللامبالاة بما يجري من قتل وموت ونهب وتدمير واستخدام (أرذل ما يمكن) من أساليب لاستمرارها من اجل نواياهم في السلطة بلا مواربة ولا التفاف..وليكن ما يكون..ولتتهدم كل الجدران الواقفة وليموت ثلثا الشعب أو جميعه..!
ما أسفه مَن يقول إنها حرب كرامة..!
مَن هم هؤلاء النكرات (أصحاب السعادة والسيادة) الذين جيّروا جيش الوطن لحساب الكيزان:
يقول الشاعر عبد الله جعفر:
كان أجدى أن نعلم جيشنا
أن السلاح..وهذه النجمات فوق الكتف
تأتي من نشيج الأرض والزرّاع
كي تنمو على الوطن الحدائق والسلام..!
مَنْ نخاطب غير هذه الأحجار الصماء والوحوش الجائعة والقلوب الخاوية والضمائر العاطلة من كل محبة للحياة والخير والقيم العليا…؟!
كم كان محمود درويش رومانسياً وهو يتساءل مثل الطيب صالح ويجمع بين (المتكوزنين) وبين جنود الإبادة والصهاينة:
ألا تحفظون قليلاً من الشعر كي توقفوا المذبحة..؟!
ألم تولدوا من نساء..؟ ألم ترضعوا مثلنا
حليب الحنين إلى أمهات..؟ ألم ترتدوا مثلنا أجنحة..
لتلتحقوا بالسنونو ..
وكنا نبشركم بالربيع.. فلا تشهروا الأسلحة..!
هؤلاء الحالمين بالسلطة والثراء..ما الذي زرع فيهم هذا الأحلام والكوابيس..؟! ومن الذي وضع على أيدهم (أحد عشر كوكباً) وأباح لهم الاستحمام بدماء السودانيين..؟!
كل هذا انتقاماً من ثورة ديسمبر العظمى..؟!
الجيش للثكنات وكل المليشيات تنحل..
إنه وعد القدال:
شابف شروقك يا بلد..
والله..شوف عينيا
شارف تاني قدّام البلود التانية..كارِب عِمّتك
عارف شبابك..ديل بناتك والولَد
يا ارض أحفظي ما عليك..
يا نيل تعال بي غنوتك..
الله لا كسّبكم بحق جاه النبي..!

الوسومد. مرتضى الغالي

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: د مرتضى الغالي هذه الحرب ومن مات من مات

إقرأ أيضاً:

سارة خليفة من حياة المشاهير إلى «خلف القضبان».. ماذا ينتظرها أمام المحكمة؟

بين ليلة وضحاها تحولت سارة خليفة من منتجة فنية ومنظمة حفلات غنائية، خاصًة حفلات مطربي المهرجانات، إلى جليسة بين أربعة حوائط تنتظر مصيرها، وقرار هيئة المحكمة بشأنها في القضية المتورطة بها، «تكوين عصابة إجرامية» لجلب المواد المخدرة، وتصنيعها داخل البلاد، في أكبر صفقة جلب مواد مخدرة قدرت قيمتها المالية 420 مليون جنيه.

النيابة العامة تحيل سارة خليفة وآخرين لمحكمة الجنايات

النيابة العامة أحالت ثمانية وعشرين متهمًا، من بينهم المتهمة سارة خليفة حمادة، إلى محكمة الجنايات، لمعاقبتهم عما نُسب إليهم من اتهامات بتأليف عصابة إجرامية منظمة تخصصت في جلب المواد المستخدمة في تخليق المواد المخدرة، بغرض تصنيعها بقصد الاتجار، وإحراز وحيازة أسلحة نارية وذخائر بغير ترخيص.

التحقيقات تكشف عن تورط سارة خليفة في جلب المواد المخدرة

وكشفت التحقيقات عن قيام المتهمين بتأليف منظمة إجرامية يتزعمها بعضهم، بغرض تصنيع المواد المخدرة المُخلقة بقصد الاتجار فيها، وذلك عن طريق استيراد المواد المستخدمة في التصنيع من خارج البلاد.

وتوزعت الأدوار فيما بينهم على مراحل، فاضطلع بعضهم بجلب المواد الخام، وتولى آخرون تصنيعها، بينما تولى الباقون ترويجها. وقد اتخذ المتهمون من أحد العقارات السكنية مقرًا لتخزين تلك المواد وتصنيعها، وبلغ إجمالي ما ضُبط من مواد مخدرة مُخلقة ومواد خام داخلة في تصنيعها، أكثر من 750 كيلو جرامًا.

قرارات عاجلة من النيابة العامة

وفي ضوء ما أسفرت عنه التحقيقات، أصدرت النيابة العامة عددًا من القرارات العاجلة، شملت حصر ممتلكات المتهمين، والكشف عن سرية حساباتهم المصرفية، والتحفظ على أموالهم، وإدراج المتهمَيْن الهاربَيْن على قوائم المنع من السفر وترقب الوصول، واستمرار حبس باقي المتهمين.

كما أستند قرار الإحالة إلى أقوال عشرين شاهدًا، وأدلة فنية ورقمية، تمثلت في محادثات وصور ومقاطع مرئية توثق النشاط الإجرامي للمتهمين

وفي هذا الصدد يقف المشرع المصري في قانون العقوبات بالمرصاد لكل من سولت له نفسه لكل من يتاجر، أو يقوم بحيازة المواد المخدرة، ذلك كان سواء بقصد الجلب أو التوزيع أو الاتجار أو التعاطي، وينص القانون على معاقبتهم عقوبات رادعة.

ماذا ينتظر سارة خليفة أمام المحكمة؟

أوضح الخبير القانوني الدكتور عبد الله محمد المحامي بأن عقوبة الاتجار في المخدرات، فإن المادة 33 من قانون العقوبات تنص على أنه يعاقب كل من يقوم بممارسة الاتجار في المواد المخدرة بالسجن المؤبد بدءا من السجن المشدد 3 سنوات، إلى السجن المؤبد أو الإعدام في بعض الحالات، والغرامة المالية التي تصل إلى 100 ألف جنيه مصري، كما أنها لا تزيد على 500 ألف جنيه مصري، وهذا في حالة إذا تم تصدير أو استيراد المخدرات أو أي شيء يتعلق بها من المحاصيل الزراعية.

كما أشار الدكتور عبد الله محمد المحامي في تصريحه بأن قانون العقوبات يشدد في المادة 34، عن عقوبة الاتجار في المخدرات داخل المجتمع لتصل إلى السجن المؤبد والإعدام تبعاً لوقائع الدعوى، وإذا كانت هناك حيثيات مشددة للعقوبة، مثل جلب المخدرات من الخارج، أو بيع مخدرات قوية التأثير ومدمرة للصحة، أو بيع كميات كبيرة.

وأردف قائلا بأن القانون لم يتغاضى ولم يتغافل عن التعاطي للمواد المخدرة فقد نصت المادة 39 من قانون العقوبات المصري على أنه يعاقب المتعاطي بالحبس لمدة سنة، كما يلزمه بضعف غرامة مالية قدرها ألف جنيه مصري، ولا تزيد على ثلاثة آلاف جنيه مصري، إذا تم إلقاء القبض عليه في مكان مخصص أو تم إعداده لتناول المواد المخدرة، وتعاطيه للمواد المخدرة مع المعرفة التامة بذلك، كما تزيد العقوبة بالضعف، لتصل لمدة عامين، إذا كانت المواد المخدرة هيروين وكوكايين.

كما واصل بأن القاضي الجنائي له كامل الحرية في تكييف الوقائع وإسباغ النصوص القانونية علي الواقعة فله أن يحكم بالعقوبات المقررة قانونا ومن حق السلطة التقديرية للمحكمة تعديل القيود والأوصاف الواردة بأمر الإحالة ولا تقييد المحكمة بالقيود والاوصاف الواردة بأمر الإحالة

اقرأ أيضاًتأجيل دعوى الفنانة عفاف شعيب ضد محمد سامي لهذا الموعد

«القانون مش عبء.. القانون أمان».. النيابة العامة تحذر من مخاطر المخالفات المرورية |فيديو

بالأسماء.. إخلاء سبيل 37 متهما بنشر أخبار كاذبة بضمان محل الإقامة

مقالات مشابهة

  • ماذا يحدث لعظامك لو تعرضت للمروحة أثناء النوم مباشرة؟
  • تصعيد غير مسبوق وحرب تلوح في الأفق| ترامب ينشر غواصتين نوويتين ردًا على تهديدات روسيا.. ماذا يعني ذلك؟
  • ماذا تعرف عن الاشتراكي الأخير في بكين الذي يحارب الديمقراطية والنسيان؟
  • الحكومة: الحوثيون يجنون من قطع التبغ الذي سيطروا عليه نصف مليار دولار سنوياً
  • ناقد رياضي يسخر من الزمالك بعد هزيمته أمام بروكسي.. ماذا قال؟
  • معظمهم فقدوا أعينهم... طلاب جرحى في الحرب يتفوقون في الترمينال (صور)
  • ماذا يمكن أن يفعل المرشح الذي عينه ترامب في بنك الاحتياطي الفيدرالي؟
  • ضباط إسرائيليون يفتحون نار ألسنتهم من أمام وزارة الدفاع
  • هل الخيار المتطرف الذي تبحثه إسرائيل في غزة قابل للتنفيذ؟
  • سارة خليفة من حياة المشاهير إلى «خلف القضبان».. ماذا ينتظرها أمام المحكمة؟